-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
"صفقة الشريط " ثبات
الموقف وصلابة المفاوض بقلم:
فارس عبد الله * بدأت نتائج صمود
المقاومة الفلسطينية في قضية
شاليط تظهر رويداً , بعد
أكثر من ثلاثة سنوات لتؤتى
ثمارها بالإفراج عن 20 أسيرة ,
وكما قالت الفصائل الآسرة أن أي
معلومة بخصوص الجندي الأسير
بثمن , فاهو الكيان الصهيوني
يدفع الثمن صاغراً ورغم أنفه ,
ويقرر الإفراج عن ثلثي الأسيرات
في السجون الصهيونية
البالغ عددهن ( 63 ) , مقابل
شريط لشاليط مدته الزمنية 60
ثانية , حسبما أعلنت فصائل
المقاومة الآسرة , وهذا يكشف عن
ضراوة المعركة التفاوضية في
قضية تبادل الأسرى ومدى تمسك
المقاومة بشروطها المعلنة. لقد كانت عملية أسر
شاليط معركة رهيبة وعمل فدائي
متواصل , فلم تنتهي عملية الوهم
المتبدد , عند أسر الجندي شاليط
وقتل جنود الموقع الصهاينة , بل
استمرت المعركة مفتوحة في جولات
التفاوض , بل كانت أشرس في
ميدانها الأمني , حيث الاحتفاظ
بالجندي شاليط في
قطاع محاصر , ومحاط
بالدبابات ومغطي سمائه بطائرات
التجسس الصهيونية , ولم تفلح
مخابرات العدو بالحصول على
معلومة واحدة عن شاليط ومكان
تواجده , بل زاد العدو الصهيوني
بارتكابه المجازر من أجل الضغط
على الآسرين , لتسليم شاليط
والإسراع بالصفقة بالشكل الذي
يريدها العدو الصهيوني , والتي
بكل تأكيد لن تكون بحجم
التضحيات , التي قدمتها
مقاومتنا وشعبنا البطل من خلفها
, حتى أصبح شاليط ملك حصري
لعائلات الأسرى , التي تلهج
ألسنتهم بالدعاء للمقاومين ,
وان يوفقهم الله في قيادة
وإدارة تلك العملية المعقدة في
كل تفاصيلها وان يكلل عملهم هذا
بتحقيق الانجاز الوطني الكبير ,
بكسر إرادة الجلاد الصهيوني
التي تهدف إلى تركيع شعبنا عبر
سياسية الاعتقال والمؤبدات
الصهيونية . يعتبر قرار الإفراج
الصهيوني , عن 20 أسيرة فلسطينية
من سجونه , انتصاراً للمقاومة
الفلسطينية ولإستراتيجيتها
المعلنة , في كيفية تحرير الأسرى
والتي تتم فقط عبر عمليات أسر
الجنود , وهى العمليات الأكثر
إزعاجاً للكيان الصهيوني , وهذا
يفسر لنا قرارات قادة الجيش
الصهيوني لجنودهم , بضرورة تجنب
الوقوع في الأسر وان حصل ووقع
أحدهم في أسر المقاومة , كما حدث
في حرب الفرقان فأن سوف يلقى
مصيرأً واحداً لا غير , وهو
القتل بالسلاح الصهيوني , كما
ويعتبر قرار الإفراج عن
الأسيرات خضوعاً صهيونياً
لمنطق المقاومة وسياستها
الواضحة , في التعامل دون تفريط
وتنازل عن أي من مطالبها , لو طال
أمد التفاوض , ولو مورست بحقها
أفظع وأبشع وسائل الابتزاز
الخبيث , التي لم توفرها الحكومة
الصهيونية واستخدمتها جميعها
في مواجهة الفصائل الآسرة , إلا
أنها وصلت هي وجميع الوسطاء إلى
نتيجة واحدة , أن الآسرين أصحاب
قضية عادلة يدافعون عن أبنائهم
من الأسرى , الذي غيبهم الظلم
الصهيوني عن ذويهم وأطفالهم ,
ومع ذلك لم يلقوا تعاطفاً
وتأييداً من المجتمع الدولي ,
الذي هب عن بكرة أبيه من أجل
تحقيق حرية شاليط , متناسيأ
عذابات الأسيرات والأسرى
الأطفال والمرضى , نرى هنا أن
تحقق العدالة ولو جزئيا في هذه
الصفقة , إلى قوة الوسيلة وصلابة
الموقف والحفاظ على الثوابت , في
وجه كل الغطرسة والعربدة
والابتزاز أي كان مصدره , وفى
هذا المضمار حققت المقاومة
الفلسطينية تفوقاً نوعياً ,
وأكد من جديد أنها الأقدر على
حماية الحقوق وصناعة الانجازات
بعيداً عن سراب التسوية وما
فيها من ضياع وتفريط . لقد شعر الشعب
الفلسطيني في كل مكان بالفخر
والاعتزاز بالمقاومة وهو يرى أن
بوابة التحرير للأسرى تتم عبر
القوة التي أرغمت العدو
بالإفراج عن الأسيرات بعيداً عن
بوادر حسن النية التي كان
يطلقها العدو اتجاه قيادات
السلطة , فاليوم ستخرج أسيراتنا
وفى القريب أسرانا وهم مرفوعي
الرؤوس فلقد دفعت المقاومة دماء
أبنائها الأبطال من أجل هذا
اليوم الذي يخرج الأسرى فيه رغم
أنف الاحتلال وبإرادة فلسطينية
مقاومة فلم يعد قفل الزنزانة
بيد الصهيوني وحدة سيأتي اليوم
واللحظة التي يسقط هذا القفل من
اليد الصهيونية فلم تعد تتحكم
به ليقول المقاوم كلمته ويخرج
أسرانا بالهمات الشامخة
والجباه الشماء . وفى غمرة الفرحة بهذا
الانجاز الذي انتزع من بين
أنياب الصهاينة في مقابل شريط
يكشف عن حالة شاليط , وبالمناسبة
نريده حياً يرزق من أجل يكون
التمسك بالثمن الذي تطلبه
المقاومة مقنعاً للوسطاء وخاصة
في فئة الأسرى من المؤبدات
وأصحاب الأحكام العالية, فمن
المعلوم إن نتائج التفاوض عن
جنود أحياء , تختلف عن نتائج
التفاوض عن جثث ولما كما أن مجال
المناورة للمقاومة الفلسطينية ,
بخصوص عمليات الأسر محدود,
بالإضافة إلى حجم الضغوط
الكبيرة , التي تمارس على الطرف
الفلسطيني من مختلف الجهات , فأن
شاليط الحي ثمنه يختلف عن شاليط
الميت , وبهذه المناسبة نشد على
أيدي المفاوضين والقائمين على
صفقة شاليط من الفصائل الآسرة
ونطالبهم بمزيداً من التمسك
بمطالبهم , ودراسة كل خطوة وعدم
الاستعجال في حسم الأمور , من
أجل تحصيل نتائج أفضل بإذن الله
, شعبكم وكما عدوتكم مساند لكم ,
ويطمح أن تحققوا له نصراً
جديداً على الكيان العنصري ,
فكونوا كما أنتم حفظة للوصية
وعلى عهدكم مع أسراكم , بإرادتكم
وصمود شعبكم ستتحطم سلاسل القيد
الصهيوني . ــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |