-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القدس على خط التماس .. فمن يحسم الصراع ؟!

نزار السهلي

تعمل إسرائيل جاهدة على تشكيل قدس جديدة بحلول عام 2020 على أن لا تزيد نسبة الفلسطينيين فيها على 12% فقط كما أوضح خبير الخرائط الفلسطينية في القدس خليل التفكجي , من خلال أعمال الهدم والحفريات بحثا عن أي اثر يدعم أسطورة الهيكل المزعوم , وتواجه مدينة القدس والمقدسيين إجراءات عدوانية مستمرة منذ احتلالها في حزيران 67 امتدت لتطال سكان القدس , وأحياءها العربية والاستيلاء  على ممتلكات المقدسيين بعد عمليات الطرد والترحيل ضمن السياسة الإسرائيلية المتبعة لتنظيف القدس من أي اثر إسلامي وعربي لتهويد المدينة بالكامل   , وما كشفت عنه صحيفة هارتس الإسرائيلية ,إن سلطات الاحتلال تنفذ بوتيرة متصاعدة عمليات سحب هويات المقدسيين التي بلغت خلال عام واحد 4577 مواطن فلسطيني وهو الرقم الأعلى منذ احتلال المدينة , فمنذ احتلال القدس وحتى العام 2007 حرمت إسرائيل أكثر من 8000 آلاف فلسطيني من سكان القدس من هوياتهم

 

هذه الإجراءات تلقي الضوء على معاناة المقدسيين بشكل خاص بسبب القوانين العنصرية لسلطات الاحتلال التي تنكر على المقدسيين مواطنتهم , وتفتح معركة الديموغرافيا في المدينة على مصرعيه  , آخذةً بجانب ترحيل وهدم أحياء القدس العربية سياسة التهويد المتبعة في المدينة المقدسة , كخطة دخلت في الميزانية العامة الإسرائيلية في العام 2009 و2010 من خلال رصد مليار ونصف المليار دولار لإتمام الانقضاض على ما تبقى من القدس وضمها إلى ما بات يطلق عليه الإسرائيليون القدس الكبرى عبر مخططات الاستيطان وسلب البيوت من ساكنيها وبناء البنى التحتية والمصانع والسكك الحديد , إضافة لإقرار مجموعة من القوانين الإسرائيلية التي  استهدفت قضم 42% من مساحة القدس الشريف وقانون المصلحة العامة الإسرائيلية الذي سيطر من خلاله الاحتلال على 86% من الأراضي التابعة للقدس و ولم يبقي للجانب الفلسطيني فيها سوى 9500 دونماً من أصل 72 كيلومتراً مربعا تعمل إسرائيل للسيطرة الكاملة على المدينة من خلال السيطرة على أملاك الغائبين وتعزيز البؤر الاستيطانية التي فاقت عن المائة داخل الأحياء المسلمة والمسيحية

 

وانجاز البناء في مستعمرة أبو غنيم والعمل على تهويد حي سلوان وحي الشيخ جراح و حي البستان وإبعاد 25 ألف مقدسي من أراضيهم بفعل بناء الجدار العنصري في المدينة ومصادرة آلاف الدونمات و توسيع وزيادة عدد قاطني المستوطنات ال29 في القدس وتقييد التمدد العمراني العربي فيها وممارسة سياسة العزل والترهيب للمقدسيين وإبقاء سياسة الخوف عبر تهديد التجمعات العربية بالإزالة ودعم اعتداءات المستوطنين وإمدادهم بالسلاح وجعل شعور فقدان الهوية لدى المقدسيين هو الحاضر في المقام الأول داخل المدينة

 

تلك الآثار المترتبة جراء  السياسة العنصرية للحكومة الإسرائيلية نحو القدس والمقدسيين , تظهر التحدي الواضح في معركة الاعتراف الأوربي بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية والتهديد الإسرائيلي لنية الاتحاد الأوربي ,يظهر الامتعاض الدولي من السياسات العنصرية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتحديها للمجتمع الدولي وقراراته التي انتهكت بشكل صارخ في إطار الدعم الأمريكي للسياسة الإسرائيلية في القدس لفرض الأمر الواقع على المدينة ومن خلال حملات الدعم التي تنظمها ايباك لدعم الاستيطان اليهودي في المدينة , وغياب الدعم العربي الفاعل والمقتصر على التنديد اللفظي للإجراءات العدوانية بحق المقدسيين وشح الدعم المقدم  لهم  الذي اقتصر على 30 مليون دولار خلال العقد المنصرم بينما تقر الحكومة الإسرائيلية في موازنتها القادمة 1,5 مليار دولار عبر إحاطة المدينة بكتل استيطانية تتصل مع مستوطنات القدس بشبكة طرق تحتضنها بنية تحتية ضخمة تسهم في قتل أي حل للمدينة عبر أي عملية تفاوضية مع الجانب الفلسطيني وإخراجها من دائرة الحل بفرض وقائع لا تستطيع معها ردود الفعل العربية والدولية أن تغير من واقع الحال , هذا الواقع التي استطاعت السياسة الإسرائيلية أن تجعل العالم العربي يتكيف معه طالما اقتصر على بناء خطبه الرنانة لحماية المدينة  

 

العدوان المستمر على القدس والتي تكشف عنه المخططات الإسرائيلية ومراكز الأبحاث الفلسطينية منذ أكثر من أربعة عقود , وتصاعد النداءات المتكررة لحماية المدينة وتقديم الدعم اللازم لتمكين المقدسيين من الصمود في وجه الاعتداءات المتكررة , وبرغم وجود الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية لدعم المدينة وصندوق دعم القدس , لم تستطع كلها مجتمعة أن توقف أو ترفع العدوان , وعلى العكس من ذلك كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة جعلت من المدينة خط التماس الأول في معركتها مع الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي من خلال اختبار ردة الفعل العربية والفلسطينية والإسلامية , التي جعلت القدس وسكانها وحيدةً في مواجهة مصير التهويد الكامل والهدم والترحيل لأي اثر عربي فيها

 

لن تكون المواقف التي أعلن عنها  الاتحاد الأوربي مؤخرا بشان القدس ونيته الاعتراف بها كعاصمة لدولة فلسطينية ذات قيمة فعلية ما لم تكن مدعومة ومنسجمة مع موقف عربي وإسلامي  ضاغط يحدد خياراته في مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تنجزها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وطالما بقي المال العربي ينزف صباح مساء في لعبة البورصات الدولية وملياراته تبتلعها كذبة الأسهم ومقدساته تتهاوى امام ناظريه ستبقى القدس على خط التماس الأول في ساحة الصراع , فمن يحسم الصراع ؟ العدوان المستمر على أرضها وشعبها

أم بناء المتاريس من الشعارات اللفظية ؟ .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ