-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أوديرنو خادعا ومخدوعا

جاسم الرصيف

         في كلمته أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي وثق الجنرال راي أوديرنو خديعة جديدة للشعب الأمريكي من خلال ممثليه ، عكست خداعه لنفسه أولا ، وإصراره واهما أو موهوما ، بأن ( العنف ) ــ ويعني به أعمال المقاومة العراقية ــ قد تراجع بنسبة ( 85 % ) في السنتين الماضيتين ، 2007 و2008 ، وتناقص من ( 4064 ) عملية شهريا الى ( 594 ) !! .

       وجه الخديعة المباشر : أنه عدّ للشعب الأمريكي وممثليه ( العنف ) ــ عميات المقاومة ــ الموجّه نحو قواته الأمريكية فقط ، دون أن يذكر عدد عمليات المقاومة التي وجّهت الى القوات المحلية المؤازرة للإحتلال ، والتي يسمّونها عراقية ، والقائمة بأعمال مصدّات ضرب مبرح لمؤخرات الجيش الأمريكي ،

      والوجه غير المباشر لهذه الخديعة من أوديرنو يأتي على حقيقتين : 

ألأولى : أن قوات أوديرنو قللت من نشاطاتها العسكرية خلال السنتين المذكورتين الى حدّ كبير ، وماعادت تشن غير غارات إستخبارية عاجلة ضد أشخاص وأوكار للمقاومة الوطنية ، بل أنها قللت من كل نشاطاتها خاصة في الأشهر الأخيرة التي سبقت إنتخابات الرئاسة في أميركا تعزيزا لأكذوبة ( تحسن الوضع الأمني ) التي تشدق بها المرشح الجمهوري ( مكين ) الذي كان يحلم بإحتلال العراق لمدة ( 100 ) عام وحتى ينفد آخر بئر نفط فيه .

الثانية : أن قوات أوديرنو وضعت قوات ملا ّ فسيفس المالكي مصدّا محليا لضربات المقاومة الوطنية خلال تلكما السنتين بحجة بلوغها سن الفطام من مرضعتها الأمريكية ، ثم لجأت الى قواعدها على خيار إقامة إجبارية فرضتها المقاومة عليها ، وتحوّل زخم المقاومة نحو ضرب مرتزقة أميركا المحليين الذين إستبقتهم قوات أوديرنو في ساحة المعركة لتقليل خسائرها أمام الشعب الأمريكي تعزيزا لأكذوبة التحسن الأمني في العراق و( نجاح ) أوديرنو في مهمته .

      وفي هذا الإطار يكشف اللفتنانت جنرال فرانك هيلمك ، القائد السابق لبعثة الناتو في العراق عن نكبة حقيقية لقوات الإحتلال تمثلها حالة ( نقص الأموال ) لتمويل الجيش ( العراقي ) ، مما يبقيه تابعا ذليلا للقوات الأمريكية من حيث العدّة والعدد ، في وقت تستعد فيه قوات أوديرنو للإقلاع عن العراق وورطته بالتقسيط المريح وغير المريح ، كما واضح من كل الأنباء والتصريحات .

     ولعل أظرف ما أفاد به هيلمك هو أن القوة البحرية ( العراقية ) : ( غير قادرة على ضمان أمن المنصات النفطية ومياهها الأقليمية ) ، أما القوة الجوية فهي عاجزة عن حماية مجالها الجوي ، وهذا يوثق ، وبإتجاه معاكس لخديعة أوديرنو ، أن لا القوات الأمريكية ولاذيلها المحلي ( العراقي ) المرتزق قادران على حماية العراق والشعب العراقي .

إذا !! .

       أجبرت المقاومة الوطنية العراقية أوديرنو على الإعتراف ، وأمام الشعب الأمريكي وممثليه ، أن قواته عاجزة عن إعلان ( النصر ) في العراق ، وبموجز القول يفيد هذا أن حتى ال ( 594 ) عملية التي تشنها المقاومة شهريا ضد قواته على وجه التحديد كافية لشل قدرات جيش الإحتلال عن إعلان ( النصر ) ،كما يعني هذا وبكل بساطة أن عمر الإحتلال يقصر يوما بعد يوم مهما قلّت عمليات المقاومة الموجهة ضد قوات أوديرنو .

      والعجيب أن لاأحد من ممثلي الشعب الأمريكي قد وقف عند ضميره الإنساني وتساءل : النصر ضد من ؟! . لأن الإجابة معروفة سلفا : ضد الشعب العراقي الذي إحتلته أكاذيب بوش ومجرمي الحرب من أعوانه ، وهذا مايوقع السائل الأمريكي في مستنقع الأكاذيب وأرخبيلات الخديعة الموجهة ضد الشعب الأمريكي وضد شعوب العالم وأولها الشعب العراقي .

    واذا كان ممثلو الشعب الأمريكي قد لحسوا إعلان بوش أنه ( إنتصر ) في العراق ، نجد أوديرنو يعلّق فشله الأكيد على شمّاعة أيران ، التي تدرّب حقا جيشها الذي دخل العراق باسم ( المجلس الإسلامي الأعلى ومنظمته بدر ) وحزب الدعوة وفصائل أخرى من جماعة مقتدى الصدر ، وهذا ( حق ) لها بوصفها دولة إحتلال ، حالها حال أميركا وبيش مركة جلال الطالباني ومسعود البرزاني ، ولكن أوديرنو لم يجرؤ على الإعتراف بأن عدم قدرته على إعلان ( النصر ) هو المقاومة الوطنية العراقية في ( 7 ) محافظات فقط من مجموع ( 18 ) : بغداد ، بابل ، ديالى ، الأنبار ، صلاح الدين ، كركوك ، والموصل ، ووضع سبب الفشل على (طليان أيران ) لإبعاد الشبهة عن فشلة في العراق. 

      وأعلن المسكين أوديرنو أنه غير قادر على رؤية نصر في الأفق العراقي قبل مرور ( خمس أو عشر سنوات ) ، فوثق إعترافه هذا أنه يخدع نفسه عن قصر نظر أكيد ، إذ أثبت التأريخ أن المقاومة العربية ، ومنها العراقية ، تورّث رؤاها لأجيال وأجيال ضد كل إحتلال أجنبي ، على معنى ومبنى أن أوديرنو ، وغيره من القادة الأمريكان ، ورغم دخول الإحتلال سنته السابعة لم يفهموا طبيعة المستنقع الذي تورطوا فيه :

المقاومة الوطنية العراقية ستورث مقاومتها لأجيال حتى رحيل قوات الإحتلال، وأيران تجهز عملائها في العراق لضرب الجيش الأمريكي اذا تورطت أميركا أو اسرائيل بضرب منشآتها النووية .

     فهل تساءل عباقرة أميركا كيف سيعلنون ( نصرا ) في العراق وقد وقعوا في فخ قاس مزودج ؟!

    عزيزي أوديرنو :

    صدقني أنت في ورطة حقيقية لاحل مثالي لها غير الحل الذي إتبعتموه في فيتنام ، فلا قوات ملاّ فسيفس قادرة على حمايتكم ، ولا الصحوات ، ولا كل الغفوات من أوجار المضبعة الخضراء ، قادرة على وقف المقاومة الوطنية العراقية ، فأسلم بصلعتك البهية وأرحل قبل فوات الأوان .

jarraseef@jarraseef.net

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ