غسان مصطفى الشامي

تسلم الرئيس الأمريكي بارك اوباما جائزة نوبل للسلام لينضم إلى قافلة الشخصيات العالمية التي حازت على هذه الجائزة، ولكن فترته القليلة في حكم "أمريكا" لم تحقق أدنى المستويات من الأمن والرخاء والسلام العالمي، بل زادت الجرائم والمجازر الأمريكية بحق شعوب العالم  الضعيفة.

بدأ الرئيس الأمريكي أثناء كلمته في حفل تسلم جائزة نوبل بتجميل صورة أمريكا التي شوهتها الحروب والمجازر، وهي " راعية حقوق الإنسان والديمقراطية العمياء"، ليعلن أن الحروب التي تخوضها الجيوش الأمريكية تأتي لضمان السلام .. أي سلام هذا الذي يتحدث عنه .. وهل تجلب الحروب السلام و الخير للبشرية ؟؟ وما هي الموازين التي ينظر بها الرئيس الأمريكي للعالم؟؟ فكيف يصنع السلام وأمريكا أكبر مصدر للجريمة والحرب والسلاح .. من أين يأتي السلام ..؟؟

إن ما قاله الرئيس الأمريكي يتنافى مع الخطط الأمريكية الجديدة في مناطق الحروب، ففي أفغانستان تم زيادة عدد الجيش الأمريكي إلى 30 ألف جندي جديد، فيما تتزايد نفقات الجيش الأمريكي في العراق يوميا، كما لا تتوانى أمريكا عن دعم الكثير من الصراعات الداخلية في العالم، كما أنها تتدخل في السياسات الداخلية للكثير من دول العالم، وتقف عثرة في وجه الكثير من الخطط التنموية في بلادنا العربية، وبل وتسعى لجعلنا دوما سوقا استهلاكيا لمصنوعاتها ومنتجاتها وهذه حربا على الصعيد الاقتصادي، فيما تتغلل أمريكا بين شعوب العالم لنشر الثقافة الأمريكية المهزومة ونشر القيم والعادات الأمريكية الفاسدة، فضلا عن أن الكثير من مقدرات عالمنا العربي وخيراته وثرواته تسيطر عليها أمريكا من بعيد.

 ما هو السلام الأمريكي الذي يقصده أوباما، وأمريكا من أكثر الدولة صنعا للسلاح وتصديرا له، فضلا عن الرؤوس النووية التي تمتلكها أمريكا بغير حسيب أو رقيب، وما هي الأسلحة والطائرات التي تقتل الأطفال في فلسطين والعراق إلا من صنع أمريكا، وما هي الأسلحة النووية والبيولوجية إلا من صنع أمريكا ... ويتحدثون عن السلام .. أي هذا السلام الذي يجلب الدمار لبني البشر ..

ما هذا السلام الذي يتحدث عنه أوباما وهو يدعم السياسات الإجرامية للكيان الصهيوني في فلسطين، وهو يدعم القتل والمجازر اليومية وسياسات سرقة الأراضي وتهويد القدس والمسجد الأقصى .. أين أوباما من ما تقوم به "إسرائيل" التي تشكل خطرا كبير على دول المنطقة، وهي تنتج يوميا أعداد كبيرة من الرؤوس النووية .. أين هذا السلام ؟؟ أم هي شعارات تناسب حفل تسلم جائزة السلام ..

إلى الملتقى ،،

-------------------------