-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
واشنطن
– باريس والدعم الأعمى
لإسرائيل عريب
الرنتاوي لم تجد تحذيرات السيد
سعد الدين الحريري من مخاطر
عدوان إسرائيلي جديد على لبنان،
آذانا صاغية من قبل محدثيه في
باريس، التي زارها لأول مرة
كرئيس لوزراء لبنان، وكوزير أول
في حكومة الوحدة الوطنية،
وأخفقت محاولة الرجل في انتزاع
"ضمانات" فرنسية بالعمل
لمنع إسرائيل من شن عدوان كفيل
بقلب الطاولة رأسا على عقب. بل أن أصدقاء الرئيس
الحريري وتيار المستقبل و14 آذار
"الخلّص" في العاصمة
الفرنسية، لم يجدوا حرجا في
الخروج عن قواعد الكياسة
والدبلوماسية وإبلاغ الضيف
اللبناني "العزيز" بالفم
الملآن، ومن دون مجاملة، بأنهم
لا يرون ما يبرر مخاوفه، "فإسرائيل
صديقتنا"، وإذا كان هناك من
تهديد للبنان، فهو كامن وفقا
لتعبير الوزير برنارد كوشنير في
"مغامرة عسكرية قد يقوم بها
حزب الله لمصلحة إيران، التي قد
تهرب الى الأمام وتعمل على صرف
الأنظار عن أزمتها الداخلية
بالإيعاز إلى حليفها اللبناني
بإحداث حرب على الجبهة الجنوبية". واللافت للانتباه أن
الموقف الفرنسي "التصعيدي"
حيال حزب الله وإيران، جاء
متزامنا مع موقف أمريكي مماثل،
عبّر عنه الرئيس باراك أوباما
عندما قال أن موضوع تهريب
السلاح إلى لبنان لم يعد هو
الموضوع، بل "تلك الترسانة
الضخمة التي يملكها حزب الله
والتي باتت تشكل خطرا على أمن
إسرائيل"، معربا عن تفهمه
الكامل لهواجس الإسرائيليين
ودوافعهم في هذا الشأن. والواقع أن التصريحات
الأمريكية – الإسرائيلية هذه،
تعكس "ضيقا" مضمرا بتجربة
"التوافق والوحدة الوطنيين"
في لبنان، وتكشف عمق العداء
الذي تضمره العاصمتان
الدوليتان لفريق من اللبنانين،
وإنحيازهما الأعمى لـ"إسرائيل
صديقتنا"، حتى وهي في ذروة
الاستعداد لشن عدوان جديد على
لبنان، حيث تشير كافة الدلائل و"المناورات"
و"الحشودات" إلى أن
إسرائيل "تفكر جديا" في
الثأر لهزيمتها في حرب تموز عام
2006. والموقف الأمريكي من
"الوحدة الوطنية"
اللبنانية، هو الوجه الآخر
للموقف الأمريكي من "الوحدة
الوطنية" الفلسطينية، إذ لم
يعد خافيا على أحد، أن الفيتو
الأمريكي هو الذي أطاح بعدة
محاولات لاستئناف الحوار
وإتمام المصالحة الفلسطينيين،
وأن جورج ميشتيل ذاته، هو من
اشعل الضوء الأحمر في وجه مساعي
القاهرة لإتمام المصالحة،
وبقية القصة باتت معروفة للقاصي
والداني. واللافت للانتباه أن
الموقف الأمريكي هذا، يأتي
وإسرائيل في ذروة صلفها وتعنتها
حيال عملية السلام، فالاستيطان
ماض في طريقه التوسعي، وتهويد
القدس يجري على قدم وساق،
ونتنياهو "يسخر" من جلوس
عباس المرتاح على قمة الشجرة
التي صعد إليها، وهو تعهد
بالبقاء – عسكريا – على امتداد
الحدود الشرقية للدولة
الفلسطينية العتيدة – في غور
الأردن – حتى بعد الوصول إلى
السلام وبناء الدولة
الفلسطينية. إسرائيل تعربد شمالا
وجنوبا، تتهدد وتتوعد، تعرقل
عملية السلام وتحبط مساعي
إحيائها، تعطي أذنا من طين
وأخرى من عجين لنداءات السلام
وإنهاء الاحتلال، تجوع الشعب
الفلسطيني في غزة وتفرض عليه
عقوبات جماعية هي الأبشع في
عصرنا الحديث، وتهدد بتقويض
دعائم السلطة الفلسطينية في
الضفة، ومع ذلك لا يبدو السيد
كوشنير قلقا مما يمكن أن يصدر عن
"إسرائيل صديقتنا"، كما أن
السيد أوباما "يتفهم هواجس
الإسرائيليين وقلقهم"،
لكأننا أمام "ضوء أخضر"
أمريكي – فرنسي مشترك، لشن
العدوان على جنوب لبنان بذريعة
"الرد على مغامرة حزب الله
ومسعى إيران لتصدير أزماتها
الداخلية"، أو القيام بحرب
جديدة على "جنوب فلسطين"
بحجة التصدي لخطر "الإرهاب
الفلسطيني"، وفي كل الأحوال
فإن هذا الضؤ الأخضر المشترك لن
تكون له من نتيجة سوى تشجيع
إسرائيل على تصعيد صلفها
وتعنتها، واستتباعا الإطاحة
بعملية السلام قبل أن تُتستأنف. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |