-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأسـرى  و حريـة الإرادة

جميل ضاهر

عندما نتحدث عن الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني نكون نتحدث عن ابطال إختاروا المقاومة والمواجهة طريقا للحرية و التحرير ولبقائنا ولعزة الأمة , ولكن غالبا ما نتحدث عن البطولة و عن الموقف و عن الشهادة و عن الإعتقال  دون ان نتوقف عند حصول احداث تمس وجدان و شعور الأسير خلال فترة الإعتقال , ولاسيما عندما يفقد عزيز او غالي عليه ...فلا نحس ولا نعرف كيف يتعاطى مع الخبر وكيف يعيش لحظات الفراق ، ولكن الكثيرين منا لم يذوقوا الأمر الأصعب من الفراق ، وهو ألا يتمكن الإنسان من أن يلقى نظرة أخيرة "نظرة الوداع " على من يحب قبل أن يوارى الثرى ، وهذا الشعور يخلق إحساساً مختلطاً داخل الإنسان ما بين الغضب والحزن والعجز واليأس ، هذا الخليط من المشاعر المتناقضة من الصعب أن يجتمع في إنسان واحد إلا إن كان هذا الشخص هو أسير فاقد لحريته لا يملك من أمره شيئاً .

لا تكاد تمر فترة حتى نسمع عن وفاه والدة أو والد أسير حسرة وكمداً على ابنه الذي لفظ أنفاسه الأخيرة  وهو يتمنى أن يكحل عينيه برؤيته ولو للحظة واحدة ،  وقد تكون مرت عليه سنوات و لم يراه احد ، وكان هذا الأسير المثقل بالهموم ينقصه هذا الخبر الحزين ليضاف إلى القائمة الطويلة من الأحزان التي تملئ أيامه القاسية جراء أوضاع المعيشة القاهرة في سجون الاحتلال والممارسات التعسفية التي لا تتوقف ولو للحظة واحدة .

لنا أن نتخيل كيف يشعر هذا الأسير خلف القضبان عندما يصل إليه نبأ فقدان أبيه أو أمه ،  ومع أن الشعور بالحزن هو الذي يسود تلك المواقف إلا أن هذا الأسير البطل لا يظهر عليه سوى التماسك والصلابة وقوة الإرادة وكأنه يقول للسجان لن تفرح بانكسارنا حتى في هذه اللحظات الأليمة ، ولن نعطيك فرصة للشماتة بلحظة ضعف حتى لو كانت نتيجة فقدان أغلى الغوالي ، ولا يقصر رفقاء القيد في مثل هذه الحالات فيلتفون حول الأسير ويقيمون له خيمة عزاء ، ويشغلونه عن التفكير في الأمر ليهونوا عليه هذا المصاب الجلل ، وحزن الأسير في مثل هذه المواقف مزدوج ، فهو يحزن  لعدم تمكنه من وداع الأحبة قبل الرحيل الأخير ، والوجه الأخر هو شعوره بالمسئولية عن عدم تلبيه الرغبة الأخيرة فى النزع الأخير وهو رؤية الابن الأسير قبل الموت .

ما أعظم هؤلاء الأسرى وما أحوجنا نحن الطلقاء بأجسادنا الأسرى بعزائمنا أن نحمل تلك الإرادة القوية التي يتمتعون بها ، والتي تكاد أن تهد الجبال كما ردت ذلك السجان المدجج بالسلاح على أعقابه خائباً خاسراً لم ينل فرصة للشماتة.

قصص الأسرى و أهالي الأسرى الذين صبروا وتحملوا عناء اسر أبنائهم في سجون الإحتلال يجب أن تكتب بمداد من ذهب ، وبالأخص الذين انتقلوا إلى جوار ربهم وهم يشكو ظلم الذين يدعون كذباً تمسكهم بحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات.... ،يجب ان تكتب وتعمم و تدرس لتكون جزءا من ثقافتنا ونهجنا وتكون الحافز على تمسكنا بالمقاومة وبكافة اشكالها كخيار اساس لتحرير الأرض والأسرى .

 لكم الله يا أسرانا وانتم تحتسون كأس الفراق المر ولكنكم تعضون على الجراح  ، وكأنكم تقولون لنا بان الحرية ليست حرية الجسد كما يعتقد البعض إنما هي حرية الكرامة وحرية الإرادة ، فهناك مئات الملايين من البشر أحرار الجسد ولكنهم معدومي الكرامة مأسوري الإرادة .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ