-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
المأساة إلى الطموحات الكيانية
الفلسطينية إلى أين ؟!
سميح خلف وقفت الشعوب العربية
والفلسطينية بشكل خاص في حال
ذهول مطلق ما بين الأمل
والطموحات لفجر جديد للأمة
العربية وشموخ متجدد لفكرة
القومية العربية وجدواها في
عملية الصراع العربي
الإسرائيلي حين ذاك وقبل الخامس
من حزيران كان الأمل يحدوا
شعبنا الفلسطيني في العودة إلى
وطنه شيوخا وشبابا وأطفالا لقد
كانت فترة ما قبل نكسة 67 ومن
أوائل الستينات فترة نمو ووعي
قومي ووطني متمثلا في موجة
الأحزاب التي انطلقت مع ثورة 23
يوليو ثورة عبد الناصر والمارد
القومي الذي أتى بالقوميين
العرب والبعثيين والماركسيين
وغيره من الأحزاب التي وجدت في
ظلها حركة الإخوان المسلمين
نفسها أمام أمواج من الطرح
القومي وحقيقة تلك الفترة كانت
إرهاصات تدور في صالونات
السياسية الحزبية بين الحربة
والوحدة والاشتراكية أو الحرية
والاشتراكية والوحدة وكانت
القضية الفلسطينية محور جدل بين
هاذين الشعارين هل التحرير أولا
قبل الوحدة وهل الحرية يمكن أن
تأتى للمواطن العربي قبل
التحرير واستئصال العدو
الصهيوني كان هناك سجال سياسي
وأعتقد أنه كان إيجابي ولن أخوض
في تفاصيل الأحداث ما قبل 67 وما
بعدها بقدر ما يهمني في تلك
الفترة الشباب الفلسطيني اندمج
في كثير من الأحزاب علها تكون
طريق الشعاع والأمل لتحرير
فلسطين وكانت في ذاك الوقت
الثانويات زهرة وشعلة في طريق
نمو الوعي القومي والوطني مثال
لذلك مدرسة فلسطين للثانوية
وريادتها للحركة الوطنية منذ
أوائل الخمسينات وكذلك مدرسة
يافا وثانويات متعددة في قطاع
غزة وفي نفس الوقت كانت مدننا في
الضفة الغربية تحت السيطرة
المتكاملة والتوجه المتكامل
للنظام الأردني محاولا فصل
الحركة الوطنية الفلسطينية عن
بعضها وعاملا على عدم التحامها
وطنيا في ذاك الوقت. مأساة حدثت
ولكن ما قبلها كانت هناك
إرهاصات للنخبة الفلسطينية
والطبقة المثقفة الفلسطينية
فلقد كان الطرح الحزبي مصاب
بالعقم تجاه القضية الفلسطينية
وكذلك طرح النظام العربي الرسمي
واكتشف الفلسطينيين أنهم
يدورون في طواحين الهواء التي
لا تأتي برذاذ الخير للمطلب
الوطني الفلسطيني وبقدر ما أتت
به منظمة التحرير من وجه وطني
للواقع الفلسطيني متجسدا في
قوات جيش التحرير الفلسطيني
كهوية قتالية ذاتية للشعب
الفلسطيني بقدر ما كان نمو
معنوي وإرادي لدى المواطن
الفلسطيني وحدثت النكبة وحدثت
الهزيمة وانهارت المطاحانات
الحزبية تحت دائرة الهزيمة . ولكن إرهاصات ما قبل 67
من نخبة فلسطينية مثقفة استدركت
خطورة الطرح العربي في نظرية
الصراع العربي الصهيوني وعجزه
أمام تحريك أي عملية سياسية
تؤدي إلى استجلاب الحقوق
الضائعة . فكانت النخبة والتي
يسجل لها الفخر في التاريخ
الفلسطيني أبو عمار وأبو إياد
وأبو جهاد وصيدم وأبو يوسف
النجار ونخبة متقدمة من هذا
الشعب العظيم التي أسست حركة
التحرير الوطني فتح والتي
استدركت مبكرا الهزيمة المحققة
لنظرية العربية الرسمية في ص
صراعها مع الصهيونية العالمية
على ارض فلسطين وامتشقت
البندقية الفتحاوية طريقها إلى
أرض الوطن لتغير واقع ولتغير
مفاهيم الصراع ولتترك للخلف كل
المنهجية الحزبية التي أبدعت في
نمو الوعي الوطني وأخفقت في وضع
خطوات ملموسة تجاه عملية
التحرير لم يبدو الأمل واضحا
حينما انطلقت الرصاصة الأولى
لحركة فتح حيث قوبلت بالتشكيك
والتعتيم والملاحقة أحيانا
وأول شهيد للعاصفة سقط برصاص
نظام عربي رسمي . عندما أتت كتائب جيش
التحرير الفلسطيني من العراق
إلى قطاع غزة ابتهج أهالي
القطاع مع اقتراب النصر ورفعوا
على الأكف والأكتاف . شعب عظيم يليق به قيادة
عظيمة في أثناء العدوان والهجوم
الإسرائيلي استعصى قطاع غزة عن
السقوط أمام القوات
الإسرائيلية في حين أن إسرائيل
كانت قد اكتسحت معظم أراضي
سيناء والجولان فالشباب
الفلسطيني وجيش التحرير
الفلسطيني والمقاومة الشعبية
وكل في لجانه لشباب الثانويات
والفتوة من الإسعافات إلى لجان
محاربة الإشاعات وغيره قمة في
المعنويات التي لم تسقطها حرب
حزيران ونتائجها. مفصل في تاريخ
التغير الإستراتيجي في الصراع
قادته حركة التحرر الفلسطيني
فتح في فجر 21\3\68 معركة الكرامة
الخالدة التي ألحقت الهزيمة
بالجيش الإسرائيلي لأول مرة
بطليعة المقاومة الفلسطينية
العاصفة الفتحاوية ومن هنا أتى
التغير في نظرية الصراع العربي
الصهيوني، ومن الأنظمة من قال
لاحقا موجة المقاومة وقال (كلنا
فدائيون ) ومنهم من قال ( الثورة
الفلسطينية وجدت لتبقى) وأكمل
القائد التاريخي للشعب
الفلسطيني أبو عمار ( وتنتصر )
هكذا كانت كلمة قائد الثورة
التاريخي لتعبر عن الإصرار
والإرادة في تحقيق النصر. شعب عظيم لم يبخل في
عطائه ما قل الهزيمة وما بعدها
واشتعلت نار الثورة واشتعلت نار
التحدي من أجل إثبات إرادة
الوجود والكيانية الفلسطينية
وثورة منظمة التحرير
الفلسطينية بما أعتبره
الكثيرون انقلاب حقيقي على
النظرية العربية في المواجهة
وخاصة أن منظمة التحرير
الفلسطينية أنشأت بقرار عربي
وتحت وصاية عربية. هكذا كان الفعل
الفلسطيني من اليأس – إلى
الطموح – إلى المستقبل – إلى
التحرير. فترة من النضال
الفلسطيني لم تظهر فيها
العصبوية الفصائلية وإن ظهرت
أحيانا كانت تلتقي حول فلسطين
وحول تصعيد الكفاح المسلح ضد
إسرائيل لم تخرج النظرية
الفصائلية من مفهوم دائرة
الصراع لتحسب ما لها وما عليها
وما تمتلكه من رصيد كينوني بقدر
ما كانت تمارس تلك الأشياء
لتحسب إلى أين تقدمت في نظرية
الصراع وتحقيق الأماني للشعب
الفلسطيني. لن ندخل في مراحل
المقاومة بالتفصيل والانتفاضة
الأولى والثانية وكينونتها على
الذاتية الفلسطينية كطموح
وإنجازات ولكن بعد ما تحقق من
إنجازات العظام، إن الشعب
الفلسطيني الآن وبعد نظرية الحل
المرحلي لا أعلم مدى صواب هذه
النظرية من خطئها وهل هذا خطأ
تكتيكي يمكن استدراكه أم خطأ
إستراتيجي له عواقب وخيمة على
مسيرة النضال الوطني الفلسطيني
والذي أتى بأوسلو وأتى
بالتفاهمات والاتفاقيات التي
قادت الكينونة الفلسطينية إلى
قضية الاعتراف بالوجود
الإسرائيلي على الأرض
الفلسطينية وتوسيع الاستيطان
ودخول الممثلية السياسية للشعب
الفلسطيني من دائرة المبادرة
إلى تلقي الإملاءات وللإنصاف هل
الذي قاد إلى ذلك العامل
الفلسطيني فقط أم عوامل إقليمية
ودولية أيضا قامت بنفس المؤثر
والتدخل في الشأن الفلسطيني ما
قبل احتلال إسرائيل لفلسطين
وكانت نهايتها حكومة عموم
فلسطين وفيما بعد هجر الحج أمين
الحسيني إلى لبنان. التاريخ يعيد نفسه
بأوجه أخرى وبآليات أخرى الناتج
الأساسي أن الجانب الفلسطيني
أصبح متلقي ويخرج من دائرة
المبادرة وفي حين أن من قبل
هزيمة 67 وما بعدها كان الشعب
الفلسطيني موحد تجاه قضية
التحرير ودروبها وان اختلفوا (
كانت ديمقراطية غابة البنادق )
التي جسدها سلوكا وممارسة قائد
هذه الثورة أبو عمار أي الوضع
كان أحسن حالا عما عليه الآن
وقبل السير في آليات الحل
المرحلي التي تقودنا إلى خندق
الاستسلام والتنازلات التي
تهدد القضية الفلسطينية
برمتها، ظواهر قاتلة، تخبط
سياسي، بل انحراف سياسي، تخبط
أمني وفلتان منظم، نعرات
فصائلية، فجوات في الخطاب
السياسي بل وديان، قتل منظم
لمنظمة التحرير الفلسطينية،
إجهاض لفصائل منظمة التحرير
الفلسطينية وفي مقدمتها حركة
التحرير الوطني الفلسطيني فتح،
دوامة من التناقضات والآمال
التي أصبحت تدور في طواحين
الهواء، عولمة أمريكية، دمقرطة
أمريكية لها وجهها التي تعمل
عليه لتوقيع الشعب الفلسطيني
على فاتورة الاستسلام مقابل
رغيف الخبز والمستلزمات الصحية
لتعود وكالة الغوث مرة أخرى
ولتعود قوات تدخل إقليمية لتقف
في صف هذا أو ذاك بحجة المعونة
الإنسانية وتشتت وتناقض وتبني
لنظرية إقليمية ودولية وآخرين
يتبنوا نظرية الأصول الإسلامية
في رسم آليات الصراع من جديد.
إذا أين يقف الشعب الفلسطيني
الآن ومنذ انطلاقة الثورة عام
1965 هل نعود للمربع الأول وتبقى
فلسطين جوهر وقضية الصراع
للأجيال القادمة أم سينقاد
الشعب الفلسطيني تحت الحاجة
لرغيف الخبز والعلاج للتنازل عن
كرامته وعن تراثه وعن حقوقه في
الوطن الحر كامل السيادة. أسئلة الإجابة علها
معقدة ولكن الذي أنا متأكد منه
أن الشعب الفلسطيني وتراثه
النضالي وإرادته لن يبيع حقوقه
أمام الحاجة لرغيف الخبز
ومازالت هناك البندقية
الفلسطينية الفتحاوية الرافضة
للحلول التنازلية وبقية فصائل
العمل الوطني من الجبهة الشعبية
إلى الجهاد الإسلامي إلى حماس
إلى كل يقبض على بندقيته ويصارع
أدوات الاستسلام من أجل أن تبقى
البندقية الفلسطينية موحدة
الاتجاه تجاه العدو الصهيوني
حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته
واستقلاله وإقامة دولته
الفلسطينية الحرة وعودة
اللاجئين إلى ديارهم والقدس
العاصمة الأبدية للدولة
الفلسطينية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |