بقلم: أديب قعوار

الصهيونية كانت ولا تزال أكثر من شن حرب الكلمات لتبرير سرقة أرض الغير حتى تبدوا كما لو أنها عمل مبرر وقانوني: لذا فهم يلعبون على الكلمات، وبدلا من استعمال الكلمات والتعابير الصحيحة وفي امكنتها لتفسير وتبرير أعمالهم، التي تفضح جرائمهم ضد الانسانية التي اقترفوها ولا يزالون، يلجأون إلى استعمال كلمات في غير أمكنتها وللتعبير عن التجمعات السكنية ولغيرها من الاستعمالات التي يقيمونها على أراض مسروقة من أصحابها واهلها, قيستعملون كلمة "مستوطنة" وجمعها "مستوطنات" بدلا من استعمال التعبير الصحيح، اي "مستعمرة" و"مستعمرات".

الشعوب الأصيلة تزداد عدداً بشكل طبيعي؛ لذا عليها بناء تجمعات سكنية وغيرها جديدة على أراضيها الموروثة، ومملوكة قانونيا، ولذا  ما يقومون به ما هو إلى استيطان وتوسع على أراضيهم التي هي املاك قانونية لهم. وما هذه التجمعات السكنية أو قرى أو بلدات أو مدن أو مستوطنات لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها "مستعمرات".

ومن ناحية ثانية، فإن غاز أجنبي إذا ما اجتاح ارضاً اجنبية بغرض استعمارها وسكنها، يلجأ لتبريرات مختلفة لتبرير العمل اللاقانوني والا شرعي. وعندما يبنون تجمعات سكنية أو لاستعمالات أخرى، ما هو إلا اقتلاع شعبها الأصلي واستبداله باناس مستجلبون ليحلوا في أرضه وبيوته، وما يبنونه بقوة السلاح والارهاب ما هي إلا "مستعمرات" على الأرض المسروقة من أهلها، وبذا لا يمكن اعتبارها مجرد مستوطنات.

ونحن في هذا المجال لا بد أن هناك نوعين مختلفين من الاستعمار: 1- الاستعمار الاستغلالي، الذي يهدف استغلال أرض وأهل البلد المستعمر، استغلال ارض  وموارد الأرض المستعمرة، واليد العاملة الرخيصة المتوفرة فيها بكثرة. كما أنه بالامكان استعمالها كنقطة انطلاق لاستعمار بلدان اخرى جديدة. ومن الأمثلة على ذلك الهند ومص وغيرها من البلدان. 2- الاستعمار الاستيطاني الاستبدالي، اي استعمار الأرض، طرد أهلها لاستبدالهم بغزاة. ومن الأمثلة على ذلك فلسطين والأمركيتين واستراليا وغيرها.

ونحن الجيل الذي ولد وشب في أرضنا وطننا، فلسطين، وشاهد الغزو اليهودي الصهيوني الذي كان يحاول استعمار أرضنا بكل والوسائل والسبل المتوفرة لهم بمساعدة الأحتلال البريطاني. كنا نستعمل الكلمات والتعابير الصحيحة وفي أمكنتها للتجمعات السكنية وغيرها من الاستعمالات التي بنيت عليها، كنا دائما نسمي هذا التجمعات "مستعمرات"، ولم نسمع وبالطبع لم نسميها أبدا "مستوطنات"، كما يستعمل هذا التعبير من قبل العدو الغازي ومع الأسف ما ينقله عنهم بعض أبناء شعبنا.

-------------------------