-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
فلسطين
أوتار الشوق والحنين بقلم:
طلعت سقيرق في مطلع
عام جديد، أو في مطلع كلّ ثانية
ونبضة قلب، في مطلع همسة أو مدّ
يدٍ، بين الشريان والشريان، في
ارتسام الكلام خارجاً من
الحنجرة، في كلّ سطر أو حرف، في
كلّ فاصلة أو نقطة أو ظلّ نداء،
هناك تشكيل قلب يؤبـّد حال
الولع الفلسطينيّ والحنين
المكتوب على ترددات الخلايا في
الجسد، آهة تكبر أو تتحول جسر
العودة وانتباه لما فيه وله..
حيث لا مكان أو زمان لغير التلفت
اشتعالاً ووجداً نحو صورة في
الخيال واتساع الذاكرة
والحكايات وأنفاس الأهل،
ملامحها الفلسطينية تأبى
الركون وإن في حالة التباس سريع
الزوال للنسيان.. هناك أو هنا
على الأصحّ أنّ الغرام بالبلد
يسكب ملامح أيامنا وخطواتنا
وحركاتنا فنصير بين مدّ ومد،
هذا الانشغال الحار بالبيت
والهواء والشباك والشارع
والبيارة ووجوه مغسولة بصباح
الخير وبسملة الندى.. نصير
فلسطينيين بعد الهوية
والانتماء والجذر والحب والشوق
بالملامح والتنفس ولمعان
الرؤية في البصر.. هل قلت ذات يوم
لحبيب عابر أنت فلسطيني؟؟
وأجابك كيف عرفت قبل أن أقول
حرفاً؟؟ لتُجيب بثقة:
الفلسطينيّ يا عزيزي فلسطينيّ
التلفت والنظر والملامح
والأنفاس، عطر فلسطين مسكوب في
كلّ فلسطينيّ، وأشجار فلسطين
تضرب جذرها في الأرض وتروح
امتداداً نحو كل قلب فلسطيني.. هل
يُبالغ القلب حين يمرر بين
النبض والنبض صورة وطن؟؟ هل
تُبالغ الأنفاس حين تقول بين
نفس ونفس بانشغالها أو دورانها
وانصبابها في امتداد وطن؟؟ أم
المبالغة نتاج هذا الحنين الذي
يُصبح موجات خاصة عند كل فرد
فلسطينيّ وكأنّ برزخ هذه
الموجات ذو خصوصية ما عرفها
العارفون من قبل فجاءت إضافة
لما كان باسم فلسطين ليس إلا؟؟
لا مبالغة ولا شطط.. فحين يكون
المبتدأ مرفوعاً أو مضموماً
بحبّ فلسطين، فمن الطبيعيّ أن
يكون الخبر فلسطينياً بامتياز،
بل من الطبيعي أن يكون
الفلسطينيّ عاشقاً من الدرجة
الأولى لوطن لا يُغادر ولا يمضي
ولا يبتعد لحظة عن نبض القلب بل
فضاء الروح وتدفق الدم بالشريان
وشكل التنفس أو الأنفاس ذاتها..
قد تكون المبالغة مبالغة وشططاً
حين نفصل بين حرفي الدال والميم
في مفردة "دم"، وبين الحاء
والباء في مفردة "حب".. حيث
الحبّ وجود متصل، والقلب المحبّ
طير يستحمّ بلحظ الحبيب.. فماذا
نقول حين يكون الوصل أو الصلة
بين فلسطين والفلسطيني، كالوصل
والصلة بين حرفين يُشكلان معنى
كاملاً ؟؟ ألا نُبعثر المعنى بل
نُلغيه حين نفصل بينهما فنكون
في ذلك داخلين قسراً في لغة
النفي للطرفين معاً؟؟ هذا لم
يفهمـه سـارقو الوطن، وما
اسـتطاعوا فهمـه، فظلوا
معلّقين في لغـة الانتفاء
والبُعد والتشـنج، كون
العلاقـة بينهم وبين فلسـطين
علاقـة خارجـة عن منطق
الأشـياء.. حاولوا أن يُبدلوا
حرف الباء المعبر عن الفلسطيني
بحرف الزاي المعبر عن السارقين
الزائلين فارتبكت اللغة وصارت
مشوشة لا معنى لها.. والإدراك
الصحيح الصحيّ لمفهوم اللغة
يفترض فهماً غير قاصر لمعنى
العلاقة بين الحروف، فالأمر لا
يعني مجرد مفردة معلقة بالهواء
بل يعني اكتمال التوجه والصياغة
وفضاء وبُعد المعنى الصحيح لكل
مفردة.. هو
حُبنا الفلسطينيّ، وجدنا
الأشدّ حضوراً من أيّ حضور.. به
نفتتح الصباح أو صيرورة الندى
على فم وردة فيُشرق العمر حكاية
دفءٍ رغم الغربة القاسية
الجارحة شديدة الغليان.. نحِنُّ
فتطال الخدَّ دمعـة وجد، لكن لا
نعبر أبداً نحو جسـر اليأس مهما
كان.. فالعاشـق الذي حلَّ في
دورة الدم عند معشـوقـه
وعاشـقـة في آن، لا يعرف غير
الإصرار على شـمـس العودة
الآتيـة بعد خطوة أو خطوتين..
هكذا هو الحبّ الفلسـطينيّ
المرتسـم أو المرسـوم على شـكل
قلب لا يتوقف عن النبض عشـقاً.. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |