-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قرار
الانتخابات الأحادي والورقة
المصرية المعدلة بقلم
: فارس عبد الله * أعلن السيد محمود عباس
موعداً لإجراء انتخابات في
الضفة المحتلة , في
تكريس عملي
لحالة الانقسام الفلسطيني ,
الذي مارسته سلطة رام الله ولا
زالت في كثير من إجراءاتها
السابقة , عبر تعطيل المجلس
التشريعي , وفكفكت المجالس
البلدية المنتخبة , أضف إلى ذلك
حالة القمع وفصل الموظفين وقطع
رواتبهم بسبب الانتماء السياسي
, مع الاستمرار في الاعتقالات
السياسية , حيث تعج سجون سلطة
رام الله بالمئات من الأبرياء
والمقاومين, ولا يمكن أن نغفل عن
الخطاب التحريضي , الذي يمارسه
السيد عباس على طرف داخلي
فلسطيني , لم نجد ربع هذا
التحريض على المحتل ولو
إعلامياً , كل تلك المؤشرات كانت
تدلل أن المصالحة الحقيقة لم
يحن وقتها بعد , فلا زال البعض
يراهن على خيارات الرباعية
ورؤية أوباما الجديد للحل في
الشرق الأوسط , وكأن التعنت
الصهيوني وسلف نتنياهو ليبرمان
, لم يستطيع أن يزحزح قوم أوسلو ,
عن قناعاتهم التي تتنافى مع
طبيعة الأحرار فلا زال سلام
الخضوع خيارهم الذي لا هروبه
منه . ليس غريباً أن يصدر قرار
إجراء الانتخابات الحادي ,
بالرغم من مطالبة جميع الفصائل
أن تجرى أي انتخابات قادمة ضمن
التوافق الوطني , وفى ظروف
ملائمة تضمن نزاهتها فهذا ما
كان يخطط له , وان لعبة كسب الوقت
ومساحة الربع الأخير من زمن
الضغط المصري على حماس, كانت
تفترض موافقة حماس على الورقة
المصرية المعدلة , والتي فيها
شرعنة للتنسيق الأمني والتعرض
لتشكيلات المقاومة ووصفها
بالمليشيات , خوفاً من ظهورها
كمعطل لاتفاق المصالحة , وبذلك
يتم انتزاع ما عجزت عن تحقيقه
الحرب الأخيرة والحصار المستمر
منذ ثلاثة سنوات , عبر التخويف
من عواقب عدم التوقيع حيث أعلن
" الوسيط المصري " أن
الورقة للتوقيع فقط , إلى جانب
التهديدات عبر الصحف المصرية
الحكومية بان مصر لن تسمح لقادة
حماس بالدخول أو المرور من
أراضيها !! وغيرها من التهديدات
التي عجت بها ووسائل الإعلام
المصرية الحكومية . لعل مسارعة فريق السلطة
للتوقيع على الورقة المصرية
المعدلة , يكشف للجميع أن فحوها
الذي الجديد في بعض نقاطه ,
يتوافق مع ما كان فريق فتح يطالب
به في جلسات الحوار المتعددة
بالقاهرة , من اعتراف
كالكريستال بإسرائيل والتزام
واضح بشروط الرباعية , وان أي
حكومة قادمة يجب أن تلتزم
بالاتفاقيات مع إسرائيل , إذا
كانت الورقة المصرية تخلو من
ذلك فأن عدم توقيع حماس عليها
جريمة , وإذا كانت الورقة تتضمن
مطالب عباس المعروفة فان توقيع
حماس عليها خيانة لدماء الشهداء
وطعنة في ظهر كل المقاومين . أن توقيع فريق السلطة
على الورقة المصرية المعدلة , في
ظل الفيتو الأمريكي والصهيوني
على أي اتفاق أو تفاهم للسلطة مع
حماس , يؤكد رؤية الكثير من
المحللين وأصحاب الرأي أن الورقة المصرية
المعدلة هي بمثابة الكمين
السياسي لحماس , وإلا إذا كانت
السلطة وحركة فتح حريصة إلى هذا
الحد على الوحدة الوطنية , التي
كانت مرفوضة في خطابات السلطة
الرسمية طول عام كامل من
الانقسام , أليس من الواجب
للساعي للوحدة أن يقف عند
اعتراضات الشريك الأخر على
الورقة , التي سوف تنتج
الوحدة على أساسها لتجنب أي
أخطاء أو عوائق للتنفيذ . أن قرار عباس بإجراء
انتخابات في الضفة المحتلة , جاء
بعد زيارة للرئيس مبارك واتصال
هاتفي مع الرئيس الأمريكي
أوباما , وكأنه يقول أن القرار
يرتكز على دعم عربي ودولي وبذلك
تكون الانتخابات هي خطوة في
إطار تجريم غزة , وإخراجها عن
القوانين والشرعيات العربية
والدولية , والمطالبة بتحرك
دولي لإنقاذ مليون ونصف إنسان
من قمع الإمارة الظلامية, لذا
جاءت تصريحات عباس الأخيرة تشدد
على ضرورة استعادة غزة بكل
الوسائل , فهل سقطت من برامج
السلطة استعادة القدس المحتلة
ويافا وحيفا !؟ حتى أصبح يراودهم
حلم استعادة غزة في كل المناسب
والخطب . الإصرار
على الانتخابات لا يأتي في إطار
تهديد حماس بها , فلقد وافقت
حماس على انتخابات في شهر يونيو
2010 أي بعد ستة أشهر من تاريخ
عباس المعلن , والمعلوم أن
قناعات الناس لا تتغير في هذا
الزمن البسيط , وكل ما تحتاج
السلطة هو انتخابات شكلية تقوم
بإخراج حماس من خلالها عن مسرح
الشرعيات السياسية , فالمتابع
للواقع الفلسطيني يرى أن السلطة
وحركة فتح في موقف انتخابي صعب ,
بسبب الممارسات القمعية بحق
المقاومة في الضفة , وزيادة
وتيرة التنسيق الأمني لدرجة
زيارة قادة الجيش الصهيوني
لمقرات الأجهزة الأمنية كما حدث
في بيت لحم , و سيطرة الجنرال
دايتون على أجهزة السلطة , أضف
إلى ذلك فضيحة تقرير جولدستون ,
والشبهات حول مشاركة السلطة في
الحرب على غزة , وقصور أداء
السلطة وغيابه عن القدس , إلى حد
قمع المسيرات التضامنية مع
القدس والمسجد الأقصى , كل ذلك
له انعكاساته السلبية على تأييد
حركة فتح ولعل أبرز صوره , كان في
مقاطعة كل الكتل الطلابية
لانتخابات جامعة النجاح , قبل
أيام وكان سبب المقاطعة القمع
والاعتقال السياسي كما جاء في
بيان الكتل الطلابية . قد يكون البعض
الفلسطيني فصائل منظمة التحرير,
أو بعض الشخصيات من أصحاب أنصاف
المواقف , يطالب بالتوقيع على
الورقة المعدلة وأن تلك الورقة
فرصة لإنهاء الانقسام
, وهل ينتهي الانقسام بمجرد
التوقيع على ورقة , وتبقى
الخلافات شاسعة بين تيارين
ومشروعين مختلفين , قد يكون
للبعض خصومة أو خلاف سياسي أو
أيدلوجي مع حماس , ولكن هل يقبل
هؤلاء لحماس أن تعترف بإسرائيل
؟! هل يقبلون لحماس أن تشرعن
التنسيق الأمني , الذي اكتوى به
كل المناضلين وعلى رأسهم أحمد
سعدات , وغيره ممن قتلوا بهذا
السلوك الخياني , أم أن التنسيق
الأمني في العرف الجديد للبعض
يدخل في ضمن العلاقات الخارجية
والتعاون الأمني بين الدول !!
كما جاء في الورقة المعدلة ,
وكما هو معروف فأن "إسرائيل
" جارة في عرف السيد عباس
وفريق التسوية . مع صدور قرار
الانتخابات الحادي بما يمثله من
تهور سياسي غير معهود , إلا إن
القاعدة في الساحة الفلسطينية
أن لا شئ يمر دون توافق وطني ,
وأتوقع أن تشهد هذه الانتخابات
مقاطعة واسعة في الضفة المحتلة ,حيث
تعول السلطة عليها , في ظل
مقاطعة غزة لتمرير هذا الخرق
الخطير في النظام السياسي
والاجتماعي الفلسطيني . ـــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |