-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 18/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لا حرب على غزة

د. فايز أبو شمالة

قبل خمس سنوات نشرت مقالاً تحت عنوان: رأس حزب الله في لبنان قبل مفاعل طهران، واجتهدت في التحليل، وقلت: إن تدمير قوة حزب الله في لبنان ضرورة تسبق  الحرب العدوانية على إيران، والسبب يرجع إلى التكتيك الأمريكي الإسرائيلي؛ والقاضي بالتفرد بجبهات القتال العربية والإسلامية كلٌ على حده، وعدم خوض معركة شرق أوسطية تحت أسم العداء للإسلام، أو حتى العداء للعروبة. وقد جرت فعلاً الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولكنها أسفرت عن مفاجأة مذلة للجيش الإسرائيلي، لتتغير معها معادلة الصراع في كل الشرق الأوسط، ليأتي بعد ذلك الفشل الإسرائيلي في الحرب على غزة ليضيف بعداً آخر للمستجدات العسكرية في المنطقة. وهنا أجيز لنفسي الاجتهاد: بأن القيادة الإسرائيلية أمست مقتنعة بأن محاربة إيران، وتدمير طاقتها العسكرية، والاقتصادية، هي الطريق الأسهل لمحاربة قوة حزب الله، والمقاومة الفلسطينية، على أن يكون وقود الحرب قوات الغرب، ولا داعي لأن يهين اليهودي نفسه، ما دام قادراً على تحريك الجيش الأمريكي وحلفائه.

 

أسوق مثالاً صغيراً ميدانياً كدليل على اجتهادي السابق: فبعد أن عجزت إسرائيل في الاحتفاظ بسيطرتها على قطاع غزة، قررت تدمير مستوطناتها، والانسحاب سنة 2005، وبعدما عجزت إسرائيل عن تصفية المقاومة في حربها الإجرامية على غزة، التي امتدت 22 يوماً، قررت وقف الحرب من طرف واحد، وتوقيع الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي الذي يقضي بخنق غزة، وإقامة الجدران الفولاذية من حولها، والاعتماد على السفن الأمريكية والفرنسية في أعالي البحار لمراقبة الداخل والخارج إلى غزة. ليبقى السؤال المطروح: لو كان في مقدرة إسرائيل إعادة الكرَّة على غزة ثانية، وتدميرها، وتجريدها من سلاحها، وسحق المقاومة، هل كانت سترحم أهل غزة، وتتردد في محاربتهم؟ أم أن الدولة العبرية قد عجزت عن محاربة المقاومة، وعجزت عن حصارها، فاستعارت الآخرين؟

 

لقد فشلت إسرائيل في هزيمة غزة، وتدمير المقاومة، تماماً مثلما فشلت في تدمير قوة حزب الله في الجنوب اللبناني، ومن اختبر قوته، وفشل في عدوانه لمرة، لن يعاود التجربة طالما لم تتغير المعطيات على الأرض، لذا ستعمل إسرائيل على تحفيز الغرب على ضرب المورد الأساسي لسلاح المقاومة إلى غزة ولبنان، والقضاء على المصدر الذي يمد المقاومة بالقوة، قبل أن تفكر في حرب تفضح عجزها، وتكشف عن إجرامها، ولاسيما أن الدولة العبرية، ووزير أمنها، ورئيس أركانها، وقادتها العسكريين، وكامل معدات جيشها قد اختبروا أنفسهم، وقوتهم، واستنفذوا طاقتهم بالكامل ضد غزة.

وكما يمكن اعتبار أن ما يتردد من تصريحات على لسان قادة إسرائيليين عن حرب على غزة من باب الحرب النفسية، فإنه يمكن اعتبار الدعوة الفرنسية لعقد مؤتمر سلام في الشرق الأوسط هي الخطوة التآمرية الأولى التي تسبق العدوان على إيران.

fshamala@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ