-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هلكوست
ضد اللاجئين القلسطينيين بقلم
/ سميح خلف لست بصدد أن أبحث هنا عن قضية الهلكوست
التي تعرض لها اليهود أبان
الحرب العالمية الثانية ولست
بصدد أن أتعمق في قضية إضطهاد
اليهود في أوروبا من الناحية
التاريخية، فيكفي أن العرب فعلا
ً كانوا هم أفضل الشعوب في
التسامح وحماية الضعيف بعيدا عن
أي نظرة دينية ولا أريد أن أزيد
هنا عن التاريخ . ولكن كان يجب ان
لايكون هذا التسامح على حساب
الشعب الفلسطيني . ولكن أريد أن أمس جوهر القضية بقيمتها
المادية والمعنوية في حالة
الصواب في هذا الإعتقاد أو حالة
الخطأ، وإذا كان اليهود قد
تعرضوا للظلم فعلا ً من أوروبا
فهل يعني ذلك أن تقام حلقات
ومجالس الهلكوست بمفهومها على
الموائد الأوروبية والعربية
تجاه الشعب الفلسطيني . الكل يتحدث عن الهلكوست وأصبحت مادة
لتكريس وجود إسرائيل على الأرض
الفلسطينية ولا أحد يتحدث عن
الهلكوست التي يتعرض لها الشعب
الفلسطيني منذ سنوات النكبة
الأولى وإلى الآن ، والحقيقة أن
الشعب الفلسطيني مورست ضده
مفاهيم الهلكوست قبل عام
1948ببعدها المعنوي والمادي
والتي مازالت تمارس حتى اليوم
فليست الهلكوست فقط إسالة
الدماء أو حرق المادة ومساماتها
ولكن هناك هلكوست يمارس ضد
الشعب الفلسطيني بالعمق المادي
المؤثر والذي يتساوى بل يتعمق
أكثر من عملية القتل أو الحرق أو
التهجير أو الترحيل . فعندما يحلق فلسطيني في الفضاء هو
وعائلته أكثر من خمسة وأربعين
يوما ً بدون أن يتحصل على تأشيرة
دخول فهذا هو الهلكوست بعينه
،وحينما يذبح الفلسطينيين في
العراق فهذا هو الهلكوست بعينه
، وعندما ذبح الفلسطينيين في
كفر قاسم ودير ياسين وبيت حانون
وفي خانيونس وجنين وعين الحلوة
وتل الزعتر وعمان فهذا أيضا هو
الهلكوست بعينه بشقه المادي
والمعنوي . الهلكوست ضد اللاجئين الفلسطيين الذي
يمارس بمختلف الألوان والأصناف
منها الممارسة الذكية والقتل
الذكي على الطريقة الإنجليزية
ومنها الممارسة المباشرة
الغبيةاالتي تحدث في أكثر من
دولة عربية وكلا الشقين يمارس
ضد الفلسطينيين في كل الوطن
العربي ، أما أوروبا فمازالت
تمارس الهلكوست ضد الفلسطينيين
عن طريق التجويع والحصار للوصول
إلى هلكوست سياسية يذبح فيها
الفلسطيني في حقوقه ويخرج
الفلسطيني من أرض أجداده وتراثه
وحقوقه إنها سياسة هلكوست
سيذكرها التاريخ بأبشع صورها ضد
الشعب الفلسطيني . الجميع سواء عرب أو أوروبيين يعترفوا
بالهلكوست ضد اليهود ولا أحد
منهم يراجع نفسه ويعترف أن
الشعب الفلسطيني تمارس ضده ألف
هلكوست وهلكوست وإذا كانت
الذريعة المباشرة قد أدت إلى
وطن لليهود في فلسطين فإن
الهلكوست التي تمارس وتحاول
جهات عدة أن تضع سيناريوهات
النهاية لها هي سيناريو إخراج
الفلسطينيين من حقوقهم
التاريخية في فلسطين والإعتراف
بإسرائيل كوجود مادي وتاريخي
على الأرض الفلسطينية و مؤتمر
القمة في الرياض جعل من نفسه
مقرا لمذبحة هلكوست ضد شعب وضد
تاريخ على الأرض الفلسطينية
وبنهج قومي وعبارات رنانة لياخذ
الخنجر مداه وحينما تعترف القمة
العربية بالخيار الإستراتيجي
للسلام وتقره يعني ذلك أن هذا
تعاطف مع هلكوست اليهود
وعدواناً على الشعب الفلسطيني
وأمانيه وطموحه في العودة إلى
أرض أجداده هكذا هي الهلكوست ضد
الشعب الفلسطيني فماذا تعني
كلمة التطبيع في مفهوم الرؤساء
والملوك العرب ببساطة أن العرب
قد أعطوا لمن لا يستحق ممن لا
يملك قرار التفاوض على اللاجئين
الفلسطينيين والقدس فبأي حق يضع
الرؤساء والملوك العرب أنفسهم
في محل الوصاية أو الوصاية على
الشعب الفلسطيني هل هذا هو
مقابل بعض الملايين من
الدولارات أو علب الحليب أو
الأدوية هل هذا هو الثمن وهل هذا
ما كان يرجى من الحصار هل فعلا
الشعب الفلسطيني متسولا ً أم
جعلوه متسولا أو قلبوا حاله من
الحالة النضالية إلى حالة
التجويع والتسول وهذا ما يتنافى
مع مفهوم الشهداء والذين
مازالوا يحملون راية النضال
والجهاد وعدم الإستسلام "
لأوسلو هلكوست " أو لشرم
الشيخ هلكوست " أو البحر
الميت هلكوست ´" مفاهيم كثيرة
تحدثت عن الهلكوست وكنا نتمنى
من العالم أن يعترف بالهلكوست
التي مورست ضد الشعب الفلسطيني
وبدلا من أن يتآمر على حق العودة
أن يقر حق العودة ويتمسك بها
مؤازرة ومساعدة للذين وهبوا
أرواحهم فداء لله والوطن والقدس
. الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث عن
عذابات اليهو د وكانت مدخلا ً
تلك التصريحات لإقرار هذا
الوجود ماديا ومعنويا من الطرف
الفلسطيني ولكن لم يطلب الرئيس
الفلسطيني من العالم أن يقر
بثمن الهلكوست التي مورست ضد
الشعب الفلسطيني هذا الثمن
العودة لأرض الوطن والأجداد
والإعتذار من العالم فمن يقاتل
ويستشهد لا يعرف الخوف ولا يعرف
الجبن ولا يفهم في معادلات
القوة فالروح أقوى من القنبلة
النووية وإرادة التحدي للشعوب
أقوى من كل ما يقره هواة ممارسة
الهلكوست ضد الشعب الفلسطيني . وسيتذكر الشعب الفلسطيني وأجياله
القادمة أن هناك أكثر من وعد
بلفور مارسته أكثر من دولة
وأكثر من اتفاقية : 1- وعد بلفور 1917 اقامة وطن ليهود العالم
على ارض فلسطين . 2- وعد بلفور حينما أقر المجلس الوطني
الغاء بعض بنود الميثاق بما
يسمى دورة الاستقلال عام 1988
واقر بوجود اسرائيل على الارض
الفلسطينية . 3- وعد بلفور ( بوش ) أقر وجود المستوطنات
على أرض الضفة الغربية . 4- وعد بلفور ( اوسلو ) تكريس الوجود
الاسرائيلي وتكريس مفهومك
الأمن ضد الكفاح الوطني
الفلسطيني . 5- المبادرة العربية عام 2002 في بيروت . 6- تثبيت المبادرة العربية عام 2007 في
الرياض . وستتوالى وعود بلفور في محاولة لتشريع
وجود الاحتلال على الأرض
الفلسطينية ومزيد من التآمر على
حقوق اللاجئين الفلسطينيين
داخل الوطن وخارجه . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |