-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
انكفاء
المستقلين الفلسطينيين بقلم
: أ . تحسين يحيى أبو عاصي* وجه صديق لي قبل أيام
دعوة لي للانضمام إلى جسم جديد
من أجسام المستقلين
الفلسطينيين ، والتي بلغ عددها
حتى الآن إحدى عشر جسما ، رئيس
هذا الجسم المستقل الجديد هو
وزير سابق ، ويتمتع بشبكة
علاقات واسعة جدا مع كثير من
الشخصيات في العالم .... لم
تفاجئني الدعوة بسبب أنها من
بنات أفكار وزير سابق تحوّل
وبقدرة قادر بين عشية وضحاها من
تبني خط سياسي ما إلى خط يدعي
فيه استقلاليته في رؤيته وطرحه
، لأن الغالبية العظمي ممن
ينعتون أنفسهم بالمستقلين
الفلسطينيين هم يتبنون نهجا
سياسيا واضحا كل الوضوح من حيث
التوجه والرؤية ، بعيدين كل
البعد عن الاستقلالية بالمفهوم
السياسي ، ومع الأسف يعتبرون
أنفسهم مستقلين . كما دعاني جسم مستقل
بارز قبل شهور قلية لإجراء حوار
، وعندما طلبت منه الاطلاع على
أوراقه لكي اعرف توجهاته
السياسية ، وجدت أنها نسخة طبق
الأصل عن جسم سياسي فاعل ومؤثر
على مجريات الحدث ، فاعتذرت
رافضا الحوار معه معللا له
أسباب الرفض وهي ما ذكرتها
أعلاه ، إذ من غير المقبول
للمستقل الفلسطيني أن يتلون
بصبغات سياسية وفق الزمان
والمكان والمعطيات والأحداث ،
ويضع نفسه تحت عباءة قوة ما أو
تنظيم ما ، متلاعبا بشعارات
وأفكار وأطروحات يمكن أن نشم من
ورائها رائحة ما .
ولا شك أن جميع الأجسام
المستقلة التي ظهرت حتى تاريخه
ما هي إلا عبارة عن فقاعات سرعان
ما أن تتلاشى وتذوب في بوتقة
واضحة المعالم ، بما فيهم ما
أنشأناه نحن تحت اسم ( اتحاد
المستقلين الفلسطينيين ) الذي
جمع في صفوفه شخصيات اعتبارية
محترمة .
إن المستقل هو الذي يجب
أن ينتقد بأدب كبير، وبدون
تجريح ولا تشهير بأحد ، ينتقد كل
القوى على الساحة الفلسطينية
خاصة القوى الفاعلة منها ، وهو
أكثر ما يدعو إلى الوحدة
الوطنية ومناقشة مشكلات وهموم
الشعب الفلسطيني ، ويطرح البديل
ضمن رؤية علمية تحليلية وعملية
واقعية ؛ لأنه لا يستظل تحت جناح
أي من القوى ، وهو يجب أن يتفاعل
بحراك سياسي له الحضور المتميز،
ذلك الحراك يجب أن يختلف تماما
عن الحراك الحالي لما بات يعرف
بـ المستقلين الفلسطينيين ، وهو
حراك يكاد أن يكون ميتا أو لا
وزن له ، وكأن الشعب الفلسطيني
يفتقر إلى الكثير من المثقفين
ورجال الأعمال والوجهاء
والأعيان والمستقلين
والمتعلمين . المستقلون الفلسطينيون
المشاركون في حوار مصالحة
القاهرة بين فتح وحماس 0 ومع
احترامي لهم ) معروفة توجهاتهم
السياسية والحزبية
والأيديولوجية ولا يمكن
اعتبارهم مستقلين بالمفهوم
السياسي ، خاصة أن منهم القريب
جدا من أصحاب القرار ومنهم من
شارك سابقا أو مجددا في صنع
القرار وفقا للتوجه السياسي
الحاكم والمعروف وهذا لا يخفى
على احد . كثير من المستقلين
الفلسطينيين المغمورين على
درجة عالية من الإبداع ، ولكنهم
مغمورون وربما لا يعلم بهم احد ،
وهم يملكون قوة كبيرة في
الإقناع والتأثير ولكنهم
مغيبون ، وهم على غزارة من الوعي
ما يؤهلهم لدخول معترك العمل
السياسي بنزاهة وشفافية وحراك
مبدع وكبير ، كما أنهم على دراية
عالية في خفايا الأمور
وتفاصيلها وكيفية التعامل معها
أكثر من غيرهم الذين يعتبرون
أنفسهم بأنهم مستقلون ، ولكن
ربما من سوء أو حسن حظهم أنهم لم
تتوفر لهم إمكانيات العمل ، لا
من حيث الشهرة ، ولا من حيث
الموقع الاجتماعي أو السياسي ،
ولا من حيث الأموال ، ولا صداقة
من هنا وهناك تدفعهم إلى نسيج
العلاقات السياسية من أجل
المشاركة الفاعلة ، مع أنهم
أصحاب كفاءات عالية وخبرات
عميقة ورؤية خصبة تفوق الكثير.
لقد شاءت الظروف أن
يعتلي منصة الأضواء شخصيات تدعي
الاستقلالية دفعت بهم المعطيات
السابقة إلى ساحة الفعل السياسي
، شخصيات تدعي الاستقلالية وهي
قريبة كل القرب من صناع القرار
السياسي ، وهم يدلون بدلوهم من
هنا وهناك على
استحياء ، وكأنهم يريدون أن
يقولوا لمن يرغبون أننا نحن هنا
.... من أجل تحقيق أهداف ومصالح
مكشوفة !!! . أتمنى تفعيل عمل
المستقلين الفلسطينيين
الحقيقيين ، لعلهم يشاركون في
بناء الوطن الجريح من خلال
فكرهم السياسي المستقل ، والذي
يحمل رؤية توافقية وسياسية
جديدة ، وكم كنت ولا زلت أرغب في
عقد مؤتمر لهم جميعا يلم شملهم
ويجسد خطواتهم ، ولكننا نحن
كمستقلين فلسطينيين حقيقيين
فقراء ، ولا نملك آليات التواصل
الواسع ، ولا ثمن وتكلفة رسوم
حتى قاعة عقد المؤتمر وإرسال
الدعوات ..... لن تعقم أرحام
نسائنا . ـــــــــ *كاتب
فلسطيني مستقل ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |