-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل يشن العدو الصهيوني حرباً جديدة على غزة

(1/2)

أ.د. محمد اسحق الريفي

يجدر بنا ونحن نعيش الذكرى الأولى للحرب الصهيونية (حرب الفرقان) على غزة أن نتدبر الأهداف الصهيونية بعيدة الأمد من تلك الحرب، وندرس في ضوء ذلك احتمال وقوع حرب جديدة، يهدد بها العدو الصهيوني غزة، ويبقي الشعب الفلسطيني في حالة رعب وتوتر دائمة، بهدف تحطيم روحه المعنوية وإصابته باليأس الشديد.

لا شك أن أخطر أهداف الحرب الصهيونية على غزة، خفض مستوى توقعات الشعب الفلسطيني وطموحاته، وإثنائه عن نهج المقاومة، وفرض ثقافة التسوية الاستسلامية عليه، التي فشلت في تحقيق أي من الأهداف الوطنية الفلسطينية، بل أدت إلى تكريس الاحتلال واتساع الأرض التي يغتصبها، وتمزيق الشعب الفلسطيني، والتطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية.  ولتحقيق هذا الهدف الشيطاني، تعمد العدو الصهيوني في حربه على غزة إلحاق دمار كبير فيها، وإيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى بين المدنيين والمقاومين، ليرفع مستوى معاناة المواطنين إلى حد لا يطاق، وليجعلهم يعيشون أوضاعاً مأساوية لا يمكنهم الصبر عليها.

 

وكان العدو الصهيوني يأمل تحقيق أمرين: الأول تشويه صورة المقاومة في الوعي الجمعي الفلسطيني، وخلق حالة يأس وهزيمة في المنطقة العربية، وتنفير الفلسطينيين والعرب من فكرة تحرير الأراضي العربية التي يحتلها العدو الصهيوني عبر المقاومة، وترهيبهم من تأييد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وإقناع الشعب الفلسطيني بأن وصولها إلى السلطة لا يجلب له سوى المصائب والمعاناة القاسية.  هذه الثقافة المضادة لثقافة المقاومة، أراد العدو الصهيوني أن يغرسها في وجدان الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة العربية، وخصوصاً الجيل الفلسطيني الناشئ، الذي بات العدو الصهيوني متيقناً أنه لا يمكن أن يقبل التعايش السلمي مع المغتصبين الصهاينة.  وأراد العدو الصهيوني أن يجعل من الثقافة المضادة لثقافة المقاومة وقود ثورة فلسطينية على حركة حماس والحكومة التي تتولاها، خاصة في ظل صعوبة إعادة بناء ما دمره العدو الصهيوني خلال حربه على غزة، ومع صعوبة التحرر من هيمنة العدو الصهيوني على المعابر والحدود ووصول مستلزمات الحياة إلى غزة، بسبب التواطؤ الرسمي العربي مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

 

أما الأمر الثاني، فهو صرف اهتمام الشعب الفلسطيني عن حقه في تقرير مصيره على تراب وطنه فلسطين، بعد تحريرها من الاغتصاب الصهيوني، أسوة بغيره من شعوب العالم، إلى المطالبة بتحسين حياته المعيشية، وتخفيف معاناته، وتسهيل دخول مستلزمات الحياة إلى غزة عبر المعابر، ومنحه حرية محدود تمكنه من التنقل والسفر، تحت حراب العدو الصهيوني، وبإذلال لن يقبله الشعب الفلسطيني.  ومن البديهي أن تنعكس قناعات الشعب الفلسطيني وطموحاته وتوقعاته على برنامج حركة حماس السياسي ونتائج الانتخابات العامة ووصول حركة حماس إلى الحكم والسلطة.  وبعبارة أخرى، يطمع العدو الصهيوني في أن تضطر حركة حماس إلى تغيير نهجها المقاوم وأيديولوجيتها، وتخفض سقف طموحاتها والمطالب الفلسطينية، وتستسلم لضغوط المجتمع الدولي، فتنتعش بذلك عملية التسوية في المنطقة، ويتم تصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيوصليبية، ويتحقق الحلم الصهيوني الذي كان يراود مؤسس الكيان الصهيوني، الإرهابي "بن غوريون"، بإقامة اتفاقية سلام بين كيانه الغاصب وبين العالم العربي، تمهيداً لإقامة (إسرائيل) الكبرى.

 

لم يستسلم شعبنا، ولم ينفضَّ من حول حركة حماس أو ينتفض ضدها، وظل متشبثاً بثقافة المقاومة، ومصراً على تحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيوني.  ولم تغير حركة حماس أيديولوجيتها، ولم تتنكب طريق النصر والتحرير، ولم ترضخ لإملاءات المجتمع الدولي، ولم تتخل عن نهج المقاومة، ولم تسقط الحكومة التي تتولاها، ولم تنكسر شوكة ذراع حركة حماس العسكري.  وازدادت ثقة أبناء أمتنا العربية والإسلامية بالمقاومة، وازداد تأييدها ودعمها لحركة حماس، وباتت الأنظمة المتواطئة مع الصهاينة والأمريكيين وعملائهم آيلة للسقوط أكثر من أي وقت مضى.  وفشل العدو الصهيوني في تحقيق أي من أهدافه من الحرب، وأصبح الآن مشغولاً بترميم صورته القبيحة والوحشية والدموية التي أظهرتها الحرب بوضوح، وأصبح قادته ملاحقين قضائياً وعالمياً، وفقد جيشه قدرته على الردع وعلى تحقيق أهدافه.

كل ذلك يجعلنا نتساءل عن أهداف الحرب الصهيونية القادمة التي يتوعد بها العدو الصهيوني غزة واحتمال شن هذه الحرب.  للإجابة على هذا التساؤل، لا بد من مقال آخر إن شاء الله.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ