-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
معيار
الجدية في المطالبة بوقف
الاستيطان عريب
الرنتاوي كيف نقاوم الزحف
الاستيطاني، وكيف نقدم قضية وقف
الاستيطان بكل أشكال وصوره إلى
صدارة أولويات الأجندة
الكفاحية للشعب الفلسطيني،
وكيف يمكن مقاومة الضغوط "لاستئناف
المفاوضات" من دون تجميد كامل
للاستيطان، وماذا نحن فاعلون
بعد ثمانية أشهر، عندما سيرفع
نتنياهو "كل قيد أو شرط" عن
التوسع الاستيطاني في الضفة،
غيض من فيض الأسئلة والتساؤلات
التي يثيرها رفض واشنطن "المطلب/الشرط
" الفلسطيني لاستئناف
المفاوضات وتبنيها بالكامل
للموقف الإسرائيلي حيال هذه
المسألة، وميل بعض العواصم
العربية للأخذ بالمقاربة
الأمريكية "الالتفافية"
على الموقف/الشرط الفلسطيني؟. كثيرون يريدون أن
يقرأوا موقف السلطة والرئاسة من
مسألة الاستيطان كـ"تكتيك
سياسي"، لا أكثر ولا أقل،
مؤقت وانتقالي، سرعان ما سيجري
التراجع عنه، وثمة من استخدم
تعبير "النزول عن الشجرة"
– ونحن من هؤلاء – لوصف
المحاولات متعددة الجنسيات،
التي تبذل لثني الرئيس عباس عن
موقفه، وثمة رهانات وتقديرات
تذهب للقول بأن المسألة مسألة
وقت، إذ سرعان ما ستلتئم مائدة
المفاوضات، فيما ضجيج آلة
الاستيطان و"صرير أنيابها
الفولاذية الحادة" سيستمر
ويتصاعد، بل أن هناك من يقول بأن
هدف كل هذا الحراك السياسي
والدبلوماسي الكثيف ليس سوى
البحث عن "مخرج أو تخريجة"،
وتوفير سلم للرئيس عباس لتمكينه
من إنجاز هبوط آمن وكريم من على
قمة الشجرة. نحن لا نستبعد هذا
السيناريو على الإطلاق، بل
ونميل لترجيحه على ما سواه من
خيارات وسيناريوهات، فالسلطة
التي تقاطع المفاوضات، هي الأشد
توقا لها، وهي تتصرف اليوم كما
السمكة خارج حوض مياهها، ولا
تدري ماذا ستفعل. إن هذا بالطبع لا يقلل
من شأن الخلاف بين السلطة
وحكومة نتنياهو، فهذا الخلاف
موجود وهو مرشح للتفاقم، ليس
بسبب "جرعة صلابة" إضافية
تلقتها السلطة مؤخرا، بل لأن
حكومة اليمين واليمين المتطرف
بزعامة نتنياهو، تضيق ذرعا بـ"المعتدلين"
و"المتطرفين" الفلسطينيين
على حد سواء، ولا يوجد فلسطيني
جيد كفاية من منظورها،
والفلسطيني الجيد عندها هو
الفلسطيني الميت، ولقد رأينا
حملة نتنياهو على سلطة رام الله
واتهامها لعباس وفياض بالتحريض
على العنف والكراهية (أنظروا
بربكم) فالرجل على ما يبدو لم
يعد يكتفي باحتلال الأرض
واستباحة الحقوق الفلسطينية،
بل وينوي كذلك احتلال الذاكرة
الفلسطيني واغتصاب التاريخ
الفلسطيني، فنعود لتسمية
شهدائنا المتعاقبين بعشرات
الألوف "إرهابيين"، ونعمل
ما بوسعنا لمحو أسمائهم من
ذاكرتنا وعن شواخص طرقنا
ومستديراتنا، بل أنه يطلب إلينا
أن نتصدر صفوف الدفاع عن
إسرائيل وصورتها "الديمقراطية"
في مواجهة "الأفّاقين
واللاساميين" من أمثال
غولدستون وجورج غالاوي. لكن في السياسة، من غير
الجائز محاسبة الناس على
نيّاتهم فقط، بل يتعين اختبار
هذه النيات، ووضع على المحك
وتقديمها للاختبار، وعندما
تقول السلطة أنها لن تتقدم قيد
أنملة نحو مائدة المفاوضات، ما
لم يتم وقف النشاط الاستيطاني
بصورة تامة، فإن من المنطقي أن
نحاسبها على قولها أولا، وعن أي
فعل مجاف لهذا القول ثانيا، وأن
نطلب إليها صوغ البرامج
والتكتيكات والاستراتيجيات
لترجمة هذه السياسة ونقل هذه
المواقف إلى حيز التنفيذ، وعدم
إبقائها شعارات عالقة في
الهواء، للاستهلاك المحلي،
ثالثا. إن معيار التزام السلطة
بشرط وقف الاستيطان، يتجلى في
نضالها وقيادتها لنضال شعبها ضد
الاستيطان، وهنا لا يمكن
الاكتفاء بالإشارة إلى ما يجري
في نعلين وبلعين، "المختبر
الضيق" لشعار فتح الجديد:
الكفاح الشعبي المقاوم، يجب أن
تقود السلطة حركة عصيان فلسطيني
ضد الاستيطان والمستوطنات، وأن
تفجر في وجه السياسة
الإسرائيلية التوسعية موجات
غضب شعبي متعاقبة، لا تهدأ ولا
تلين إلا بتحقيق أهدافها
ومراميها. مرة أخرى لا نتحدث عن
مقاومة عسكرية أو كفاح مسلح،
فقط "كفاح شعبي مقاوم" كما
جاء على لسان الرئيس وفتح
والمؤتمر السادس، ومن أجل تحقيق
هذا الهدف، فلا بد من الالتفات
إلى "الحوار والمصالحة
والوحدة الوطنية"، والتوقف
عن اللعب في "الوقت الإضافي"،
فالقمة الأولى التي يتعين على
الرئيس عباس قبول الانضمام
إليها والمشاركة فيها، هي قمة
تجمعه مع خالد مشعل، إن لم يكن
في دمشق ففي الرياض، أو حتى في
القاهرة بعد أن يهدأ غضب الوزير
عمر سليمان، قمة تؤسس لتجاوز
القطع والقطيعة، وتبني مداميك
الثقة، وتفتح أفقا لتجاوز
الاستعصاء، ومثلما نحن قادرون
سياسيا وذهنيا ونفسيا على
الجلوس مع "العدو المحتل"
والتنسيق معه أمنيا وإجراء
مفاوضات لساعات وأسابيع مع
قياداته ورموزه المثيرة
للغثيان، علينا أن نجلس مع
بعضنا بعضا كأفرقاء في الخندق
الواحد، فهل يعقل أن يزيد عدد
الساعات التي قضاها الرئيس عباس
مع أولمرت أضعافا مضاعفة عن تلك
التي قضاها مع خالد مشعل، وهل من
المنطقي أن يستقبل القادة العرب
رئيس المكتب السياسي لحماس
ويرفض رئيس فلسطين لقائه، وهل
من الحكمة أن ندعو الأردن لحوار
مع حماس – مقال الأمس المغدور –
قبل أن نطالب رئيس فلسطيني بفتح
قنوات مماثلة؟ نعلم أن أطرافا عربية
تسعى في ترتيب أمر من هذا النوع،
ونعلم أن مشعل أبلغ الوسطاء
وباذلي المساعي الحميدة
موافقته على اللقاء، وأن الرئيس
عباس ما زال متمنعا، وربما تحت
تأثير بعض الضغوط الدولية
والإقليمية، وربما تحت تأثير
بعض "مستشاري التأزيم"
المحيطين به، ولكننا نأمل أن
تتغلب ضغوط "الوسطاء"
الأقربين على ضغوط "الأصدقاء
الأبعدين"، وأن يجنح الرئيس
لنداء الوساطة ومساعي الوسطاء
الحميدة، بل وأن يستجيب لقسمه
الرئاسي وتفويضه كرئيس منتخب
مكلف بالسهر على حقوق شعب
فلسطين والحفاظ على وحدته
الوطنية، ووحدة كفاحه العادل
والمشروع من أجل استرداد حقوقه
الوطنية المشروعة: العودة
وتقرير المصير وبناء الدولة
المستقلة وعاصمتها القدس
الشريف، فهل يفعلها الرئيس ؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |