-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حول
جودة التعليم في الجامعات
العربية أ.د.
محمد اسحق الريفي هناك شواهد وأدلة كثيرة
تدل على تدهور التعليم العالي
في الجامعات العربية، ومنها
الجامعات الفلسطينية، حيث
الظروف الاقتصادية والسياسية
الصعبة، ما يؤكد الحاجة الماسة
إلى الاهتمام البالغ بجودة
التعليم، لأنها ترتبط مباشرة
بإعادة بناء العقل العربي حتى
يصبح قادراً على مواجهة الواقع
وتحدياته الخطيرة والمساهمة في
عملية التنمية. وتجدر الإشارة إلى أن
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
في ركز في تقريره لعام 2002 حول
التنمية الإنسانية العربية على
التعليم؛ كونه أحد أهم العوامل
التي تؤدي إلى تقدم المجتمعات
والتنمية الإنسانية.
وتحت عنوان جودة التعليم؛
أكد التقرير على أن ضعف جودة
التعليم العربي تعبر عن أزمة
العقل العربي المعاصر، الذي
يتهرب من مواجهة الواقع
وتحدياته بالعودة إلى الماضي
وأمجاده. وذكر
التقرير مواطن الضعف في التعليم
العربي: 1. توجد دلائل عديدة على
تناقص الكفاءة الداخلية
للتعليم في العالم العربي، 2. تتبدى في ارتفاع نسب
الرسوب وإعادة الصفوف
الدراسية، 3. المشكلة الأخطر تكمن
في جودة التعليم، 4. عدم قدرة التعليم على
توفير متطلبات تنمية المجتمعات
العربية. لذلك تزايد اهتمام
الجامعات العربية حديثاً
بتحقيق جودة التعليم، ولكن هل
طوَّرت الجامعات العملية
الأكاديمية وإدارة التعليم
لتحقيق جودة التعليم وضبطها؟
وهل وضعت أدوات لقياس جودة
التعليم وفق معايير محددة؟ وهل
يؤمن صانعو القرار في جامعاتنا
بأهمية إتباع وسائل تحسين
التعليم وتطبيق أفضل الممارسات
في التعليم؟ التعليم الجيد هو أهم
عناصر جودة التعليم، وهو
التعليم الذي يؤدي إلى اكتشاف
قدرات الطالب ومواهبه وتنميتها
واكتساب القدرة على التفكير
الإبداعي والمهارات اللازمة
للقيام بدوره في تنمية المجتمع،
واكتساب القيم الأخلاقية
والسلوكية التي تجعل منه
مواطناً صالحاً قادراً على
العطاء والمساهمة في حل مشكلات
مجتمعه. ويتطلب تحقيق جودة
التعليم اتخاذ الإجراءات
اللازمة للوصول إلى أفضل نتائج
ممكنة للعملية التعليمية على
أسس علمية واضحة؛ تضمن للجامعة
تحقيق رسالتها وتعود بالنفع على
الطالب والمجتمع.
وتتحقق جودة التعليم
بالممارسات والأساليب السليمة
في التعليم والإدارة، ابتداء من
اختيار الأستاذ الجامعي،
وتنسيق الطلاب، واختيار طرق
التدريس، والمناهج، والوسائل
التعليمية، وتكنولوجيا
التعليم، والاختبارات، والكتاب
الجامعي، وإدارة التعليم...
وانتهاء بالتقييم.
وفهم الأستاذ الجامعي لدوره
في جودة التعليم هي نقطة
البداية لتحسين العملية
التعليمية. لذلك فإن جودة التعليم
عملية مستمرة تتضمن تبني أنماط
وتقنيات ووسائل تعليم حديثة
تقوم على أساس تمركز العملية
التعليمية حول الطالب؛ بدلاً من
تمركزها حول الأستاذ أو المساق
أو المؤسسة التعليمية، ويتطلب
هذا تكييف العملية التعليمة،
لتتناسب مع طموحات الطالب
وظروفه وتساعد على تنمية
المجتمع المحلي عبر إتباع أنماط
تعليم فاعلة تؤدي إلى: 1. زيادة
تفاعل الطالب مع المساق، 2. تعاون
الطالب مع زملائه وتعزيز عملية
التبادل المعرفي بين الطلاب، 3. توفير
أدوات اتصال بين الطالب
وأساتذته وبين الطلاب، 4. توفير
إمكانية وصول الطالب إلى مصادر
المعرفة. لذلك لا بد من إعادة
النظر في الأسلوب التقليدي في
التعليم الذي تتبناه الجامعات؛
من حيث المنهج والأسلوب، وفي
حجم الأنشطة ونوعها التي يقوم
بها الطالب أثناء الدراسة، وفي
أسلوب تقييم الطالب، فمن
المفترض أن يشارك الطالب
بفعالية في العملية التعليمية
من خلال الأنشطة والتعيينات
والاختبارات والمشاريع... وتكمن عوامل النجاح في
تحقيق جودة التعليم في التخطيط
الإستراتيجي الذي يتضمن: 1. التأكيد على الأهداف
الإستراتيجية للعملية
التعليمية في الجامعة، 2. تشخيص الوضع الحالي
للتعليم في الجامعة وقياس
الأداء التعليمي، 3. اختيار أساليب
وإجراءات مناسبة لسد الثغرات
والارتقاء بالتعليم في
الجامعة، 4. البدء في تنفيذ الخطط
والإجراءات، 5. التقييم. بهذه الطريقة يمكن أن
نصل إلى جودة التعليم العالي،
وأرى أنه يمكن للجامعة الوصول
إلى الأهداف المرجوة حتى في ظل
قلة الإمكانات والموارد
المالية، إذ تستطيع الجامعة وضع
الخطط الصحيحة وتنفذها على
مستويات ومراحل حسب الإمكانات
المالية. والحاجة
أم الاختراع. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |