-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 29/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الوحدة الوطنية تتجلى في حالة شعبية وليس في حكومة أمر واقع

حسان قطب*

يتحدث الجميع عن أن الحكومة اللبنانية المقبلة أو التي لا زال الرئيس المكلف سعد الحريري يسعى لتشكيلها بعد تجاوز المطبات والعقبات والعراقيل والموانع والطلبات والرغبات والتمنيات والأمنيات وإنتظارالمتغيرات الإقليمية والدولية والإتفاق على الوقود النووي الإيراني ونتيجة حرب الحوثيين المدعومين من إيران وحزب الله على دولة اليمن وشعبها، وفي انتظار تفاهم قوى المحافظين والمعتدلين الإيرانيين على ثوابت النظام الإيراني.... وتفاهم النظام السوري مع المجتمع الدولي والنظام الرسمي العربي على استمرار نظام الأسد وتفعيل دوره ودعمه بكافة الوسائل التي تضمن استمراره وحضوره على الساحة العربية والدولية وتجنيبه أي عدوان اسرائيلي أو ردة فعل دولية قد تطال إيران وحلفائها في المنطقة... هذه الحكومة المنتظرة التي ندعو الله أن يعجل لنا تشكيلها.. يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل القوى والتجمعات السياسية الحاضرة والفاعلة على الساحة اللبنانية..

هذه الرغبة في تشكيل حكومة وحدة وطنية، هي رغبة ومطلب مقبول ومنطقي سواء طرحته القوى المؤيدة لإيران وسوريا في دولة لبنان والتي يقودها حزب الله أو القوى الإستقلالية التي تتمثل بقيادات الرابع عشر من آذار على تنوعها وإختلاف مدارسها.. هذه الرغبة يجب أن تترجم بممارسات وبأفعال لا بأقوال تؤكد أن الوحدة الوطنية تتجلى وتبرز أولاً على ساحة الواقع وبين جمهور اللبنانيين على إختلاف تلاوينهم ومشاربهم وإنتماءاتهم السياسية والدينية.. قبل أن نطالب بتثبيتها في مواقع حكومية أو وزارية أو نيابية.. فحين يقول رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "من أولى المهمات المطلوبة في ضوء مشاركتنا في السلطة التنفيذية توفير الحماية للمقاومة وتحصين دورها والحؤول دون أي محاولة للنيل منها، وقطع الطريق على كل مقدمة يمكن أن تفضي إلى عزلها ومحاصرتها وإضعافها.  وإن الأهداف الاخرى تتمثل في رفع الغبن والظلم اللاحق بأهلنا وشعبنا جراء القوانين والمشاريع، وإننا نعمل من أجل الاصلاح على كل الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمالية، وأن التخطيط في المقاومة ببعديها المدني والعسكري هو سمة بارزة من سماتها، بل إنه أحد أهم أسباب نجاحاتها من خلال القيادة الحكيمة التي تحرص على توفير التخطيط الملائم وتشرف على التنفيذ وتواكبه وتصوب مساره وصولا إلى بلوغ الهدف". جاء كلامه هذا في محاضرة ألقاها بدعوة من مركز الامام الخميني الثقافي في النبطية.انتهى كلام رعد..

هذا الكلام الذي أطلقه رعد ينم عن حالة عدم ثقة لا نقول شبه معدومة بل نقول مطلقة.. لأن السيد رعد يريد أن يحمي المقاومة من أطراف لبنانية أخرى ستكون متواجدة ومشاركة في حكومة الوحدة الوطنية المزعومة..؟؟  إذاً هذه الحكومة ليست حكومة وحدة بقدر ما هي حكومة مجموعات سياسية متباينة الرأي والموقف والتوجه والرؤية سواء في موضوع المقاومة أو في المواضيع الأخرى الإنمائية والإجتماعية كما تابع السيد رعد القول.. وصولاً إلى بلوغ الهدف.. ويتحدث عن شعبٍ يعيش بين شعوب.. وعن أهلٍ مغبونين.. من سائر الأهل والشعوب.. ولم يحدد لنا السيد رعد طبيعة الظلم والغبن.. ومن يريد أن يرى الغبن والظلم ما عليه سوى التوجه جنوباً ومشاهدة الأمر على حقيقته.. ليدرك من هو المغبون والمظلوم في لبنان..

هذه المقاومة التي يخاف عليها السيد رعد، لم يلحظ لنا في كلامه دورها في مواجهة العدو الصهيوني بل تحدث عن دورها في الشأن الداخلي وعلى مختلف الأصعدة في معرض تبرير حمايتها والحفاظ على استمرارها.. أما الحديث عن الغبن اللاحق بمجتمع محمد رعد.. فهو يناقض الواقع تماماً لأن مجتمع مغبون لا يستطيع أن يقتطع من أمواله ما يقارب المليارين من الدولارات ويوظفها في حقيبة الحاج  صلاح عزالدين.. والمجتمع المهدورة حقوقه لا يطلق الرصاص ابتهاجاً عند كل إطلالة لزعيم .. والمجتمع المقاوم الحريص على التسلح والتدريب لمواجهة العدو الصهيوني لا يرسل أبناؤه إلى غياهب جبال صعدة للقتال إلى جانب الحوثيين والإتهامات تتكرر على لسان القادة اليمنيين ولا من مجيب.. ولا حتى عناء الرد والتكذيب.. بل إن إعلام حزب الله يثبت يوماً بعد يوم تبنيه بيانات ومواقف الحوثيين وكأنها تصدر ضد الصهاينة وعملائهم..

والمجتمع الذي يسعى لإصدار المراسيم والقوانين التي تضمن حقوقه وحقوق كافة المواطنين في هذا الكيان اللبناني لا يغلق أبواب المجلس النيابي لمدة عامين مانعاً إقرار القوانين والمشاريع.. ولا يعرقل تشكيل الحكومة تحت أسباب واهية بل تكاد تكون كاذبة ولا يعمق جراح الإنقسام الداخلي بمشاكل وإشكالات داخلية تتوزع على كافة الطوائف والمذاهب والأحياء من عائشة بكار إلى عين الرمانة.. والشياح والغبيري.. ولا يسمح بأن يكون الأمن بالتراضي كما نراه اليوم حين.. "قام وفد مؤلّف من النائب الحاج علي عمار ورئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد الخنسا ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، بجولة شملت كلاً من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائد الدرك العميد انطوان شكور وقائد الشرطة القضائية العميد أنور يحيى، حيث جرى التباحث في أمور السير وعمل سرية الضاحية الجنوبية، ودراسة الإمكانيات والعناصر البشرية المطلوبة بما يتناسب مع الزيادة الحاصلة في حركة العمران وعدد السكان، كما تم التباحث في السبل الآيلة لتعزيز الأمن الاجتماعي في الضاحية، وتم طلب موآزرة قوى الأمن الداخلي للبلديات أثناء قيامها بواجباتها في تنظيم الأوضاع وضبط ازالة المخالفات"..... هذه الزيارة أو الزيارات من الممكن فهمها بشكل طبيعي لو قام بها الوفد دون المدعو وفيق صفا.. وبالصفة التي وردت.. وكأن مسؤول الأمن في المنطقة المذكورة من قبل حزب معين يزور المسؤولين عن الأمن في باقي المناطق اللبنانية وهل ترضى القوى الأمنية بأن يزورها أو تزورها مجموعات أخرى تحمل أوصاف مشابهة.. وتحت هذه العناوين...

هل هذا الواقع هو الذي يريد أن يحميه السيد رعد وحزبه بدخولهم للحكومة.. وهل الوحدة الوطنية تتجلى بأروع صورها حين نفتح سجلات الحرب الأهلية وخطوط تماسها التي نتمنى أن تكون قد إنتهت إلى غير رجعة.. على وسائل إعلام معينة كلما لاحت في الأفق ملامح حلول سياسية لهذا الواقع المأزوم..

الوحدة الوطنية هي حالة شعبية يعيشها الجميع دون استثناء ودون تمييز تسود فيها سيادة القانون.. وتمارس خلالها السلطة الشرعية مسؤولياتها دون مراجعة وفيق صفا أو أحد أعوانه.. ودون أن تضطر السلطة الأمنية أو السياسية إلى طلب رفع الغطاء عن أحد المطلوبين لاعتقاله أو السماح لها من هذا الفريق أو ذاك بأن يسمح لها بالدخول لهذه المنطقة أو تلك لمنع مخالفات معينة كما نرى في حيثيات هذه الزيارة التي قام بها هذا الوفد للقوى الأمنية.. ولكن بعد أن استقر البناء غير الشرعي فيها ونمت ممارسات تتجاوز كل حدود الممنوع والممكن..

حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها إن كان صحيحاً تسميتها بهذا الإسم لن تكون سوى مرحلة على طريق بدأ حزب الله في تعبيدة وصولاً إلى تحقيق الهدف.. كما يقول النائب رعد... والوحدة الوطنية كما يجب أن يدرك الجميع هي حالة شعبية تتفاعل تتبلور بين مختلف شرائح المواطنين اللبنانيين ويتم تظهيرها في حكومة وحدة وطنية حقيقية تمارس دورها بتجانس وتعاون وتناغم سعياً لخدمة كافة المواطنين دون استثناء.. لا على هذه الحالة التي نراها اليوم..

ــــــــــــ

*مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ