-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسائل حملة مودة في الاتجاهين

بقلم : فارس عبد الله *

في الأول من ذي الحجة أطلقت حركة حماس حملة اجتماعية ضخمة , لزيارة كل عائلات قطاع غزة , في سابقة هي الأولى على صعيد العمل الفصائلي , ولقد جاءت هذه الحملة التي سبقتها حملات مشابهة ولكن ذات نطاق جغرافي ضيق , ولم تصل إلى هذا العمل المركزي الكبير , والذي جند له آلاف من شباب حركة حماس حيث انتشروا في مدن قطاع غزة , تراهم في كل الشوارع والأزقة والمخيمات والقرى , تعلو على وجوههم ابتسامات الاستشراف بتغيير الواقع المر من الانقسام والحصار , كلماتهم ما أجملها وما أروع إحساسهم بالناس , وما أعظم تقديرهم واعتزازهم بالموقف البطولي , لجماهير غزة التي احتضنت المقاومة في حرب الفرقان .

رسالة حملة المودة وصلت إلى كل بيت في غزة , أن المقاومة تحفظ الجميل ولا تنسى أن رصيدها الحقيقي هو هذا الشعب الصابر , الذي لم يتأخر في المواقف الحاسمة ويصبر على كل الصعاب , في سبيل أن يرى من يتسمك بحقوقه ويقاوم عدوه , لا زال على العهد الذي صبغته أجيالاً من الدماء والشهداء والأسرى .

وفى المقابل رسالة المواطنين وصلت إلى وفود حماس , التي دخلت البيوت واستقبلت بحفاوة , وانهالت عليها جميع الأسئلة بلا استثناء , وعلى رأسها أن طمئنونا على المقاومة التي هي سبيل للأحرار , وهي الطريق لجمع الشمل وتوحيد الصف , وحصارنا يكسر لو اجتمعنا على قلب واحد , وحصارنا يزال لو تمسكنا بحقنا في الحياة والاستقلال ورفض الاحتلال , وهذه رسالة المواطن لحماس المقاومة .

وكما وصلت رسالة المواطنين لحماس الحكومة , فبالرغم من واقع الحصار والتأمر على هذا المشروع المقاوم في غزة الصابرة , إلا المواطن يأمل بأفضل ما يمكن في الأداء الوظيفي والإداري اليومي للحكومة , وستبقى عيون النقد مفتوحة لا من أجل التشهير, بل من أجل التقويم لأنه مشروع الشعب ومن يملك المشروع من حقه أن يغار عليه , ليصل به إلى مراتب الأفضلية التي تأمل برؤيتها عيون المؤمنين بهذا النهج , الذي تقف قوى الاستكبار العالمي عاجزة عن ابتزازه أو إرهابه .

بالرغم من دعوات البعض بعدم التفاعل مع هذا النشاط الاجتماعي , إلا أن النجاح كان من نصيبها ودقت كل البيوت واستقبلتها معظم العائلات , قد يكون رفض البعض استقبالها لاعتبارات لديه , إلا أن ذلك لا يكاد يذكر أمام ما لاقت تلك الحملة من ترحيب , ويعود ذلك لطبيعة هذا الشعب وما يتمتع به من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال , و في مخزون ذاكرته كل الأحداث يسدد ويقارب , فتكون النتيجة أن هذا الشعب أقرب إلى من يحمل البندقية ويمضى يطلب الشهادة أو الكرامة لهذا الشعب .

اخبرني أحد الأخوة أن صديق له من حركة فتح قد قرر عدم استقبال الحملة , إلا انه فعل العكس واستقبلهم , وعندما سأله لماذا استقبلت وفد حماس وتلقيت منه هدية العيد , قال بعد الابتسامة كنت عازماً على عدم استقبالهم , بفعل الموجة المضادة لهذه الحملة إلا أنى عندما شاهدت أن من زارني من حماس لا أقوى إلا أن افتح له باب البيت بمصراعيه , فهي شخصيات لها دورها الاجتماعي والديني والإصلاحي في المجتمع , وشخصيات ذات منطق سليم تجعلك تتفق معها مع أول جلسة نقاش , قال لقد استقبلتهم وتناقشنا في كل شئ وشعرت براحة كبيرة بعد هذه الزيارة , ودعوت من كل قلبي أن ينتهي هذا الفصل الحزين من الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني .

لقد شملت الحملة أطياف الشعب الفلسطيني , فلا أحد يستطيع تغيير طبيعة هذا الشعب وتعدد الانتماءات السياسية لذا أبنائه , وان تقزيم الحملة وما تركته من شعور جميل بإمكانية تحقيق الوحدة , بالقول أنها لدواعي حزبية فهل يستطيع كيلو من الحلويات أن يغير قناعات الناس ؟!! أن هذا القول يشكل استهزاء بهذا الشعب الصامد ,  ومع ذلك لا يمكن التجاهل بأن هذه الحملة تركت انطباعاً واستحساناً لذا المواطنين , وتركت أثراً طيباً في النفوس وأسست لإمكانيات التواصل من جديد , في العمل من أجل  ما نؤمن به جميعاً من ثوابت وحقوق لا يمكن التفريط فيها أو التنازل عنها .

ومع هذه الحملة نوجه دعوة بوقف كل أشكال التحريض الإعلامي , لما يتركه من انطباعات سيئة على المجتمع الفلسطيني , وان تبذل الجهود من الجميع بلا استثناء لتعزيز روح المحبة والوحدة بين أبناء الشعب الواحد , ولعل الواقع السياسي والمأزق الذي تعيشه السلطة بعد انسداد أفق التسوية , مدعاة للعودة إلى الشعب وخياراته بالوحدة والمقاومة لنرد على الصهاينة والأمريكان وكل من يستهين بالحق الفلسطيني , فقوة القضية بوحدة أبنائها .

ــــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ