-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حين
يتولى "البلطجي" موقع "رئيس
الدبلوماسية" ؟! عريب
الرنتاوي حين يتولى "البلطجي"
أو "بودي جارد الملاهي
الليلية" موقع "رئيس
الدبلوماسية"، فليس غريبا أن
يحدث مع حدث مع السفير التركي في
مقر وزارة الخارجية
الإسرائيلية، حيث عومل الرجل
كما لو كان معتقلا في غرفة
تحقيق، انتظر طويلا قبل أن
يقابل "المحقق"،
وحرم من تلقي أبسط حقوق
الضيافة...أُجلِس على مقعد صغير
و"خفيض" مقابل مقعد وثير
ومرتفع لـ"المحقق"
الإسرائيلي الذي أحاط نفسه بعدد
من "القبضايات" المتجهمين،
إلى أن بلغ الاستهتار ذروته حين
خُوطب السفير باللغة العبرية
التي لا يعرفها ومن دون حضور
مترجم ؟!. هذه الواقعة – ربما غير
المسبوقة – في شدة وقاحتها
ودناءتها، وما استدعته من ردات
فعل تركية واعتذار إسرائيلي
رسمي لم يقنع أنقرة، تثير
الشهية لطرح أسئلة وتساؤلات،
واستدعاء صور ومقارنات ومشاهد
من نوع: المشهد الأول: إذا كانت
إسرائيل تتعامل مع سفير دولة
إقليمية كبرى، صديقة لها وحليفة
استراتيجية، بكل هذا القدر من
العنجهية والفوقية والعنصرية،
وفي مقر "عُلية القوم" في
الخارجية الإسرائيلية التي
يفترض بها أن تكون رمزا "للكياسة"
و"الإتيكيت" و"البروتوكول"
و"البروباغاندا" و"حروب
العلاقات العامة"، فكيف
يتعامل "رعاع الدولة العبرية
ودهماؤها" من جنود ومستوطنين
مع فلاح فلسطيني يقيم على مقربة
من مستوطنة، أين تصل العنصرية
والفوقية والغطرسة بهؤلاء في
حالة كهذه، وماذا حين ينفرد
هؤلاء العنصريين بشاب فلسطيني
في ساحة للتحقيق والتعذيب
والاعتقال ؟!. المشهد الثاني: ماذا لو
أن دولة عربية من تلك التي تحتفظ
بسفارات أو مكاتب مصالح في
إسرائيل، فعلت ما فعلته تركيا
بالدولة العبرية، كيف سيكون
تعامل "عصابة أفيغدور
ليبرمان" مع سفير هذه الدولة
أو ممثل تلك، كانوا بلا شك
سيجلسونه على "البلاط" بدل
المقعد الصغير، ويتحدثون إليه
بلغة الإشارة بدل العبرية، و"يشبحوه"
ساعات وأيام من دون نوم وبلا
طعام أو شراب إلى أن يأتي
دوره في "التحقيق". المشهد الثالث: أنقرة
ردت بغضب و"تهديد" على
الوقاحة الإسرائيلية
المتمادية، فكيف كانت ردة فعل
أي دولة عربية لتكون لو أنها
وجدت نفسها في وضع مماثل، هل
كانت سترد بنفس "الحزم" و"الكبرياء"
التركيين، هل كانت ستتحدث عن
الكرامة والهيبة والسيادة، أم
أن "الأزمة" ستنتهي ببيان
من نوع البيان الذي أصدرته
الخارجية الإسرائيلية ورفضته
حكومة الطيب رجب أردوغان، لتترك
مسائل "الكرامة" و"الهيبة"
و"السيادة" للاستخدام في
مناسبات أخرى، وضد خصوم آخرين،
تارة في مواجهة جياع غزة،
وثانية في مواجهة حركات التضامن
الدولية مع شعب فلسطين وثالثة
ورابعة وخامسة؟!. المشهد الرابع: إسرائيل
تسارع إلى الاعتذار عن "فعلتها"
النكراء، فيما حكومة العدالة
والتنمية تسارع من ناحيتها إلى
رفض الاعتذار والمطالبة بآخر
يليق بموقع تركيا ومكانتها
وتاريخها وإرثها، والحبل ما زال
على الجرار، والسجال التركي
الإسرائيلي لم نعد نشهد شبيها
له بين العرب وإسرائيل، بل وبين
السلطة وإسرائيل، فما تقوله
تركيا عن بعد، يعتبر تحريضا إن
صدر عن عباس أو فياض، وكم مرة
أهانت إسرائيل العرب ولم تعتذر،
وكم من اعتذار بائس صدر عن
إسرائيل لا يضاهي مستوى الجرم
الإسرائيلي في درجته ونوعه،
لماذا تنجح تركيا في انتزاع
الاعتذارات ويحسب لغضبها ألف
حساب، ولا نؤخذ كعرب وفلسطينيين
على محمل الجد. لن أكتفي بترديد قول
ذائع: من يهن يسهل الهوان عليه،
فلقد مللنا لفرط تكراره
وترديده، وسنضيف إليه هذه
المرة، بأن العالم لا يحترم إلا
الأقوياء، المدججين بالأنياب
والمخالب والأظافر، ومن قرر
سلفا التخلص من أرواقه وأسلحته،
من رمى بندقيته ومدفعه قبل يدخل
الحرب، عليه أن لا يتوقع أن يخرج
منها مجللا بأكاليل الغار، ونحن
منذ أن قررنا أن حرب أكتوبر هي
آخر الحروب، وأن السلام (وليس
استرداد الحقوق) هو خيارنا
الاستراتيجي الواحد الوحيد
الأوحد، لم يعد أحد يأخذنا على
محمل الجد، وتكفي مقارنة سريعة
بين ما نحن عليه، بما انتهت إليه
تركيا أردوغان، حتى نكتشف الفرق
في كل لحظة ودقيقة، في كل ميدان
ومحفل، فشمس الحقيقة لا يمكن ان
تحجب بغربال التبجح الرسمي
العربي الفارغ، ولكن لقد أسمعت
إذ ناديت حيّا.... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |