-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مداخلة
إسرائيلية في الحوار الوطني
الفلسطيني ؟! عريب
الرنتاوي "صيف وخريف وشتاء
العام 2009 لم يقتل أي جندي أو
مدني إسرائيلي في عمليات
إرهابية، وهي ظاهرة لم يسبق لها
مثيل في العقود الأخيرة"، هذا
ما ورد في محاضرة ألقاها رئيس
شعبة الاستخبارات العسكرية في
الجيش الإسرائيلي الجنرال
عاموس يادلين، أمس الأول، في
مؤتمر حول الأخطار التي تواجه
إسرائيل في القرن الحادي
والعشرين، نظمه مركز دراسات
الأمن القومي في جامعة تل أبيب. يادلين عزا هذا الهدوء
غير المسبوق منذ انطلاقة الثورة
الفلسطينية المعاصرة، إلى جملة
أسباب أهمها ثلاثة: الأول: تعاظم
قوة الردع الإسرائيلية حيث أصبح
"لدى العدو اليوم اعتبارات
ربح وخسارة"..الثاني: انشغال
حزب الله وحركة حماس بالاستعداد
ليلاً ونهاراً للمواجهة
المقبلة، وإقبال أطراف "المحور
الراديكالي" على استخلاص
دروس القتال ضد الجيش
الإسرائيلي وإدارجها في "خططهم"...
والثالث: انشغال أطراف "المحور
الراديكالي"، حماس وحزب الله
تحديدا في المواجهات الداخلية
التي تستنفذ الكثير من مواردهما
وقدراتهما، حماس (الانقسام
والحصار) وحزب الله في الصراع
الداخلي. اللافت للانتباه أن
يادلين تحدث عن تحديات تواجه
الأمن الإسرائيلي من "كيانين
فلسطينيين"، يقصد، السلطة
بتوجهاتها "الأحادية"
لترسيم حدود الدولة وعاصمتها،
وسعيها لكسب اعتراف العالم بهذه
الحدود من جهة، وحماس بخيارها
المقاوم واستعدادها الدائب
لامتلاك عناصر القوة والردع من
جهة ثانية. في التحدي الأول: يرى
يادلين أن الهدوء الأمني الذي
تعيشه إسرائيل، عزز مشاعر
التعاطف والتأييد الدولية مع
الطرف الضعيف: الفلسطينيين،
وحذر من مخاطر لجوء الفلسطينيين
لـ"العدالة الدولية"
لملاحقة توصيات غولدستون
وغيره، ولفت إلى أن الفلسطينيين
يتجهون لاستعارة "النموذج
السوري في المفاوضات: انتزاع
القبول الإسرائيلي بالحل
النهائي قبل الشروع في
المفاوضات". وفي التحدي الثاني: يرى
يادلين أن "قاعة المحاضرات"
التي كانت يتحدث منها في جامعة
تل أبيب، ووسط إسرائيل بمجمله،
يقعان تحت خطر الصواريخ من ثلاث
جبهات: إيران، سوريا وحزب الله.
محذرا من الجهود التي تبذلها
حركة حماس من أجل بلوغ هذه
المرحلة من القدرة العسكري، وهو
إذ لفت إلى التفوق الإسرائيلي
النوعي على "الأعداء"، إلا
أنه أشار إلى أن التحدي
المستقبلي يكمن في قدرة إسرائيل
على الاحتفاظ بهذه "الفجوة". ما الذي يمكن استخلاصه
من هذا "العرض الاستراتيجي"
لأحد كبار القادة الأمنيين /
الاستراتيجيين الإسرائيليين؟...وما
"القيمة المضافة" التي
يمكن أن يقدمها عاموس يادلين
على جبهة الجدل الوطني
الفلسطيني المحتدم حول مستقبل
القضية الفلسطينية باحتمالاته
وسيناريوهاته المختلفة، ومن
حيث لا يدري ولا يقصد بالطبع؟. أول هذه الاستخلاصات
وأبرزها يتمثل في ظني، بالشعار
الذي طالما رددناه وردده كثيرون
غيرنا، ومن جدوى حتى الآن على
الأقل، وأقصد به: "ترشيد
المفاوضات"، فالمسؤول
الإسرائيلي أدرج أول محاولة
فلسطينية لترشيد المفاوضات من
خلال اشتراط وجود مرجعية ووقف
الاستيطان، في عداد التحديات
المثيرة للقلق، وهو كشف عن مدى
انزعاج كيانه من النموذج السوري
في التفاوض. ثاني أبرز الاستخلاصات:
يتصل بـ"ترشيد المقاومة"،
وذلك بابتعادها عن الأعمال "المدانة
بموجب القانون الدولي وتقرير
غولدستون" باعتبار ذلك
متطلبا ضروريا لبناء نتائج
سياسية على الفعل المقاوم،
وتثميره في خلق جبهة دولية
واسعة مؤيدة لكفاح الشعب
الفلسطيني، ومتجهة لنزع
الشرعية عن الاحتلال وسياساته
وممارساته، كما يحصل الآن،
فالقضية العادلة والأخلاقية،
بحاجة لوسائل مشروعة وأخلاقية
لتحقيق مراميها. ثالث أبرز الاستخلاصات:
يتجلى في الحاجة لرفع كلفة
الاحتلال، ماديا ومعنويا، وهذا
لن يتأتي بوسيلة واحدة أو في حقل
واحد، بل من ضمن استراتيجية
تجبر إسرائيل أيضا، على أخذ
حسابات الربح والخسارة بعين
الاعتبار. رابع هذه الاستخلاصات،
بناء قوة ردع كفيلة بالذود عن
"المناطق الفلسطينية المحررة"
وتحصينها في مواجهة أية
اختراقات إسرائيلية أو أية
محاولات لإعادة احتلالها، وكما
أن هدف إسرائيل الأول هو ترسيخ
قوة الردع الإسرائيلية ودفع "الأعداء"
لاتقان حساب الربح والخسارة،
فإن واحدة من أولويات العمل
الوطني الفلسطيني، دفع إسرائيل
للتفكير بالثمن الباهظ الذي
يتعين عليها دفعه إن هي قررت
إعادة احتلالها لأي جزء من
التراب الفلسطيني يجري الجلاء
عنه أو تحريره خامس هذه الاستخلاصات،
ويتجلى في "تعدد أشكال النضال
ومساحاته وميادينه وأدواته"،
وعلى الفلسطينيين التنبه
للقيمة الاستراتيجية لسلاح "العدالة
الدولية" ومعركة كسب الرأي
العام، فهذا التحدي بات يداهم
القادة الإسرائيليين في غرف
نومهم ويقض عليهم مضاجعهم وما
علينا إلا تطوير استخدامه
وإتقان فنونه وامتلاك أدواته،
وذلك من ضمن رؤية استراتيجية
شاملة تجمع دورس المرحلة
السابقة واستخلاصاتها وعناوين
المرحلة المقبلة ومهماتها. وسادس هذه الاستخلاصات،
وتتصل بمسألة "استعادة
الوحدة الوطنية" وتخطي حالة
الانشغال بالمواجهات الثانوية،
فما قاله يادلين عن "إهدار
الموارد" يعكس حالة الارتياح
التي تعيشها المؤسسة الأمنية
والعسكرية الإسرائيلية لانشغال
الساحتين الفلسطينية
واللبنانية بحروب "الإخوة
الأعداء". هي مساهمة مجانية
تأتينا من حيث لا ننتظر ولا
نحتسب، ونأمل أن يتسع الوقت
والعقل الفلسطينيين لوقفة
مراجعة وتأمل مع الذات والآخر. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |