-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كل
سنة وأنتم سالمين ..! بقلم
/ عبد الناصر عوني فروانة* بأي حال عُدت يا عيد ..
أعياد مضت وعيد يحل وأحوال
شعبنا وأسرانا على حالها ... بل
تزداد أوضاعنا قسوة ، فالاحتلال
جاثم على صدورنا ونكبة الانقسام
قائمة بآثارها وتوابعها
ومرارتها ، ومعاناتنا لا حدود
ها وأضحت جزء من حياتنا .. وفقرنا
من سمات معيشتنا ، وهمومنا
وآلامنا زادنا اليومي ، وحقوقنا
الإنسانية مسلوبة ، والعيد بات
عبء ثقيل علينا ، وعلى آبائنا
وإخواننا دائمي العضوية في جيش
البطالة . وإذا كانت الشعوب تعيش
في أوطان ، فنحن الوطن يعيش فينا
، و جميعنا يعيش في سجون
ومعتقلات كبيرة وصغيرة ، على
اختلاف أسمائها وتعدد مواقعها ،
فـ " فلسطين خلف القضبان " . و منا الآلاف قد مرَّ
عليهم عشرات الأعياد وهم في
سجون الاحتلال بعيدين عن ذويهم
وأحبتهم وأطفالهم ، ومنهم من
استقبل العيد تلو العيد مع
أبنائه وأشقائه داخل السجن ،
ومنهم من فقد والديه وهو في
السجن ليُحرم وللأبد من إحياء
أعياد مقبلة معهم . فآلاف العائلات
الفلسطينية تنتظر عودة أبنائها
الأسرى سالمين ، فيما مئات أخرى
تنتظر عودة جثامين شهدائها و
شهيداتها المحتجزة لدى سلطات
الاحتلال منذ سنوات طويلة ،
لإكرامها ودفنها وفقاً للشريعة
الإسلامية وفي مقابر إسلامية . وغالبية الناس يقضون
أيام العيد الثلاثة إما في
المقابر أو في بيوت العزاء
لتوزع الكعك والتمر والقهوة
السادة على أرواح شـهـدائها
وأمواتها ، أو في زيارة الجرحى
والمصابين والأسرى ، والغالبية
يستذكرون أحبتهم بالألم والحزن
وغزارة الدموع
. فالعيد مناسبة مؤلمة ،
تتجد فيها الآلام
والأحزان ، وتفتح فيه الجراح
ويُستحضر خلالها ذكريات الأحبة
ومشاهد المأساة و فصول المعاناة
الطويلة متعددة الصور والأشكال
، والتي لا يمكن سردها في هذا
المقام . ومع ذلك نتسلح بإرادة لا
تلين وأمل لم ولن يغيب ، ونحلم
بعيد يحل علينا قريباً ، يعود
فيه للأرض أصحابها ، وللبيوت
المهدمة ساكنيها ، وللمساجد
التي دمرت زاائريها ،
وللأطفال طفولتهم التي سُلبت
منهم ، وللأمهات أبنائها الأسرى
وجثامين شهدائها المحتجزة . عيد بدون " انقسام "
.. عيد يجمعنا كشعب واحد غير مقسم
أو مجزأ ، في وطن واحد لا أوطان
كما حلمنا أن يكون دوماً وكما
ناضلنا منذ عقود من أجل أن يكون
هذا الوطن ، تحت مظلته
التاريخية منظمة التحرير
الفلسطينية . عيد
نكون فيه قادرين على الوصول
للقدس الشريف والصلاة في المسجد
الأقصى دون قيود ووقتما شئنا ،
ونتمكن فيه من أن نرفع العلم
الفلسطيني خفاقاً وبحرية فوق
مآذن وكنائس القدس الشريف . عيد
يعود
فيه الأسرى عموماً ، وقدامى
الأسرى المعتقلين منذ عشرات
السنين خصوصاً إلى بيوتهم
وأحبتهم الذين طال انتظارهم لهم
، وتُعاد فيه جثامين الشهداء
لأهلها لدفنها بكرامة . فكل سنة وأنتم جميعاً
سالمين ، لأن السلامة غنيمة في
هذا الزمن العصيب ، وحين عودتنا
وعودة وحدتنا ووحدة وطننا وتحقق
حريتنا وحرية أسرانا وقدسنا ..
سأقول لكم وقتها عيد سعيد . ــــــــــــــــــ *أسير سابق ، وباحث مختص
في شؤون الأسرى ومدير دائرة
الإحصاء بوزارة الأسرى
والمحررين في السلطة الوطنية
الفلسطينية الموقع الشخصي / فلسطين
خلف القضبان ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |