-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بيانان
ختاميان لقمة واحدة عريب
الرنتاوي القمة "التاريخية"
وفقا لوصف الوزير السعودي عبد
العزيز خوجة، انتهت إلى تسجيل
"اختراق" في العلاقات
الثنائية بين سوريا والسعودية،
ويمكن القول أن مجرد وصول الملك
عبد الله للعاصمة السورية، كان
بمثابة "إعلان مبكر" عن طي
صفحة الجفاء والتنافر بين
الدولتين العربيتين، فالقمة ما
كانت لتحصل، والزيارة ما كانت
لتتم، لولا الشوط المتقدم الذي
حققه البلدان على طريق إذابة
الجليد الذي غطى علاقاتهما
الثنائية. بين دمشق والرياض جملة
من العناوين التي يتعين بحثها
دائما، إلى جانب علاقاتهما
الثنائية في شتى مجالاتها
وميادينها، بيد أن المتتبع
لتاريخ العلاقات السورية
السعودية المعاصر، لن تفوته
ملاحظة أن أسباب التوافق أو
التنافر بين العاصمتين، تكمن
دائما في "الملفات الإقليمية"
ذات الاهتمام المشترك، والتي
تحتفظ فيها كل منهما، بدور
ملموس ونفوذ وازن، فليس بين
سوريا السعودية من مشكلات تجاره
أو حدود أو مياه أو غيرها مما قد
يثير في العادة، نزاعات وشقاقات
ثنائية. ولهذا لاحظنا سهولة
تناول العلاقات الثنائية في قمة
دمشق، حيث تم التأكيد على أهمية
العمل للارتقاء بها، كما جرى
الاتفاق على استئناف اجتماعات
اللجنة العليا المشتركة
السورية السعودية، وفتح آفاق
جديدة للتعاون الاقتصادي
والتجاري، وتشجيع رجال الأعمال
في كلا البلدين على الاستثمار
المتبادل "للوصول بهذا
التعاون الى ما يتطلع إليه
الشعبان الشقيقان". لكن انتقال البحث إلى
الملفات الإقليمية، وإن تكشف عن
تقارب ملموس في معظمها، وخصوصا
المصالحات العربية والمسألة
الفلسطينية وقضية "الأقصى"
و"تهويد القدس"، إلا أنه
أظهر استمرار التباين في ثلاثة
ملفات رئيسة، عبر كل جانب عن
موقفه حيالها، بلغته الخاصة،
وببيان رسمي صادر عن "وكالة
أنبائه الرسمية": أولا: العراق، حيث قالت
وكالة الأنباء السورية "أكد
الجانبان حرصهما على أمن
واستقرار العراق، ودعم كل ما من
شأنه الحفاظ على وحدته أرضاً
وشعباً، وتحقيق المصالحة
الوطنية كمدخل أساسي لبناء عراق
مستقل حر ومزدهر"....في حين جاء
النص في وكالة الأنباء السعودية:
انه "كان هناك اتفاق كامل على
اهمية امن واستقرار ووحدة
وعروبة العراق وعدم التدخل في
الشؤون الداخلية وصولاً الى
بناء عراق مستقل ومزدهر وآمن. هنا يلاحظ تركيز
المملكة على "عروبة العراق"
في مواجهة إيران، في حين تميل
سوريا لاستحضار "العروبة"
في مواجهة إسرائيل...أما الإشارة
إلى التدخل الخارجي فيقصد به
عند الحديث عن العراق، الدور
الإيراني فيه، مع إغفال تام
للاحتلال الأمريكي والمتعدد
الجنسيات للعراق، وهو ما ترفضه
سوريا من موقع علاقاتها
الاستراتيجية مع إيران. ثانيا: لبنان: أوردت "سانا"
انه "جرى التأكيد على اهمية
تعزيز التوافق بين اللبنانيين،
والبحث عن نقاط التلاقي التي
تخدم مصلحة لبنان من خلال تشكيل
حكومة وحدة وطنية باعتبارها حجر
أساس لاستقرار لبنان وتعزيز
وحدته وقوته ومنعته"...في حين
جاء في "واس": انه "تم
التأكيد على اهمية التوصل الى
كل ما من شأنه وحدة لبنان
واستقراره من خلال تعزيز
التوافق بين الاشقاء في لبنان
والاسراع في تشكيل حكومة الوحدة
الوطنية". وهنا يمكن للمراقب أن
يلحظ خطوط التشديد السورية
السميكة تحت "حكومة الوحدة
الوطنية" بوصفها حجر الزاوية
لاستقرار لبنان ووحدته وقوته
ومنعته، في حين لم يشأ
السعوديون الوصول إلى هذا الحد
في التأكيد على أهمية حكومة
الوحدة، وهم وإن كانوا يؤيدون
قيامها، إلا أنهم لا يرونها
خيارا وحيدا، ولا يريدون تكبيل
أيادي حلفائهم في تيار الأغلبية
بزعامة رئيس الوزراء المكلف أو
يصادرون خياراته وبدائله. ثالثا: اليمن: في الوقت
الذي تجاهل فيه بيان "سانا"
ذكر الوضع في اليمن، أوردت "واس"
أنه: "تم التأكيد على ضرورة
دعم حكومة اليمن الشقيقة وتأييد
جهودها لبسط الامن والاستقرار
في جميع انحاء اليمن والقضاء
على الفتن والقلاقل التي تهدد
وحدته وسلامته". وهنا
يلاحظ أن دمشق لم تتبن القراءة
السعودية لأحداث صعدة، حيث تدرج
الرياض هذا الأحداث في سياق
محاولات إيرانية للهيمنة على
المنطقة، وتقف بقوة خلف الرئيس
اليمني علي عبد الله صالح. والخلاصة: أن هناك تقدما
في مسار العلاقات الثنائية
السورية السعودية، وتقاربا في
قراءة عدد من ملفات المنطقة، في
حين ظلت التباينات على حالها
حيال عدد آخر من الملفات التي
أشرنا إليها، وهذا أمر مفهوم
تماما، فالقادة ليسوا سحرة على
حد تعبير الوزير السوري وليد
المعلم، لينهوا في ساعات ما
اختلفوا حوله وعليه، طيلة سنوات. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |