-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
غير
المسلمين في المجتمع الإسلامي السيد
زرد*
التسامح و قبول الآخر هو
الأساس المتين للتعايش في سلام
و تعاون بين الشعوب و الجماعات ،
و هذا التسامح يجب أن يرتكن علي
احترام خصوصية " الآخر " و
دينه و ثقافته و حضارته . فكل شعب
أو جماعة بشرية طورت ثقافتها و
حضارتها في ظل ظروف معينة ،
ساهمت في تشكيل هذه الحضارة و
تلك الثقافة ، و هي بالتالي
تستحق الاحترام باعتبارها تعكس
الأسلوب الذي اختارته جماعة
بشرية معينة للتكيف مع ظروف
البيئة المحيطة بها و التاريخ
الذي عاشته .
فالمهم في التسامح و قبول
الآخر هو الإيمان العميق بمبدأ
المساواة بين كل الشعوب و
الجماعات و الثقافات ، بحيث لا
يحق لأي شعب أو أبناء ثقافة ما
إدعاء الأفضلية و التفوق علي
شعب أو أبناء ثقافة أخري .
و إذا كان المتأخرون من
فقهاء المسلمين قد قسموا العالم
المعروف في زمنهم إلي قسمين :
دار السلم و دار الحرب ، فان هذا
التقسيم مما أوجبه مستوي
العلاقات الدولية بين المسلمين
و غيرهم وقتذاك . غير أن الشريعة
الإسلامية لا تستوجب قيام مثل
هذا التقسيم ، و ليس في القرآن و
لا السنة ما يشير إليه ، و إنما
هو من اجتهاد الفقهاء .
لقد حدد القرآن الكريم
معايير الإسلام في الموالاة و
المعاداة بين المسلمين و غير
المسلمين : " لا ينهاكم الله
عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و
لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم
و تقسطوا إليهم إن الله يحب
المقسطين . إنما ينهاكم الله عن
الذين قاتلوكم في الدين و
أخرجوكم من دياركم و ظاهروا على
إخراجكم أن تولوهم و من يتولهم
فأولئك هم الظالمون " (
الممتحنة : 8 و 9 )
.. و انطلاقا من هذه الآيات
المحكمة ، فأبناء الأقليات
الدينية الذين يعيشون مع
الأغلبية المسلمة ، و يشاركونهم
الانتماء للوطن و الولاء له ، هم
شركاء في المواطنة ، لهم البر و
العدل ، فريضة من الله علي
الأغلبية المسلمة .
إن الإسلام قد أذن للمسلمين
بأن يتعايشوا مع أهل الكتاب في
مجتمع واحد ، و أن يكوّنوا معا
الأسر التي تعتبر اللبنات التي
يقوم عليها بناء المجتمع .
فالقرآن الكريم أباح للمسلم أن
يتزوج المسيحية و اليهودية التي
تبقي علي دينها ، و التي تشارك
زوجها في بناء الأسرة و تنجب له
الأولاد . و هؤلاء الأولاد سيكون
أعمامهم و عماتهم من المسلمين ،
و أخوالهم و خالاتهم و جدهم و
جدتهم لأم كتابيون ، فتنشأ
عائلة كبيرة من المسلمين و أهل
الكتاب ، تربطها القرابة نسبا و
مصاهرة .
هذه الصورة العائلية هي
الصورة المصغرة للمواطنة ، أي
تعايش الكل في وطن واحد ، يتعامل
فيه الجميع علي أساس المواطنة
مع بقاء كل منهم علي دينه . و الإسلام لا يتأبي أن
تكون المواطنة أساسا للحقوق و
الواجبات ، دون تفريق بين
المواطنين بسبب العقيدة أو
اللون أو الجنس أو ما إلي ذلك .
فقد قدم الدين الإسلامي – في
صورته النقية - ضمانات مؤكدة
لحقوق الإنسان و حرياته
الأساسية ، اختص فيها غير
المسلمين بكل ما يؤمن حرية
عقيدتهم ، و يكفل لهم المساواة
القانونية و الاقتصادية و
الاجتماعية بالمسلمين ، و يدعو
إلي التآخي و التآزر معهم .
و أباح الإسلام مؤاكلة أهل
الكتاب و الأكل من طعامهم ،
مثلما أباح مصاهرتهم و التزوج
من نسائهم علي ما في الزواج من
مودة و رحمة .. قال تعالي : "
اليوم أحل لكم الطيبات و طعام
الذين أوتوا الكتاب حل لكم و
طعامكم حل لهم و المحصنات من
المؤمنات و المحصنات من الذين
أوتوا الكتاب من قبلكم إذا
أتيتموهن أجورهن محصنين غير
مسافحين و لا متخذي أخدان .. " (
المائدة : 5 ) .
لقد ساوي الإسلام بين
المسلمين و أهل الكتاب في
العقوبات – بتفصيل لا محل له
هنا - و في أحكام الديات و الضمان
و التعاذير ، كما سوي بين الزوجة
المسلمة و غير المسلمة فيما لها
علي زوجها من حقوق . و تسمح
الشريعة الإسلامية لغير
المسلمين أن يرفعوا منازعاتهم
التي تتعلق بشئون دينهم لجهة
ملتهم ، و لا تلزمهم بالالتجاء
فيها إلي القاضي المسلم ، عملا
بقوله تعالي : " سماعون للكذب
أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم
بينهم أو أعرض عنهم و إن تعرض
عنهم فلن يضروك شيئا و إن حكمت
فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب
المقسطين " ( المائدة : 42 )
.
و تاريخيا ، ضمت دولة
الإسلام و احتضنت كل الذين
تدينوا بديانات مغايرة
، تحت ظل القاعدة العامة
الراسخة " لهم ما لنا و عليهم
ما علينا " . و في البداية كانت
هذه القاعدة تسري علي اليهود و
المسيحيين فقط ، غير أن تطور
الحوادث وسّع من روح التسامح
الإسلامي ، فشملت القاعدة
المذكورة المجوس بفرقهم و
مذاهبهم المختلفة ، حيث جري
اعتبارهم أهل كتاب قديم ضيعوه ،
كما روي عن الإمام الشافعي . و
شملت أيضا فرقة المغتسلة بحران
و شمالي العراق ، الذين تسموا
باسم الصابئة
.
و تعبير " أهل الذمة "
الذي جري إطلاقه علي غير
المسلمين في الدولة الإسلامية ،
يعود إلي الذمة المشتقة – لغةً
– من الذمامة ، و هي الحرمة و
الحق ، و سُمي بها غير المسلمين
لدخولهم في عهد المسلمين و
أمانهم ، فأصبح لهم حق و حرمة ..
هذا و إن كان ينطوي علي معني طيب
متسامح ، و كان متقدما للغاية
بالنسبة لمفاهيم و قيم العالم
عند بدء استعماله ، إلا أننا لا
نحبذ استمرار استعماله في زمننا
الراهن . ذلك أنه يولّد انطباعا
بالتمايز بين أبناء الوطن
الواحد ، و يحمل ظلالا من
الانتقاص ممن يُطلق عليهم.
فالتسامح المطلوب في
المجتمعات المعاصرة ذات التنوع
و التعدد ، يجب أن يقوم علي
التكافؤ و المساواة . فالمرء –
علي سبيل المثال – قد يتسامح مع
أخطاء ترتكب في حقه ، باعتبار أن
ذلك نوع من السمو الأخلاقي و
التعالي عن الانشغال بصغائر
الأمور ، كما هو الشأن حين
نتسامح مع الحماقات التي
يرتكبها الأبناء في صغرهم ،
بوصفها نتيجة لنقص الخبرة و
النضج . فالتسامح من هذا النوع
ينطوي علي معني استصغار الآخر ،
و لا يصلح أساسا لقيام علاقات
تقوم علي التكافؤ و المساواة .
إن الآخر ليس شخصا ناقص
الأهلية أو النضج لكي نتسامح
معه كما نتسامح مع الأطفال و
المراهقين . فمثل هذا النوع من
التسامح يقوم علي إدعاء ضمني
بالتفوق علي الآخر ، و بالتالي
لا يخلو من عنصرية كامنة يمكن
لها أن تنفجر و تطفو إلي السطح
في أي لحظة إذا ما توافرت ظروف
مواتية .
و لذلك أيضا ، فليس من
المقبول وصف المواطنين غير
المسلمين في الدول ذات الأغلبية
المسلمة بصفة " الأقلية " ،
فهي – بدورها – كلمة تحيل إلي
التمايز بين أبناء الوطن الواحد
علي أساس من الدين ، و هو أمر لا
أصل له في الشريعة الإسلامية ، و
صار مستهجنا في المفاهيم و
المواثيق الدولية المعاصرة .
و الدولة التي يسودها
الإسلام مأمورة من الله و من
رسوله برعاية حرمات غير
المسلمين الذين يعيشون في كنفها
، و حفظ حقوقهم ، و تركهم أحرارا
في الحياة وفق معتقداتهم
.. روي عن الرسول صلي الله
عليه و سلم أنه قال : " من آذى
ذميا فأنا خصمه ، و من كنت خصمه
خصمته يوم القيامة " ( أخرجه
ابن ماجه ) ..
و قال عليه الصلاة و السلام : "
من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو
كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا
بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه
يوم القيامة " ( رواه أبو داود
و البيهقي ) .. و قال : " من قتل
معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، و
أن ريحها ليوجد علي مسيرة
أربعين عاما " ( أخرجه ابن
ماجه و الأمام أحمد ) .
فالمسلم و غير المسلم سواء
في حرمة الدم و استحقاق الحياة ،
و الاعتداء علي المسالمين من
غير المسلمين هو في نكره و فحشه
كالاعتداء علي المسلمين ، و له
سوء الجزاء في الدنيا و الآخرة .
و لقد نهي الرسول صلي الله عليه
و سلم عن إيذاء غير المسلمين ، و
لو بمجرد القول : " من قذف ذميا
حد له يوم القيامة بسياط من نار
" (رواه الطبراني ) . و قيل
لرسول الله صلي الله عليه و سلم :
ادع علي المشركين و العنهم !
فقال : " إنما بعثت رحمة ، و لم
أبعث لعانا " ( رواه الإمام
مسلم ) .
و أهل الأديان المختلفة في
الوطن الواحد ، لا يرتضي لهم
الإسلام مجرد التجاور المكاني
الفاتر ، بل يسعي إلي مزيد من
توثيق عري المودة بينهم . و ليس
من الصحيح أن الإسلام نهي عن
صداقة غير المسلمين استنادا إلي
قوله تعالي : " يا أيها الذين
آمنوا لا تتخذوا اليهود و
النصارى أولياء بعضهم أولياء
بعض و من يتولهم منكم فانه منهم
إن الله لا يهدي القوم الظالمين
" ( المائدة : 51) .. حيث فهم
البعض من الآية الكريمة أن
الإسلام نهي نهيا جازما عن
مصادقة اليهود و المسيحيين ، و
أوجب قطع علائقهم ، و تهدد
المسلم الذي يصادقهم بأنه ينفصل
عن الإسلام ، و يلتحق باليهودية
و المسيحية . فالمعني بهذا
التعميم باطل ، و الآيات
اللاحقة لهذه الآية المرتبطة
بها في موضوعها ، تحدد المقصود
بجلاء لا يحتمل الخطأ . فهذه
الآيات نزلت تطهيرا للمجتمع
الإسلامي من ألاعيب المنافقين ،
و من مؤامراتهم التي تدبر في
الخفاء لمساعدة فريق معين من
أهل الكتاب أعلنوا الحرب علي
المسلمين ، و اشتبكوا مع الدين
الجديد في قتال فعلي . و في غير
هذه الحالة ، عندما يختفي
العدوان ، فالصداقة و التواصل و
المودة و التراحم عواطف لا حرج
عليها بين المسلمين و أهل
الكتاب أجمعين .
إن الإسلام يستهدف إنشاء
مجتمع آمن متحاب ، غير مأزوم و
لا محتقن بالفتن و المشاعر
الطائفية ، و الأمثلة من السنة
النبوية غفيرة ؛ فقد قبل النبي
صلي الله عليه و سلم الهدايا من
غير المسلمين ، و استعان بهم في
سلمه و حربه .. و روي أن الرسول
تصدق علي أهل بيت من اليهود ،
فالصدقة يجوز أن تجري عليهم . و
مات عليه الصلاة و السلام و درعه
مرهونة عند يهودي في نفقة
لعياله ( أخرجه ابن ماجه ) ، و كان
في وسعه أن يقترض من أصحابه ، و
ما كانوا ليضنوا عليه ، و لكنه
أراد تقديم النموذج و ضرب
المثال.
و روي عن الرسول صلي الله
عليه و سلم أنه
قال : " بلغوا عني و لو آية ، و
حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج و
من كذب علي عامدا متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار " (
رواه البخاري و أحمد ) .
و روي جابر بن عبد الله قال :
مرت بنا جنازة ، فقام النبي و
قمنا ، فقلنا يا رسول الله إنها
جنازة يهودي . فقال " أوليست
نفسا . إذا رأيتم الجنازة فقوموا
" (رواه البخاري و مسلم )
.
إن التاريخ و الفقه
الإسلاميين زاخران بمواقف
الخلفاء الراشدين و الأئمة و
فقهاء المسلمين الرحبة و
المستنيرة بازاء " الآخر " .
فقد أوصي عمر بن الخطاب واليه
علي مصر عمرو بن العاص قائلا :
" إن معك أهل الذمة و العهد ،
فاحذر يا عمرو أن يكون رسول الله
خصمك " . و هناك القصة
المشهورة للقبطي المصري الذي
ضربه ابن عمرو بن العاص بالسوط و
قال : أنا ابن الأكرمين . فما كان
من القبطي إلا أن ذهب إلي أمير
المؤمنين عمر و شكا إليه ،
فاستدعي واليه عمرو و ابنه و
أعطي السوط للقبطي ، و قال له:
اضرب ابن الأكرمين . فلما انتهي
من ضربه ، التفت إليه الخليفة ،
و قال : أدرها علي صلعة عمرو بن
العاص ، فإنما ضربك بسلطانه .
فقال القبطي بكياسة : إنما ضربت
من ضربني . ثم التفت الخليفة إلي
عمرو بن العاص ، و قال قولته
التي اشتهرت : يا عمرو ، متي
استعبدتم الناس ، و قد ولدتهم
أمهاتهم أحرارا .
الأعجب من ذلك ، أن عمر بن
الخطاب حين أحس دنو أجله بعد أن
ضربه في مقتل أبو لؤلؤة المجوسي
، و هو من أهل الذمة ، لم يمنعه
هذا من أن يوصي : " أوصي
الخليفة من بعدي بأهل الذمة
خيرا ، و أن يوفي بعهدهم ، و أن
يقاتل من ورائهم ، و ألا يكلفهم
فوقر طاقتهم " ( أخرجه البخاري
و البيرقي ) .
و الخليفة الراشد علي بن أبي
طالب لما بعث بالأشتر النخعي
واليا علي مصر ، كتب له عهد
الولاية ، و في هذا العهد أشار
إلي أن اختلاف الرعية في
المعتقد الديني لا يجوز أن يكون
ذريعة للتمييز بينهم في الحقوق
أو الواجبات ، فالناس – علي حد
تعبيره – صنفان : إما أخ لك في
الدين أو نظير لك في الخلق .
و ذات يوم ضاع درع الإمام
علي بن أبي طالب ، و وجدها عند
رجل مسيحي ، فاختصما إلي القاضي
شريح . قال علي : الدرع درعي ، و
لم أبع و لم أهب . فسأل القاضي
الشخص الآخر عن رأيه فيما قاله
الخليفة علي بن أبي طالب ، فقال :
ما الدرع إلا درعي ، و ما أمير
المؤمنين عندي بكاذب . فالتفت
القاضي إلي الخليفة ، و سأله : هل
لك من بينة . فأجاب : ما لي من
بينة . فقضي شريح بالدرع للحائز
لها ، و أخذها المسيحي و مضي .
و منذ بداية تأسيس الدولة
الإسلامية ، في عهد الرسول صلي
الله عليه و سلم و خلفائه
الراشدين و من تلاهم ، أُبرمت
السلطة الإسلامية اتفاقات و
مواثيق مع غير المسلمين ، أمنت
لهم – بموجبها – حرية مباشرة
عقائدهم الدينية ، و قررت لهم
المساواة في الحقوق و الواجبات
، و أوجبت التعاون علي الخير دون
الإثم . و قد ضمّنت السلطة في بعض
هذه المواثيق كفالة التأمين عند
العجز و الشيخوخة لغير المسلمين
، كما هو الشأن في عقد الأمان
الذي كتبه خالد بن الوليد لأهل
الحيرة المسيحيين بالعراق ، و
أقره الخليفة أبو بكر الصديق .
و يحق القول – كما ذهب
العلامة جمال حمدان - بأن
المشكلة الطائفية في العالم
الإسلامي ، لم تنفصل في أي مرحلة
من مراحلها عن الاستعمار : هو
الذي غذاها إن لم يكن أوجدها ، و
هو الذي اتخذ منها أداة سياسية
يدعم بها وجوده . أتي الاستعمار
للدول الإسلامية ليستغل
الطائفية بلا مواربة ، و كسياسة
مرسومة تلغم التركيب السياسي ،
و تحول الأقليات الدينية إلي
قنابل سياسية موقوته . فاحتضن
الأقليات ، و عمل علي خلق شعور
بكيان خاص لها متورم و منتفخ ،
كما سهل استيراد أقليات أخري
دينية غريبة ، ليخل بميزان
القوي المستقر و المتوازن في
المجتمعات الإسلامية . إن الاستمساك بعري
الجوهر الإسلامي النقي ، و
الاستمرار في استلهام التقاليد
الإسلامية الراقية في مجال
التعايش و التعاون مع أهل
الأديان الأخرى ، و الابتعاد عن
أية ممارسات نزقة و أفكار ضيقة
الأفق متطرفة .. هذا وحده الكفيل
بنزع فتيل الطائفية من المحيط
الإسلامي . ــــــــــــ *كاتب من
مصر محام
بالنقض ، عضو اتحاد كتاب مصر مدير مركز
مساواة لحقوق الإنسان ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |