-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مسؤولية
بلير في ذبح العراقيين وتدمير
العراق رشيد
شاهين قبل أن تقدم الولايات
المتحدة الأمريكية على غزو
العراق فاحتلاله في التاسع من
ابريل 2003، قامت بحملة إعلامية
ودبلوماسية مركزة حاولت من
خلالها تسويغ أي عمل قد تقوم به
ضد العراق. وقد قامت أميركا
بإيفاد العشرات من المبعوثين
الأمريكيين من اجل الترويج
للكذب والتلفيق الذي كانت
تمارسه. ولأن الكثير من القادة
في دول العالم كان يعلم حجم
التزوير والكذب الذي تمارسه
الولايات المتحدة وربيبتها
إسرائيل، فقد أحجم أو امتنع
معظم هؤلاء عن الانجرار وراء
تصورات ورغبات بوش الصغير
المريضة، برغم أن البعض من
هؤلاء حاول “مجاملة" - هوس-
بوش بحيث قدم دعما سياسيا
لموقفه، وفي بعض الحالات قامت
بعض الدول بالمشاركة الرمزية من
خلال إرسال مجموعة من الخبراء
أو المختصين أو حتى الجنود الذي
لا يتجاوز عددهم في بعض الحالات
أصابع اليد الواحدة. لقد برز من بين قادة
العالم في ذلك الوقت رئيس
الوزراء البريطاني طوني بلير
كأكثر قادة الدول الغربية حماسا
لما تروج له إدارة بوش الصغير،
كما ساهم مساهمة فعالة في ذلك،
وشارك في حملة الخداع والتضليل
التي كانت تستهدف العراق، من
اجل تحقيق أغراض متعددة قد يكون
أبرزها خدمة دولة العدوان
الإسرائيلي في المنطقة وإنهاء
ما قد يشكله العراق من تهديد
مستقبلي في أي حالة من الحالات. قبل أن تقدم الولايات
المتحدة مع من تحالف معها على
تدمير العراق، وكما يعلم الجميع
تعالت الأصوات والتحذيرات من
أسلحة للدمار الشامل بحوزة
العراق، وان هذه إنما تهدد ليس
فقط دول المنطقة، لا بل قد يصل
تهديدها وأثرها إلى بعض الدول
الأوروبية، ولم تتوقف
الاتهامات للعراق على ذلك بل تم
تلفيق القصص حول علاقات العراق
مع تنظيم القاعدة الإرهابي،
وغير ذلك من القصص المزورة، وقد
ثبت فيما بعد بان كل ما قيل عن
العراق لم يكن فيه الحد الأدنى
من الصحة أو الحقيقة. بعد حوالي سبعة أعوام من
احتلال بلاد الرافدين، وبعد كل
ما تسببته الهجمة البربرية على
العراق، وبعد أن تم تدمير هذا
البلد، والقضاء عليه كدولة
ومؤسسات دفع أبناء العراق
العظيم ثمنا باهظا من اجل
إنشائها، ومن اجل الوصول ببلدهم
إلى مستوى متقدم بين دول
العالم، وبعد أن تم حل الجيش
العراقي الذي تحل ذكرى تأسيسه (
تم تأسيس الجيش العراقي في 6-1-1921)
بعد أيام، وبعد قتل وتهجير
الملايين من أبناء العراق، وبعد
أن تسببت الحرب على العراق
بملايين الأيتام والأرامل،
يخرج طوني بلير على العالم ودون
أي إحساس بالذنب أو تأنيب
للضمير، ليقول من خلال مقابلة
مع ال بي بي سي بأنه "حتى لو
كان يعلم – وهو في الحقيقة كان
يعلم- بان العراق لا يمتلك أسلحة
للدمار الشامل، لشارك في الحرب
وأيد الغزو والاحتلال"،
بلير، المتهم بتضليل وخداع
الرأي العام البريطاني، يقول في
محاولات تبريره لمشاركته في
الحرب بشكل صارخ وبدون أدنى
شعور بالذنب، بان العراق كان
يشكل تهديدا للدول المجاورة "حتى
بدون أسلحة دمار شامل". الحقيقة هي ان بلير كان
يعلم تماما، بأنه عندما تمت
مهاجمة العراق بدون مبررات ولا
مسوغات قانونية، كان قد مضى على
حصاره 13 عاما، ابتدأت مع دخول
القوات العراقية إلى الكويت،
وانه كان بلدا متهالكا أنهكه
الحصار، يعيش في حالة من
التجويع فرضها عليه عالم تحكمه
أميركا وتتفرد في تقرير مصائر
دوله وشعوبه، خاصة في ظل غياب
الاتحاد السوفييتي كقوة كبرى أو
" ند" للبلطجة الأمريكية
ومحاولات فرضها السيطرة على دول
العالم، وبلير كان يعلم تماما
بان ما يتم ترويجه عن العراق
كقوة رابعة في العالم ليس سوى
أوهام ساهم هو نفسه في ترويجها. ما حل بالعراق خلال
السنوات السبع الماضية، اثبت
للقاصي والداني في هذا الكون،
انه وبرغم كل ما يمكن قوله عن
النظام السابق، وعن دكتاتوريته
ودمويته...الخ، إلا انه وبإجماع
شبه كامل من قبل العراقيين، بغض
النظر عن ولائهم وانتماءهم، فان
الأيام التي حكم فيها صدام حسين
العراق كانت "أكثر من جنة"
إذا ما قيست بكل هذا الدم الذي
يجري في شوارع العراق على أيدي
عصابات الغدر وعملاء إسرائيل
ودولة الاحتلال الأمريكي. ان دماء العراقيين
الطاهرة التي خضبت ارض
الرافدين، في الواقع هي في عنق
بلير وبوش ومن وقف معهما في ذبح
العراق والعراقيين، وهي كذلك
ستبقى وصمة عار في جبين
الإنسانية ما لم تتم محاكمة كل
من كان مسؤولا عن هذا الدمار
الشامل للعراق، وهذا القتل غير
المبرر لأبناء العراق. ان
المسؤولية الأخلاقية تفرض على
العالم الاعتراف بان ما حصل من
تدمير لهذا البلد، لم يكن له أي
مبرر سوى رغبة بوش وبلير ومن وقف
معهما، خدمة دولة العدوان
الإسرائيلي، وتدمير أو إضعاف أي
من دول المنطقة التي قد تشكل على
المستوى القريب أو البعيد خطرا
على هذا الكيان. التصريحات التي أدلى
بها طوني بلير حول الحرب على
العراق تعتبر فرصة للخيرين في
هذا العالم من اجل جلبه إلى
المحاكم الدولية ومحاكمته
كمجرم حرب وتحميله المشاركة
الفعلية في تدمير العراق وهذا
القتل لأبناء العراق الذي لم
ينته بعد ومن الواضح انه سيستمر
ما دام الاحتلال جاثما على ارض
العراق. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |