-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 21/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

أعظم أيام الدهر

وأقبلت العشر الأحب إلى الله

رحلة في أعماق العشر الأوائل من ذي الحجة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، خير البشر أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، الغرِّ المحجَّلين، وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد..

تمر الأيام والليالي، وتتعاقب السنون، ويبقى المؤمن بين رجاء رحمة الله وخشية عذابه، ويبقى إيمانه بين الزيادة والنقصان، وتبقى همته بين الشدة والفتور ، حتى تتعرض أفئدة المسلمين لنفحة ربانية، تجعل القلب موصولاً بالله، ويتنقل في رحابه بإيمان يقظ، وقلب يدفعه الشوق إلى بارئه والقرب منه، ونرى المربي الأول محمدًا صلى الله عليه وسلم يأخذ بأيدي أتباعه إلى الطريق السليم عبر وصية جامعة من وصاياه الخالدة.

 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ لربّكم في أيّام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها" “متفق عليه”، والتعرض لها بتطهير القلب، وتزكيته من الخبث ومن الأخلاق المذمومة.

 

وروى ابنُ عمرَ- رضي الله عنهما- أنَّ رجلاً جاء إلى النبيّ، فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الناسِ أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمالِ أحبُّ إلى الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الناسِ إلى الله تعالى أنفعُهم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله سرورٌ يدخِله إلى مسلمٍ، أو يكشِف عنه كربةً، أو تقضِي عنه دينًا، أو تطرُد عنه جوعًا، ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحبّ إليَّ مِن أن أعتكِفَ في هذا المسجد- يعني مسجدَ المدينة- شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ الله عورته، ومن كظمَ غيظَه، ولو شاء أن يمضيَه أمضاه؛ ملأَ الله قلبَه رجاءً يومَ القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيّأ له أثبتَ الله قدمَه يوم تزول الأقدام، وإنَّ سوءَ الخلُق ليفسِد الدّين كما يفسِد الخلُّ العسل" “حديث رواه الطبرانيّ في الكبير، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وغيرهما، وحسنه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة”.

 

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال سبعًا؛ هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًّا، أو غنى مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر" “رواه الترمذي، وقال: حديث حسن”.

وها نحن على موعد نلتقي فيه بأيام مباركة طيبة، وتقبل علينا أيام طيبات تحمل معها نفحاتٍ كريمةً من ربٍ كريمٍ، تبعث في نفوس المسلمين المحبة والشوق ، فتهز مشاعرهم وتستجيش عواطفهم؛ فتسوقهم إلى رحاب الطاعة ومحراب العبادة.

 

الأحب إلى الله

لقد جاءت الأحاديث تؤكد أفضلية هذه الأيام العشر على غيرها من أيام السنة كلها، وعلى أنها الأعظم والأحب إلى الله تبارك وتعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر"...

فهي الأحب إلى الله زمانًا؛ لأنها تأتي في خير الأزمنة التي أقسم الله بها ﴿وَالْفَجْرِ “1” وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾،

وهي الأحب إلى الله زمانًا؛ لأن بها خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة،

وهي الأحب إلى الله مكانًا؛ لأن فيها يكون اجتماع المسلمين العالمي السنوي في موسم الحج، فكانت تلك الأيام مكان اجتماع أمهات العبادة،

قال ابن حجر رحمه الله: "والذي يظهَر أنّ السببَ في امتياز عشر ذي الحجة بهذه الامتيازاتِ لِمَكان اجتماع أمّهات العبادة فيها، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ وغيرها، ولا يتأتّى ذلك في غيرها".

 

وهي الأحب إلى الله لأنها أيام تجديد الحياة في ظل طاعة الله؛ ولأنها أيام التعرض لنفحات رحمة الله، ولأنها أيام المسارعة إلى المغفرة، ولأنها أيام المسابقة في الخيرات، ولأنها أيام موسم التجارة الرابحة، وهي الأحب إلى الله لأنها الأيام الوحيدة التي جمعت بين نفحات المكان ونفحات الزمان، ولأنها الأيام التي جمعت بين العبادات القلبية والبدنية والفردية والجماعية.

 

وهي الأحب إلى الله لأنها أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهي الأيام التي تتشبه فيها ملائكة الأرض بملائكة السماء، فينافس فيها البشر الأطهار الملائكة الأبرار، ويباهي الله بهم ملائكته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء".

 

وهي الأحب إلى الله لما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه "كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال- يعني في الفضل، ولما رُوي عن الأوزاعي قال: "بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها، ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة"، ولما رُوي عن كعب: "اختار الله الزمان وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول".

 

  وهذا فضل الله تعالى واختياره، فالله تعالى يخلق ما يشاء ويختار، ويُفضّل بعض البشر على بعض، ويصطفي منهم ما يشاء ويختار، كما فضّل النبيين والمرسلين على سائر البشر، واصطفى منهم أولي العزم، وفضّل عليهم سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وفضّل بعض الأماكن على بعض، ويصطفي منها ما يشاء ويختار، كما فضّل المساجد على سائر الأماكن والبقاع، واصطفى منها المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى، وفضّل عليهم المسجد الحرام.

 

وفضَّل الله تعالى الأشهر الحرم على سائر الأشهر، قال ربنا عز وجل: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ “36”﴾ “التوبة”.

 والأشهر الحُرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، ولهذه الأشهر حُرمتها عند الله تعالى، وشهر ذي الحجة من أشرف هذه الأشهر الحُرم لاجتماع فضيلتين عظيمتين فيه، فضيلة أنه شهر من الأشهر الحُرم، وأنه شهر من أشهر الحج لوقوع أعمال ومناسك الحج فيه.

 

وفضّل الله تعالى الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وجعل فيها من الخير وتضعيف الحسنات ما يزيد من غيرها من الأيام؛ لذلك أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن هذه الأيام أحب الأيام عند الله تعالى، وأن العمل الصالح فيها هو أفضل من غيرها، وأن الأجر المترتب على العمل فيها أعظم من الأجر الذي يترتب على أي عمل صالح يكون في غير هذه الأيام، وقد يتعجب مسلم من ذلك، كما تعجب الصحابة الكرام فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: “ولا الجهاد في سبيل الله؟”.

 

فجيل الصحابة الكرام علموا أن ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، وأن مقام المجاهدين أعلى، وفضل الجهاد أعظم، فكأنهم تعجبوا من قول النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة؛ ولذلك سألوا عن الجهاد في سبيل الله.

 

فأعاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تأكيد ما أخبر به بقوله: "ولا الجهاد في سبيل الله" أي  ولا حتى الجهاد في سبيل الله؛ حتى أعادها ثلاث مرات على من سأل، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم استثناءً على الأصل الذي أكده من قبل، وهو استثناء متعلّق بعمل رجل مجاهد خرج في سبيل الله يخاطر بنفسه وماله، ولم يرجع بشيء من ذلك، فالمال أُنفق في سبيل الله والنفس عادت إلى خالقها، كما ورد ذلك في صحيح أبي عوانة "إلا من عُقر جواده وأهريق دمه" أي رزقه الله تعالى الشهادة في سبيله وأتلف ماله.

 لقد اقسم الله تعالى بهذه الأيام المباركة فقال سبحانه”“ وليال عشر”“

وقد ذكرت لطيفة رائعة في قول الله تعالى”“ وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه”“

قال مجاهد : إن العشر التي أتمها الله على موسى هي العشر من ذي الحجة.

 

وهكذا يتعانق حجاج بيت الله الحرام مع إخوانهم المسلمين الذين لم يُقدّر لهم الحج، ويشتركون في الإقبال على طاعة الله، والانشغال بذكره، والعكوف على مرضاته، الجميع يسير في ركب واحد إلى الله تعالى، فإذا كان الحُجاج هم طليعة الأُمة المسلمة الوافدة إلى رحاب الله تعالى فإن بقية الأُمة- وهم الأكثر والأعم- يسيرون في ركابهم إلى ساحات الرحمة وميادين الطاعة، فإذا كان نداء الحجيج التلبية “لبيك اللهم لبيك” فدعاء الأُمة المسلمة ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ “طه: من الآية 84”.

فما أعظم من صورة أمة الإسلام في هذه الأيام؛ وهي تعيش حياة ربانية كاملة تُقر لله تعالى بالوحدانية، وتُفرده بالعبادة وتُقبل عليه بالطاعة، في أعظم تظاهرة تعبدية على وجه الأرض.

  فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم... أقبلوا على ربكم بقلوب راغبة في الخير والطاعة، وشمروا في طلب جنة عرضها السموات والأرض، ولا تفرِّطوا في هذه الفرص الذهبية، تقبل الله منا ومنكم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد معلم الناس الخير.

 

كيف تتقوى على العبادة في هذه الأيام؟

أخي الحبيب أخاطب فيك همم العارفين وعزائم الناسكين وأشواق المحبين ومشاعر الطائعين وعزمات المشمرين، ها هي أيام العشر المباركات من ذي الحجة قد أقبلت بخيراتها، وبنفحاتها، وبنسماتها المباركة، ها هي قد أقبلت بالعطايا والهبات والفيض من النفحات، وهي أيام كان النبي الكريم وصحابته الكرام يخصونها بمزيد من الإقبال على الله والوقوف على طاعته والإكثار من ذكره والإقبال عليه.

 ولقد أدرك سلف هذه الأمة فضل تلك الأيام المباركات، فكان منهم السابق بالخيرات والمبادر للطاعات؛ فقد كان سعيد بن جبير إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا لا يكاد يقدر عليه، وكان السلف الصالح رضوان الله عليهم "يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأول من المحرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأخير من رمضان"، فهل تكون ممن أصاب خيرها، واغتنم بضاعتها.

 

1- استشعار النعمة: أن الله قد بلغك هذه الأيام العظيمة ، فقد اصطفاك الله فلا تقعد وكن أهلا لهذا الاصطفاء قال تعالى”“ وجاهدوا في الله حق جهاده هو اصطفاكم”“ هذا هو شعارك في أيام العشر.

كان خالد بن معدان يقول” إذا فتح لأحدكم باب للخير فليسرع فاءنه لا يدرى متى يغلق عنه”

2- التوبة: هي وظيفة العمر فأكثر من الاستغفار.

3- اشغل كل لحظة في عباده: فهي أيام غالية فلا تضيع منها لحظة.

4- ضع أمامك نماذج اجتهاد الصالحين:تشبه بهم فالأمر يسير لكن بالاستعانة بالله تعالى.

5- عظم هذه الأيام: فالله قد عظمها فعظم ماقد عظمه الله قال تعالى”“ومن يعظم شعائر الله فاءنها من تقوى القلوب”“

 

وحريٌّ بالمسلم والمسلمة أن تستقبل مواسم الطاعات عامةً- ومنها العشر الأوَل من ذِي الحجة- بأمور:

1- التوبة الصادقة والإخلاص لله:

فعلى المسلم والمسلمة أن يستقبل مواسم الطاعات عامةً بالتوبة الصادقة، والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله؛ ففي التوبة فلاحٌ في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ “النور:31”، وكذلك على المسلم أن يتصل قلبه بالله، وأن يبتغي في كل عمل تعمله وجه الله تعالى، فهو إذا صلى فلله، وهي إذا صامت فلله، وإذا حجَّت فلله، وإذا تصدقت فلله.. ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ “الأنعام:162”.

 

2- البُعد عن المعاصي:

فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله؛ بسبب ذنب يرتكبه، فإن كنتِ تطمعين في مغفرة الذنوب والعتق من النار فاحذري الوقوعَ في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها، ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.

 

 3- العزم الجاد على اغتِنام هذه الأيام:

فينبغي على المسلمة أن تحرِصَ حِرصًا شديدًا على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزمت على شيء أعانها الله وهيَّأ لها الأسباب التي تعينها على إكمال العمل، ومن صدقت الله صدقها الله، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ “العنكبوت:69”.

 

 4- سلامة الصدر لكل أخواتك وإخوانك المسلمين:

فاحرصي- أخي وأختي المسلمة- على اغتنام هذه الأيام، وجدد صفاءَ قلبِكِ وطهارةَ فؤادِكِ بينكِ وبين المسلمين جميعًا، وليكن شعارُكِ ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ “الحشر: من الآية 10”، وأحسنوا استقبال هذه الأيام قبل أن تفوتكمِ فتندموا، ولاتَ حين مندم.

 

من مشاريعك الإيمانية في أيام العشر:

 

أيام بذل المال في سبيل الله:

ومن أفضل أنواع الجهاد بذل المال، وقد يتوهَّم البعض بأنه إذا أنفق ماله في الحج والعمرة فقد يؤدي ذلك إلى نقص ماله، وتعرضه للحاجة والفاقة، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيل هذا الوهم والخوف، فبيَّن أن إنفاق المال في الحج والعمرة والمتابعة بينهما جلبٌ للرزق، ونفيٌ للفقر عن العبد بإذن الله.

عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضة" “رواه أحمد”.

وعن بريدة قال صلى الله عليه وسلم: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله؛ بسبعمائة ضعف" “رواه أحمد”.

 

أيام ذكر:

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “ مامن أيام أحب إلى الله العمل الصالح فيها من هذه العشر فأكثروا فيه من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير”

كان ثابت البنانى يقول” أنها أيام الذكر”

ومن الممكن أن تتم جلسات الذكر اليومية بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس، ويتم فيها تلاوة أذكار الصباح، ثم تلاوة قدر مناسب من آيات القرآن الكريم، وكذلك الاجتماع على بعض الأذكار المطلقة، مع ذكر فضائل بعض هذه الأذكار.

الإكثار من قول: "لا إله إلا الله، والحمد لله، والله أكبر"، في سائر أيام العشر، سواء كنت في المنزل أو خارجه.

 * أحب الكلام إلى الله: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “ أحب الكلام إلى الله ، سبحان الله ،والحمد لله ، ولا اله إلا الله، والله اكبر ما ضرك بايهن بدأت” رواه مسلم .

وقال- صلى الله عليه وسلم-” خذوا جنتكم قالوا يا رسول الله عدو حضر؟ قال لا ولكن جنتكم من النار أن تقولو سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر فأنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات”“رواه النسائي وحسنه الالبانى.

* سبب لمغفرة الخطايا العظام: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ““ سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها”“

*من أعظم مثقلات الميزان:

قال-صلى الله عليه وسلم- “بخن بخن وأشار بيده الخمس مااثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر والولد الصالح يتوفى”

أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

استغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

 

أيام صدقة:

عن عقبة بن عامر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يُقضَى بين الناس" “رواه أحمد”.

 وعن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة".

1- ابدأ يومك بصدقة لتحظى بدعاء الملكَيْن.

2- اجعل لك في كل يوم من أيام العشر صدقة تُفرح بها فقيرًا أو مسكينًا أو محتاجًا.

 

أيام قرآن:

الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وهناك ثلاث طرق للتنفيذ:

الأولى: لكل يوم من العشر جزء كامل.

الثانية: لكل يوم من العشر جزءان.

الثالثة: ختم القرآن في هذه العشر.

قال - صلى الله عليه وسلم- “ من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها “ رواه الترمذي وصححه الالبانى ... فالمطلوب منك كحد أدنى أن تختم عصر يوم عرفه.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-” من قام بألف آية كتب من المقنطرين” ... روى الدارمى عن مجاهد” أن القنطار سبعين ألف دينار”

 

برنامج لتدبر القرآن في العشر:

1- الاستماع إلى جزء قرآني بصوت أحد القرَّاء المُتقنين، ثمّ قراءة نفس الجزء من المصحف.

2- إيقاف الشريط عند رأس كل 5 آيات، ومحاولة كتابة ما جدّ في الذهن من فوائد، سواء إيمانية أو تربوية.

3- قراءة الجزء من تفسير ميسَّر للآيات.

 

ومع نهاية العشر الأوائل تقريبًا نكون قد أنهينا 10 أجزاء من بداية المصحف.

برنامج ختم القرآن في العشر:

- عدد أجزاء القرءان الكريم “30” جزءًا بواقع “3” أجزاء يوميًّا.

- تقرأ عقب كل صلاة “12” صفحة يوميًّا.

- ثم قراءة تفسير الـ”12” صفحة من تفسير ميسَّر.

 

أيام قيام:

عن كعب قال: اختار الله الزمان، وأحبُّ الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحبُّ الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحبُّ ذي الحجة إلى الله العشر الأول.

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان؛ أيهما أفضل؟ فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

ليالي العشر أوقات الإجابة            فبادر رغبةً تلحق ثوابه

ألا لا وقت للعمال فيه               ثواب الخير أقرب للإصابة

يقول تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ “السجدة: 17” أي قيام الليل.

 

أيام تربية:

فهي أيام تربية للنفس والروح في مواجهة الحياة بتغيير لنمط الحياة وكره الروتينية، والتواصل الدائم مع الله تعالى، وتربية الإنسان على إحياء السنن، بالتنافس التربوي في إطلاق الطاقات، وتنوع العبادات؛ فالعمل الصالح الأفضل على مستوى الأيام كلمة جامعة، بمعنى التربية الشاملة.

برنامج مقترح:

1- التوبة الصادقة في استقبال العشر، وتجديدها في كل يوم.

2- العزم على اغتنام الأيام، واستثمار كل لحظة من أوقاتها.

3- البُعد عن المعاصي والرفقة السيئة ومواطن الشبهات.

4- وليكن شعار العشر: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ “طه: من الآية 84”.

 

أيام بهجة:

لقد أقسم الله بها فقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ “1” وَلَيَالٍ عَشْرٍ “2”﴾ “الفجر”، والنبي قد شهد بأنها أفضل أيام الدنيا، وحثَّ فيها على العمل الصالح، وأمر فيها بالتسبيح والتهليل والتحميد، وفيها يوم عرفة، وهو يوم مشهود ويوم الحج الأكبر، فلماذا يكون فيها النكد والحزن والألم؟! فهي أيام فرحة ومواساة وعمل اجتماعي، وصلة أرحام، وإرشاد ودعوة وتربية، كما أنها أيام طاعة وتقرب إلى الله؛ تتوَّج بالأضحية لمن يستطيع، والاستعداد لصلاة العيد، والاهتمام بأحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حتى يأتيَ الأمل القريب في نصر الله القادم، وتحرر فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير والصومال، ونصلِّي بإذن الله صلاة العيد في المسجد الأقصى، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ “4” بِنَصْرِ اللهِ﴾ “الروم”، ألا إن نصر الله قريب.. قريب.. قريب.

 

يوم عرفة

يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين.. آية في كتابكم تقرءونها لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال عمر: أي آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا﴾ “المائدة: من الآية 3”، قال عمر: "قد عرفنا ذلك، اليوم والمكان الذي نزلت فيه على الرسول وهو قائم بعرفة يوم الجمعة".

يوم عيد لأهل الإسلام: قال صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".

يومٌ يكفِّر صيامُه سنتين: سئل صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: "يُكفِّر السنة الماضية والسنة المقبلة"، وهذا لغير الحاج، فلم يصمه النبي ونهى عن صيامه للحاج.

يوم مغفرة وعتق من النار: عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة، بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثًا غبرًا".

قال- صلى الله عليه وسلم-” مامن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبادا من النار من يوم عرفه”

كان علي رضي الله عنه يوصى أن يقول العبد يوم عرفة كثيرا” اللهم اعتق رقبتي من النار”

أعتكف هذا اليوم من الفجر إلى أخر النهار  قال - صلى الله عليه وسلم- “ من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق” رواه الطبراني.

أكثر من الدعاء في هذا اليوم قال -صلى الله عليه وسلم-” خير الدعاء دعاء يوم عرفة”

  صيام يوم " 24 ساعة " يكفر ذنوب 24 شهر وهو صيام يوم عرفة

 

حج بقلبك

داوم على أن تقول”“ اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر”

إذا طاف الحجيج...... فطف بقلبك

وإذا سعى الحجيج ..... فاسع بقلبك

وإذا هرولوا... فهرول إلى الله وقل “ وعجلت إليك رب لترضى”

خذ من عرفات المعرفة... وأكثر الدعاء لله لتعرفه فهو القائل “ وإذا سألك عبادي عنى فاءنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”

والمزدلفة جاءت من الزلفى وهى القرب من الله.... فتذكر “ ومن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا”

وفى رمى الجمار ... اخرج من قلبك التعلق بالدنيا وارجم شيطان الهوى وأكثر من الاستعاذة.

حلق الشعر: طلق الدنيا ثلاثا والقها تحت قدميك.

 

افعل أعمال توازى الحج

 1- الجلوس من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس:

قال-صلى الله عليه وسلم-” من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة”

2- الحرص على صلاة الجماعة:

قال- صلى الله عليه وسلم- “ من مشى إلى صلاة مكتوبة في جماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة”

3- أذكار ما بعد الصلاة:

لما جاء الفقراء إلى رسول الله وقالوا عن الأغنياء” ولهم فضل من أموال يحجون بها” قال رسول الله ““أوَلَا أحدثكم بأمر أن أخذتم به أدركتم من قبلكم ولم يدرككم من بعدكم وكنتم خير من انتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاث وثلاثين ““ متفق عليه.

كيف تحج وأنت في مدينتك وفي بيتك؟

خمسة أعمال تجعلك حاجًّا وأنت في منزلك:

ركعتا الإشراق:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلَّى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة.. تامة.. تامة".

مشية إلى المكتوبة:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من مشي إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي حجة".

عالم أو متعلم:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه كان له، كأجر حاج تامٍّ حجه".

الانشغال بالآخرة:

يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾ “ص: 46”، ومن مظاهر هذا الخلوص بالآخرة، والانشغال بها، تأتي كل أعمال الحج:

- من لحظة الخروج من البلد من رد الحقوق، والمال الحلال، وردِّ الديون، والعفو والتسامح.

- من لحظة وداع الحاج، في التذكرة بالسفر، وأنه بين يدي الله تعالى، وقد يسافر ولا يعود.

- من لحظة ارتدائه لملابس الإحرام التي تذكِّر بالموقف بين يدي الله تعالى، حفاة عراة، يوم الحساب.

- من لحظة السعي بين الصفا والمروة، التي تذكِّر بيوم الحشر؛ مما تدفعنا إلى جمع ما ينفع من الحسنات.

- من لحطة الوقوف بعرفة، والتي تذكِّرنا بالمسئولية لقوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ “الصافات: 24".

 التشمير للجنة:

يقول صلى الله عليه وسلم: "ألا من مشمِّرٍ للجنة؟ فإنها ورب الكعبة: نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وزوجة حسناء، وفاكهة نضيجة، وقصر مشيد، ونهر مطرد"، فقال الصحابة: يا رسول الله نحن المشمِّرون لها، فقال : صلى الله عليه وسلم: قولوا: "إن شاء الله".

 فالتشمير للجنَّة نتذكَّره في كل خطوات الحج خطوةً بخطوة، في: مشقة السفر، والطواف، والمبيت بمنى، ورمي الجمار، والمشي إلى المزدلفة

إصلاح الفرائض :

قال تعالى في الحديث القدسي ““ ما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه” ... فأصلح الفرائض كلها وليس فقط الصلاة بل كل ما افترضه الله عليك.

التكبير في أيام العشر كلها:

عن ابن عمر وأبى هريرة أنهما كانا يقولان في أيام العشر الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد”“ رواه البخاري.

صيام الأيام التسع :

عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم-”“ كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر وأول اثنين من الشهر وخميس”“ رواه أبو داوود وصححه الالبانى .

قال انس” كان يقال في أيام العشر لكل يوم ألف يوم ويوم عرفة بعشر يعنى من الفضل” قال المنذرى إسناد لابأس به.

مفاتيح الخير :

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “ عند الله خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر” ....  أفتح أبواب جديدة للخير..... صدقات جاريه، دعوة، تقطير صائم، دعوة إلى الله.

يوم العيد : لم تنتهي أيام العشر فانتبه  قال -صلى الله عليه وسلم-” أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر -ثاني أيام العيد-”“ رواه أبو داوود وصححه الالبانى.

كان سعيد بن جبير إذا دخلت العشر أجتهد اجتهادا لا يقدر عليه فمن يلحق بسعيد؟ “ فمنهم شقي وسعيد”

 

الفرص الذهبية

1- عشر بيوت في الجنة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ““مامن عبد مسلم يصلى لله في كل يوم ثنتى عشر ركعة تطوعا من غير الفريضة إلا بنى الله له بيت في الجنة”“

2- قصر في الجنة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-” من قرأ قل هو الله احد حتى يختمها بنى الله له قصر في الجنة”“ رواه الأمام احمد وصححه الالبانى.

3- يوم في الجنة: صوم، وتشييع جنازة، وإطعام مسكين، زيارة مريض .... ما اجتمعن في احد إلا ادخل الجنة.

 

***************

 

من الأعمال الصالحة

1- سرور تدخله على قلب مسلم:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك أسره الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة".

 

2- تقضي عنه دينًا:

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “60”﴾ “التوبة”.

 

 3- تطرد عنه جوعًا:

قال عمرو بن مرة الجهني- رضي الله عنه- لمعاوية رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخَلَّة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خَلَّته وحاجته ومسكنته" “أحمد”.

 

4- تمشي في قضاء حوائج الناس:

وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نفَّس عن مؤمن كربة نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه".

 

5- قراءة القرآن:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيقال: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة" “حسن”، “صحيح الجامع”.

 6- ذكر الرحمن:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات" “رواه مسلم”.

 

7- المحافظة على الصلاة:

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “من سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا؛ فليحافظ على هذه الصلوات؛ حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتَى به يهادَى بين الرجلين حتى يقام في الصف”، فتأمل معي أخي الحبيب، وانظر مدى حرص الصحابة على صلاة الجماعة؛ حتى إن المريض الذي معه عذره كان يحمل حملاً حتى يأخذ مكانه في الصف!!.

 8- الصيام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ صامَ يومًا في سبيل الله زَحْزَحه الله عزَّ وجلَّ عن النَّارِ سبعين خريفًا" “سنن الترمذي، وصححه الألباني”.

 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "‏مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ‏ ‏مَرِيضًا؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "‏مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّة" “رواه مسلم”.

 9- إماطة الأذى:

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرضت عليَّ أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها؛ الأذى يُماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها؛ النخاعة تكون في المسجد لا تُدفن" “رواه مسلم”.

 

10- إصلاح بين المتخاصمين:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الإثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا" “رواه مسلم”.

 

11- التعاون في الخير:

حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرقة؛ فإن الشَّيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، ومن أراد بُحْبُحة الجنةِ فعليه بالجماعة" “رواه أحمد”.

 

12- قيام الليل:

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنَّيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلامًا شابًّا، وكنت أنامُ في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أُناسٌ قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم تُرَع؛ فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "نِعْم الرجل عبد الله لو كان يُصلي من الليل"، فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً. “رواه البخاري”.

 

13- الصدقة:

قال رسول الله صلى عليه وسلم: "ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة" “الصحيحين”.

 

14- الاهتمام بالمسلمين:

أن يصبح المسلم مهتمًّا بقضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ بالسؤال وتتبع الأخبار.. الفرح لفرحهم والألم لحزنهم؛ فكل المسلمين في أي مكان إخوة، يجمع بينهم رباط العقيدة، ولا يوجد شيء اسمه دعني وشأني.

 

15- زيارة مريض:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عزَّ وجلَّ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؛ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي" “رواه مسلم”.

 

16- كفالة يتيم:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا “10”﴾ “النساء”، وقال: "من عال ثلاثة من الأيتام، كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرًا سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان وألصق إصبعيه السبابة والوسطى" “رواه ابن ماجه”.

 

17 - الدعوة إلى الله:

قال عزَّ من قائل في سورة التوبة: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “71”﴾ “التوبة”.

 - ويكفي الدعاة أجرًا ومثوبةً.. أن أجرهم مستمر ومثوبتهم دائمة.. روى مسلم وأصحاب السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور مَن اتبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئًا".

 

18- الإحسان إلى الجار:

رد السلام وإجابة الدعوة- كف الأذى عنه- تحمُّل أذى الجار- تفقده وقضاء حوائجه- ستره وصيانة عرضه.

 إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم". وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم، ويسعون في قضاء حوائجهم، فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر، وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور؛ حتى ترجع إلى الأول.

 

19- بر الوالدين:

وفي الحديث المتفق عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين- وكان متكئًا، وجلس فقال-: "ألا وقول الزور، وشهادة الزور"، فما زال يردّدها حتى قلنا ليته سكت". “والعق لغة: هو المخالفة”.

 

20- صلة الرحم:

عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سرَّه أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه". “رواه البزار والحاكم”.

 

21- إعانة المساكين:

روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" “رواه البخاري ومسلم”.

 

22- حسن التبعل وحسن النفقة: "

خير دينار ينفقه المرء ينفقه على أهله"، وقال تعالى: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا “7”﴾ “الطلاق”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجر الذي أنفقته على أهلك" “رواه مسلم”.

 

23- إتقان العمل:

يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً “30”﴾ “الكهف”، والأجر كما يقول المفسرون أجران؛ أجر في الدنيا، وأجر في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" “رواه مسلم”.

 

24- حفظ اللسان:

من غيبة وبهتان وكذب ونميمة، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا “58”﴾ “الأحزاب”. عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم" “أخرجه البخاري”.

 

25- الورع:

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما مُشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمُه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" “متفق عليه”.

 

26- غض البصر وكف الأذى:

قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر" “رواه البخاري”.

 27- إلقاء السلام:

وقال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا “86”﴾ “النساء”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم" “رواه مسلم” ألق السلام على مَن تعرف ومَن لم تعرف؛ فإن أساس دعوتنا الحب والتعارف.

 

28- الصبر على الأذى:

وعن أنس قال: قال رسول الله : "إذا أراد الله بعبده خيرًا عجَّل له العقوبةَ في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشرَّ أمسك عنه بذنبه حتى يُوافَى به يومَ القيامة، وإنَّ عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله إذا أحبّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" “رواه الترمذي وقال: حديث حسن”.

 

29- إسباغ الوضوء وانتظار الصلاة:

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط" “رواه مسلم”.

 

30- المحافظة على الفائض والسنن:

روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".

 

31- حسن الظن بالله والناس:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرّب إليَّ بشبر تقرّبت إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليَّ ذراعًا تقرّبت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" “رواه البخاري ومسلم”.

 وقد سُئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان، قيل: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي الذي لا إثم في قلبه، ولا بغي ولا غل ولا حسد"، ولقد نهى صلى الله عليه وسلم أتباعه عن أن يبلغوه أخبارًا لا يحب أن يسمعها، فقال: "لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".

 

 وهناك أعمال كثيرة أخرى مثل:

المبادرة بالتوبة النصوح- تحري الحلال والحرام- ترك الرشوة والربا فورًا- ترك ما لا يعنيك- تمني الخير للآخرين- الدعاء والاستغفار- إفطار الصائمين- والبعد عن الشبهات- والاستجابة لأحكام الله والرسول...

تجديد النية لله في كل قول وعمل، واستحضار أكثر من نية في العمل الواحد، واجعل خبيئة بينك وبين ربك.

استغلال أفضل الساعات في الطاعات “ساعة قبل الفجر- ساعة بعد صلاة الصبح- ساعة الغروب”.

قيام يومي فردي في البيت، أقله ركعتان قبل النوم أو قبيل الفجر.

التصدق 4 مرات في العشر، وذبح الأضحية لمن قدر على ذلك، ولا تنس حق الفقراء.

الاجتهاد لختم القرآن مرةً خلال العشر، وإلا فتلاوة جزء يوميًّا.

ممارسة الطاعات اليومية “السنن الراتبة- الضحى- الوتر... إلخ”

انتظام لقاء البيت المسلم الأسبوعي مع الزوجة والأولاد، مع بيان فضل العشر قبل دخولها.

التقاء الأسرة مجتمعة على وجبة يوميًّا “الإفطار أو السحور”، والإفطار معهم 3 مرات على الأقل.

الدعاء للإخوان المغيبين ولإخوانك المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان مع كل دعاء.

زيارة أستاذ والاستفادة من صحبته ومرافقته وتلمس الزاد عنده.

القيام بدورك الدعوي والحركي، وما تكلف به على أكمل وجه.

 ابدأ يومك بصدقة لعلك تحظى بدعاء الملكين.

تعميم التبرع بإفطار يوم لفلسطين والمحاصرين في غزة على كل من تعرف وتخالط، وابدأ بنفسك.

 

******************

 

برنامج أسرتي في العشر من ذي الحجة

أختي الحبيبة..

عند دخول الامتحانات نعمل ونجتهد بصدق وبأقصى ما نملك من أجل الحصول على أعلى الدرجات.. فلماذا لا نعمل في هذه الأيام الصالحة بجدٍّ واجتهاد ونحصل على أعلى درجات التفوق في اختبار الآخرة، فهي خيرُ أيام العام.

 إنَّ العشرة الأوائل من ذي الحجة نعمة عظيمة مِن الله، يقدِّرها حق قدرها الصالحون المشمِّرون.. فاستشعري هذه النعمة واغتنمي هذه الفرصة، ونظِّمي وقتَك ورتِّبي مشاغلك يجعل الله لك من نهارك فرصةً عظيمةً للعمل الصالح، كذلك ليلك.

ومن فضل الله أن جعل لنا طرقًا كثيرةَ للخيرات وسُبُلاً متنوعةً للطاعات، ونهتم بمشاركة الأبناء لنا في الأجر والثواب.

 

قبل دخول العشر..

أختي الحبيبة

اجلسي مع أبنائك واستشعري المعاني العظيمة التي تتضمنها هذه العشر من العِبَر والعظات وتحدثي معهم فيها، ومنها:

1- السمع والطاعة لله: ولنا في سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام الأسوة الحسنة عندما استجابا لأمرِ الله بذبح ابنه والاستسلام لله وكذلك السيدة هاجر وترك زوجها لها ولابنها طاعةً لله، وقالت: "إذن لن يضيِّعَنا"، فهذا استشعار معية الله والتسليم لأمره، فالزوجة والابن كانا عونًا للوالد على دعوةِ وطاعةِ الله.

 2- السعي والأخذ بالأسباب: كسعي هاجر، وكذلك السعي في الطاعات واستذكار الدروس، وكلما زاد الجهد زاد اليقين.

 3- تلبية نداء الله في كل أمرٍ ونهي وتسليم وإجابة نداء الله "لبيك اللهم لبيك" هذا هو حال المؤمن تلبية دائمة، طاعة لله في نفسه، في عباداته، في تربيته لأولاده، في ماله، وفي جهاده، فسارع في تحقيق هذا المعنى في نفسك وفي علاقتك مع ربك حتى يحبك الله "لبيك وسعديك يا عبدي".

 4- تجمع الناس يوم عرفات يُذكِّرنا بالآخرة والناس بين يدي الله.

 5- الشيطان عدو للإنسان حتى الممات فاجعلنه عدوًّا، ومن فضل الله أنه يوسوس ويزيِّن فقط ولا يستطيع حملكِ على المعصية وأنتِ صاحبة القرار فاستعيني بالله وادفعيه وارجميه بدفع وسوسته.

 6- التضحية في سبيل الله بالمال والنفس كما فعل سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل.


أختي الحبيبة..

بعد مناقشة هذه المعاني مع أسرتك حدِّدي العبادات المراد فعلها، واجعلي لها برنامجًا فيه نسبة زيادة في الطاعات على أن يستمروا عليه قدر الإمكان.

 بعض النصائح التي تساعدك على البرنامج

1- الدعاء عند رؤية الهلال بالمأثور

2- الحفاظ على الصلاة أول وقتها والنوافل والسنن وصلاة الضحى.

3- إخراج زكاة المال إن لم تكن أُخرجت.

 4- الصدقة بما تيسر من مالٍ أو ملابس.

 5- صيام التسعة أيام الأولى لما سبق من فضل صيامها؛ فإن لم يتيسر فصيام اليوم الثامن والتاسع أو في التاسع فقط حسب سن الأبناء.

 6- الاجتهاد في ختم القرآن في العشرة بمقدار ثلاثة أجزاء في اليوم وإن لم يتيسر فختمه في شهر ذي الحجة.

7- قيام جزء من لياليه العشر، فهي تعدل قيام ليلة القدر خاصة ليلة 9، 10.

 8- الإكثار من الدعاء خلال هذه الأيام، خاصةً في الأسحار وأثناء النهار، وتخصيص يوم عرفة بذكر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير"، وأذكار الصباح والمساء، وزيادة جرعة الذكر كل يوم، من التهليل والتكبير والتحميد والصلاة على رسول الله مائة لكل منها أو أكثر، وسؤال الجنة والاستعاذة من النار، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

9- صلة الرحم وبر الوالدين وإصلاح ذات اليمين والإحسان إلى الجيران وإدخال السرور على المسلمين، ومساعدة المحتاجين كلها أعمال صالحة يُضاعف ثوابها في هذه الأيام سبعمائة ضعف.

10- خصصي لكل يوم من الأيام العشرة معنى من المعاني الموضحة سابقًا من استسلامٍ وتضحية.. إلخ.

 11- علمي أبناءك الحرصَ على الدعوةِ إلى الله، من خلال تشجيعهم على نقل هذه المعاني للأصدقاء والزملاء في المدرسة، ونشر الخير بين الناس، فهي وظيفة ربانية ومن أهم دعائم صلاح المجتمع، ولنكن نحن دعاة إلى الله خاصةً في مثل هذه الأيام.

12- حبَّذا لو اجتمعت الأسرة قبل المغرب على وردٍ قرآني، دعاء جماعي.

13- هناك طاعات تعادل الحج منها: حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" “رواه الترمذي” فجرِّبي ذلك، كذلك "مَن غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم علمًا أو يُعلمه كان له كأجرِ حاج تامة حجته" “رواه الطبري” هذا درس في المسجد، وأيضًا "مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة".

 14- اغتنمي من هذه العَشرة شعارًا اتخذيه وأبناءك دائمًا لكم، ألا وهو: "لبيك اللهم لبيك" في كل طاعةٍ وعمل صالح وجهاد.

 نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام والقرآن وصالح الأعمال في هذه الأيام المباركات

 

******************

يوم عرفه .... واشوقاه

"اطلبوا الخير دهركم كله وتعرَّضوا لنفحات رحمة ربكم؛ فإن لله نفحاتٍ من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده".. إنه التوجيه النبوي والتربية المحمدية للأمة، على كيفية استغلال المناسبات والأيام المباركات والتعرُّض لنفحات الله ورضوانه، والاستفادة منها في تحقيق التزكية والتربية الراشدة للفرد والبيت والمجتمع.

وها هي نفحات الله في موسم الخير تطلُّ علينا من جديد، في خير يوم طلعت عليه الشمس، في يوم موعود ومشهود ومجيد، إنه يوم عرفة، ذلكم اليومُ العظيمُ، الذي يُعدُّ من مفاخر الإسلام؛ فإنه أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، بساعاته ودقائقه وثوانيه، وهو أحب الأيام إلى الله تعالى، إنه اليوم المعروف بالفضل وكثرة الأجر، إنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المُباهاة، واليوم الذي تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، وهو يومُ عيدٍ للمؤمنين، ويومُ إكمال الدين، وإتمام النعمة على هذه الأمة.

إنه اليومُ الأغرُّ الذي مع أول شعاعٍ له إلى غروب ليلته تتقلَّب أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- على موائد كَرَمِ ربها، تستمتع بنهاره في طاعة الله عز وجل، فيُطلِعُهم الله فيه على بعض مظاهر عفوِه وسعةِ رحمتِه، فواشوقاه واشوقاه!! واشوقاه!!.

- أفضل أيام العمر وأفضل أيام السنة على الإطلاق؛ فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه-: "كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم".

- أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم-: "خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة"، وفيه قال ابنُ عبد البر: "في الحديث من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليلٌ على فضل يوم عرفة على غيره، وفي الحديث أيضًا دليلٌ على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب".

- أفضل الذكر ذكر يوم عرفة "وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".

- أفضل الصوم صوم يوم عرفة، سُئلَ الحبيب عن صومه فقال: "يكفِّر السنة الماضية والسنة القابلة".

- أفضل أيام الحج يوم عرفة؛ فهو يوم الحج الأعظم، قال- صلى الله عليه وسلم-: "الحج عرفة".

- أفضل العتق عتق يوم عرفة "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ"، وقد ذكر ابنُ رجب في “اللطائف”: "أن العتقَ من النار في هذا اليوم عام لجميع المسلمين".

 

مدرسة تربوية

يمثل يوم عرفة أروعَ مدرسة للتربية الإيمانية والروحية، التي يمكن أن يستفيد منها المسلم، ويستغلّها الاستغلال الأمثل للارتقاء بنفسه إيمانيًّا وتربويًّا ودعويًّا وحركيًّا، وهو مدرسة تربوية متكاملة، تضم:

1- تربية اغتنام الفرص.. فهو يوم لا يأتي إلا مرةً واحدةً في العمر، والمسلم مطالب باغتنامه في الطاعات والقربات؛ لما فيه من فرص التقرب إلى الله تعالى، وتزكية النفس، وتنميتها بما يرفع من معنوياته، ويعينه على مواجهة الحياة، ووصية ابن رجب الحنبلي واضحة "الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عوض ولا لها قيمة، والمبادرة المبادرة بالعمل، والعجل العجل قبل هجوم الأجل".

2- تربية التفاعل.. فهو يوم للتفاعل الإيجابي، الذي يمكِّن المسلم من تغيير نمط حياته، وكسر الروتين الذي اعتاد عليه، يوم يتفاعل فيه المسلم مع وقفة الحجيج بعرفات، فيستلهم منهم الخضوع والاستكانة والذلّ بين يدي مولاه، وشدة الإقبال والإلحاح عليه في الدعاء.

3- تربية التواصل.. فهو يوم تتحقَّق فيه استمرارية المسلم في العبادة وتواصله طيلة حياته مع خالقه سبحانه وتعالى، من خلال أنواع العبادات والطاعات المختلفة؛ فإن تعاقب الأيام المباركات تحقِّق تربيةً تواصليةً في النفس، وتؤكد أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله؛ ليظل الفرد على صلةٍ دائمةٍ بخالقه.

4- تربية الشمول.. فهو يوم تتجلَّى فيه شموليةُ العمل الصالح المتقرَّب به إلى الله عز وجل، وفي هذا تربيةٌ على الإكثار من الأعمال الصالحة ما بين “ذكر ودعاء واستغفار وصلاة وصيام وصدقة وحج وعمرة تامة”، كما أن تعدُّدَ العبادات وتنوُّعَها يغذِّي جميعَ جوانب النموِّ داخل النفس البشرية “الروح والعقل والجسد”.

5- تربية التنافس.. ففيه يُفتح باب التنافس في الطاعات، ويتسابق الناس على فعل الخير، من العبادات المفروضة، والطاعات المطلوبة، من حجٍ وعمرةٍ، وصلاةٍ وصيامٍ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ.. إلخ، وفي ذلك توجيهٌ تربويٌّ لإطلاق استعدادات الفرد وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من الفوائد والمنافع والغايات الأُخروية المُتمثِّلة في الفوز بالجنة، والنجاة من النار.

6- تربية المجاهدة.. ففي يوم عرفة تتحقَّق المجاهدة بأروع صورها، حين يغالبُ المسلم نفسه ويحمِلُها على صنوف الطاعات كلها في آنٍ واحدٍ؛ فتتحقَّق له مجاهدةٌ رائعةٌ، وكسرٌ لشهواتِ النفسِ على أهمية إحياء مختلف السُنن والشعائر الدينية المختلفة طيلة حياته، لا سيما أن باب العمل الصالح مفتوحٌ لا يُغلَق، منذ أن يولد الإنسان وحتى يموت؛ انطلاقًا من توجيهات النبوَّة التي حثَّت على ذلك ودعت إليه، ليس هذا فحسب فيوم عرفة زاخرٌ بكثيرٍ من الدروس والمعاني والمفاهيم التربوية، التي لا تُحصَى ولا تُعَدّ.

 

إذا تبين لك كلُّ هذا، فحريٌّ بك أن تَخُصَّ يومَ عرفة بمزيد عناية واهتمامٍ، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة، وأن تُكثِرَ من أوجه الخير وأنواع الطاعات، بما يؤهِّلُك لرضا الله ورحمته؛ لذلك.. إليك أخي الحبيب برنامجًا نحسبه أهلاً لنَيل مغفرة الله عز وجل ورضوانه في هذا اليوم الأغر:

 

أعمال يوم عرفه

من “3- 5 ص”:

استيقاظ ووضوء وتنسُّم عبير السحر، قراءة في الرقائق، صلاة التهجُّد؛ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ “الإسراء: من الآية 79” أربع ركعات على الأقل، ورد ذكر “تسبيح/ تحميد/ تهليل/ تكبير/ حوقلة/ صلاة على النبي/....”، تناول وجبة السحور؛ فإن في السحور بركة، وصلاة الوتر مع الدعاء لك ولأهل بيتك وللإسلام والمسلمين ولدعوة الله والقائمين عليها، وللمعتقلين، ولمن سألك الدعاء وأصحاب الحاجة من إخوانك.

 

من “5- 7 ص”

الذهاب إلى المسجد، والاستغفار في هذا الوقت أفضل من الصلاة لقوله تعالى ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِيْنَ بِالأسْحَارِ﴾ “آل عمران: من الآية 17” حتى يؤذَّن لصلاة الفجر، فتؤدي الصلاة، والبقاء بالمسجد حتى الشروق، أذكار الصباح، ثم تلاوة الورد القرآني حتى تشرق الشمس، ثم صلاة ركعتين؛ لعل الله أن يرزقك أجْرَ حجةٍ وعمرة تامة تامة. من “7- 10 ص” راحة تعينك على طاعة الله بقية اليوم.

 

من “10- 11.45 ظهرًا”

الاستيقاظ وصلاة أربع ركعات ضحى، ومشاهدة وقفة الحجيج في رحاب عرفات من التليفزيون، وسماع خطبة عرفة من المشاعر المقدَّسة، مع الإكثار من الذكر والتلبية مع الملبِّين.

من “11.45- 2.30 ظهرًا”

صلاة الظهر، مع الاستزادة من السنة القبلية والبعدية، واجعل شعار هذه الفترة "وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه"، فتقرب إلى الله بصلاة أربع ركعات، ثم تلاوة جزء من القرآن، وقضاء حوائج المسلمين، والمشاركة في العمل الدعوي المنوط بك.

من “2.30- 6 مساءً”

أداء أربع ركعات قبل صلاة العصر، ثم صلاة العصر، ثم ورد ذكر، لحظات الوداع لهذا اليوم، فأسكب العبرات وأنت تشاهد نفرة الحجيج من عرفات، وليكن همُّك الإلحاح في الدعاء أن يعتقَكَ الله في هذا اليوم من النار، ثم اختم بأذكار المساء وصلاة المغرب والإفطار، ودعاء أن يتقبل الله منك، يقول الإمام النووي: "فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وُسْعَهُ في الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه ويذكر في كل مكان، ويدعو منفردًا، ومع جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع المسلمين، وليحذر كلَّ الحذَر من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره".

 

أخي الحبيب

في هذا اليوم المشهود ، المستجاب فيه الدعاء ، أذكرك ونفسي بالدعاء لأمتك ونخص بالدعاء :

الدعاء لإخوانك المظلومين من المحبوسين والمعتقلين والمحاكمين محاكمة عسكرية ظلماً وزوراً .

الدعاء لإخوانك في غزة المحاصرين ظلماً وزوراً من قبل العدو والصديق

الدعاء لإخوانك المرابطين على الثغور والمجاهدين في سبيل الله في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان ... الخ

الدعاء لدعوة الله وقادتها والقائمين عليها والعاملين لها وبها ومن اجلها

الدعاء لأبناء أمتنا العربية والإسلامية في المشارق والمغارب

*     

أخي الحبيب

إذا كنت ممن أنعم الله عليهم بالزوجة والذرية، فلا تنسَ أن تُشرِكَهم معك في هذا البرنامج الرباني.

إذا كنت ممن أنعم الله عليهم بصحبة صالحة فتعاهد معهم على تنفيذ هذا البرنامج، وذكِّروا به بعضَكم بعضًا، وإن سنحت لكم الفرصة لتنفيذه معًا في مسجد فهو الخير كله.

اعمل على نشر هذا الخير في المحيط الذي تحياه من أهلك وإخوانك وجيرانك وأحبابك.

اجتهد في هذا اليوم أن تكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، ولا تنسَ اغتنام ساعات الدعاء المُجَابة طوال اليوم.

أفرغ نفسك هذا اليوم من كل شواغلك، ما لم تكن ملتزمًا بعمل دعوي، فهو يوم سعدك.

كن على وضوء دائمًا طوال يومك، وأحدث لكل وضوء صلاة ركعتين.

لا تنسَ مع كل عمل “استحضار النية والإخلاص- استشعار معية الله- تجديد التوبة- خشوع القلب”.

لا تنسَ التكبير من مغرب يوم عرفة وحتى عصر ثالث أيام التشريق.

اعقد العزم على أن تُحدِثَ عملاً صالحًا “خبيئة بينك وبين ربك” في هذا اليوم.

احرص على تهنئة الأهل والجيران بالعيد، ولا تنسَ القيام بواجب الدعوة والنصح لهم.

*     

أخي الحبيب

هي لحظات قصيرة، وسويعات قليلة، وثوانٍ معدودة، وترتحل من بين أيدينا، فاجعل من هذا اليوم ميلادَ فجرٍ جديدٍ في حياتك، وسيرك إلى الله تعالى، فلنتعرَّض لها، فأقبل على هذا الخير الكبير، واعمل فيه وبه، واغتنم ساعةً بساعة، وتذوَّق معنا حلاوة الإيمان، وجدِّد عبيرَها في نفسك تكن من الغانمين، وليكن مع بزوغ فجر يوم عرفة بزوغٌ آخر للنور في قلبك وللاستقامة على الدرب، وللالتزام بمنهج الله، ولإحياء الربانية في نفسك ومن معك، وحرِّك معاني الشوق في مكامن روحك، واغرس شجرةَ شحْذِ الهمم والشوق للمعالي لعلك تفتح بابه، فتنال سعادةً لا شقاء بعدها، ومغفرةً لا يؤرِّقُها ذنب؛ فالغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذا اليوم العظيم، فما منها عوض ولا لها قيمة، وقدِّم دموع الندم واستغفار السحر، والحق بالقافلة، واطرق أبواب الجنة، وبادر وسارع وسابق.. فما زال في قلبك أمل، وربك الرحيم يغفر الزلل، والجنة تدعوك بلا ملل، فهل آن أن تتعرض لنفحات رحمة الله؟!

والله أكبر ولله الحمد

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ