-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 12/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بعض أسئلة اللحظة الفلسطينية الراهنة

عريب الرنتاوي

ثمة حاجة للانتقال بالجدل الوطني الفلسطيني المحتدم هذه الأيام، إلى ما فوق وقبل وبعد، قرار (رغبة) الرئيس عباس عدم الترشح في الانتخابات المقبلة (إن وقعت)...فالمأزق الراهن الذي يعتصر القضية الفلسطينية، لن ينفع في معالجته "نظام المياومة في إدارة الشأن الفلسطيني"، والمؤكد أن الخروج من قبضته القاسية، لن يكون متاحا بالتظاهرات "المفبركة" البائسة واللغة "الخشية عن "البيعة وتجديدها" والغناء الرديء الهابط الذي يحمل اسمها كوديا زائفا: "أغنية وطنية"، فمثل هذه الطقوس التي اشتهرت في عواصم القمع والديكتاتوريات العربية، باتت ممجوجة في موطنها الأصلي، و"بلدان المنشأ" فما بالك حين يسعى القائمون عليها في فرضها على الحركة الوطنية الفلسطينية التي ما كان لها أن تكون أولا، أو أن تملأ الأرض والفضاء ثانيا، إلا بانقضاضها على هذه الثقافة السلطوية وتحطيمها لطقوس "عبادة الفرد" وأصنامها.

 

ونقطة البدء في هذا الجدل تتصل بإعادة تعريف البرنامج الوطني الفلسطيني، فالكل بمن فيهم المفرطون والمتخاذلون والمتعاونون مع مختلف أجهزة الاستخبارات العالمية والفاسدون، يحدثونك عن المشروع الوطني الفلسطيني، في حين أن هذا المشروع ضاع بين "العباسية" و"الدحلانية" و"الفياضية"، فضلا عن وثيقة جنيف وخريطة الطرق ومبادرة بيروت ورؤيا الدولتين إلى آخر القائمة الطويلة.

 

في البدء انطلقت الثورة من الشتات، رافعة لواء العودة والتحرير والدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، ثم تبدل الحال وانتهينا إلى برنامج "العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، مرورا بالبرنامج الانتقالي المؤقت التي تحدث عن السلطة الوطنية المقاتلة التي يتعين إقامتها على أي جزء يتم تحريره من أرض فلسطين.

 

اليوم نحن مختلفون على كل محور من محاور المشروع الوطني تقريبا: العودة عند البعض اختزلت إلى مسألة رمزية، وأحيانا إقرار بالحق من دون ترجمته، أو عودة إلى الدولة العتيدة و"الطرف الثالث" ودائما "التعويض" هو سيد الحلول والبدائل جميعها....والدولة المستقلة تحولت إلى دولة قابلة للحياة، ومتصلة جغرافيا، تعادل الأرض المحتلة عام 67 وليست بالضرورة فوقها، وانتشرت المعادلات الرياضية والصيغ والأفكار حول تبادل الأراضي للالتفاف على مشكلة الاستيطان وحقائقه المرة المفروضة على أرض الواقع.

 

أما القدس الشريف أيضا، فلم تسلم من المقايضات والمناقصات والمزايدات، تارة بدعوى التمييز بين المدينة برمتها و"المدينة القديمة"، داخل الأسوار وخارجها، الكيلومتر المربع المقدس، المقدسات، الوصول الحر والآمن إلى الأماكن المقدس للجميع يهودا ومسلمين ومسيحيين، السيادة على الحرم، فوق الأرض أو تحتها، الترتيبات الخاصة، إلى غير ما هناك من صيغ وأفكار، بعضها يحفظ بعض الحق الفلسطيني في مدينة الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين، وبعضها يسقط هذه الحقوق ولا يبقي منها إلا ظلالا باهتة.

 

وعن السيادة والاستقلال، فحدث ولا حرج، فالدولة منزوعة السلاح، والحدود المفروضة على سلطتها وصلاحياتها و"سيادتها" تجعل منها أقرب ما تكون إلى الحكم الذاتي الموسع في أحسن الأحيان، إما في أسوئها، فامتداد للاحتلال ومجال حيوي لأمنه واقتصاده.

 

قيل في الأدب الفلسطيني المقاوم، أن قضية فلسطين أساسا هي قضية لجوء وعودة، فأعطي الخارج في البدء، ما أعطي من اهتمام وأولوية مركزيين، ويقال اليوم أنها قضية أرض وصراع على كل شبر منها، أهمل الخارج وتسمرت الأنظار صوب الداخل، كما أهمل الداخل من قبل وتقدم الخارج عليه، والواضح أننا لم ننجح في توفير إجابات مدروسة على أسئلة مشروعنا الوطني الأساسية: هل يتعين علينا أن نترك خمسة ملايين لاجئ أو يزيد نهبا للتهميش والنسيان لكي نخوض معركة انتزاع الأرض من أنياب الاستيطان الحديدية القاسية؟...هل التفريط بحقوق هؤلاء يمكن أن يقرب لحظة ولادة الدولة واستعادة الأرض؟...هل من صيغة تبقي للشعب وحدته خلف ممثله الوحيد، وماذا أن تخلى هذا الممثل الوطني عن ملايين "الأتباع والمريدين"، هل سيظلون كذلك؟...هل المشكلة في بقاء عباس (75 سنة) أو رحيله، ماذا إن ظلت "العباسية" بلا عباس؟...هل "الفياضية" مشروع بديل، هل هناك "فياضية" أصلا، أم هي مزيج من "البليرية/طوني بلير" و"الدايتونية" في طبعة محلية باهتة؟...هل هي امتداد لبرمامج المنظمة في مرحلة بعد أوسلو وما بعد السلطة وما بعد "العباسية"، هل هي مشروع انقلاب أبيض على المشروع الوطني الفلسطيني كما تردد في اجتماعات المجلسين "الوطني" في عمان و"الثوري" في رام الله؟

 

ماذا نحن فاعلون؟...هل يمكن الجمع بين مفاوضات رشيدة ومقاومة رشيدة، ما معنى ترشيد المفاوضات، وكيف يمكن للمقاومة أن تكون راشدة ورشيدة، ما مستقبل السلطة في حالة كهذه، هل تبقى صندوقا للتقاعد بعد أن فقدت وظيفتها كمشروع دولة ونواة لها، أم أن حلها هو المدخل للحل الأبعد مدى للاستعصاء الفلسطيني الأشمل؟...ماذا عن سلطة غزة في حالة كهذه، هل نحلها أيضا، أم نتعامل مع القطاع بوصفة "الشبر" الذي تم تحريره ونقيم سلطتنا المقاتلة عليه؟..وما علاقة ذلك بلعبة السلطة وتوازن القوى بين فتح وحماس والانقسام بين ضفة وقطاع، إلى غير ما هنالك من أسئلة.

 

أسئلة وتساؤلات، هي أول غيث "العصف الذهني" الذي ينبغي أن تنصرف إليه مؤسسات السلطة والمنظمة والفصائل والمجتمع المدني، بدل هدر الوقت وتبديده في إعلانات وفاء وولاء مدفوعة الأجر، وفي تظاهرات سقيمة وشعارات لا تذكر إلا بأسوأ ما في جمعبة الأنظمة العربية الحاكمة وتجاربها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ