-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
للأقصى
حُماته جميل
السلحوت واضح أن القوة العسكرية
التي تتمتع بها اسرائيل، قد
أعمت قلوب وعقول قادتها عن
دراسة التاريخ، وان درسوه فإنهم
لا يستفيدون من عظاته وعبره،
تماماً مثلما هو الضعف العربي
بفضل القادة الأشاوس قد أخرج
العالم العربي من دائرة التأثير
في مجريات التاريخ الى هامش
التاريخ .
وقادة اسرائيل الذين
يتمترسون خلف نظريات دينية
غيبية يؤمنون بأنهم يستطيعون
تحقيق ما يريدون بالقوة
العسكرية، وان لم يتحقق فإنه
يتحقق بقوة عسكرية أكبر، لذا
فهم يستعملون سياسة الأرض
المحروقة في حروبهم .
ومن منظار القوة فإن
قادة اسرائيل قاموا بضم القدس
الشرقية بقرار أحادي الجانب من
الكنيست الاسرائيلي، وفي
مخالفة واضحة للقانون الدولي،
ولقرارات مجلس الأمن الدولي،
ولغيرها من المؤسسات الدولية
والاقليمية، وقبل ذلك دون رغبة
المقدسيين الفلسطينيين بشكل
خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام،
كما أن اسرائيل تواصل احتلالها
للأراضي العربية منذ ما يزيد
على اثنين وأربعين عاماً،
وتواصل سياسة الاستيطان، وبناء
جدار التوسع الاحتلالي، وتهويد
القدس، وحصار قطاع غزة منذ أكثر
من ثلاث سنوات، ولولا الضعف
العربي الرسمي لما استمر ذلك .
كما أن اسرائيل الرسمية
تواصل اقتحام المسجد الأقصى،
وتواصل التخطيط لبناء الهيكل
المزعوم مكانه بعد هدمه، وتواصل
منع المصليين الفلسطينيين في
أعمار معينة – دون سنّ الخمسين-
من دخوله حتى للصلاة. بينما تسمح
لجماعات يهودية متطرفة باقتحام
المسجد الأقصى، وتحت الحماية
المسلحة والمكثفة للأجهزة
الأمنية الاسرائيلية
المختلفة،ولا تتورع في اطلاق
الرصاص الحيّ والمطاطي
والغازات المسيلة للدموع على
المصلين الفلسطينيين فتقتل من
تقتل،وتجرح من تجرح دون أن يرف
لقادتها جفن. وتكرار محاولة اقتحام
الأقصى يوم الأحد 27-9-2009 يثبت من
جديد أن قادة اسرائيل لا
يتعلمون من التاريخ، فقبل سبع
سنوات بالتمام والكمال اقتحم
أرئيل شارون زعيم الليكود ورئيس
وزراء اسرائيل الأسبق المسجد
الأقصى تحت حماية أكثر من ثلاثة
آلاف رجل أمن، فكانت الانتفاضة
الثانية التي حصدت أرواح الآلاف
من طرفي الصراع .
وتكرار محاولاتهم
واعتداءاتهم على المسجد
الأقصى، والتي بدأت منذ وقوع
المدينة المقدسة تحت الاحتلال
في حرب حزيران 1967 العدوانية، من
خلال الحفريات تحت أساساته
وباحاته ومحيطه غير ناتجه عن
جهلهم لمكانة الأقصى عند
المسلمين، فهم يعلمون ذلك
تماماً، ولعل جولدا مائير رئيسة
وزراء اسرائيل السابقة كانت
أكثر وعياً ممن خلفوها بالحكم
عندما اعتبرت ليلة 21 آب 1967 التي
أشعل فيها سيء الذكر مايكل
روهان النيران في المسجد
الأقصى، بأنها أطول ليلة في
حياتها، حيث أنه لم يغمض لها جفن
خوفاً من(جحافل العرب والمسلمين)
الذي سيهاجمون اسرائيل ثأراً
للمسجد الأقصى،لكن الضعف
والهوان العربي والاسلامي
يشجعهم على ذلك بشكل وآخر.
والمسجد الأقصى الذي هو
مسجد اسلامي خالص، وجزء من
العقيدة الاسلامية مصداقاً
لقوله تعالى :"سبحان الذي
أسرى بعبده ليلاً من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى الذي
باركنا حوله لنريه من آياتنا
إنه هو السميع البصير "
ومصداقاً لقول خاتم النبيين
صلوات الله وسلامه عليه:(لا تشد
الرحال إلا لثلاثة مساجد ،
المسجد الحرام والمسجد ومسجدي
هذا – اشارة الى المسجد النبوي
في المدينة المنورة). ليس
ملكاً للفلسطينيين وحدهم، بل هو
ملك لكافة العرب والمسلمين في
أرجاء المعمورة، وما المسّ به
الا مسٌ بعقيدة المسلمين
ومشاعرهم الدينية وايمانهم،
وشاء قدر الفلسطينيين أن
يختارهم الله ليكونوا سدنة لهذا
المسجد العظيم نيابة عن بقية
المسلمين، فاستماتوا ولا
يزالون وسيبقون في الدفاع عن
هذا المسجد الذي ارتوت ساحاته
وباحاته بدمائهم، وسلاحهم في
ذلك هو ايمانهم بمكانة هذا
المسجد في عقيدتهم.
واذا ما تعرض الأقصى لأي
مكروه – لا سمح الله – فإن
المنطقة ستدخل في حروب دينية
سيعلم مشعلوها متى يبدأونها،
لكنهم لم ولن يعلموا لا هم ولا
غيرهم متى ستنتهي.
فهل ستتنادى دول
الجامعة العربية، ودول المؤتمر
الاسلامي والدول المحبة للسلام
لدعوة مجلس الأمن الدولي
لاجتماع عاجل، واستصدار قرار
تحت البند السابع للأمم المتحدة
من أجل توفير الحماية الدولية
للمسجد الأقصى ولمدينة القدس
الشرقية المحتلة حتى تحقيق
السلام في المنطقة،والذي لن
يتحقق إلا من خلال تمكين الشعب
الفلسطيني من تقرير مصيره
واقامة دولته المستقلة
بعاصمتها القدس الشريف،بعد كنس
الاحتلال وكافة مخلفاته؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |