-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
جنون
التعصب الحزبي أ.د.
محمد اسحق الريفي (1) يوجد في العالمين
العربي والإسلامي العديد من
الجماعات الإسلامية الفاعلة
سياسياً وجهادياً، ولكل منها
فكرها ونهجها الخاص بها، رغم أن
لها غايات مشتركة وتنشط في
مناطق مشتركة وتجمعها قواسم
مشتركة كثيرة.
أدى غياب التنسيق بين تلك
الجماعات وتحوصلها حول ذاتها
إلى ظهور ما يمكن تسميته "جنون
التعصب الحزبي" بين عناصرها
ومؤيديها. تبرر كثير من الجماعات
الإسلامية وجودها بالقاعدة
الفقهية "ما لا يتم الواجب
إلا به فهو واجب"، إذ لا يمكن
القيام بواجب الدعوة إلى الله،
وتحرير الأراضي المحتلة،
وتطبيق الشريعة الإسلامية،
وإحياء الخلافة الإسلامية إلا
بالعمل الجماعي المنظم.
ولكل جماعة إسلامية مبررات
قيامها، فقد قام معظمها استجابة
لمتطلبات الواقع الذي يعيشه
المسلمون في مناطق مختلفة من
العالم، وللتحديات التي تواجه
الأمة الإسلامية.
وحملت كل جماعة من السمات
والخصائص التي قد تساعدها على
تحقيق أهدافها والصمود أمام
التحديات التي تواجهها، ولهذا
جاء التنوع في الجماعات
الإسلامية من حيث النهج والفكر
والأهداف والوسائل. وكان لعوامل الزمان
والمكان، والتحولات الاجتماعية
والسياسية المعاصرة، والظروف
الإقليمية والدولية دور في
التأثير على فكر الجماعات
الإسلامية ونهجها ووسائلها
وأهدافها. لذلك
طرأت تطورات واضحة على العديد
من الجماعات الإسلامية،
استجابة لتلك العوامل، ونتيجة
حتمية للتفاعل من الواقع
وموازين القوى، بل قامت جماعات
إسلامية في أزمنة محددة لتتناسب
مع معطيات الواقع وطبيعة
التحديات، وربما سنشهد نشوء
جماعات إسلامية جديدة في
المستقبل. ولكي تحافظ كل جماعة
إسلامية على خصائصها المميزة،
وبالتالي على نفسها ووجودها، لا
بد لها من التحوصل الفكري حول
ذاتها، عبر التأكد من تحقق شروط
العضوية الخاصة بها في كل من
يرغب في الانتماء إليها، وعبر
التأكد من تحقق شروط القيادة
فيمن يطمح في الوصول إلى
المواقع القيادية فيها.
أدت تلك الشروط التي تعكس
تنوع المدارس الفكرية للجماعات
الإسلامية إلى نوع من التعصب
للجماعة، أصاب قادتها
وأعضاءها، وعززته عوامل كثيرة،
أهمها اختلاف الرؤى حول قضايا
أمتنا الإسلامية المصيرية.
يُفقد هذا التعصب من يصاب به
القدرة على رؤية وجهة نظر
الآخرين، فيتمسك برأيه حتى لو
جانب الصواب. والأكثر من ذلك، يتغاضى
الشخص المتعصب لجماعته عن
أخطائها وأخطاء قادتها،
ويمجدها ويضفي قدسية على تصرفات
قادتها وآرائهم ومواقفهم.
وقد يبلغ التعصب للجماعة من
الفرد مبلغاً عظيماً، فيبيح
لنفسه الخروج عن حدود الأخلاق
الإسلامية في التعامل مع الناس،
فيسيء معاملتهم، وينتهك حقوقهم
بذريعة أن رأيه هو الأصوب،
وجماعته هي الأهدى، وقادتها
منزهون عن الأخطاء والخطايا،
وقراراتهم فوق النقد، بل إن بعض
المتعصبين يظنون أن مواقفهم
وقراراتهم إلهام من الله تعالى،
ولهذا فهي ليست محلاً للنقاش
والنقاش. هذا التعصب الذي بلغ حد
الجنون يدفع المصابين به إلى
النظر إلى من يختلف معهم في
الرأي نظرة دونية، فيجعلون من
الاختلاف مع غيرهم في الرأي
مبرراً لاستباحة حقوقهم
والاعتداء عليهم، ويحد من قدرة
المصاب به على إدراك حقيقة
الواقع وتحدياته، فلا يبالي
بمكر الأعداء ضد المسلمين، ولا
بما يصيب الأمة من أذى ومصائب
بسبب التشرذم والتنازع الذي
يكاد يفتك بأمتنا الإسلامية،
وذلك لسبب واحد فقط، وهو أن
المتعصب لا يرى الأمور إلى من
منظار جماعته، ولا يؤمن إلا
بمواقفها وسياستها، وكأن هذا
الجماعية لها دينها الخاص بها. والتعصب يبعد الناس عن
الإسلام، ويمنح الأعداء فرصة
كبيرة لاستغلال تشرذمنا
وانقسامنا لخدمة أهدافهم،
ويجعل المتعصب لجماعته يكيل
بمكايل عديدة، دون هدى أو
بصيرة، وفقاً لمعايير جماعته
ومصالحها فقط.
إنه جنون التعصب الذي يبيح
للمتعصب الخصومة مع أبناء دينه
ووطنه، فينفِّرهم، ويصرفهم عن
العمل لنهضة أمتنا، ويقفل
الأبواب في وجوه المسلمين
الوسطيين، ويحول دون استيعابهم
في الجماعات الإسلامية
للاستفادة منهم وتوظيف ملكاتهم
وكفاءاتهم وطاقاتهم وعلمهم في
خدمة أمتنا.
إنه جنون التعصب الحزبي
الذي يجعل المصاب به لا يرى
محاسن الآخرين رغم كثرتها، ولا
يرى إلا مساوئهم رغم قلتها، ولا
يرى مساوئ جماعته رغم كثرتها. وللتعصب الحزبي أسباب
كثيرة، منها الجهل، وضيق الأفق،
وضعف العلم الشرعي بأمور البيعة
والجماعة، والانغلاق الفكري،
والافتقار إلى مهارات الحوار
المعزز بقوة البرهان والدليل
الشرعي وحجة المنطق، وغياب
ثقافة المشاركة والتنوع
والتكامل... وهكذا. (2) الظروف الصعبة التي تمر
بها أمتنا تحتم علينا العمل
الجاد والمخلص من أجل حماية
أجيالنا الصاعدة من التجهيل
الثقافي ومن الثقافات الهدامة،
ولهذا لا بد من بذل جهود واعية
كبيرة لتربية النشء تربية واعية
وتحصينهم من الأفكار المنحرفة،
عبر دعوتهم بحكمة وبطرق ذكية
تتناسب مع ظروف العصر.
ومن أهم ما يمكن أن نقدمه
لكسب أجيالنا الناشئة إلى صف
أمتنا هو الوصول إلى وجدان تلك
الشريحة الواسعة من أبناء أمتنا
غير المؤطرين سياسياً، ومخاطبة
أذهانهم بطريقة مقنعة وغير
منفرة، بهدف كسبهم وتحصينهم
بالوعي والإيمان، وإنقاذهم من
تضليل الأمريكيين والغربيين،
الذين يسعون إلى تكوين جيل عربي
متأمرك مستسلم. وبما أن الأمريكيين
والغربيين والصهاينة يسعون إلى
عزل الملتزمين بالإسلام عن باقي
الناس في مجتمعاتنا العربية
والإسلامية وفي المجتمعات
الغربية، فلا بد للإسلاميين من
كسر هذه العزلة والتفنن في
الوصول إلى كل فئات المجتمع،
وأن يسوِّقوا أفكارهم
ويروِّجوها بأسلوب عصري، دون
إفراط أو تفريط، لخدمة أمتنا
وحماية أبنائها، ولا يمكن تحقيق
هذا في ظل جنون التعصب الحزبي
المنتشر في مجتمعاتنا. فالتعصب الحزبي يحد من
قدرة المصاب به على فهم غيره من
الناس، ويحول دون إقامة علاقات
معهم مبنية على أسس من التسامح
والتعاون على الخير، فالمتعصب
يرى كل الأفراد الذين ينتمون
إلى جماعة ما على أنهم متساوون
في الأفكار والمواقف، فيتعامل
معهم على أنهم نسخة طبق الأصل من
صورة مشوهة لتلك الجماعة، ويصدر
عليهم أحكاماً مسبقة دون تمييز،
ما يؤدي إلى نشوء جدار من سوء
الفهم يعزل الجماعات والأحزاب
بعضها عن بعض، ويعزل المتعصب عن
أبناء شعبه، فيعجز عن استيعابهم
أو التعاون معهم. ويؤكد علماء النفس أن
أفكار الأشخاص ومواقفهم يمكن أن
تتغير إذا توفرت ظروف مناسبة في
ظل أجواء التسامح والتراحم
والاحترام المتبادل، ولهذا يجب
أن لا نيأس من التأثير على مواقف
الناس وأفكارهم بطريقة تعزز
التعاون معهم وتساعدنا على
كسبهم في صفوفنا لخدمة ديننا
وأمتنا، ولكن تلك الأجواء
الإيجابية لا يمكن أن تتوفر في
ظل التعصب الحزبي، الذي يجعل
المتعصب عاجزاً عن التعامل مع
الناس بموضوعية وإنصاف،
فيعاملهم بطريقة منفرة تخلو من
التراحم والاحترام. والإسلام نهى عن التعصب
بكل أنواعه، وقد ورد في سيرة
رسول الله محمد (صلى الله عليه
وسلم) ما يدلنا على أنه كان
يستوعب الناس ويحوِّل العدو
اللدود منهم إلى صديق حميم، وقد
دخل في الإسلام نتيجة لذلك كثير
من الناس. فلم
يكن نبينا الكريم محمد (صلى الله
عليه وسلم) متعصباً، فهو القائل:
"الحكمة ضالة المؤمن أنى
وجدها فهو أحق الناس بها"،
وهو الذي أمره الله تعالى
بإبقاء باب الحوار مع الآخرين
مفتوحاً: {... وَإِنَّا أَوْ
إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ
فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (سبأ، 24)،
والتعاون معهم: {...
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ
وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ...} (المائدة، 2)... والمرحلة التي نعيشها
الآن تفرض علينا الارتقاء
بمعاملتنا وتفكيرنا وخطابنا،
لنكون جديرين باحترام الناس
وحبهم، ولنتمكن من كسب قلوبهم
وعقولهم، خاصة أن أعداء أمتنا
يحاولون إظهار الإسلاميين على
أنهم متطرفون وعدوانيون،
ويتهمونهم بالإرهاب والكراهية
الدينية، ما أدى إلى تكوين عقدة
الخوف من الإسلام عند كثير من
الناس، ولهذا علينا أن نثبت لهم
العكس، وأن نريهم الصورة
الحقيقية للإسلام، الذي كرم
الإنسان وأعطاه حريته وحقوقه
كاملة. وفي فلسطين، نحن أحوج
الناس إلى كسب الآخرين، وخاصة
من مؤيدي التنظيمات غير
الإسلامية، فعلينا أن نتجنب
تنفيرهم وصدهم بممارساتنا
الفظة والغليظة، إذ الأجدر بنا
مساعدتهم على استيعاب أفكارنا
وعلى حبنا، ليستطيعوا فهمنا على
حقيقتنا. وقد
عانى شعبنا كثيراً من سياسات
الإقصاء التي مارستها بعض
التنظيمات، ونحن في فلسطين، بعد
حصول "حماس" على ثقة معظم
شعبنا وتأييده، علينا تجنب
ممارسة الإقصاء نهائياً، فنحن
بحاجة ماسة إلى تعزيز قيم
التسامح والتعاون والشراكة،
وهذا ليس تكلفاً كما قد يظنه بعض
الناس، وإنما هو من صميم ديننا
الحنيف. فلنفسح الطريق أمام
الناس ليفهموا الإسلام
وليحبوه، لئلا يقعوا فريسة
للدعوات الهدامة المنتشرة في
ربوع أوطاننا، التي تستهدف
ديننا ووحدتنا، ولنبقي باب
الحوار المفضي إلى التعاون بين
الجميع على البر والتقوى
مفتوحاً على مصراعيه. (3) يزعم المتعصب أنه يمتلك
ناصية الحقيقة، وهذا خطأ، فلا
أحد يستطيع الادعاء أنه يمتلك
الحقيقة، فنحن لدينا فقط صورة
عن الحقيقة، ويعتمد مدى قرب هذه
الصورة من الحقيقة على عقولنا،
وأفكارنا، وعواطفنا، والظروف
المحيطة بنا، والزاوية التي
ننظر بها إلى القضايا.
وما دام الناس يختلفون في
هذه الأمور، فلديهم صور مختلفة
عن الحقيقة، ولهذا ينشأ الخلاف
بين الناس في الآراء والمواقف.
والتعصب الحزبي هو طريقة
غير صحية للتعامل مع قضية
الاختلاف في المواقف والآراء،
إذ الأولى بالمتعصب أن يحاول
الاستفادة من وجهات نظر الآخرين
لإدراك حقائق الأمور، وتكوين
صورة حقيقية للقضايا والأمور. وحتى إذا لم يسعف
المتعصب عقله وخبرته والمعرفة
التي يمتلكها في إدراك الحقيقة،
فعليه أن يبقي باب الحوار مع
الآخرين ومحاولة الفهم وتنبي
مواقف صحيحة مفتوحاً على
مصراعيه، لأن إغلاقه يعني اليأس
وتخطيء الآخرين لحد تكفيرهم،
وعدم إعمال العقل في القضايا
والأمور، والحرمان من
الاستفادة من التفكير الجماعي
والشورى وحكمة الحكماء وخبرة
الخبراء في كل المجالات، ولا
سيما السياسية، التي تتطلب
ديناميكية في التفكير
والمواقف، وقدرة كبيرة على
التحليل المبني على استقراء
الماضي واستشراف المستقبل. ومما ينبغي الإشارة
إليه هنا، أن خطر التعصب الحزبي
لا يؤدي إلى توتير العلاقات بين
الجماعات والأحزاب في البلد
الواحد وتدهورها فحسب، ولكنه
يصيب أيضاً الجماعة نفسها التي
تضم متعصبين حزبيين لها، حيث
يؤدي التعصب إلى قطع الطريق على
الاستفادة من طاقات الأفراد في
الجماعة الواحدة.
فالانغلاق الفكري الناجم عن
التعصب الحزبي يفقد الجماعة
قدرتها على الاستفادة من
الأفكار الإبداعية، لأن
المتعصب يقمع أفكار أبناء
جماعته إذا لم تكن متوافقة مع
أفكاره، ليثبت لأعضاء جماعته
أنه صادق الانتماء لجماعته،
وأنه حريص على مبادئها وأفكارها
ونهجها، وليثبت لنفسه ولغيره من
أعضاء جماعته أنه أهل للقيادة
وتحمل المسؤولية، وأن استخدام
نفوذه في صد الآخرين وتحجيمهم
وإبعاد شبح منافستهم له مبرر
بحرصه على الجماعة. كما يميل المتعصب
الحزبي إلى إقصاء أبناء جماعته
الذين يمارسون النقد الإيجابي
بحرية، ويناقشون المواقف
والقرارات والممارسات،
ويقترحون اقتراحات غالباً لا
يستطيع عقل المتعصب استيعابها،
ويقتل عندهم ملكة التفكير
الإبداعي، لأنه يخاف من الأفكار
الإبداعية، ويظل ملتصقاً
بالأفكار التقليدية، التي قد
تكون خاطئة وتحتاج إلى إعادة
نظر فيها. ولذلك
فإن التعصب الحزبي شر على
الجماعة التي ينتمي إليها
المتعصب، وعلى الجماعات الأخرى
وعامة الناس وكل فئات المجتمع
والأحزاب التي تنشط فيه. ولكن كيف يمكن معالجة
جنون التعصب الحزبي؟! من وجهة نظري
المتواضعة، أرى أن العلاج يتكون
من شقين: شق نظري، وشق عملي.
أما الشق النظري، فيتمثل في
تصحيح المفاهيم حول معنى
الجماعة في الإسلام، فالجماعة
في الإسلام لها مفهومان: مفهوم
سياسي، ومفهوم شرعي.
والمفهوم السياسي هو الولاء
والنصرة للمسلمين، بغض النظر عن
الجماعة التي ينتمون إليها،
ويقتضي هذا المفهوم طاعة ولاة
الأمر وموالاة المسلمين
ونصرتهم والدفاع عنهم وعدم
الخروج على جماعتهم.
أما المفهوم الشرعي، فهو ما
يشير إليه الفقهاء بـ "السنة
والجماعة"، وهو الاجتماع على
الأصول الثابتة في الكتابة
والسنة والإجماع، واتباع ما كان
عليه السلف الصالح من لزوم الحق
واتباع السنة.
وأنصح بقراءة موضوع نشرته
إسلام أون لاين عبر موقعها
بعنوان "مفهوم الجماعة: بين
الضيق والسعة". أما الشق العملي، فأقصد
به المشاركة في الأنشطة
والبرامج العامة التي تقوم بها
وترعاها جماعات أخرى، كأنشطة
الدعوة إلى الله، والأنشطة
السياسية الهادفة لنصرة قضايا
الأمة العربية والإسلامية،
وعلى رأسها قضية فلسطين،
والتصدي للعدو الصهيوصليبي وكل
أعداء أمتنا.
وكذلك المشاركة في مؤسسات
المجتمع المدني، وعدم تركها
لمجموعات ممولة ومدعومة من
الغربيين، ولا سيما تلك
المؤسسات التي تتعلق بالتنمية
الإنسانية وحقوق المرأة
والحقوق الإنسانية العامة، وهي
مجموعات تساهم في تحقيق أهداف
الدبلوماسية الغربية الممولة
لها، وتستخدم أداة لابتزاز
الحكومات لصالح الغربيين وضد
أمتنا العربية والإسلامية. ولقادة الجماعات
والأحزاب دور مهم في معالجة
التعصب الحزبي، من خلال تعزيز
التعاون وإيجاد فرص وبرامج
وفعاليات تحقق التعاون بين
أعضاء الجماعات المختلفة،
فالتعاون يجب أن يحل محل
التنافس السلبي الذي ينجم عنه
نزاعات وصراعات تذهب ريح
الجماعات وتبدد جهودها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |