-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مئتا
يوم على حكومة نتنياهو عريب
الرنتاوي أيام ويحتفل رئيس
الوزراء الإسرائيلي بينيامين
نتنياهو بمرور مائتي يوم على
تشكيل حكومته، حكومة اليمين
واليمين المتطرف، تلك الحكومة
التي "بشرتنا" بعض الأصوات
العربية بأنها ستتسبب في تشديد
"أطواق العزلة المضروبة حول
عنق إسرائيل"، و"حذرتنا"
من مغبة مد "طوق النجاة"
لها باتخاذنا مواقف طائشة وغير
مسؤولة، فكيف جاء حصاد نصف
العام الأول من عمر هذه الحكومة
الذي يبدو مديدا، وهل تشكو
إسرائيل حقا من "العزلة"،
وهل ترزح تحت نير "وابل من
الضغوط" الدولية والإقليمية؟. الحقيقة أن أي من هذه
النبوءات البائسة لم يجد طريقه
إلى دائرة الضوء، فالحكومة
المثيرة للجدل ما زالت في
مكانها وعلى رأس عملها، وهي
مرشحة للاستمرار لفترة يصعب
تحديدها، حتى لا نقول إلى نهاية
ولايتها، وهي تحقق مكاسب بالغة
الأهمية، وإن كانت ذات طبيعة
تكتيكية حتى الآن، فيما خصومها
ومعارضيها من "كاديما" إلى
ميريتس يقبعون في زاوية باهتة
الظلال في الطيف السياسي
الإسرائيلي. ثلاث نجاحات رئيسة
سجلها نتنياهو في ستة أشهر: أولها، فوزه في معركة
"شروط استئناف المفاوضات"،
فهو أنزل إدارة أوباما ورئاسة
عباس عن قمة الشجرة التي صعدتا
إليها، وعقد قمة ثلاثية معهما
وسط صخب وضجيج جرافات الاستيطان
وأنيابها الحديدية الحادة،
التي لم تتوقف عن قضم الأرض
والحقوق الفلسطينية، وهو نجح في
الجمع بين ما يسمى "عملية
السلام ومفاوضاتها" من جهة
واستمرار الأعمال الاستيطانية
من جهة ثانية، رغم أنف السلطة
والإدارة والمجتمع الدولي
والجامعة العربية. ثانيها: فوزه في إعادة
وضع إيران على قائمة "مهددات
الأمن والسلام الدوليين"،
ودفعه واشنطن، وإلى حد ما روسيا
فضلا بالطبع عن بعض دول أوروبا
التي لا تحتاج إلى من يحرضها حين
يتعلق الأمر بطهران، إلى اتخاذ
مواقف أكثر تشددا من الملف
النووي الإيراني، ويمكن القول
من دون تردد أن الجانب العلني من
النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي
المناهض لإيران ليس سوى الجزء
الظاهر من جبل جليد الحراك
الدبلوماسي والاستخباري
والأمني الذي تقوم بها تل أبيب
بنشاط موصول. وثالثهما: إحباط تقرير
لجنة تقصي الحقائق التابعة
للأمم المتحدة في الحرب على
غزة، وإرجائه إلى آذار 2010،
ووضعه في تعارض مع استئناف
عملية السلام، لكأن السلام يعفي
مجرمي الحرب الإسرائيليين من
العقاب، أو يسمح لهم باستمرار
مقارفة الجرائم الأبشع التي تصل
إلى مستوى العقوبات الجماعية
وجرائم الحرب. وإذا ما دققنا في نجاحات
حكومة نتنياهو الرئيسة الثلاث،
نرى أن اثنين منها ما كان لهما
أن يتحققا لولا تخاذل النظامين
العربي والفلسطيني وتواطئهما،
فقد كان بمقدور السلطة وبمظلة
عربية رسمية أن لا تذهب إلى قمة
نيويورك الثلاثية، ما لم تلتزم
إسرائيل بوقف شامل للأنشطة
الاستيطانية، وهو موقف وجد
تفهما وتأييدا نادرين، وكان
بمقدورها – السلطة - إحباط مسعى
إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان
في جنيف، وتسريع عملية نقل
القضية إلى القضاء الدولي، لكن
العجز والانكماش في خانة خيار
المفاوضات الوحيد الأوحد، هو ما
مكن حكومة اليمين واليمين
المتطرف من أن تظلّ في أحسن
حالاتها، وهو ما مكّن رئيسها
ووزرائه أيضا، من الطواف بمختلف
العواصم ذات الصلة، بما فيها
العواصم العربية، فأين هي هذه
العزلة، وأين هي تلك الضغوط؟. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |