-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المرأة
الديك د.
فايز أبو شمالة مات ديك
الدجاجات في بيتي، وبعد يومين
من حزن الدجاجات عليه، دبت
الخلافات بينهن، كل دجاجة ترى
في نفسها زعيمة، وأجدر بقيادة
الأخريات، وبعد شجارٍ، وشد
شعرٍ، تبدت الغلبة لإحداهن،
واستقوت على الأخريات، وسيطرت
بقوة شخصيتها، أو بطول ذيلها،
حتى أنها حاولت تقليد الديك في
صياحه، ولم تكتف بذلك، بل تمادت
في غيّها، وحاولت أن تقلد الديك
في تلقيح الأخريات. لم أطق ذلك
السلوك الشاذ من الدجاجات،
فأرسلت من يشتري ديكاً، وأطلقته
بينهن. فإذا بالدجاجة التي عملت
ديكاً على رفيقاتها تهاجم الديك
الجديد! فما كان منه إلا أن أثبت
لها قبل الأخريات، أنه الديك
وأنها الدجاجة، وكانت
المفاجأة، لقد خنعت له، ورضيت
له أن يعتليها بسرور، وتنفست
الصعداء، وهي تلقي على كتفه
المسئولية. ما سبق
حصل حرفياً في بيتي، ولم أقصد
منه تسخيف قرار مجلس وزراء رام
الله الذي أكد إصراره على تحقيق
المساواة وتكافؤ الفرص بين
المرأة والرجل في كافة
المجالات، وإنما قصدت الرجال
الذين تخلوا عن دورهم الذكري
وأعطوه للمرأة، فسارت على غير
طبيعتها، وصارت تتشبه بالرجال،
بل راح بعضهن تطالب بالمساواة
الكاملة مع الرجل، ظناً منهن أن
كل الرجال كأزواجهن في البيت،
يشبهون المرأة، أو تشبههم، في
حين أثبتت الدراسات العلمية أن
هنالك فوارق حتى في ترتيب
العظام الذي تختلف في الرجل
عنها في المرأة، وفي التنفس
الذي لدى المرأة أسرع، بينما
لدى الرجل أعمق، وفي كريات دم
الرجل التي تبلغ مليون ونصف في
المليمتر المكعب، بينما للمرأة
مليون كرة دم فقط، وللمرأة قوة
نظام مناعي أفضل من الرجل، ولها
ذاكرة، ومتوسط عمر أطول من
الرجل، وقد أثبتت الدراسات أن
متوسط مخ الرجل البالغ يصل إلى
1400 جرام، بينما متوسط مخ المرأة
يصل إلى 1300 جرام، وذلك لأن المخ
يشكل نسبة 2% من الجسم، يعني أن
جسم الرجل أضخم من جسم المرأة.
ولمن أراد المتابعة سيكتشف
فوارق جسدية ووظيفية كثيرة بين
الجنسين. رغم كل
ما سبق، ما زال البعض يطالب
بالمساواة دون تحفظ بين الرجل
والمرأة، دون التنبه للفوارق
الطبيعية بينهما، لأقول للجميع:
نعم للمساواة إذا صارت المرأة
هي التي تقدم المهر للرجل، وهي
التي تقوم بوظائفه، وهي التي
تتحمل مسئولية البيت نيابة عنه،
وإذا تساوت خلايا جسدها بخلايا
جسده، وتساوت قوة عضلاتها بقوة
عضلاته، وصارت كريات دمها بعدد
كريات دمه، وبعد أن تتساوى
وظائف جسدها الأنثوي بوظائف
جسده الذكري. أما
المرأة التي مات ديكها في
البيت، أو انكسر جناحه، أو عجز
عن أداء وظائفه الذكرية، فمعها
كل الحق، فهي تعيش المساواة
عملياً، ولها كل الحق أن تجري في
الشوارع كالدجاجة، فالمشكلة
ليست عندها، وإنما لدى بعلها
الذي فقد صلاحياته. استثني
من مقالي بعض الحالات الفردية
التي تحملت فيها المرأة
الفلسطينية المسئولية الكاملة
عن البيت بعد فقدان زوجها،
فصارت الأم والأب للأسرة، وصارت
الشمس والقمر. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |