-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التجاوب
الإسلامي مع أوباما بين العبثية
والموضوعية صناعة
السياسات الذاتية بوابة
التأثير على سياسات الآخر نبيل
شبيب ما فائدة استعراض ما حقق
أوباما من نجاح وما أصابه من
إخفاق مع مرور العام الأول على
استلامه منصب الرئاسة
الأمريكية؟.. كيف يُستعرض ذلك.. ومن أي
منطلق.. وبأية معايير؟.. هل نسمّي تحقيق الأهداف
القتالية في أفغانستان مثلا
نجاحا أم إخفاقا؟.. ولو أمكن "تركيع
المقاومة" والشعوب التي
تحتضنها، هل نقول آنذاك إن "الحصار"
قد نجح أم أخفق؟.. ما هي الضوابط في هذه
التساؤلات؟.. ما هي الضوابط وكيف تحصل
التساؤلات على قيمة، إذا كان
مفعول التوجه الموضوعي المنهجي
المطلوب لتقويم أي تطوّر أو وضع
سياسي دولي، مهملا في دوائر
صناعة القرار في بلادنا.. أو إذا
كان مفعولا باهتا مغيّبا وراء
ضجيج مفعول جناحي التطرف: جناح
الرفض المطلق للتعامل مع
إيجابياتٍ ضعيفةٍ ما، قد يأتي
بها رئيس جديد لدولة الهيمنة
الأمريكية، وجناح الانصياع
المطلق لسلبياتها العدوانية
المنسوبة أحيانا إلى أنها "دولة
مؤسسات.. وجماعات ضغط.. ومصالح
ذاتية محضة"، وسيان بين هذا
وذاك كيف تُطرح الرؤى
والممارسات الأمريكية، عبر لين
قفازات الحرير الديبلوماسية
ونعومة خطب العلاقات العامة، أو
عبر وحشية القذائف القاتلة
وخطاب العنجهية المتعجرفة.. أو
كما يصنع أوباما، عبر الجمع
بينهما!!.. ثمّ في أي خانة.. أو أي
بند.. أو أي زاوية نضع ما يمكن
التوصل إليه "منهجيا" من
معالم التعامل الأمريكي مع
العالم الإسلامي وقضاياه، من
حيث المقبول منه والمرفوض،
والودّي والإرهابي، والمفيد
والخطير، والمشروع والعدائي..
أين نضع الحصيلة إذا كان
المنظور "الاستراتيجي"
الذاتي للعالم الإسلامي
وقضاياه مفقودا، إلا في نطاق
الاستخدام اللفظي للكلمة بديلا
مخادعا عن صياغة المضمون
المدروس وممارسة التقويم
المتجدد والحرص على التطبيق
المشهود؟.. ولئن انطلقت كلمة "نضع"
أعلاه من كلمة "نحن".. فأين
التعريف الاصطلاحي لهذه
الكلمة؟.. وإذا كان بعض المحللين
السياسيين الأمريكيين
المعروفين يقولون إن "صدق"
نوايا أوباما -إلى جانب مساعيه
العملية الفورية- بشأن الأخذ
بمبدأ العلاقات "الندية"
مع حلفائه الأوروبيين
الأطلسيين، اصطدم في العام
الأول لرئاسته بعدم اجتماع
أقطابهم على "كلمة سياسية
خارجية وأمنية دولية مشتركة"..
وهم الذين قطعوا أشواطا كبيرة
مرئية على طريق توحيد المسيرة
الأوروبية، فما الذي يمكن قوله -على
افتراض صدق نوايا أوباما تجاه
العالم الإسلامي- ونحن نعايش ما
لم يشهد التاريخ له مثيلا من قبل
إلا في أشد عصور الانحطاط ظلمة..
من معالم واقع التشرذم
والعداوات والمحاور بين
بلدانه، وداخل البلد الواحد،
وبين تياراته، وداخل التيار
الواحد، على المستوى السياسي
والفكري، وعلى كل مستوى آخر؟.. إن استعراض ما يصنع
الآخر وتقويمه ليس مجرد "ثقافة
عامة" إذا أردنا استخدام أفضل
تعبير لوصف أسوأ حال بشأن ما
ينطوي على الخوض العبثي في
التعامل مع قضايا الواقع
والمصير.. ولا ينبغي الاعتياد
على توطين مثل تلك المتابعة
العبثية إلى جانب كثير سواها في
نسيج "الثقافة الفكرية
والسياسية" في بلادنا
المترسخ منذ فترة طويلة، نسيج
انتظار ما يصنع الآخر للتلاؤم
معه، وقد اتخذ هذا "التلاؤم"
على الدوام صيغة الانفعال لا
الفعل، والتأثر لا التأثير،
ووصل إلى درجة مفزعة من
الانصياع دون إرادة سياسية
تستحق الذكر.. إلا في حدود "إرادة
مستميتة" في العمل للقضاء على
بذور "مقاومة" الانصياع من
داخل صفوفنا!.. لمحات معبرة بقدر ما ترك بوش الابن
من بصمات التدمير العدواني
الدموي، بقدر ما كان الاهتمام
بخطاب جديد طرحه خلفه في
الرئاسة الأمريكية، سواء من باب
التفاؤل والأمل، أو من باب
تعليل ربط الإرادة والرؤى
الذاتية بالآخر، أو من باب
التشكيك والرفض. كُتب وما يزال يكتب
ويُنشر الكثير على امتداد 12
شهرا، منذ خطاب القسم على
الرئاسة.. إشادة بأنه تضمن "عبارة
واحدة" تذكر العزم على
الاهتمام بالعالم الإسلامي (الذي
يقطنه أكثر من مليار إنسان من
الأسرة البشرية!)، مرورا
بالخطبة الودية العصماء في مصر،
انتهاء بتزامن استلام جائزة
نوبل للسلام مع مضاعفة عدد
المقاتلين بأفغانستان!.. ورغم حرص كثير من
الأقلام على أسلوب "التبرير"
فقد تختلف التعليلات ولا يختلف
جوهر ما يقال عن: 1- استمرار نهج الحرب (المسماة:
وقائية أو استباقية) مع تبديل
بعض الأساليب ومحاور التركيز
عليها بين أفغانستان وباكستان
والعراق.. واليمن(؟) وتبديل
العناوين جزئيا فحسب، مع بقاء
المضمون، وهو أقرب ما يكون إلى
القول مع أقصى ما يمكن أن يقال
من تعليلات -لو صح التعليل أصلا-
"نقتل شعوبا وندمّر بلدانا..
قبل أن يُقتل منا أفراد وتُنسف
منشآت!.. 2- استمرار منطق الهيمنة..
مع بعض التعديل في مراكز الثقل
ما بين ملفات إيران، وآبار
الخليج، وجبهات باب المندب،
والعقدة اللبنانية/ السورية،
ومنابع النيل، والشمال
الإفريقي، على الخارطة
الإقليمية!.. 3- استمرار مفعول
الاندماج الصهيوأمريكي في قضية
فلسطين.. سيان هل كان نتيجة ظروف
داخلية قاهرة أو معطيات
فلسطينية وعربية مخزية!.. 4- اختزال البعد
الإنساني والقانوني، المحلي
والدولي، في قضايا جوانتانامو،
وأبو غريب ، وبقية القائمة.. إلى
مجرد "أوراق" في جولة أخرى
من جولات الصراع السياسي وغير
السياسي داخل الولايات المتحدة
الأمريكية!. 5- مواصلة ممارسات "خنق"
الوجود الإسلامي المتنامي في
أمريكا وفي الغرب عموما،
باستثناء خطوات من قبيل "لغة
الرموز" على صعيد الانفتاح
الودي، مع استمرار سريان مفعول
ما سمّي -بحق- القوانين
الاستثنائية على أرض الواقع.
الانتظار العبثي ليست المشكلة هناك..
داخل الحدود الأمريكية. ليست المشكلة -بمنظور ما
يمكن وينبغي صنعه في العالم
الإسلامي نفسه- مشكلة صدق نوايا
أوباما أو زيفها، وتطابق نبرة
كلامه مع أفعاله أو تناقضها،
وقدرته على صنع ما يريد -إذا
أراد خيرا تجاه العالم الإسلامي-
رغم وجود من لا يريد ذلك في دولة
"المؤسسات".. أو دولة "جماعات
الضغط والنفوذ".. أو دولة "مراكز
القوى المادية وصراعاتها"..
أو "الدولة الديمقراطية
المثالية" في نظر من يراها
كذلك!.. سيان.. فالأهم من ذلك أن
المشكلة الأكبر كانت من البداية
كامنة في عقدة النقص لدينا نحن،
أي عقدة الإحساس بالحاجة إلى
رئيس أمريكي -كما نهوى!- نرتكز
إليه في "رؤية" أنفسنا
وقضايانا.. فكان ذلك مصدر
صناعتنا نحن لـ"أوباما"
آخر -أو أكثر من "أوباما"-
غير الرئيس الأمريكي الذي استلم
السلطة في 20/1/2009م. ممارسو الاستبداد
وأنصاره "استبشروا" خيرا..
إذ رأوا فيه "رئيس الانفتاح"
عليهم دون خطر التدخل حربا،
ودون خلط أوراقهم وتهديد
سلطانهم ولو في حدود طرح مشاريع
ورقية وخرائط مستقبلية لشرق
أوسط كبير وصغير وجديد وقديم!.. أنصار المقاومة وتحرير
البلاد والإرادة السياسية رأوا
فيه "بوابة خير".. أو بصيص
ضوء فيه بعض الخير، باتجاه
القضاء على منابع الشر أو محور
شرور الحروب والهيمنة
الأمريكية!.. وكثيرون ما بين هذا وذاك
رأوا فيه على الأقل: "بوابة
عدالة" انفتحت عبر صناديق
الانتخابات الأمريكية على
مستقبل العراق بعد الاحتلال
ومستقبل فلسطين بعد السلام
ومستقبل المسلمين بعد "جوانتانامو"!.. هل كان "أوباما"
الحقيقي شيئا من ذلك وعجز.. أم لم
يكن كذلك ولم يفعل شيئا ابتداء..
الحصيلة هي ذات الحصيلة في
نهاية المطاف، والأهم منها هو
السؤال: نحن في العالم
الإسلامي، على اختلاف مواقعنا
وطاقاتنا وتوجهاتنا، هل صنعنا
خلال 12 شهرا مضت شيئا أم أننا
ننتظر ما قد يصنع أو لا يصنع أو
يعجز عن أن يصنعه أوباما
الحقيقي الموجود في بلده أو
الموهوم المستنسخ بنسخ متعددة
متباينة في رؤوسنا وأقلامنا!.. الرؤى العبثية إن التهويل الأكبر من
شأن أوباما لا يعود إلى حقيقة ما
طرح هو كلاما أو أفعالا، بل يعود
إلى الاستغراق في استشراف
مستقبلنا الذاتي عبر العيون
الأمريكية والأقلام الأمريكية
والأسلحة الأمريكية، وكل من
استغرق في ذلك كان "بوش الابن"
كابوسا على كل ما كان يصوّره
ويجمّله من قبل حول السياسات
والممارسات الأمريكية، فرأى
فيما يرى النائم ظهور أوباما
"حلما جميلا" بعد ذلك
الكابوس.. ولكنه كان -وما يزال-
"نائما".. خارج نطاق عالم
الواقع وما ينبغي صنعه!.. بمنظور العالم الإسلامي
وقضاياه: لو لم تكن حقبة بوش
الابن ما بين كينتون وأوباما،
لما شذّ موضع الرئيس الأمريكي
الجديد في بداية عام 2009م عن
مسلسل الرؤساء الأمريكيين
وسياساتهم وممارساتهم عبر
العقود الماضية، سواء من كان من
الجمهوريين أو الديمقراطيين،
ومن المحافظين القدماء أو الجدد!.. يجب أن نضع نظارتنا نحن
على أعيننا.. نظارة أوضاعنا
وقضايانا وشعوبنا وأنظمتنا، في
بلادنا نحن، العربية
والإسلامية، لنتمكن من الرؤية
ابتداء.. لنكون "أيقاظا"
أولا، ثم فلتختلف بعد ذلك الرؤى
-الفعلية والمنهجية الموضوعية-
تبعا لاختلاف المنطلقات
والتصورات والتوجهات.. فيما
بيننا، داخل حدودنا!.. ليس لدينا رئيس أمريكي
في بلادنا، ولكن لدينا بضعة
وخمسون رئيسا وملكا وأميرا
وسلطانا وما شابه ذلك، ومثلهم
والمزيد على مثلهم من الورثة
وورثة الورثة!.. ليس لدينا مشكلة "نظام
صحي" يحتاج إلى تجديد، ولا
أزمة رأسمالية تحتاج إلى علاج،
ولا مشكلة "موازنة المصالح"
بين حكومة ومعارضة، ولا مشكلة
زعامة انفرادية دولية مهترئة،
وحلفاء أقدمين وآخرين جدد،
ومنافسين تجاوزونا وآخرين
يلحقون بنا.. وجميع ذلك يدخل في
شؤون أمريكية لرئيس أمريكي،
ولكن لدينا نحن مشكلة وجود
وبقاء، وحاضر منهار ومصير،
وكلام يتراوح بين النفاق
والشتيمة وسياسات "تنفيذية"
لاستراتيجيات تُصنع لنا ونقبل
أن نوضع في الموضع الذي يجري
اختياره خارج حدودنا لنكون فيه
مع سياساتنا!.. ولن نتحوّل بين ليلة
وضحاها إلى حيث ينبغي أن نكون،
على خارطتنا المحلية
والإقليمية ناهيك عن الدولية
للأسرة البشرية، ولكن لن يبدأ
التحول إطلاقا، ما لم تكن
الخطوة الأولى إليه هي "تحرير"
نظرتنا الذاتية من رؤية ذاتنا
بعيون غيرنا، ورؤية قضايانا في
صناديق انتخابات سوانا!.. أوباما.. الأمير والأسير مرّ عام على وصول أوباما
إلى منصبه الأمريكي، وكل سؤال
عما صنع أو لم يصنع هو السؤال عن
نجاح وإخفاق لرئيس أمريكي، وهذا
ما يشمل ميدان السياسات
الأمريكية تجاه العالم
الإسلامي وقضاياه!.. أين يقف أوباما بعد عام
على استلامه الرئاسة الأمريكية: 1- أوباما "أمير حرب"
أمريكي يقاتل في أفغانستان
وباكستان.. ويتحدث عن السلام،
وقد ينجح أو لا ينجح، في الخروج
ببلده وبحلفه الغربي، مما بات
يوصف في الغرب بورطة أفغانستان،
قبل أن تصل إلى مستوى "فييتنام
ثانية".. أما قضية أفغانستان
بالمنظور الإسلامي الذاتي، فهي
-ومعها قضية باكستان- قضية تحرير
الأرض والشعب من احتلال أجنبي،
ومن هيمنة أجنبية، وقضية تجنب
تكرار أخطاء ما كان بعد تحرير
أفغانستان من احتلال شيوعي
سوفييتي سابق، وما كان في
باكستان منذ قيامها من تبعيات
أجنبية. لا يفيد السؤال المطروح
عموما: ماذا فعل الطرف
الإسلامي، سواء في ذلك طالبان
ومن يقاتل معها، أو الحكومات
العربية والإسلامية الأقرب
للتعاون مع الاحتلال الأجنبي،
أو الشعوب والنخب، من أجل "تحقيق"
ما طرحه أوباما قولا وفعلا، أو
من أجل "مواجهته" على
السواء!.. قد يفيد الجواب أو لا
يفيد.. ولكن يستحيل أن يتخذ
موقعا قويما ومؤثرا على صناعة
الحدث والقرار، دون الحصول على
جواب جذري آخر على السؤال الأهم
غير المطروح عموما، وهو: ما الذي
صنعناه في عام مضى أو نصنعه من
قبل ومن بعد وفق المنظور
الإسلامي الذاتي، سواء وجد
أوباما الحقيقي أو الموهوم أم
لم يوجد، والجواب على هذا
السؤال هو على وجه التعميم حتى
الآن: لا شيء!.. 2- أوباما "أسير
اندماج" صهيوأمريكي، يتحرك
على خارطة طريق بلده الأمريكية
تحت عنوان "أزمة شرق أوسطية"
وفق المصالح والموازين
والتصورات والضغوط الداخلية
والغربية والصهيونية المحلية
والعالمية، فيقول بدولتين أو
دولة "يهودية" وكيان
فلسطيني ممسوخ، ويقول بتجميد
"استيطان" أو وقفه، ويرسل
مبعوثا أو وزيرا، ويلقي خطبة أو
تصريحا.. والحصيلة لا تخرج به
كسواه في موضعه، من حدود ما
يصنعه "أسير" اندماج
صهيوأمريكي، سواء كان أسره قهرا
أو طوعا. لا يفيد إذن السؤال
المطروح عموما: هل انشغل أوباما
أم شُغل، وهل أراد أو عجز، وهل
أخلف بما وعد أم لم يعد ولم يخلف
أو ينجز، بشأن ما تردد لدينا عنه
نتيجة "أوهامنا الذاتية"
أو نتيجة أقواله بشأن قضية
فلسطين، فمن الأصل يستحيل أن
يطرح رئيس أمريكي في الوقت
الحاضر أو المستقبل المنظور، ما
يتوافق مع ما تفرضه عدالة قضية
فلسطين ويتطلبه ضمان مستقبل
المنطقة تحررا ونهوضا. ولكن حتى إذا كان في
الجواب على التساؤلات بشأن
سياسة أوباما فائدة ما، فهي
فائدة هزيلة تضيع بانتظار رحيله
ومجيء سواه، ما دامت سياساتنا
عموما تتحرك عبر وضع أنفسنا
وقضيتنا المحورية المصيرية
المشتركة، على كفّ رئيس أمريكي
أو في القبضة الصهيوأمريكية
الاندماجية، ولا يستفاد من
السؤال عما تصنع، إلا عند
الإجابة على السؤال الأهم عمّا
نصنع داخل حدودنا، الفلسطينية
والعربية والإسلامية، كيلا
تبقى القضية وراء القضبان
والجدران، التي نصنعها
بأنفسنا، ليس على الخارطة
الجغرافية للحصار الصهيوأمريكي
فقط، بل وعلى خارطة التفكير
الوطني والقومي والإسلامي بشأن
القضية وموقعها ومستقبلها،
وبشأن أنفسنا وموقعنا
ومستقبلنا معها. ما يسري على الساحة
الأفغانية والفلسطينية يسري
بدرجات متفاوتة واختلافات
فرعية على مختلف القضايا
الأخرى، التي جعلناها "ذات
علاقة بأوباما" من قضايا
العرب والمسلمين، في مختلف
الميادين والأمكنة!.. مع أنفسنا!.. إن معرفة ما يصنع "أوباما"
وسواه - ضرورية، سواء من باب "الثقافة
العامة" أو من باب "معرفة
العدو" أو من باب البحث عن
أرضية موضوعية أو نقاط ما
لممارسة سياسات "المصالح"
المتبادلة والمتكاملة.. ولكن
يستحيل أن تتحقق الفائدة من
جميع ذلك بحيث تتحرك هذه
القضايا في الاتجاه الصحيح، ما
لم نجعلها أولا "ذات علاقة
بأنفسنا"، وصناعة القرار
المشترك فيما بيننا لدينا..
ويستحيل أن تتحرك في الاتجاه
الصحيح عندما نجعل دورنا
السياسي المحلي والإقليمي
والدولي، الرسمي والشعبي
والنخبي، مع التوافق أو
الاختلاف، محصورا أو مشروطا بـ"رصد"
شفتي أوباما ويديه، لنراه أو
يراها بعضنا، أين يتحرك وكيف
يتحرك: - بشيء من التواصل جزئيا
ومرحليا في السودان ولبنان.. دون
أن يقطع التواصل مع أعداء
السودان ولبنان. - وبكثير من الإجرام عبر
طائرات دون طيار، لاقتناص من
يريد باسم حرب إرهابية على
الإرهاب، متى يريد وبتواطؤ مَن
"يريد"، ما بين باكستان
والصومال، وفي أرض اليمن
والعراق. - وبقدر كبير من "كلام
جميل" نحو المسلمين وحضارتهم
(التاريخية العتيقة) في مطلع
رئاسته في اسطنبول والقاهرة..
ولكن مع عجز كبير، أو امتناع
مقصود، عن تغيير ما سبق ترسيخه
من تعامل عنصري مع الوجود
الإسلامي في الغرب الأمريكي
والأوروبي. وهم كبير أن نقول: إن عدم تحقيق منجزات
إيجابية في قضايا عربية
وإسلامية خلال العام الأول
لرئاسة أوباما، يعود إلى
التجاوب في العالم الإسلامي أو
عدم التجاوب مع ما طرحه قبل عام!.. إن لغياب إنجازات
إيجابية أسبابا موضوعية، بعضها
يشغلنا كثيرا ولكن قليلا ما
يفيدنا، لغياب أرضية ذاتية
ضرورية من أجل توظيفه، ومن ذلك
الخوض في حقيقة نواياه، وحقيقة
الظروف الداخلية الأمريكية،
وحقيقة ترتيب الأولويات بسبب
أزمة رأسمالية عالمية.. وما شابه
ذلك!.. أما البعض الآخر من تلك
الأسباب فمحوره كلمة "نحن"
وما نصنع ذاتيا أو لا نصنع،
ونكرر أنفسنا بذكر ذلك كلما
تناولنا قضية من القضايا أو
حدثا من الأحداث، ونكرر التساؤل:
ما هي الخطوات العملية
التفصيلية للخروج مما نحن فيه؟.. إنما يأتي التكرار
والتعميم نتيجة كون هذا السبب
بالذات هو السبب المحوري الأول،
لكل ما يتفرع عنه، في جميع
القضايا الكبيرة والصغيرة، ومن
دون مواجهته العملية أولا،
سيتكرر الإحساس بالعجز والقهر،
بعد كل حديث عن قضية أو حدث عبر
الحديث عما قال "الآخر"
بصددها وما صنع!.. لهذا لا بد من التأكيد
على أن مشكلتنا مع "أوباما"
وسواه، ليست مشكلة التجاوب مع
أطروحاته وممارساته أو عدم
التجاوب، بل هي مشكلة التجاوب
مع أنفسنا ومع بعضنا بعضا. إننا نصل إلى هذه
النتيجة التعميمية، مرة بعد
مرة، قضية بعد قضية، مناسبة بعد
مناسبة، ولن يتبدل ذلك، إلى أن
نخطو الخطوة الأولى على طريق
النقلة النوعية الحاسمة
والواجبة: النقلة من الكلام عما
نحتاج إليه، إلى واقع العمل
الفعلي، الفردي والجماعي،
الشعبي والنخبي والرسمي..
وآنذاك فقط تطرح التفاصيل نفسها
علينا بنظارة أخرى لا تحجب
الرؤية، ومعايير أخرى لا تنحرف
بالأقدام والأفكار والسياسات،
كما نستطيع آنذاك أن نوظف "رصد"
ما يقول ويصنع" الآخر في
موضعه على خارطة ما نقول "نحن"
ونصنع!.. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |