-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوديرنو
خادعا ومخدوعا جاسم
الرصيف
في كلمته أمام لجنة الخدمات
المسلحة في مجلس النواب
الأمريكي وثق الجنرال راي
أوديرنو خديعة جديدة للشعب
الأمريكي من خلال ممثليه ، عكست
خداعه لنفسه أولا ، وإصراره
واهما أو موهوما ، بأن ( العنف )
ــ ويعني به أعمال المقاومة
العراقية ــ قد تراجع بنسبة ( 85 %
) في السنتين الماضيتين ، 2007 و2008
، وتناقص من ( 4064 ) عملية شهريا
الى ( 594 ) !! .
وجه الخديعة المباشر : أنه
عدّ للشعب الأمريكي وممثليه (
العنف ) ــ عميات المقاومة ــ
الموجّه نحو قواته الأمريكية
فقط ، دون أن يذكر عدد عمليات
المقاومة التي وجّهت الى القوات
المحلية المؤازرة للإحتلال ،
والتي يسمّونها عراقية ،
والقائمة بأعمال مصدّات ضرب
مبرح لمؤخرات الجيش الأمريكي ،
والوجه غير المباشر لهذه
الخديعة من أوديرنو يأتي على
حقيقتين : ألأولى : أن قوات
أوديرنو قللت من نشاطاتها
العسكرية خلال السنتين
المذكورتين الى حدّ كبير ،
وماعادت تشن غير غارات
إستخبارية عاجلة ضد أشخاص
وأوكار للمقاومة الوطنية ، بل
أنها قللت من كل نشاطاتها خاصة
في الأشهر الأخيرة التي سبقت
إنتخابات الرئاسة في أميركا
تعزيزا لأكذوبة ( تحسن الوضع
الأمني ) التي تشدق بها المرشح
الجمهوري ( مكين ) الذي كان يحلم
بإحتلال العراق لمدة ( 100 ) عام
وحتى ينفد آخر بئر نفط فيه . الثانية : أن قوات
أوديرنو وضعت قوات ملا ّ فسيفس
المالكي مصدّا محليا لضربات
المقاومة الوطنية خلال تلكما
السنتين بحجة بلوغها سن الفطام
من مرضعتها الأمريكية ، ثم لجأت
الى قواعدها على خيار إقامة
إجبارية فرضتها المقاومة عليها
، وتحوّل زخم المقاومة نحو ضرب
مرتزقة أميركا المحليين الذين
إستبقتهم قوات أوديرنو في ساحة
المعركة لتقليل خسائرها أمام
الشعب الأمريكي تعزيزا لأكذوبة
التحسن الأمني في العراق و( نجاح
) أوديرنو في مهمته .
وفي هذا الإطار يكشف
اللفتنانت جنرال فرانك هيلمك ،
القائد السابق لبعثة الناتو في
العراق عن نكبة حقيقية لقوات
الإحتلال تمثلها حالة ( نقص
الأموال ) لتمويل الجيش (
العراقي ) ، مما يبقيه تابعا
ذليلا للقوات الأمريكية من حيث
العدّة والعدد ، في وقت تستعد
فيه قوات أوديرنو للإقلاع عن
العراق وورطته بالتقسيط المريح
وغير المريح ، كما واضح من كل
الأنباء والتصريحات .
ولعل أظرف ما أفاد به هيلمك
هو أن القوة البحرية ( العراقية )
: ( غير قادرة على ضمان أمن
المنصات النفطية ومياهها
الأقليمية ) ، أما القوة الجوية
فهي عاجزة عن حماية مجالها
الجوي ، وهذا يوثق ، وبإتجاه
معاكس لخديعة أوديرنو ، أن لا
القوات الأمريكية ولاذيلها
المحلي ( العراقي ) المرتزق
قادران على حماية العراق والشعب
العراقي . إذا !! .
أجبرت المقاومة الوطنية
العراقية أوديرنو على الإعتراف
، وأمام الشعب الأمريكي وممثليه
، أن قواته عاجزة عن إعلان (
النصر ) في العراق ، وبموجز
القول يفيد هذا أن حتى ال ( 594 )
عملية التي تشنها المقاومة
شهريا ضد قواته على وجه التحديد
كافية لشل قدرات جيش الإحتلال
عن إعلان ( النصر ) ،كما يعني هذا
وبكل بساطة أن عمر الإحتلال
يقصر يوما بعد يوم مهما قلّت
عمليات المقاومة الموجهة ضد
قوات أوديرنو .
والعجيب أن لاأحد من ممثلي
الشعب الأمريكي قد وقف عند
ضميره الإنساني وتساءل : النصر
ضد من ؟! . لأن الإجابة معروفة
سلفا : ضد الشعب العراقي الذي
إحتلته أكاذيب بوش ومجرمي الحرب
من أعوانه ، وهذا مايوقع السائل
الأمريكي في مستنقع الأكاذيب
وأرخبيلات الخديعة الموجهة ضد
الشعب الأمريكي وضد شعوب العالم
وأولها الشعب العراقي .
واذا كان ممثلو الشعب
الأمريكي قد لحسوا إعلان بوش
أنه ( إنتصر ) في العراق ، نجد
أوديرنو يعلّق فشله الأكيد على
شمّاعة أيران ، التي تدرّب حقا
جيشها الذي دخل العراق باسم (
المجلس الإسلامي الأعلى
ومنظمته بدر ) وحزب الدعوة
وفصائل أخرى من جماعة مقتدى
الصدر ، وهذا ( حق ) لها بوصفها
دولة إحتلال ، حالها حال أميركا
وبيش مركة جلال الطالباني
ومسعود البرزاني ، ولكن أوديرنو
لم يجرؤ على الإعتراف بأن عدم
قدرته على إعلان ( النصر ) هو
المقاومة الوطنية العراقية في (
7 ) محافظات فقط من مجموع ( 18 ) :
بغداد ، بابل ، ديالى ، الأنبار
، صلاح الدين ، كركوك ، والموصل
، ووضع سبب الفشل على (طليان
أيران ) لإبعاد الشبهة عن فشلة
في العراق.
وأعلن المسكين أوديرنو أنه
غير قادر على رؤية نصر في الأفق
العراقي قبل مرور ( خمس أو عشر
سنوات ) ، فوثق إعترافه هذا أنه
يخدع نفسه عن قصر نظر أكيد ، إذ
أثبت التأريخ أن المقاومة
العربية ، ومنها العراقية ،
تورّث رؤاها لأجيال وأجيال ضد
كل إحتلال أجنبي ، على معنى
ومبنى أن أوديرنو ، وغيره من
القادة الأمريكان ، ورغم دخول
الإحتلال سنته السابعة لم
يفهموا طبيعة المستنقع الذي
تورطوا فيه : المقاومة الوطنية
العراقية ستورث مقاومتها
لأجيال حتى رحيل قوات الإحتلال،
وأيران تجهز عملائها في العراق
لضرب الجيش الأمريكي اذا تورطت
أميركا أو اسرائيل بضرب منشآتها
النووية .
فهل تساءل عباقرة أميركا
كيف سيعلنون ( نصرا ) في العراق
وقد وقعوا في فخ قاس مزودج ؟!
عزيزي أوديرنو :
صدقني أنت في ورطة حقيقية
لاحل مثالي لها غير الحل الذي
إتبعتموه في فيتنام ، فلا قوات
ملاّ فسيفس قادرة على حمايتكم ،
ولا الصحوات ، ولا كل الغفوات من
أوجار المضبعة الخضراء ، قادرة
على وقف المقاومة الوطنية
العراقية ، فأسلم بصلعتك البهية
وأرحل قبل فوات الأوان . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |