-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أي
دور للبرازيل في الصراع العربي
الصهيوني؟ جاد
الله صفا ـ البرازيل الزيارات التي قام بها
كل من شمعون بيريز رئيس الكيان
الصهيوني والرئيس الفلسطيني
ابو مازن والرئيس الايراني احمد
نجاد الى البرازيل خلال شهر
نوفمبر، لم تاتي هذه الزيارات
من فراغ، فهي زيارات لأطراف
اساسية بمنطقة الشرق الاوسط
تشهد بينهما صراعات وعلاقات
متوترة، وهذه الزيارات بلا شك
يسعى كل طرف الى تحقيق اهداف
ومصالح خاصة به تخدم توجهاته
السياسية الاقليمية والدولية،
ايضا للاستفادة من المكانة التي
بدأت تحظى بها البرازيل على
صعيد القارة وعلى الصعيد
الدولي، وما شهدته قارة امريكا
الجنوبية من تغييرات سياسية
ووصول اليسار الى سدة الحكم
بالعديد من الدول، كذلك الرغبة
البرازيلية للعضوية الدائمة
بمجلس الامن، اضافة الى
التطورات الاقتصادية التي
تشهدها البرازيل بالمرحلة
الحالية، ورغبة الحكومة
البرازيلية الحالية بلعب دورا
اساسيا للتوسط بالصراعات
الدولية والاقليمية وخاصة
بمنطقة الشرق الاوسط، والمكانة
التي تتمتع بها عند حكومات
وشعوب المنطقة العربية وخاصة
رئيسها لولا. كل طرف يسعى الى الحصول
على مكاسب لتوجهاته السياسية
الاقليمية والدولية، فالكيان
الصهيوني ينظر الى الدور
البرازيلي كجسر لمواجهة حالة
العداء التي تزداد بالقارة
اتجاه الكيان الصهيوني والحركة
الصهيونية والتي تمثلت بقطع
العلاقات مع هذا الكيان من قبل
فنزويلا وبوليفيا، كذلك
لامتصاص حالة العداء التي تاتي
من الدور الصهيوني بالتدخل
بالشؤون الداخلية للعديد من دول
القارة كما يحصل مع كولومبيا،
اضافة الى تعزيز دور الحركة
الصهيونية ونشاطاتها بالقارة
من خلال الاستفادة من قدراتها
الاقتصادية بالدول التي تتواجد
بها وتنشط بداخلها كالبرازيل
والارجنتين، وتاتي هذه الزيارة
ايضا تتويجا لاستثمارات الكيان
الصهيوني داخل البرازيل من شراء
شركات كبيرة ومراكز تجارية وفتح
فروع لشركات "اسرائيلية
وصهيونية" واتساع قاعدة
اللوبي الصهيوني بالبرازيل،
وجاءت ايضا هذه الزيارة تتويجا
للقاءات ممثلي التجمعات
اليهودية مع رئاسة الجمهورية
ووزاراتها، ولقاءات مع رؤساء
الكونغرس ومجلس النواب
البرازيلي، والتي تهدف بالاساس
الحصول على مكاسب لصالح الكيان
الصهيوني وتغيير بمواقف حكومة
اليسار البرازيلية اتجاه
الصراع العربي الصهيوني، وقد
تبلور هذا النجاح للكيان
الصهيوني اثناء العدوان على
غزة، واليوم تحول الحزب الحاكم
من حزب منحاز للحقوق الفلسطينية
الى حزب يدعو الى حل معقول
ومقبول من قبل الطرفين للصراع
الدائر، فموقف الحكومة اليوم
يدور بهذا الفلك، وهذا يعتبر
تقدم وانجاز صهيوني، وكان اخطر
ما وقع عليه شمعون بيريز مع
حكومة لولا هو اتفاقية تبادل
المجرمين بين البلدين. اما الجانب الايراني،
فهو يبحث عن بدائل في حال تم
اتخاذ خطوات تصعيدية باتجاه
برنامجه النووي، كالعقوبات على
ايران، فاحمد نجاد وقع على
ثمانية اتفاقيات مع نظيره
البرازيلي، واكد على ايجابية
الموقف البرازيلي اتجاه
المفاعل النووي للاغراض
السلمية، حيث تعمل الحكومة
الايرانية للاستفادة من
التغييرات السياسية بالقارة،
والتي اوصلت انظمة حكم تتعارض
وتختلف مع السياسة الامريكية
وتعاديها، بفترة تشهد تصعيدا
بالمواقف الامريكية اتجاه
ايران، وهذا بالطبع يقلق الكيان
الصهيوني والادارة الامريكية،
وان اي تحسن بالعلاقات وتتطورها
بين ايران ودول امريكا
اللاتينية سيكون على حساب الدور
الامريكي الصهيوني، واحمد نجاد
يدرك جيدا بزيارته هذه ان هناك
حالة عداء متصاعده بين الادارة
الامريكية ودول امريكا
اللاتينية وهي مرشحة للمزيد من
التوتر والتصعيد وبالاخص بعد
بناء المزيد من القواعد
العسكرية الامريكية بكولومبيا
اضافة للقواعد السابقة
المتواجدة، كذلك احداث هندوراس
ودور البرازيل المعادي للحركة
الانقلابية بتلك البلد وموقف
دول امريكا اللاتينية الرافض
للحركة الانقلابية، وهو موقف
يصطدم مع الموقف الامريكي الغير
معلن من احداث هندوراس، فلهذه
الاسباب واسبابا اخرى يرى احمد
نجاد الرئيس الايراني ان تعزيز
العلاقات وتطويرها مع دول بقارة
امريكا اللاتينية ضرورة بهذه
المرحلة لمنع اي عزلة قد تحاول
فرضها الادارة الامريكية. اما الزيارة التي قام
بها الرئيس ابو مازن حيث يرافقه
وزير الخارجية ومسؤول دائرة
المفاوضات بالمنظمة، جائت
لترويج افكار القيادة
الفلسطينية لرؤيتها اتجاه
طبيعة الحل المعقول بوجهة
نظرها، وهو الحصول على تاييد
لاقامة الدولة الفلسطينية على
حدود الرابع مع حزيران جنبا الى
جنب مع الكيان الصهيوني
وعاصمتها القدس الشرقية،
والحصول على تاييد برازيلي لهذه
الرؤية، وفي لقاء الرئيس
الفلسطيني مع نظيره البرازيلي
طالبه "لأداء دور أكبر في
جهود السلام في الشرق الأوسط"،
هذا وتطمح الحكومة البرازيلية
الحالية للعب دورا بعملية
السلام بالشرق الاوسط، حيث
سيقوم الرئيس البرازيلي لولا
العام القادم بزيارة الى الكيان
الصهيوني وفلسطين والاردن،
كمحاولة لدفع عملية السلام بين
الاطراف الى الامام، هذا الموقف
البرازيل بتقديري موقفا
تراجعيا بسياسياته ومواقفه،
فمنذ زيارة افيغدور ليبرمان
وزير خارجية الكيان الصهيوني
بكل مواقفه العنصرية
والاجرامية حتى الزيارة
المقبلة للرئيس البرازيلي
المرتقبة للمنطقة، تكشف بكل
وضوح المسافة التي قطعها الموقف
البرازيلي بقيادة لولا وتراجعه
بمواقفه اتجاه مناصرة الحق
الفلسطيني، حيث رفض عام 2003
اللقاء مع شارون، هذا اللقاء
الذي كان مشروطا للقاء الرئيس
ابو عمار اثناء حصاره
بالمقاطعة، واكتفى وقتها
باللقاء مع وزير التخطيط
والعلاقات الدولية نبيل شعث
بالقاهرة، واليوم يلتقي مع اكثر
الاطراف تطرفا واجراما بهذا
الكيان تحت ذريعة التوسط من اجل
السلام وكأن اسرائيل تبحث عن
سلام، فالمطلوب هو ممارسة الضغط
وعزل الكيان الصهيوني دوليا حتى
يقر ويعترف بحقوق الشعب
الفلسطيني وليس الموافقة على
تعزيز العلاقات معه لابراز حسن
النوايا. الملفت للنظر ان الرئيس
الفلسطيني لم يلتقي مع ممثلين
عن اللاجئيين الفلسطينين
المتواجدين بالبرازيل والذين
يمرون بظروف قاسية ومؤلمة،
وتستمر معاناتهم وتزداد الما،
رغم لقائه مع وفد عن ممثلي
الجالية اليهودية بولاية
باهيا، ان عدم ادراج بند
اللاجئين الفلسطينين على جدول
الزيارة لا يتحمل فقط مسؤوليته
الرئيس، وانما ايضا السفير
الفلسطيني والاتحاد العام
للمؤسسات الفلسطينية، حيث من
المفترض ان يكون هناك وفدا يمثل
كافة اللاجئين بكل مطالبهم
المختلفة والمتعددة لطرحها على
الرئيس، فانني اعتقد ان الرئيس
يدرك ويعرف جيدا ان هناك عينة من
اللاجئين المقيمين بالبرازيل،
وأن الحل والبحث عن مخارج تكون
سليمة وصحيحة اذا شارك بها
المعني وليس الغائه من هذا
الدور، ولكن للاسف الشديد
السياسة المتبعة بالبرازيل من
قبل السفراء المتعاقبين على
مدار ثلاثين عاما، هي نفسها لم
تتغير اطلاقا بان الحل كما يراه
السفير او رئيس الاتحاد، وهذه
السياسة هي التي اوصلت وضع
جاليتنا الى هذا الوضع المؤلم
والمؤسف، من خلال استبعاد كل
الطاقات وعدم احترام كل الاطر
التي تختلف معها سياسيا من خلال
عدم الاعتراف والتعامل معها
والتحريض عليها. البرازيل بظل هذه
الحكومة تنظر الى اهمية المنطقة
العربية كسوق تجاري من اجل
تعزيز العلاقات الاقتصادية بين
المنطقتين، ولهذا بادرت
الحكومة البرازيلية منذ وصولها
الى سدة الحكم الى عقد لقاء قمة
يجمع رؤساء الدول العربية
وامريكا اللاتينية، وهي تنظر
باهمية الى تعزيز العلاقات
الاقتصادية والسياسية بين
المنطقتين، كذلك لها مواقفها
التي جاءت من حزب العمال
ومواقفه اثناء وجوده
بالمعارضه، ودوره كحزب عمالي
مناصر ومؤيد لحق تقرير المصير
للشعوب والمناصر والمنحاز
للنضال الفلسطيني وعدالة
القضية الفلسطينية، حيث هناك
اليوم تراجع بالرؤية لعملية
الصراع، وتحولت الحكومة
العمالية من حكومة وحزبا مناصرا
ومنحازا الى الحقوق الفلسطينية
الى وسيط للصراع الدائر، فهي
تعمل لعل تكون قادرة على احراز
اي تقدم بالعملية السلمية
بالشرق الاوسط، وهذا نابع اساسا
كنتيجة للموقف الفلسطيني
التراجعي بكيفية التعاطي مع
الصراع. اراد شمعون بيريز
بزيارته هو ابتزاز الموقف
البرازيلي بظل هذه الحكومة
العمالية اليسارية، لكسب
ارباحا اقتصادية من خلال عقد
اتفاقيات اقتصادية تعطي الكيان
الصهيوني ارباحا مقابل وعودا
بالموافقة على دورا برازيليا
لعملية السلام، التي يرفض
الكيان الصهيوني كل تفاصيلها
ويرفض اعادة الحق الى اصحابه،
فالبرازيل لا يمكن ان يكون لها
دورا فوق الدور الامريكي او
خارج اطاره. الكيان الصهيوني حقق
وسيحقق الكثير من زيارة شمعون
بيريز هكذا يطمحون، وسيكون في
البرازيل قريبا وخلال السنوات
القادمة نفوذا وتاثيرا صهيونيا
كبيرا، اما القضية الفلسطينية
فستبقى ضمن الوعود والدراسات،
وستكون قضيتنا امام تاثير
اللوبي الصهيوني الذي يكبر
وينشط، وان لم يتم اعادة بناء
المؤسسات الفلسطينية وتنظيم
الجالية الفلسطينية على اسس
ديمقراطية واحترام كافة الاطر
والتيارات السياسية والفكرية
والعلمية، فاعتقد ان قضيتنا
ستتراجع اكثر بوسط الجالية
والمجتمع البرازيلي وقد لا تؤخذ
مستقبلا ابعادا سياسية.
اي دور للحكومة
البرازيلية والبرازيل اتجاه
الصراع لن يكون لصالح القضية
الفلسطينية وهي تشهد انقسامات
وانشقاقات على صعيد الوطن وعلى
صعيد الجالية الفلسطينية
بالبرازيل، فاذا ارادت جاليتنا
ومؤسساتنا ان تُطور من الموقف
البرازيلي لصالح القضية
الفلسطينية عليها ان تعمل على
اعادة بنائها على اسس واضحة
وديمقراطية وتسمح بمشاركة اوسع
القطاعات بالجالية التي لديها
من القدرات والطاقات ما يسمح
لها بممارسة هذا الدور. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |