-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 04/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"نتياهو" العابث ... واهتزاز الصورة

خالد معالي

 تدفع الأحداث بعضها بعضا كجدلية تاريخية لا تتوقف وتأخذ في طريقها أولئك الساكنين الذين لا يؤمنون بالحراك. في منطقتنا العربية الأحداث تجري بشكل متسارع وخاصة على الساحة الفلسطينية المحكومة بوجود عامل الاحتلال، والذي بدروه يصنع أحداثا بتخطيط ماكر يظن أنها ستخلده للأبد.

حكومة الاحتلال ومن خلال ضغطها المتواصل على قطاع غزة وإبقائها على الحواجز التي تذل وتهين المواطنين ساعة بساعة واستمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وعدم دفع استحقاقات السلام طيلة 17 سنة من المفاوضات، تؤكد على أنها لا تؤمن بغير القوة والضغط لتحقيق أهدافها التوسعية.

وجود الاحتلال هو عامل رئيس في إطالة عمر الانقسام الفلسطيني، لأنه يستفيد منه ويقلل من خسائره كاحتلال. كذلك عدم وجود تخطيط سليم ووحدة فلسطينية يوازي التخطيط الماكر للاحتلال من قبل الفلسطينيين يسعد الاحتلال، وهو ما يجب أن يتوقف، فالزمن يجري بسرعة والفرص لا تتكرر وليست متاحة في كل وقت وحين.

هناك من يقول أن الفلسطينيين لا يملكون أية أوراق قوة وضغط أمام احتلال نووي مدعوم من أمريكا والغرب، هذا القول تدحضه الوقائع على الأرض، فتقرير غولدستون سواء نجح بتقديم قادة الاحتلال كمجرمي حرب أم لم ينجح - وهذا يتبع لقوة المجهود والمتابعة - فهو قد حقق غرضا مهما للشعب الفلسطيني ألا وهو إظهار الاحتلال وترسيخ صورته لدى المواطن الغربي كمجرم حرب يقتل الأطفال والنساء بلا رحمة. ما اقلق الإعلاميين لدى الاحتلال هو انقلاب الصورة لأول مرة فما عاد العربي والفلسطيني هو الإرهابي، وما عاد  العربي لا يجيد لعبة الإعلام، وما عاد إعلام الاحتلال هو المنتصر دائما.

"نتياهو" لا يرسم المنطقة بما يتماشى مع طبيعة تطور الأشياء والسنن الكونية؛ بل هو يعبث بالمنطقة العربية والفلسطينية. هو يعبث كذلك بأمة المليار ونصف مسلم  من خلال محاولاته المتكررة لتهويد الأقصى وتقسيمه.

مع اقتراب ذكرى وعد بلفور، تتحمل بريطانيا ما جرى للشعب الفلسطيني من مآسي، فخطيئة إقامة دولة الاحتلال كشوكة في حلق الأمة وطموحاتها، وفي غفلة من العرب والمسلمين لا تسقط بالتقادم حيث كان الزعيم الراحل ياسر عرفات قد طالب بتعويضات، والقوانين الدولية يجب إجادة استخدامها لصالح الشعب الفلسطيني.

يطمح "نتياهو" ومعه أمريكا لإطالة عمر الانقسام الفلسطيني لأطول فترة ممكنة، وبقاء أكثر الزعامات العربية الحالية كما هي، والتي تتقبل الضغوط بكل سهولة ويسر ولا تقاوم التلويح بالعصا التي هي بدون جزرة.

عبث "نتياهو" بالفلسطينيين، والعرب، والمسلمين، يتمثل بزرع النعرات والعصبيات ضمن سياسة فرق تسد، وسياسة فرض الأمر الواقع، هذا الأمر يفسر انزعاج الاحتلال من التقارب التركي السوري، وانزعاجه من التصالح المحتمل بين الأخوين "فتح" و"حماس" الذي طال انتظاره. فالاحتلال كيان طفيلي قائم على إتقان اللعب على التناقضات والتهديد بقوته، وزرع الرعب لدى خصومه عبر جرائم تقشعر منها الأبدان كما جرى في غزة من قتل للأطفال والنساء.

"نتياهو" لا يعتبر من التاريخ. كل احتلال إلى زوال مهما بلغ من قوة وعربدة، فقد خرجت أمريكا من فيتنام، والاتحاد السوفيتي من أفغانستان مع عظم قوتهما. التغيرات والتحولات لا بد منها، وإدارة الظهر لها لا يؤخرها ولا يقدمها ولا يخفف من حدتها، وعلى ما يبدو فان ساعة زوال الاحتلال قد أزفت، فما عادت صورة اليهودي الضحية هي الغالبة باهتزازها بتقرير غولدستون، وما عاد الاحتلال يملك أدوات القوة لوحده في عالم متغير، ونتياهو العابث والمتحدي للسنن الكونية بدأ يخسر رويدا رويدا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ