-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رسائل
حملة مودة في الاتجاهين بقلم
: فارس عبد الله * في الأول من ذي الحجة
أطلقت حركة حماس حملة اجتماعية
ضخمة , لزيارة كل عائلات قطاع
غزة , في سابقة هي الأولى على
صعيد العمل الفصائلي , ولقد جاءت
هذه الحملة التي سبقتها حملات
مشابهة ولكن ذات نطاق جغرافي
ضيق , ولم تصل إلى هذا العمل
المركزي الكبير , والذي جند له
آلاف من شباب حركة حماس حيث
انتشروا في مدن قطاع غزة , تراهم
في كل الشوارع والأزقة
والمخيمات والقرى , تعلو على
وجوههم ابتسامات الاستشراف
بتغيير الواقع المر من الانقسام
والحصار , كلماتهم ما أجملها وما
أروع إحساسهم بالناس , وما أعظم
تقديرهم واعتزازهم بالموقف
البطولي , لجماهير غزة التي
احتضنت المقاومة في حرب الفرقان
. رسالة حملة المودة وصلت
إلى كل بيت في غزة , أن المقاومة
تحفظ الجميل ولا تنسى أن رصيدها
الحقيقي هو هذا الشعب الصابر ,
الذي لم يتأخر في المواقف
الحاسمة ويصبر على كل الصعاب ,
في سبيل أن يرى من يتسمك بحقوقه
ويقاوم عدوه , لا زال على العهد
الذي صبغته أجيالاً من الدماء
والشهداء والأسرى . وفى المقابل رسالة
المواطنين وصلت إلى وفود حماس ,
التي دخلت البيوت واستقبلت
بحفاوة , وانهالت عليها جميع
الأسئلة بلا استثناء , وعلى
رأسها أن طمئنونا على المقاومة
التي هي سبيل للأحرار , وهي
الطريق لجمع الشمل وتوحيد الصف ,
وحصارنا يكسر لو اجتمعنا على
قلب واحد , وحصارنا يزال لو
تمسكنا بحقنا في الحياة
والاستقلال ورفض الاحتلال ,
وهذه رسالة المواطن لحماس
المقاومة . وكما وصلت رسالة
المواطنين لحماس الحكومة ,
فبالرغم من واقع الحصار والتأمر
على هذا المشروع المقاوم في غزة
الصابرة , إلا المواطن يأمل
بأفضل ما يمكن في الأداء
الوظيفي والإداري اليومي
للحكومة , وستبقى عيون النقد
مفتوحة لا من أجل التشهير, بل من
أجل التقويم لأنه مشروع الشعب
ومن يملك المشروع من حقه أن يغار
عليه , ليصل به إلى مراتب
الأفضلية التي تأمل برؤيتها
عيون المؤمنين بهذا النهج , الذي
تقف قوى الاستكبار العالمي
عاجزة عن ابتزازه أو إرهابه . بالرغم من دعوات البعض
بعدم التفاعل مع هذا النشاط
الاجتماعي , إلا أن النجاح كان
من نصيبها ودقت كل البيوت
واستقبلتها معظم العائلات , قد
يكون رفض البعض استقبالها
لاعتبارات لديه , إلا أن ذلك لا
يكاد يذكر أمام ما لاقت تلك
الحملة من ترحيب , ويعود ذلك
لطبيعة هذا الشعب وما يتمتع به
من كرم الضيافة وحفاوة
الاستقبال , و في مخزون ذاكرته
كل الأحداث يسدد ويقارب , فتكون
النتيجة أن هذا الشعب أقرب إلى
من يحمل البندقية ويمضى يطلب
الشهادة أو الكرامة لهذا الشعب . اخبرني أحد الأخوة أن
صديق له من حركة فتح قد قرر عدم
استقبال الحملة , إلا انه فعل
العكس واستقبلهم , وعندما سأله
لماذا استقبلت وفد حماس وتلقيت
منه هدية العيد , قال بعد
الابتسامة كنت عازماً على عدم
استقبالهم , بفعل الموجة
المضادة لهذه الحملة إلا أنى
عندما شاهدت أن من زارني من حماس
لا أقوى إلا أن افتح له باب
البيت بمصراعيه , فهي شخصيات لها
دورها الاجتماعي والديني
والإصلاحي في المجتمع , وشخصيات
ذات منطق سليم تجعلك تتفق معها
مع أول جلسة نقاش , قال لقد
استقبلتهم وتناقشنا في كل شئ
وشعرت براحة كبيرة بعد هذه
الزيارة , ودعوت من كل قلبي أن
ينتهي هذا الفصل الحزين من
الانقسام بين أبناء الشعب
الفلسطيني . لقد شملت الحملة أطياف
الشعب الفلسطيني , فلا أحد
يستطيع تغيير طبيعة هذا الشعب
وتعدد الانتماءات السياسية لذا
أبنائه , وان تقزيم الحملة وما
تركته من شعور جميل بإمكانية
تحقيق الوحدة , بالقول أنها
لدواعي حزبية فهل يستطيع كيلو
من الحلويات أن يغير قناعات
الناس ؟!! أن هذا القول يشكل
استهزاء بهذا الشعب الصامد ,
ومع ذلك لا يمكن التجاهل بأن
هذه الحملة تركت انطباعاً
واستحساناً لذا المواطنين ,
وتركت أثراً طيباً في النفوس
وأسست لإمكانيات التواصل من
جديد , في العمل من أجل
ما نؤمن به جميعاً من ثوابت
وحقوق لا يمكن التفريط فيها أو
التنازل عنها . ومع هذه الحملة نوجه
دعوة بوقف كل أشكال التحريض
الإعلامي , لما يتركه من
انطباعات سيئة على المجتمع
الفلسطيني , وان تبذل الجهود من
الجميع بلا استثناء لتعزيز روح
المحبة والوحدة بين أبناء الشعب
الواحد , ولعل الواقع السياسي
والمأزق الذي تعيشه السلطة بعد
انسداد أفق التسوية , مدعاة
للعودة إلى الشعب وخياراته
بالوحدة والمقاومة لنرد على
الصهاينة والأمريكان وكل من
يستهين بالحق الفلسطيني , فقوة
القضية بوحدة أبنائها . ــــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |