-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بعض
من " ثلاث" د:
عثمان قدري مكانسي قال القرطبي رحمه
الله تعالى يذيّل تفسيره للآية
الكريمة " ما
يفعل الله بعذابكم إن شكرتم
وآمنتم ، وكان الله شاكراً
عليماً " أعلّق عليه بما
يوضح المراد : - قال مكحول: أربع من
كن فيه كن له، وثلاث من كن فيه كن
عليه؛ فالأربع اللاتي له: 1، 2- فالشكر
والإيمان ، قال الله تعالى:
« ما يفعل الله
بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ، وكان
الله شاكراً عليماً » وكان
الله شاكرا عليما » أي يشكر
عباده على طاعته. ومعنى « يشكرهم
» يثيبهم؛ فيتقبل العمل القليل
ويعطي عليه الثواب الجزيل، وذلك
شكر منه على عبادته . وقال تعالى " ومن
شكر فإنما يشكر لنفسه "
[النمل 40 ] 3- والاستغفار،
قال الله تعالى: « وما
كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما
كان الله معذبهم وهم يستغفرون »
[ الأنفال: 33 ] (ولن يعذب الله
تعالى قوماً يستغفرونه ،
فالاستغفار لجوء إلى الله تعالى
من الذنوب والآثام بعد الإقرار
بها . وهذا لبّ الإيمان وشدة
الدنوّ والقرب من الله تعالى ،
ومن ابتغى هذا فقد أرضى ربّه) . 4- والدعاء
، قال تعالى: « قل
ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم
» [ الفرقان: 77 ] . والله تعالى
يقول : " وقال
ربكم ادعوني أستجب لكم ، إن
الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنّم داخرين " (
والدعاء مخ العبادة ، بل هو
العبادة نفسها ، وهو دليل على
القرب من الله والعياذ به من كل
سوء ومكروه ، وهذا ما يريده الله
تعالى من عبده ). وأما الثلاث اللاتي
عليه: 1- فالمكر
، قال تعالى: « ولا يحيق المكر
السيئ إلا بأهله » [ فاطر: 43 (
وبمعنى آخر : من أراد السوء
لعباد الله وقع في شر أعماله ) . 2- والبغي
، قال تعالى: : « يا أيها الناس؛
إنما بغيكم على أنفسكم متاعَ
الحياة الدنيا » [ يونس: 23 ] . ( ومن
ظلم الناس أو أساء إليهم فسوف
يعود الظلم عليه وبالاً فمن حفر
حفرة لأخيه وقع فيها) . 3- والنكث
، قال تعالى: « فمن نكث فإنما
ينكث على نفسه » [ الفتح: 10 ] . (
والنكث تفلّت وتخلّ عن وعد
خيّرٍ ملزم أخذه الإنسان عهداً
على نفسه ، يتحمّل جريرة إخلافه
. - وقال حكيم : ثلاث
خصال من کن فيه أو واحدة منهن
کان في ظل عرش الله عز و جل {يوم
القيامة} يوم لا ظل الا ظله ) : 1- رجل أعطی الناس
حقوقهم . ( وهذا العدل بعينه ) . 2- و رجل لم يقدم رجلا
و لم يؤخر أخری حتى يعلم أن ما
يفعله فيه لله رضی أو سخط . (
فحياتنا لله وعودتنا إلى الله
" إنا لله وإنا
إليه راجعون " ومن عرف ذلك
كان حذراً فيما يفكر ويفعل ) . 3- و رجل لم يعب أخاه
المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب
من نفسه فانه لا ينفي منها عيبا
إلا بدا له عيب و کفی بالمرء
شغلا بنفسه عن الناس. - وقال آخر : ثلاث خصال
من کن فيه فقد استكمل خصال
الإيمان: 1- رجل إذا رضی لم
يدخله رضاه في إثم و لا باطل . (
إن ميزان الرضا تقوى الله عز
وجلّ ، وليس للمصلحة الآنيّة أو
المنفعة الشخصية أثر في هذا
الرضا) . 2- ورجل إذا غضب لم
يخرجه الغضب من الحق . ( ومن
استطاع ذلك فليس للشيطان عليه
من سبيل ) . 3- ورجل إذا قدر لم
يتعاط ما ليس له . ( رحم الله امرأ
عرف حدّه فوقف عنده ) . - وقال حكيم : إن أسرع
الخير ثوابا البرُّ ، و إن أسرع
الشر عقابا البغي ُ . و کفی
بالمرء عيبا 1- أن ينظر من الناس
إلی ما يعمی عنه من نفسه .
وقد قال الحبيب المصطفى صلى
الله عليه وسلم : " يرى
أحدكم القذى في عين أخيه ولا يرى
الجذع في عين نفسه " ( ولا
أدري لماذ نرى عيوب الآخرين
الصغيرة ولا نرى عيوبنا الكبيرة
!) . 2- و يعيب الناس بما لا
يستطيع ترکه . ( وهذا العيب نتاج
للعيب السابق ) 3- و يؤذي جليسه بما لا
يعنيه. ( وكم من امرئ يفعل ذلك
فيؤذي نفسه أوّلاً ، وغيره
ثانياً حين يتدخّل بما لا يخصّه
) . - في
صحيح البخاري رحمه الله عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
اله عليه وسلم قال : " الخيل
لثلاثة : لرجل أجر ، ولرجل ستر ،
وعلى رجل وزر ، 1- فأما الذي له
أجر ، فرجل ربطها في سبيل الله ،
فأطال لها في مرج أو روضة ، فما
أصابت في طيلها ذلك في المرج
والروضة ، كان له حسنات ، ولو
أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو
شرفين ، كانت آثارها وأوراثها
حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر
فشربت منه ولم يرد أن يسقي به
كان ذلك حسنات له ، فهي لذلك
الرجل أجر . 2- ورجل ربطها
تغنيا وتعففا ، ولم ينس حق الله
في رقابها ولا ظهورها ، فهي له
ستر . 3- ورجل ربطها
فخرا ونواء ، فهي على ذلك وزر
" . فسئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الحمُر ، قال : " ما
أنزل الله علي فيها إلا هذه
الآية الفاذة الجامعة : { فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن
يعمل مثقال ذرة شرا يره } "
. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |