-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجلس
الأمن أداة مسمومة لن تلتفت إلى
غولدستون بقلم:عاهد
ناصرالدين تنوعت وسائل
الإحتيال والأساليب التي تتم
فيها السيطرة والهيمنة على
الشعوب لدرجة تعلُّق الدول
الضعيفة بالدول المستعمِرة
كتعلق الغنم بالذئب المفترس من
خلال تغليف المشاريع واللجوء
لمجلس الأمن عند كل مصيبة تحل
بالأمة الإسلامية ؛ فبعد انقضاء
ثلاثة أسابيع على مجزرة المسجد
الإبراهيمي وانتظار قرار مجلس
الأمن وكأنه الترياق الشافي
أصدر مجلس الأمن قرارا ضعيفا
يحمل رقم 904 ولا يتناسب مع حجم
الجريمة وبشاعتها ،إلى غير ذلك
من القرارات التي أضاعت البلاد
والعباد، والتي تقف إلى جانب
دولة يهود ؛إما بإصدار قرارات
مائعة قابلة للأخذ والرد غير
قابلة للتنفيذ ،وليس فيها إدانة
واضحة للجلاد ؛بل إدانة للضحية،
وكيل بمكيالين؛ واحد للمسلمين
تكون فيه الشدة والقسوة والسرعة
في استصدار القرارات كما هو
قرار الحرب الأولى على العراق
1991 . ومكيال آخر لغير
المسلمين تمتنع أمريكا فيها عن
التصويت وأخذ حق الفيتو الذي
تستخدمه أمريكا لمصالحها
الإستعمارية رغم وضوح الجرائم
وقوة الأدلة وأنهار وشلالات
دماء المسلمين كمجزرة قانا . وإن قرار1860 ليس
عنا ببعيد ؛فقد استُعمِل في
صياغته الدهاءُ السياسي الخبيث
الذي سبق استعماله في القرار 242
بعد عدوان 1967، حيث نصَّ حينها
على الإنسحاب من “أراضٍ” بدل
أن ينص على الإنسحاب من
“الأراضي” ليترك مجالاً لدولة
يهود أن تبقى في الأراضي التي
تختارها هي !! وهكذا في قرار 1860، حيث لم ينص على
الإنسحاب من غزة، بل على وقفٍ
للنار “يؤدي” إلى الإنسحاب!
ومتى وكيف يؤدي؟! ثُم كيف لقرارٍ
يلفُه الغموض عمداً أن يوقف
عدوان يهود وهم لم يوقفوا
عدوانهم لقراراتٍ أشد وضوحاً؟!. فبات من المؤكد أن مجلس الأمن أداةمسمومة
اعتراها الصدأ وأن قراراتهلا
تسمن ولا تغني من جوع، وما هي
إلا أوراق ملأت أكياس النفايات . لقد مضت عدة عقود على تأسيس مجلس الأمن،
وقد ظهر للقاصي والداني كيف أنه
مجند لخدمة السياسات والمصالح
الأمريكية ؛ذلك أن مجلس الأمن
وغيره من مؤسسات الأمم المتحدة
هي أداة طيعة في يد الدول العظمى
في كل وقت وحين ،أما الدول
الضعيفة فلا وجود لها على
الساحة الدولية ولا تأثير لها
عند اتخاذ القرارات أو صياغتها
إلا الحضور الذي لا يعني إلا
القبول كالكومبارس في الأفلام
والمسرحيات . فكم من قرارٍ صدر عن هذا المجلس لصالح
العرب ولم يُنفذ ؟ وكم من مشاريع
القرارات تم وأدها وإسقاطها
لأنها لا تلائم مصالح ورغبات
الدولة الأولى في العالم . هذه حقيقة مجلس الأمن وعلينا أن ندركها
جيدا ولا يصح التعامي أو
التغاضي عنها . وعلى الأمة إن كانت فعلا تريد العزة
والرفعة أن تنفض يدها من هذه
المؤسسات الصدِأة المسمومة
القاتلة . ولا تعلق آمالها على مجلس الأمن في
استصدار قرار يتبنى
تقرير"غولدستون" ؛ذلك لأن
أمريكا لن تقف ضد يهود ولن تقف
إلى جانب المسلمين. لقد عانت
البشرية من هذا المجلس ،وقد مضى
عهد الإستجداء السياسي ، وآن
أوان العزة والكرامة . فهل لخير أمة أُخرجت للناس أن تعمل على
إيجاد قادة سياسيينمخلصين
لأمتهمكهارون الرشيدالذي وقف
موقف العزة في هذه القصة :- الحاجب : مولاي
أمير المؤمنين ،هذا رسول من
بلاد الفرنجة بالباب يشير الخليفة
بيده ويدخل الرسول مطأطئ الرأس
حتى يقف بين يديه . الرشيد : هات ما
عندك يمد الرسول يده
برسالة يأخذها الحاجب من يده
ويعطيها الخليفة فيفتح الخليفة الرسالة : من نقفور ملك
الروم إلى هارون ملك العرب أما
بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي
أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها
مقام البيدق ، فحملت إليك من
أموالها وذلك لضعف النساء
وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي فاردد
ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا
فالسيف بيننا ! لم يكن لدى الرشيد من الوقت ما يكفي لطلب
ورقة يكتب فيها ردا على هذا
المتطاول فخطّ على ظهرها كلمات
قليلةتغني عن ملايين الكلمات
التي نسمعها اليوم من التنديد
والشجب والإستنكار،وتغني عن
مواثيق الأمم المتحدة وقرارات
مجلس الأمن الدولي . (( مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ المؤْمِنِينَ
إِلى نُقْفُورَ كَلبِ الرّومِ ! قَرَأتُ كِتَابَكَ يَا ابنَ الكَافِرَةِ
! وَالجَوَابُ مَا تَرَاهُ
دُونَ مَا تَسْمَعُه )) . فإلى العمل
لإيجاد دولة الخلافة الثانية
على منهاج النبوة كما يأمر
اللهُ – تعالى - ويأمر نبيهُ -
صلى الله عليه وسلم - . {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ
فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ
الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ
الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ
السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ
شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ
هُوَ يَبُورُ } فاطر10. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |