-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لا قدس في أوروبا

د. فايز أبو شمالة

fshamala@yahoo.com

القدس الإسلامية موجودة في قلب الشرق، من يريدها عاصمة للدولة الفلسطينية عليه أن يتخذ القرار بشأنها في بلاد الشرق، لا أن يهرب إلى بلاد الغرب، وينتظر الإنصاف والعدل لقضاياه التي خربش غزلها الساسة الأوروبيون، ومن آمن بالحلول المنزلة من خلال المفاوضات عليه أن يعشق قدساً أخرى غير قدس المسلمين، وأن يجد عاصمة على الورق الأبيض الناعم، التي كتبت عليه الوثائق الدولية المعطوبة، وقد تراجع عن تأييدها مجلس الاتحاد الأوروبي، وهو يكرر بكلام جميل: "أن المستوطنات والجدار العازل أقيما في أراض محتلة، وأن هدم المنازل وطرد سكانها غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويشكل عقبة أمام السلام، ويهدد بجعل حل الدولتين مستحيلا" هذا الكلام الجميل فارغ المضمون قد عجز عن الطلب من إسرائيل بإزالة الجدار العازل، واقتلاع المستوطنات من الأراضي المحتلة سنة  1967، واكتفى البيان الأوروبي بحثّ حكومة إسرائيل على أن تنهي على الفور جميع الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية، وبقية الضفة الغربية بما في ذلك النمو الطبيعي، وتفكيك جميع المواقع النائية التي أقيمت منذ مارس 2001.

لقد انسجمت أوروبا مع أمريكا في رؤيتها للمستوطنات في الضفة الغربية، وخضعت للمشيئة اليهودية، وتواضعت في طلبها من حكومة إسرائيل بتفكيك المستوطنات العشوائية فقط، والمقصود هنا؛ هي تلك العشوائيات التي أقيمت بعد سنة 2001، أما المستوطنات التي أقيمت قبل هذا التاريخ، وتحتل 40% من أراضي الضفة الغربية ، فالبيان لا يطالب بإزالتها، وإنما يطالب بوقف الأنشطة فيها، بما في ذلك مدينة القدس التي طالب البيان بتسوية وضع  المدنية على أنها عاصمة الدولتين في المستقبل، ومن خلال التفاوض. وما أطول حبل التفاوض الذي امتد ثمانية عشر عاماً من الفشل باعتراف كبير المفاوضين الفلسطينيين!

فأين هو انتصار الشرعية والقانون الدوليين في هذا الإعلان الأوروبي الذي رحب فيه السيد سلام فياض، ولاسيما بعد أن نجحت إسرائيل في إملاء مضمونه السياسي؟

لقد أضحى كل طفل في السياسة يدرك أن الحل في يد الفلسطينيين، وهم أصحاب القرار، وذلك مجرد أن يلمع الرعب في سماء الشرق، ويضيء برق المقاومة دهاليز الشك، ويخطف الأبصار، ليصير مصير مستوطنات الضفة الغربية هو نفسه مصير مستوطنات غزة التي تم إخلاؤها دون مفاوضات، ودون انتظار إعلان من الدول الأوروبية، أو اللهاث خلف قرار فارغ المضمون يصدر عن مجلس الأمن.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ