-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
نساءٌ،
وما أدراك أيُّ نساءْ؟ د.
فايز هن لا يلدن الأطفال فقط،
بل ينجبن الأفكار، ويتصدرن
المواقف، ويعشقن المبادئ، ولا
يقفن خلف شبيه الرجل، ويرددن
أنشودة: لا طاقة لنا بإسرائيل.
فلم يطقن الانقياد للسياسة
التقليدية، ولم يرق لهن طريق
التعبير عن عواطف المرأة
الخاصة، وهي تشقق وجدان إنهن نسوة عربيات،
يكتبن المقالات السياسية بشكل
غير منقطع، ويعشن الحالة
العربية، بحيث لا تصدق أن كاتب
هذا المقال هي امرأة، اسمها
بثينة شعبان من سوريا، أو توجان
الفيصل من الأردن، أو وفاء
إسماعيل من مصر، أو سوسن
البرغوثي، ولمى خاطر، وأمية
جحا، وسحر خليفة، وديمة طهبوب
من فلسطين، وهيفاء زنكة من
العراق، وغيرهن، ولا تصدق أن
هذه الطاقة التحليلية هي لامرأة
عربية تعلن انتمائها إلى الوطن،
وهي تعبّر عن قناعة سياسية
عابرة للأجناس، فالحق لا يختلف
عليه عاقلان، والوطن لا يقبل
القسمة، ولا مجال للاختيار،
فإما أن تكتب للوطن، أو تنطق ضد
الوطن. ولاسيما أننا نعيش حالة
نادرة من الفرز الواضح بين الحق
والباطل، بين الجد والهزل، بين
الحضور والغياب، بين العطاء
والأخذ، بين المقاومة
والهزيمة، حالة فرز تلامس كل
مناحي حياة الأمة، إذ لا توجد
منطقة وسطى، وعليك أن تختار
طرفاً من الحبل المشدود، إما
الوقوف بكل قوة ضد إسرائيل، أو
الاصطفاف مع العدوان والظلم،
ولا يصح لعربي أن يدعي أنه ضد
الظلم، والانحلال، والتفكك
العربي، ولا يعادي إسرائيل، ولا
يصح لعربي أن يدعي معاداة
إسرائيل وكراهيتها، وعدم
شرعيتها، ويؤيد في الوقت نفسه
حصار غزة، ولا يؤيد المقاومة. . لقد محا الشاعر العربي
السوري نزار قباني المنطقة
الوسطى، وهو يقول: إني خيّرتك
فاختاري، ما بين الموت على
صدري، أو بين دفاتر أشعاري، لا
توجد منطقة وسطى ما بين الجنة
والنار!. ليختار الشاعر أن يموت
على صدر الوطن العربي، وهو
يلفُّ حبل شعره الذي انساب على
غارب الكلمات المتقافزة على جسد
المرأة، ليقول متحدياً: يا
قدسُ، يا مدينة الأحزان، يا
دمعة كبيرة تجول في الأجفان، من
يوقف العدوان، عليك، يا لؤلؤة
الأديان؟ من يغسل الدماء عن
حجارة الجدران؟ من ينقذ
الإنجيل؟ من ينقذ القرآن؟. وحتى لا أظلم المرأة
العربية بشكل عام، وأضيّق عليها
الخناق في مساواتها بقمة الرجال
في مجال الإبداع الكتابة،،
ولئلا أقف عند حدود اللائي
يعبّرن عن أفكارهن، سأذكر
المرأة العربية "قاهرة
السعدي" التي تركت أطفالها،
لتقضى حكم المؤبد في السجون
الإسرائيلية، وأذكر المرأة
العربية أم "محمد فرحات"
التي أطلقت بيديها حمامة الروح
لأبنها الشهيد، وهي تبتسم!
وأذكر المرأة العربية "ريم
الرياشي" التي قبّلتْ
صغارها، وتأملتْ قسمات وجهها في
أعينهم، قبل أن تحرق أعداءها
بنار جسدها الأنثوي، إنهن نسوة
العرب اللائي أنجبن جيل الكرامة
الذي صار شجراً، يتحدى الإعصار
الإسرائيلي في شوارع غزة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |