-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


" المقاومة"  بين المشروع والفصائلية وغياب الوحدة الفعلية بين مكوناتها

بقلم : فارس عبد الله *

تشكل الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة مرحلة مهمة من أجل تقييم استراتيجيات و آليات عمل  المقاومة الفلسطينية  بعيداً عن العشوائية التي تقود إلى استنزاف في الموارد البشرية والمادية ,عندما لا تكون هناك عقيدة عسكرية وقتالية معتبرة أو إستراتيجية واضحة المعالم لا تتأثر بالانفعالات الموسمية وردات الفعل الآنية في نسق التعامل خلال المواجهة المستمرة مع العدو الصهيوني.

تجربة الحرب البشعة بفصولها المأساوية التي تكشف على إجرام غير مسبوق من قبل العدو, الذي صب جام غضبه على القاعدة الجماهيرية , والتي بالرغم من  ذلك بقيت صامدة وداعمة للخط المقاوم , هي تحت النيران الصهيونية المباشرة من الجو والأرض والبحر تستدعي منا التوقف لبعض الوقت , لمحاولة تقييم المشهد على صعيد جبهة المقاومة في غزة هاشم  , وهل استفادت المقاومة من تلك الحرب ؟ وهل وصل حجم التنسيق بين أذرع المقاومة الشكل الذي يسمح بإدارة معركة طويلة مع العدو قادمة لا محالة ؟ وهل بالإمكان تقليل الخسائر البشرية في اى مواجهة قادمة ؟ بعيداً عن إيماننا المطلق بوحشية العدو وتعمده قتل المدنيين في كل مناسبة والتاريخ المجازر الصهيونية خير شاهد , وهل وصلت أذرع المقاومة في غزة إلى حقيقة عدم صوابية التفرد بقرار المواجهة والتصعيد في ظل واقع غزة الحالي ؟ .

قد نكون انطلقنا من واقعة الحرب الصهيونية البشعة على غزة من أجل ضرورة تقييم أداء القائمين على مشروع المقاومة فصائل وتوجهات , ونعتبر أن عدم وصول فصائل المقاومة إلى هذه اللحظة لتشكيل جبهة موحدة أو الاتفاق على إستراتيجية أو التنسيق الميداني سياسياً وعسكرياً يشكل خللاً كبيراً يضرب فريق المقاومة , ويبعثر جهود الجميع ومدعاة إلى التنافس الغير محمود , الذي يقودنا إلى التنافر والتشاحن والتلاسن في بعض الأحيان , بما لا يخدم المشروع المقاوم على أرض فلسطين , وقد يولد جو من الإحباط والنفور عند بعض المناصرين والمؤيدين.

فمنذ أن انخرطت منظمة التحرير في طريق التسوية وتسجيل اعترافها بالكيان الصهيوني , وتبعها قيام المجلس الوطني بشطب مواد الميثاق الوطني الفلسطيني, التي تدعو للحفاظ على الحق الفلسطيني , وتؤكد على خيار المقاومة لمواجهة المحتل الصهيوني , كان على فصائل المقاومة منذ ذاك التاريخ أن تحمل بقوة وأمانة وتجرد الحق الطبيعي والمقدس في مقاومة المحتل , وتضع لذلك كل الخطط والبرامج وتحشد كل الطاقات الشعبية والأكاديمية والعلمية من أجل الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني الجهادية والنضالية .

قد يقول قائل لقد تحركت فصائل المقاومة لتشكيل إطار معارض لسياسات المنظمة , يطلق عليه الفصائل العشرة إلا أن تلك التجربة لم تكن كافية ولم تلبى متطلبات المرحلة , ولم تكن على قدر من التحدي والفعل الذي يقوض مسيرة فريق التسوية المدعوم دولياً ومن الأنظمة العربية الرسمية أيضاًَ , باعتبار أن هذا الفريق أصبح جزء من المشروع الأمريكي في المنطقة , والذي يطمح لقبول الكيان الصهيوني كعضو طبيعي في المنطقة العربية , فكان أداء الفصائل العشرة ضعيفاً بضعف بعض مكوناته على الأرض المحتلة , وهي أرض التغيير والمواجهة ووقع ثقل المواجهة الحقيقية لتيار التسوية على كاهل حركتي حماس والجهاد , وقد نالا نصيباً من القمع السلطوي وأصابهما التنسيق الأمني في المقتل خلال مراحل متعددة , ولقد دفعت حركتي حماس والجهاد الفاتورة الأمنية التي قدمتها السلطة للتأكيد على تنفيذها التزاماتها المتعلقة بالاتفاقيات مع الجانب الصهيوني , بل شاركت السلطة والمنظمة بمؤتمر شرم الشيخ تحت مسمى  " مؤتمر محاربة الإرهاب " في العام 1996م  في إعلان عن مشاركاتها في الحرب على مختلف الجبهات ضد مشروع المقاومة ومنها دائرة العلاقات السياسية الدولية المعادية لقوى المقاومة في المنطقة ,  وتعرضت ركيزتا العمل المقاومة حماس والجهاد إلى حملة قمع واسعة النطاق قوضت أركان القيادة وأعدمت الأطر التنظيمية في كثير من المواقع , واستفرد تيار التسوية بالحكم والسيطرة على واقع المشهد السياسي , وعمدت الأجهزة الإعلامية التابع لفريق التسوية على تجريم المقاومة , والتشكيك في أهدافها والطعن في قياداتها ومحاربة عناصرها والزج بهم في السجون , واغتيال بعضهم كما حدث " للرزاينة والأعرج" من قيادات الجهاد , وغيرها من حوادث مؤرخة في الذاكرة الفلسطينية .

وفشلت صيغة الفصائل العشرة في قيادة جبهة المقاومة الفلسطينية , وبقيت على شكليتها دون أن تحدث حراك فعال في الساحة الفلسطينية, بفعل تراجع بعض مكوناتها عن المعارضة الفعلية والحقيقية لتيار التسوية ,فمن هذه الفصائل من راجع خياراته وانحاز على تيار التسوية في المواقف والسياسات , كما حدث من الجبهة الديمقراطية , وكما حدث من الجبهة الشعبية والتي اختار رأس الهرم السياسي فيها , الدخول للأرض المحتلة في تأييد ضمني لمشروع السلطة, والتي اعتبرت عودة بعض القيادات انجازاً سياسياً وإعلامياً يحسب لها .

وبقيت حالة تيار المقاومة في فترة التسعينات مقيدة من حيث الحركة السياسية والعمل العسكري , وأصبحت الملاحقة مزدوجة والعين لم تقتصر على الصهيوني في المراقبة والملاحقة , وكان الأداء السياسي لتيار المقاومة يعتمد على مجرد الإدانة الورقية للأحداث والاتفاقيات , التي كانت تعقدها السلطة وقيادة المنظمة دون معارضة فعلية من أحد أو محاسبة من هيئات تشريعية أو فصائلية , ولقد تطلب الأمر تجميد عمل مؤسسات منظمة التحرير لصالح السلطة , حتى لا يعيق سير فريق السلطة في طريق التفاوض اى عائق من خلال دعوة يطلقها فصيل عضو في المنظمة , للاجتماع والتقييم والمناقشة لمسار التسوية التي كانت تقوده وترعاه حركة فتح  بقيادتها التاريخية .

وخلال هذه الفترة وقعت أحداث ضخمة ومواجهات عنيفة , بين جماهير شعبنا الفلسطيني والجيش الصهيوني , وشاركت فيها بعض عناصر السلطة الرافضة لنهج وسياسات التنسيق الأمني , خاصة أحداث النفق في العام 96م , عندما قام رئيس وزراء العدو الصهيوني نتانياهو بافتتاح نفق أسفل المسجد الأقصى , حيث سجلت هبة جماهيرية عارمة مسلحة قتل فيها العشرات من الجنود الصهاينة والمستوطنين , واستشهد أيضا العشرات من المواطنين وكذلك في هبة الأسرى أوائل العام 2000م , إلا أن فصائل المقاومة لم تستغل هذه الأحداث والمواجهات للعودة إلى زمام المبادرة , وتحريك الشارع لضمان استمرارية المقاومة من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية والمصيرية للشعب الفلسطيني , والإعلان للعالم بأن فلسطيني وشعبها يخضعنا حتى اللحظة للاحتلال , بعيداً عن بريق الصورة التي تجمع المفاوضين في أجواء القبول والتفاهم , الذي لم يلبي الطموح الوطني الفلسطيني رغم كثرة اللقاءات والاتفاقيات , وقد يعود فشل فريق المقاومة في تجيير تلك الهبات إلى انتفاضة دائمة ومستمرة , في مواجهة الجيش الصهيوني ومشروع الاستيطان الذي يحميه في الأرض الفلسطينية , إلى قبضة السلطة الأمنية والتي كانت فتية وقوية في ذلك الوقت بالإضافة إلى أن معظم كوادر وقيادات المقاومة كانت داخل السجون وتخضع للمتابعة الأمنية عبر الاستدعاءات اليومية والاقامات الجبرية , كل هذه الإجراءات كانت تقيد عمل فصائل المقاومة نحو الانطلاق والاستفادة من التحرك الجماهيري في ذلك الوقت .

إلا أن جاءت انتفاضة الأقصى المباركة كردة فعل على اقتحام الإرهابي شارون لباحات المسجد الأقصى , وقد زاد إشتعالها شعور الفلسطينيين بفشل مسيرة التسوية وسط استمرار الاحتلال للضفة حيث يخنق بحواجزه المدن مع استمرار الاستيطان يقضم ارض الضفة المحتلة , ولقد جوبهت انتفاضة الأقصى بقمع صهيوني أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء في المواجهات على مشارف المدن الفلسطينية في غزة والضفة  وتطورت الانتفاضة إلى المقاومة المسلحة وأصبح الرد العسكري مطلوب على الجرائم المتزايدة من قبل الجيش الصهيوني وكلما زادت الجرائم زاد الإلحاح من قبل المقاومين على ضرورة الرد وإيلام العدو في جيشه ومستوطنيه , واستمرت الانتفاضة وفشل خيار قمعها صيهونياً وسلطوياً , وتجلت فئ وحدة المقاومة في أبدع الصور خلال بدايات انتفاضة الأقصى , ولعل أبرز المشاهد للوحدة المقاومين انطلاق لجان المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ جمال أبو سمهدانة , والذي تكفل بجمع كل طاقات الشباب المقاوم في هذه الإطار الحديث النشأة , فكانت اللجان تضم مقاومين من كل أطياف الشعب الفلسطيني , منهم الحمساوي والجهادي والفتحاوي والجبهاوي , وكانت اللجان بقيادة أبو عطايا بمثابة الحاضنة للمقاومين في ذلك الوقت في مواجهة بطش الأجهزة الأمنية , التي حاولت مراراً إيقاف الفعل المقاوم في مراحل معينة , ومع ديمومة الانتفاضة وتصاعد الفعل المقاوم وخروج القيادات من سجون السلطة , عادت الفصائل المقاومة على ساحة الفعل الميداني السياسي والعسكري , وبدأت مرحلة جديدة , كان على فريق المقاومة أن يجعلها عنوان لمرحلة الوحدة أو الوفاق بين فصائل المقاومة , من خلال مواجهة العدو الصهيوني وأصحاب المشاريع الاستسلامية إلا أن كل فصيل اهتم بشؤونه الخاصة تنظيمياً وتجهيزاً عسكرياً , وقد يعود ذلك إلى ضرورة الترميم والإصلاح التي تقتضيها معالجة الآثار لحملات القمع التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية .

وخلال انتفاضة الأقصى قدمت فصائل المقاومة الفلسطينية , عظيم التضحيات في مواجهة العدو الصهيوني , ونفذت أروع وأضخم العمليات في قلب الكيان الصهيوني , ووصل الزخم العملياتي  إلى عملية استشهادية أسبوعياً , أضف إلى ذلك عمليات اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية , وإيقاع العديد من القتلى في صفوف الصهاينة , واستمرت عمليات إطلاق النار على المستوطنين والمواقع العسكرية والتصدي للتوغلات الصهيونية , وأدخلت المقاومة الفلسطينية سلاح الصواريخ المحلية وقذائف الهاون , الذي أقضت مضاجع الصهاينة وطالت صواريخ المقاومة المغتصبات الصهيونية , المحيطة بقطاع غزة وبعض المدن المحتلة القريبة , وبرزت ظاهرة العمليات المشتركة في انتفاضة الأقصى وتجلت الوحدة في معركة جنين بالضفة المحتلة, عبر قيادة مشتركة للمقاومة ضمت كل فصائل المقاومة تحت أمرة القائد الشهيد أبو جندل , و زاد القمع الصهيوني واستمرت المقاومة إلى أن وصلت إلى عمق التحصينات العسكرية الصهيونية , عبر تقنية الأنفاق التي أبدعت فيها المقاومة وعجلت برحيل الجيش الصهيوني عن قطاع غزة , وهو الذي كان يتحدث عن أن " نتساريم مثل تل الربيع " , وها هو يجر أذيال الخيبة وينسحب من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة رافضاَ مجرد التنسيق مع السلطة ومعلناً أن انسحاب أحادي الجانب .

بالرغم من قسوة تلك الفترة والتي تخللها اشتباك دموي , مع الاحتلال واغتيال رموز وقيادات في المقاومة , إلا أن خيار وحدة فصائل المقاومة في جبهة واحدة تدافع عن خيار الجماهير وتقاتل صفاً واحداً سياسياً وعسكرياً , لم يكن مطروحاً بالشكل المطلوب , وبقى هذا العجز الواضح في تحقيق وحدة فصائل المقاومة ينعكس سلباً على أداء فصائل المقاومة على الأرض .

وشكلت مرحلة ما بعد انسحاب العدو الصهيوني من قطاع غزة  , فرصة مواتية ومناسبة من أجل  تشكيل إستراتيجية للمقاومة وتشكيل جبهة للمقاومة , من أجل الحفاظ عليها وتعزيز خيارها الجماهيري وضمان الاستمرارية , واستثمار هذا الانجاز سياسياً بما يضمن الحفاظ على الحقوق والثوابت , والضرب على أيدي العابثين في ردهات وسراديب التفاوض العقيمة .

ودخلت فصائل المقاومة مجتمعة في تهدئة مع الكيان الصهيوني دعت إليها القاهرة وسبقت الانتخابات الرئاسية , والتزمت المقاومة بتلك التهدئة وتفرغت كثير من فصائل المقاومة إلى عادة ترتيب هياكلها القيادية وترتيب أمورها , باعتبارها قد خرجت للتو من مواجهة مباشرة من العدو الصهيوني أسفرت عن هروبه من قطاع غزة , إلا أن النضوج السياسي لذا فصائل المقاومة لم يصل إلى مرحلة التطور نحو توحيد جهود فريق المقاومة , والذي بقى مشتتاً ومفرقاً بالرغم من اعتناقه الأيدلوجية الموحدة , والرافضة للاعتراف بالعدو أو التفاوض معه , ورغم كثرة عوامل المشتركة لم يكن هناك جهد أو حراك نحو توحيد المواقف و أو مجرد التنسيق نحو قيادة المرحلة سياسياً , وتحديد الخيارات المستقبلية لكيفية التعامل مع المحتل الصهيوني بعد انسحابه من قطاع غزة , وبقي القصور في فريق المقاومة على حاله في هذا المجال .

ولعل دخول حركة حماس الانتخابات التشريعية في عام 2006م , شكل ذروة العمل السياسي المقاوم , حيث رفعت شعار " يد تقاوم ويد تبني " وحققت فوز ساحقاً إلا أن حجم التنسيق للإقدام على هذه الخطوة التي لها ما بعدها , لم يكن عميق الدراسة مع فصائل المقاومة التي رفض بعضها الانتخابات , وتحفظ البعض الأخر ومنهم من دعم حماس ومنهم من وقف على الحياد , في معركة انتخابية بالأساس هي بين تيار المقاومة وتيار التسوية , وتعرضت حماس بعد فوزها للابتزاز والضعظ والحصار والعدوان , من أجل ثنيها عن مواقفها السياسية التي تتبناها معظم الفصائل المقاومة , وعلى رأسها الاعتراف بالعدو الصهيوني , وصمدت ورفضت وتحملت كل النتائج المترتبة على ذلك , وأبرزها محاولات إفشال مشروعها في المزاوجة بين السياسة والمقاومة , إلى أن اختلطت الأمور بعد الصدام الداخلي العنيف وأصبحت فرص تشكيل تيار المقاومة الموحد ضعيفة , إلا أن نهج وروح المقاومة استمرت في غزة بعد حكم حماس , تحركت المقاومة الفلسطينية بكل أريحية ودعم سياسي من أعلى المستويات في الحكومة الفلسطينية , واشتد الحصار والعدوان على غزة إلى أن وصلت الأمور إلى تهدئة أجمعت عليها الفصائل , ولكنها لم تلبى فيها شروط المقاومة برفع الحصار , وسط انتهاك صهيوني لبنودها وضعف من قبل الراعي المصري لتلك التهدئة بإلزام العدو الصهيوني بها  , وانتهت التهدئة في أواخر العام 2008م على وقع حرب بشعة شنتها الجيش الصهيوني , واستمرت لأكثر من 23 يوماً أسفرت عن دمار كبير في المنازل والممتلكات وسقوط أكثر من 1400 شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين .

وببشاعة الحرب الصهيونية وبأهدافها المعلنة آنذاك يتضح لنا أن المطلوب لم يكن حماس وحسبا بكل كان رأس المقاومة , إلا أن صمود المقاومة وجماهير شعبنا أفشل الهدف الصهيوني الذي خرجت إليه عصابات القتل الصهيونية تريد تغيير خارطة المنطقة وإزالة حكم حماس على اعتباره حاضنة للمقاومين وداعم لهم .

 

وأمام هذه الحرب الصهيونية ونتائجها الماثلة أمامنا وقراءتها المتعمقة , وأمام ضرورة تجمع قوى المقاومة سياسياً وعسكرياً , في إطار جامع مع احتفاظ الفصائل بخصوصيتها وعدم ذوبانها في هذا الإطار الجامع تبديداً لمخاوف البعض , يعتبر من الحاجيات الملحة لفريق المقاومة لمواجهة المرحلة القادمة , فهل يشق على فصائل المقاومة التنسيق والاتفاق على آليات وأسس واضحة لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني ؟! ,  فالتهدئة مع الكيان الصهيوني لا تتم إلا بإجماع فلسطيني , فلماذا لا يتواصل هذا الإجماع في باقي جبهات المواجهة مع العدو الصهيوني ؟؟ , ونحن نشهد هذه الأيام بوادر التصعيد الصهيوني عبر العدوان والاغتيال تمهيداً لعدوان واسع على قطاع غزة , يهدد به قيادات العدو الصهيوني في كل مناسبة , فأن الواجب هو الإسراع نحو تشكيل غرفة عمليات مشتركة أو هيئة قيادية مشتركة لفصائل المقاومة , أو جبهة مقاومة من أجل الإشراف على مواجهة التحديات والمؤامرات والاعتداءات على القضية والشعب , لقد تأخرت فصائل المقاومة في وحدة صفها وموقفها ,  فلا تبعثروا جهد المقاومين , ولتبادروا فوراً إلى مرجعية موحدة لفصائل المقاومة , نتفق فيها على قواسمنا المشتركة علماً بأن الاتفاق بين فصائل المقاومة شامل للاستراتيجيات , ولنا هوامش بما نختلف به من تفاصيل , فلا يعقل أن ينتصر البعض لمبدأ الفصائلية والحزبية , مقابل إنجاح مشروع المقاومة الذي يعتبر بمشروع الأمة الواعد.

ــــــ

* كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ