-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بينما
تنام الأمة، إسرائيل
"شغالة" ليل نهار رشيد
شاهين منذ ما قبل قيام دولة
الاغتصاب، كان قادة الحركة
الصهيونية يعملون يكل ما لديهم
من قوة، من اجل ترسيخ قيام
وتأسيس دولة الكيان الصهيوني في
الأرض الفلسطينية، وقد لجأ
هؤلاء إلى كل ما يمكن اللجوء
إليه من طرق وأدوات غير مشروعة،
من إغواء وإغراء وتزوير للتاريخ
والحقائق، وترهيب وترغيب وحتى
تزوير في المفاهيم التوراتية
لكي يبلغوا الهدف " الأسمى"
الذي وضعوه نصب أعينهم والمتمثل
بإقامة دولة الاغتصاب على ارض
فلسطين. استمر هذا الحال بدون
توقف او كلل او ملل، وقد تجلى
ذلك في اللحظات الحرجة خلال
التصويت على قيام دولة
الاغتصاب، حيث علم قادة الكيان
في حينه أن نجاح التصويت يحتاج
إلى مجموعة من الأصوات من اجل
قيام دولتهم، وان الفرصة سانحة
إذا ما أحسنوا استغلالها،
فعملوا كل ما في وسعهم من اجل
تغيير مواقف الدول التي كانوا
يعتقدون انها قد لا تصوت لصالح
القرار وقيام كيانهم، وعملوا
على تأجيل التصويت لمدة يومين
بعد أن أدركوا بان التصويت في
اليوم الأول للمناقشات لا يميل
إلى جانبهم، وكان لهم ما
أرادوا، وقد استطاع هؤلاء
التأثير على مجموعة من الدول
اعتقدوا بأنها سوف تجعل من
الكفة تميل لصالحهم، وكانت
الدول في حينه هي الفلبين
وليبيريا وأثيوبيا وهاييتي
بحيث تغيرت المعادلة لكي تكون
النتيجة في صالح قيام دولة
الاغتصاب. كان لا بد من التذكير
بهذا، لأنه ومنذ قيام دولة
الاغتصاب كان هذا هو دأب قادتها
في العمل وتحقيق النجاحات
والغايات والأهداف التي من
اجلها قامت هذه الدولة، ولان
أحدا من امة العربان لم يتعظ ولم
يتعلم من الدروس. قبل عدة أيام طالعتنا
الصحف ووسائل الإعلام "أن
اللوبي الإسرائيلي استطاع
تجنيد نصف وزراء حكومة الظل في
حزب المحافظين البريطانيين
لخدمة المصالح الإسرائيلية
والدفاع عن سياساتها، وذلك من
خلال دفع تبرعات وصلت في مجملها
إلى عشرة ملايين جنيه
إسترليني" جريدة القدس
العربي 18-11-2009. وأضافت الصحيفة ان
"حزب المحافظين
البريطاني يتفوق بأكثر من عشرين
نقطة على حزب العمال الحاكم في
استطلاعات الرأي، وبات في حكم
المؤكد فوزه في الانتخابات
البرلمانية التي ستجرى في شهر
أيار (مايو) المقبل كحد أقصى،
مما يعني ان أنصار إسرائيل في
حكومة الظل هم الذين سيسيطرون
على الحكومة"، وبغض النظر عن
صحة التوقعات التي أوردتها
الصحيفة او عدمها، إلا ان
اللافت هنا هو ان هذا اللوبي،
سواء كان في بريطانيا أو في
سواها من دول العالم، إلا انه من
الواضح ان القائمين عليه، لا
ينامون ليلهم "الطويل" كما
هو الحال بالنسبة لممثلي امة
العربان في عاصمة الضباب – او
غيرها- التي
كانت وراء إصدار وعد بلفور
والتي كانت سببا رئيسيا في قيام
دولة الاغتصاب. خلال الأيام القليلة
الماضية، قدمت دولة السويد
مقترحا لدول الاتحاد الأوروبي
يقول، بأنه لا بد من الاعتراف
بان تكون القدس العربية المحتلة
هي العاصمة المقترحة للدولة
الفلسطينية، وان هذه المدينة هي
جزء لا يتجزأ من الأراضي
الفلسطينية المحتلة في حرب
إسرائيل العدوانية عام 1967،
وبالتالي فان أي تسوية لا بد من
ان تشمل هذه المدينة، وان تكون
القدس عاصمة للدولة الفلسطينية
العتيدة. ما ان تسرب خبر المقترح
السويدي الى وسائل الإعلام، وما
ان علمت به قيادات دولة
الاغتصاب وكل القادة الصهاينة
في العالم، حتى قامت الدنيا ولم
تقعد بعد، ولم تتوقف دولة
الاغتصاب عن إجراء الاتصالات
الحثيثة مع كل أصحاب العلاقة
بهذا الشأن، من اجل الضغط على
دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لكي
تضمن ألا يتم تمرير المقترح
السويدي باعتبار القدس عاصمة
للدولة الفلسطينية المستقبلية. يمكن القول ان هذه
الاتصالات والضغوطات
الإسرائيلية قد حققت اختراقات
هامة في مواقف الدول الأوربية،
بحيث صار من غير الممكن تمرير
المقترح السويدي او على الأقل،
أصبح من الصعب تمرير المقترح
كما أعدته دولة السويد وانه قد
تجري عليه تعديلات مهمة، قد
يكون أفضلها عدم الإشارة بأي
شكل من الأشكال الى مدينة
القدس، أو ان يتم التعامل مع
القدس الشرقية طبعا على انها
عاصمة لدولتي فلسطين وإسرائيل. الخبر المتعلق بحزب
المحافظين والخبر المتعلق
بمقترح السويد، هما في الحقيقة
ليس سوى خبرين – عابرين-
بالنسبة لأمة العربان، وهما ليس
سوى خبرين صغيرين بين عشرات
الأخبار المماثلة التي تتعامل
معها الأمة بدون أدنى اعتبار او
أهمية، ويمكن في هذا السياق
تعداد العشرات من الأخبار
والقرارات المماثلة، كان آخرها
قرار القاضي غولدستون، وقبله
كان قرار المحكمة الدولية في
لاهاي فيما يتعلق بلا شرعية
جدار الفصل العنصري وضرورة
إزالته وتعويض من تضرر من
بناءه، وبعده كان الاقتراح الذي
تقدم به خافيير سولانا فيما
يتعلق بإعلان الدولة، وغير هذا
وذاك من القرارات. فماذا كانت
النتيجة، اعتقد بان الإجابة
لدينا جميعا ومعروفة للجميع،
اننا امة تعيش في حالة من الضياع
والانكسار غير مسبوقة، امة تعيش
على هامش التاريخ وتفتقد الفعل
والتأثير حتى في القضايا التي
هي في صلب واقعها ومستقبلها،
وهي بطريقة او بأخرى تستحق كل
هذا الهوان الذي يجري لها. أما فيما يتعلق بالجانب
الفلسطيني فان من الواضح انه
أصبح عاجزا مشلولا لا يملك من
القدرة سوى المناكفات، وخيم
الانقسام الداخلي على كل
المسائل، هذا الانقسام الذي
يزيد من ضياع البوصلة والعجز عن
تحديد الاولويات، ومن هنا فان
العودة الى المصالحة، وإعادة
توحيد الساحة أصبحت ضرورة أكثر
من أي وقت مضى. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |