-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقترنـات تقرير
غولدستون والضمير العالمي هيثم
المالح وعمر المختارـ رجب طيب
أردوغان ـ والمضطهِدين
والمضطهَدين علي
الحمّال مقترنات
ثلاثة تصنع وميضاً في قلب
الظلام. تضيئ أفقاً، تحيي
أملاً، تبشر بانبلاج الفجر،
تؤكد أنه قد آذن ليل الغرقد
بصريم. المقترن
الأول يحمل
لسجف الظلم الصهيوني ومشتقاته وتوابعه
بوارق الإنذار. فعندما ارتكب
الإسرائيليون مجزرتهم الدموية
تحت عنوان (الرصاص المصبوب)
كانوا يظنون أنهم مازالوا في
قبية أو دير ياسين، أو في صبرا
وشاتيلا. يوم كانوا يذبحون ولا
يُسألون، وأن بإمكانهم أن
يصنعوا اليوم ما صنعوه بالأمس. موقف
الضمير العالمي الشعبي
والرسمي، قال للإسرائيليين هذه
المرة: لا، ولا هذه هي قطر الغيث
أو أوله. الضمير العالمي الذي
أغضى عن الإسرائيليين طويلاً،
رد عليهم بوضوح: إنما للدلال
حدود. حقيقة
ينبغي على جميع المدلَلين في
العالم أن يستوعبوها، أن يعلموا
أن قدرتهم على اصطناع الأهمية
لدورهم قد تصطدم لحظة بصخرة
الحقيقة، كما اصطدمت في تقرير
غولدستون صخرة باراك وأولمرت أو
نتنياهو... تقرير
العجوز اليهودي الصهيوني (غولدستون)
كان
شاهداً من أهله، والاستجابة
الدولية التي حظي بها، وتصميم
بعض الدول والمنظمات الأهلية
والحقوقية على الذهاب مع
التقرير حتى النهاية، وتناول
أجهزة الإعلام العالمية لموضوع
الشهادة تلك كل أولئك، على
الرغم من محاولات الإعاقة، شكل
قوس قزح جميل ارتفع في الأفق
العالمي أصيل يوم ماطر.. قوس
قزح.. يزرع الأمل، ويلهم
الشعراء، ويؤكد للمظلومين أنه
لن يضيع حق وراءه مطالب، وهو في
الوقت نفسه صوت نذارة عميق لكل
مرتكبي المجازر ومضطهدي الشعوب.
الحقيقة الساطعة تواجه
شجر الغرقد في منطقتنا،
وتهدد من يزرعونه ومن يحرسونه
ومن يختبئون خلفه.. والمقترن
الثاني اقتران مشهد الأستاذ
الحقوقي المناضل هيثم المالح...
وهو ابن الثمانين بمشهد عمر
المختار، يرقى منصة الإعدام وهو
في السبعين،
كان هناك قلبان أمام ذاك المشهد
المهيب الفظيع، قلب الإنسان
وقلب الذئب؛ قلب المجاهد بكل
شفافيته وصلابته يقطر حبا ووفاء
للعقيدة وللأهل وللأرض، وقلب
الذئب الفاشي المتكبر الجبار
العنيد ( كذلك يطبع الله على كل
قلب متكبر عنيد)، تقترن الصورة،
ويُلح عليك الاقتران لترى عمر
المختار يُعتقل ويُتهم ويُحاكم
_ هو أيضا_ ثم ترى اليد المتمدنة
الناعمة تشير إلى الجلاد لتطبق
على العنق الأبي الكريم. تُلح
عليك الصورة، فلا تملك إلا أن
تقول: ( يا أسفا على يوسف..) وهيثم المالح.. وهو على أبواب
الثمانين،
لم يصنع ما صنع (المختار) لم يقد
الجيوش، ولم يحرك الكتائب؛
ولكنه انتدب نفسه للدفاع عن
الحق بالكلمة. ومعادلة الحق
أضنته وجعلته يقف كما وقف
الكثيرون من بني وطنه أمام قضاة
التحقيق. لا يشعر الواحد من
هؤلاء بالحياء من نفسه، وهو
يسائل رجلاً في عمر أبيه عن كلمة
قالها، أو رأي اعتقده، أو موقف
اتخذه. تتساءل
أحياناً في ريب: كيف يقف الواحد
من هؤلاء كل صباح أمام المرآة.
كيف يسلم الواحد منهم على أمه
وأبيه، وهو يسيء إليهم في شخص كل
كبير من أبناء وطنه. يصطنع له
التهم، أو يحاسبه على ما ينعم
بمثله كل الناس. هيثم
المالح أو عمر المختار، المضطهد
من أجل كلام قاله، يضعك مباشرة
أمام المقترن الثالث أمام مقولة
رجب طيب أردوغان يؤكد أن بلده لن
يكون مع المضطهِدين، بكسر
الهاء، ضد المضطهدين بفتحها،
تشكل هذه المقولة الزرقة
الشفافة في قوس قزح العالم
الجديد.. حين
تقبل دول في حجم دول الاتحاد
الأوربي أن تدوس على كراريس
مبادئها ومواثيقها وادعاءاتها
ودعاويها من أجل مصلحة عارضة قد
تكون أرخص من برميل نفط، يبزغ في
أفق المنطقة هلال جديد، يضع
المصالح والرغائب والمحاذير
تحت قدميه ودبر أذنيه ليؤكد أن
الانتصار للمضطهَدين هو الأصل
والشأن و المرجع في الأمر. والأكثر
جدة في هذا الذي نقول أن أردوغان
هذا ليس شخصا حملته الريح إلى
سدة الحكم. إنه شعب بل جزء من
أمة، أمة بعضها من بعض، وإذا
انبلج فجرها فقد آذن ليل الغرقد
بصريم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |