-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
السلام
على طريقة نتنياهو أ.د.
محمد اسحق الريفي إذا كان العدو الصهيوني
لا يقبل وقف تهويد القدس
وإفراغها من أهلها
الفلسطينيين، ولا يقبل وقف
التضييق على فلسطينيي الداخل
المحتل وسن القوانين التي تمكنه
من تهجيرهم من مدنهم وقراهم
بالعنف والإرهاب، ولا يقبل وقف
الاستيلاء على الأراضي
الفلسطينية وإقامة المستوطنات
عليها، فما هو السلام الذي يريد
نتنياهو التوصل إليه مع
الفلسطينيين؟ تقول وسائل الإعلام إن
نتنياهو يريد التوصل إلى ما
يسمى "سلام اقتصادي" مع
فريق التسوية السياسية
الفلسطيني، والذي يعني إنعاش
اقتصاد الضفة وغزة، وتخفيف
معاناة الفلسطينيين هناك،
والسماح لجزء منهم بالتنقل
والسفر، وذلك مقابل تخلي الشعب
الفلسطيني عن حقه في مقاومة
العدو الصهيوني، والتنازل له عن
القدس، والتفريط بحق العودة إلى
الأبد. إذاً
هي مقايضة مذلة لا معنى لها سوى
الاستسلام.
ويا ليت الأمر يتوقف عند ذلك
الحد من التفريط والاستسلام
المهين! فالعدو الصهيوني لديه
متطلبات أخرى، كالتزام
الفلسطينيين بقانون "معادة
السامية" والعمل به في الضفة
وغزة وتعديل المناهج التعليمية
الفلسطينية وفق مقتضياته،
ومحاربة ما يسميه اليهود
والصهاينة والأمريكيون
"الكراهية الدينية"،
ومساعدة العدو الصهيوني على
تطبيع علاقاته مع الدول العربية
والإسلامية.
ولا أستبعد أن يطلب العدو
الصهيوني من الفلسطينيين –
مقابل السلام الاقتصادي
المقترح – تشكيل أجهزة أمنية
فلسطينية خاصة بحماية أمن
الكيان الصهيوني وحدوده! ولذلك تصر حكومة العدو
الصهيوني على استئناف
المفاوضات مع فريق التسوية دون
أي شروط، ولا حتى شرط تجميد
الاستيطان اليهودي والصهيوني
لمدة محدودة من الوقت.
وهذا الإصرار والتعنت
الصهيوني يعكس الأهداف
النهائية الصهيونية
والأيديولوجية التي يقوم عليها
المشروع الصهيوني، وهي إنهاء
وجود الشعب الفلسطيني
والاستيلاء على فلسطين وإقامة
دولة يهودية على أنقاضها، ويعكس
أيضاً البراغماتية الصهيونية
في التعاطي مع قضية فلسطين، وهي
براغماتية تقوم على أساس
استغلال الأوضاع المحلية
والإقليمية والدولية لخدمة
المشروع الصهيوني، وكسب الوقت
من أجل التخلص من عبئ المشكلة
الديموغرافية التي يشكلها
التواجد الفلسطيني في الضفة
وغزة والداخل الفلسطيني.
لا شك أن الشعب
الفلسطيني يتوق إلى الحرية،
ويأمل في رفع المعاناة عنه، أو
حتى تخفيفها، ويتطلع إلى اليوم
الذي يستغني فيه عن "كرت
المؤمن" والأموال المسيسة
التي تقدمها له الدول المانحة،
والتبرعات، والمعونات..
فهذا من حقه، أسوة بحقوق كل
شعوب العالم، ويجب على العالم
كله أن يعمل من أجل تخفيف معاناة
شعبنا الفلسطيني ورفع الظلم
عنه، ولكن يجب ألا يكون ذلك على
حساب قضية فلسطين ووجود الشعب
الفلسطيني وحقوقه وكرامته.
فشعبنا يرفض هذه المقايضة
المذلة والمهينة، ولا يقبل أن
يدفع فلسطين وحقوقه وكرامته
ثمناً لرفع معاناته التي يسببها
له الاحتلال ظلماً وعدواناً. إذاً السلام الذي يريده
نتنايهو، وهو السلام
الاقتصادي، هو شكل آخر من أشكال
العدوان على الشعب الفلسطيني،
لا يختلف كثيراً عن سلطة الحكم
الذاتي التي جاءت بعد توقيع
م.ت.ف. على اتفاقيات أوسلو
المشئومة، ولا يؤدي إلا إلى كسر
شوكة المقاومة الفلسطينية
وخدمة المشروع الصهيوني،
فالمقاومة الفلسطينية، وتمسك
حركة حماس وفصائل المقاومة
الأخرى بالثوابت الفلسطينية هي
التي تمنع انطلاق المشروع
الصهيوني إلى الأمام، وتحول دون
تطبيع العرب والمسلمين
لعلاقاتهم مع العدو الصهيوني
وإقامة اتفاقية سلام معه. إن السلام الذي يدعو
نتنياهو فريق التسوية
الفلسطيني إليه، هو الاستسلام
بعينه، وهو سلام ينسجم تماماً
مع المشروع الصهيوني، الذي يهدف
إلى الهيمنة المطلقة على
منطقتنا العربية والحؤول دون
إقامة دولة الخلافة الإسلامية،
والذي هو بحاجة ماسة إلى عقد
اتفاق سلام بين العدو الصهيوني
والدول العربية والإسلامية،
ليتمكن من محاربة الإسلام في
عقر داره. وكل
سلام وفلسطين والأمة بخير! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |