-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
2010
يبدأ ساخنا في غزة عريب
الرنتاوي لم يكن العام 2009 عاما
جيدا لغزة والغزيين، ويمكن
القول أنه العام الأسوأ الذي
مرّ بالقطاع منذ احتلاله عام 1967،
وثمة من ما يكفي من المؤشرات
للتبنوء بأن عام 2010 لن يكون عاما
جيدا كذلك، وليس من الحكمة (أو
من المبهج) في شيء المقارنة بين
عام سيء وآخر أسوأ. ملفات القطاع العالقة،
ما زالت على حالها، وهي مرشحة
إلى مزيد من التفاقم والتعقيد...فالحوار
الوطني ومعه المصالحة والوحدة،
معلق على ضؤ أخضر أمريكي ليس من
المرشح أن يصدر في المدى في
المنظور...وصفقة تبادل الأسرى،
معلقة على الضؤ الأخضر ذاته،
وثمة معلومات وتسريبات تؤكد أن
نتنياهو رضخ لضغوط بذلها الوسيط
الأمريكي، أصالة عن بلاده
ونيابة عن بعض عرب وفلسطيني
الاعتدال للحيلولة دون إتمام
الصفقة...أما المعابر والحصار
وإعادة الإعمار، فتلكم حكاية
أخرى، مرشحة لمزيد من الفصول
الدارمية. غزة تستقبل عامها
الجديد، بغارات وعدوانات
واجتياحات، شهداء وجرحى،
تهديدات وعقوبات، "رصاص
مصبوب" وفولاذ مسكوب" وفقا
لتعليق الدكتور الدويك على
الجدار المشؤوم، فيما التكهنات
والتوقعات للمستقبل القريب،
تراوح ما بين الأسود والرمادي. ما الذي يجري في غزة
وعلى حدودها؟...ولماذا هذه "اليقظة"
المفاجئة لآلة الحرب والقتل
الإسرائيلية؟...لماذا تقدم
إسرائيل على خرق الهدنة
والتهدئة الواقعيتان القائمتان
في القطاع وعلى حدوده؟. والحقيقة أنه لا يمكن
النظر لهذه الموجة الجديدة من
التصعيد الإسرائيلي بمعزل عن
وصول "صفقة تبادل الأسرى"
إلى طريق شبه مسدود وفقا لأقل
التقديرات تشاؤما، وهي النتيجة
التي ترتبت على تراجع إسرائيل
عن تفاهمات سابقة كان الوسيط
الألماني قد أوصل الجانبين
إليها، والسبب كما تقول مصادر
وتسريبات ومعلومات، عائدة
لرغبة أطراف دولية وعربية (ويقال
فلسطينية كذلك) في عدم إتمام
الصفقة، وفي الحد الأدنى إخراج
حماس منها بأقل قدر من المكاسب،
حتى لا يصبح الإفراج عن الأسرى
والمعتقلين الفلسطينيين،
إفراجا عن حماس وقطاع غزة، وحتى
لا تصب صفقة من هذا النوع، الحب
في طاحونة الحركة في مواجهة
السلطة والرئاسة والمنظمة. وفيما إسرائيل تشدد
بالنار حصارها للقطاع وأهله،
وضغوطها على حماس من أجل القبول
بصفقة لا تلبي الحد الأدنى من
مطالبها، تشدد مصر بالفولاذ
والجدران، إحكام حصارها على
القطاع، استجابة لضغوط أمريكية
وإسرائيلية، ووفاء لالتزامات
"شرم الشيخ" التي فرضها "الائتلاف
الدولي إياه"، وإمعانا في
معاقبة حماس التي لم تستجب لـ"الورقة
المصرية" وتجرأت على قول "لا"
للشقيقة الكبرى، في واحدة من
"الكبائر" التي دفعت
الوزير عمر سليمان للتهديد
بالاستقالة على الاستجابة
لمطالب حماس (؟!). إذن، نحن أمام تسخين
للملفات على جبهة القطاع
المحاصر والمجوّع والمنكوب...إسرائيل
بالغارات والاجتياحات
والنيران، ومصر بـ"جدارها
الفولاذي" من جهة أخرى، و"المجتمع
الدولي" باستمساكه بشروطه
الرباعية الثلاث، وبعض
الفلسطينيين بالدعوات المتكررة
لتحرير القطاع من حماس و"الانتفاض"
على حكومتها، وتحريض "المتنورين
والوطنيين" فيها إلى
المراجعة والتقويم، وتحريض مصر
على حماس بزعم أن الحركة عرضت
توقيع الورقة المصرية في
العاصمة السورية ( ؟!). التحرشات الإسرائيلية
بغزة أمس وأمس الأول، امتدادا
للعملية الإرهابية التي أودت
بحياة ثلاثة عمال غزيين أبرياء،
وللعملية الاستخبارية الرامية
لمعرفة مكان احتجاز الجندي
شاليط، ليست سوى تعبير عن سياسة
إسرائيلية جديدة، تسعى في إحراج
حماس وفصائل المقاومة، ودفعها
للعودة إلى إطلاق الصواريخ وخرق
الهدنة، ليست سوى محاولة لـ"بناء
سيناريو" الحرب القادمة على
غزة، وهو سيناريو يستمد أسباب
وعوامل اكتماله من تطورات
الأوضاع في القطاع من جهة ومن
الوضع الإقليمي واحتمالات
مواجهة عسكرية إسرائيلية
إيرانية من جهة ثانية، فهل
ينتهي العام 2010 الذي بدأ ساخنا
بحرائق جديدة تشعلها حكومة
اليمين واليمين المتطرف بزعامة
ترويكا الجريمة المنظمة:
نتنياهو-ليبرمان- باراك ؟!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |