-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إنها
القدس أيها
الإعلاميون انتبهوا حسن
حسين الوالي -
غزة فلسطين في الصباح الباكر
وأثناء قيامي بعادتي اليومية في
تصفح مواقع الإنترنت المختلفة
لفت انتباهي في القائمة
الرئيسية لإحدى المواقع عنوان
حول تنزيل عرض بالصور عن مدينة
القدس ،، وبلا تردد قمت بتنزيل
الملف والذي كان عبارة عن عرض
بوربوينت صوري عن
مدينة القدس . منذ اللحظة الأولى
لتصفح هذا العرض خامرني الشك في
مضمونه ثم بعد ذلك بدأ هذا الشك
يصبح يقين بعد كل صورة كانت
تتقلب وتمر عبر هذا العرض
الصوري . فالعرض والذي نشر على
موقع فلسطيني للأسف لم يحمل
وجهة النظر الفلسطينية في عرضه
للصور ولا حتى العروبية ولا
الإسلامية ولا حتى الإنسانية
المتزنة ،، لأن معده كان شخص
إسمه " يائير مورشيه "
يهودي إسرائيلي وهو ليس بالهاوي
ولا بالعفوي بل هو شخص صاحب خبرة
و عمل في مجالات عديدة منها
الأمني والعسكري وخدم في الجيش
الإسرائيلي مدة 30 عام ،، وهذه
ليست بالمعلومات السرية أو تلك
التي تتطلب جهد كبير في العثور
عليها لأنه شخصية
معروفة وله موقع شخصي على
الإنترنت . إدارة الموقع
الفلسطينية التي نشرت هذا العرض
الصورى استجابت مشكورة
لملاحظتي الفورية
حول هذا العمل والتي بعثتها
كتعليق عليه ،،، وقامت بحذفه
على الفور . هذه الحادثة وإن مرت
بسرعة ولكن لها دلالات خطيرة
جداً ،، وتجعل أمام الإعلاميين
ووسائل الإعلام إستحاقا للوقوف
أمام واجباتهم تجاه مهنيتهم
وتجاه مسؤولياتهم العقائدية
والقومية والوطنية والتزامهم
بقضايا هذا الشعب وهذه الأمة ،،
وذلك بتحري الدقة والموضوعية
والعمق والالتزام تجاه أي مادة
ممكن أن يقوموا بإعدادها أو
نشرها ،،،لأن ساحات السجال
الإعلامي أعقد و أبلغ في الأثر
من ساحات السجال الأخرى فما
بالك إذا كانت هذه القضية هي
القدس . قد يجتهد مجتهد ويقول
لماذا نكون على هذه الدرجة من
الانغلاق ونرفض الآخر والإطلاع
على وجهة نظره أليس من الممكن أن
يكون في هذا العرض الصوري عن
مدينة القدس
ما يمكن أن يفيد قضايا ويجمل
صورتنا أمام الغرب وباقي دول
العالم كشعب متعايش متحاب مع
باقي الديانات على أرض السلام
؟؟؟ هذه قد تكون أماني من
بعض المجتهدين بين ظهرانينا
ولكنها للأسف أماني تصطدم بخبث
ومكر معد هذا العرض الصورى عن
مدينة القدس ،، والذي يبدأ من
الشريحة الأولى ويستمر حتى
نهاية العرض . فالعرض
المذكور يبدأ بصورة لمعلم يهودي
وهو جزء من سور القدس كتب عليها
" برج داوود" ثم بعد ذلك أخذ
يتنقل بين المعالم اليهودية
والمسيحية في مدينة القدس مع
التركيز على الوجود الأثري
المسيحي واليهودي ،أما المعالم
الإسلامية فلم يعرض منها سوى
قبة الصخرة و عنون صورها بـ"
قبة صخرة جبل الهيكل " . أما الحاضر
وأنشطة السكان في مدينة القدس ،
ركز على النشاط الديني المقدس
للطوائف المسيحية بشتى أنواعها
من أحباش وأرثوذكس ...إلخ
بالإضافة إلى اليهود ،،كما حاول
أن يبرز النشاط الحضاري لهذه
الطوائف وخصوصا السكان
القاطنين فيما أسماه حارة
اليهود في مدينة القدس . بالمقابل تعرض للوجود
الإسلامي في المدينة بدلالات
خبيثة من خلال مجموعة من الصور
التي لم نرى فيها أي صورة تدل
على الرابط الديني للسكان في
المدينة وكل المسلمين الذي
أوردهم في صورة أما يلعبون
البليادرو أو يدخنون النرجيلة
أو يضحكون بشكل أبله ، وفي صورة
لأحدى أزقة المدينة المقدسة
يظهر ثلاث مواطنين عرب يضحكون
ومن حولهم كتابات للفظ الجلالة "
الله" كتبت بالطلاء بشكل
فوضوي على الجدران المحيطة . أما بخصوص الحاضر
وأنشطة السكان فتلك الصور تظهر
الفلسطيني العربي المسلم بشكل
سلبي من خلال مجموعة تصور نذكر
على سبيل المثال صورة لرجل كبير
السن جدا يعتمر الكوفية السمراء
نائم بين بضائعه التجارية وهو
جالس في حين الحياة تعم بالنشاط
والحركة التجارية الأخرى وفي
صورة أخرى تظهر امرأة بالثوب
الفلسطيني جالسة على قارعة
الطريق تبيع الملوخية حيث تقوم
بقطافها وحولت المكان من حولها
لساحة من الفوضى وعيدان
الملوخية التي ترميها حولها بعد
قطفها . هذه أمثلة حول ما احتواه
ذلك العرض الصوري لمدينة القدس
والذي بطريقة إعداده و ما
يحتويه من أفكار موجهة هو عرض
موجه للإنسان الغربي الأوروبي و
الأمريكي ، وذلك لبناء صورة
نمطية معينة حول مدينة القدس قد
تأخذ في ظاهرها فكرة مدينة
واحدة لكل الأديان ،، ولكن بكل
ما سقته من أمثلة فإن هذا العرض
كان يحمل تزييف ماكر و قلب
للحقائق وتحيز عنصري مقيت
ضد الوجود الفلسطيني
والعربي والإسلامي في مدينة
القدس . فمن هنا نقول
لكل أحبتنا الإعلاميين إنها
القدس انتبهوا . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |