الدكتور عباس العبودي

السلام عليكم ورحمة الله

لقد كرم الله سبحانه وتعالى الانسان بهذا الخلق الجميل وميزه عن الكائنات الحية بعقله  وجعله خليفة على هذه الارض ليعمرها بالخير ويعبد الله فيها ويحكم قييم القسط والعدل –ولكن حينما يعطل الانسان عقله ويغلب شهوته ويكون هواه وانانيته هما المتحكمان على عقله في ادارة شؤونه فتحدث الكوارث ويكون دون مستوى البهائم:

لان البهائم اجل من هؤلاء الساقطين الذين يمارسون الظلم والعدوان والقتل والنهب والسلب حتى البهائم تتبراء من اعمالهم ووحشتيهم .

البهائم لاتمارس العدوان على الاخرين

البهائم لاتظلم

البهائم لاتقتل عبثا وانتقاما بل تقتل من اجل الطعام

البهائم لاتسلب حقوق البهائم الاخرى بل تتعايش فيما بينها فالكبير يصطاد الفريسة فياكل منها ويترك الاصغر يستفيد مما تبقى –اما الانسان المسلوب عقله والمغلوب بشهوته تتحكم فيه انانيته لايدع للاخرين حتى العظمة .

البهائم لاتاكل اموال اليتامى والمحرومين وتتحايل عليهم بشتى الاساليب

البهائم لاتسرق حقوق الاخرين  ولاتتحايل من اجل منافع زائلة

البهائم لاتفسد ولاتسرق ولاتغش ولاتكذب ولاتخون الامانة ولا تتآمر ولاتكون امعة لغيرها ولا تكون خادمة لاسيادها ولاتبيع وجودها للاخرين من اجل حفنة من متاع زائل.

البهائم لاتغتصب ولا تبيع ضميرها ووجدانها وشرفها وكرامتها من اجل شهواتها .

البهائم لاتقطع الرؤوس ولاتفجر ولاتخون ولاتنافق ولا تتآمر .

البهائم تتعايش فيما بينها في مساحة الارض والانسان يتصارع على الارض ويتصارع على الحكم هذا لك وهذا لي .

ايها السياسيون الذين سلبت عقولهم وتحكمت بهم اهوائهم وشهواتهم فاصبحوا دون مستوى البهائم بسلوكهم واخلاقهم فسادهم وافسادهم ومؤامراتهم على العراق والشعب العراقي ,ترفعوا قليلا وكونوا بمستوى البهائم ان لم تترفعوا بعقولكم وتحترموا انفسكم وتعملون باخلاص ووطنية مخلصة وتجعلون مصالح الناس ومنافعهم مقدم على مصالحكم ومنافعكم.

ايها السياسيون أعملوا للعراق فهو خيرا لكم ولاتعملون لانفسكم فإنكم ستخسرون العراق وتخسرون انفسكم وتكونوا لعنة في التاريخ-لان التاريخ لايرحم من ظلم الناس ولم يحترم عقله ويجعل هواه وانانيته وتذكروا دائما ان الله علينا رقيبا  وتذكروا انه لبمرصاد –ويوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني كنت ترابا على مافرطت وغيبت عقلي وحكمت شهواتي وانانيتي .وسترجعون الى يوم لاتنفعكم اموالكم وقصوركم وتجارتكم ومناصبكم –الاّ ماقدمتموه لامتكم ووطنكم من عمل خير وافنيتم حياتكم من اجل تحكيم قييم العدل وتحقيق معاني الاخوة الانسانية وبناء دولة الانسان في العراق.

راجعوا انفسكم وحكموا عقولكم قبل فوات الاوان ولات حين مندم

والله من وراء القصد.

-------------------------