-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رائد
صلاح السراج
المنير في أرض الرباط
نبيل شبيب يكاد السجن يكون الموطن
الأصغر للشيخ المجاهد رائد
صلاح، مثلما أصبح موطنه
الفلسطيني السجن الأكبر له ولكل
من يقاوم الاحتلال الاستيطاني
وجرائمه المتوالية.. لا سيما ما
يستهدف منها المقدسات في بيت
المقدس الأسير.. وتكاد تكون
قضبان الهوان والاستخذاء
والتواطؤ حول فلسطين أشد وطأة
عليه وعلى فلسطين وأهلها من
قضبان السجون والمعتقلات داخل
أرضهم. كان في العشرينات من
عمره عندما أدخل السجن (1981م) مع
خطواته الأولى على طريق الجهاد
ضد من وجدهم يوم فتح عينيه على
نور الحياة (1958م) قد استعمروا
أرضه، وشردوا شعبه، ومضوا على
إمعانهم في تنفيذ مخططات
التهويد والتوسع والهيمنة. وارتبط اسم بلدة (أم
الفحم) -التي عُرفت في الانتفاضة
الفلسطينية الأولى باسم أم
النور- باسم رائد صلاح، من قبل
أن يصبح رئيسا لبلديتها عبر
أكثر من جولة انتخابات، مثلما
ارتبط به اسم الحركة الإسلامية
في الداخل الفلسطيني، واسم
مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات،
وعدد آخر من المؤسسات
والمهرجانات والأنشطة المكثفة،
وأصبح -بحق- المرجع الأول للكشف
عن المخاطر المحيقة بالمسجد
الأقصى المبارك، عبر الحفريات
من تحته، والتهويد على أرضه،
وانتشار الفكر العبثي الصهيوني
تخويفا وتضليلا في الأرض
المحيطة بالأرض المباركة. ويعلم الشيخ المجاهد أن
سجنه الآن يستهدف -مع استهدافه
الشخصي- الحركة التي يقودها،
والأنشطة التي تمارسها، فيقول
بوضوح إن الحركة الإسلامية حركة
جماعة لا حركة فرد.. ولن تنكسر
معنوياتها بهذا الحكم. الشيخ المجاهد "هو
روح القدس، وهو فارسها الرمز
الذي لا يتهاوى إلى إعلام، ولا
إلى عظمة شخصية، ولا إلى منافع،
ولا إلى شهرة. جهاده خالص في
سبيل الله، وهو في ذلك يقدم
مختلف أنواع التضحيات من جهد
ووقت ومال ونفس.." كما يقول
الأستاذ الدكتور عبد الستار
قاسم. وقد أصدرت الهيئة
الإعلامية العالمية للدفاع عن
القدس بيانا طالبت فيه كلا من
"منظمة المؤتمر الإسلامي،
وجامعة الدول العربية،
والأمانة العامة للأمم المتحدة
بضرورة التدخل الفوري والحازم
لإيقاف هذا الحكم الجائر.." وتدرك الهيئة دون ريب أن
احتمالات الاستجابة لمطالبها
ضعيفة، فما يجرّئ الإسرائيليين
على صنع ما يصنعون، وملاحقة من
يلاحقون، وتشريد من يشردون،
واغتيال من يغتالون، وتهويد ما
يهوّدون، وتدمير ما يدمّرون..
إنما هو الموات الذي عشعش في
المؤسسات الإقليمية تبعا
للاستخذاء على مستوى معظم دولها
الأعضاء، وهو الانحياز الذي
هيمن على المؤسسات الدولية
العوراء في كل ما يتعلق بحق أو
عدالة أو حتى بالأبعاد
الإنسانية المحضة، طالما ارتبط
ذلك بتحرير أرض كإرض فلسطين
وإنصاف شعب كشعب فلسطين. والأمل الأكبر في
مستقبل آخر هو الأمل المعقود
على الشعوب، على من يتحرك من قلب
هذه الشعوب، وإن ولد -كرائد
صلاح- في عصر الانحطاط.. على من
يواجه طغيان القوة بعزيمة لا
تلين، وعمل لا يفتر، وصوت لا
يغيب، وجهاد لا ينقطع، مستمسكا
بأهدافه الجليلة المشروعة،
وساعيا بكل ما يتاح له من وسائل
لبلوغها.. وعلى طريق يقظة الشعوب
تظهر القيادات والزعامات
الحقيقية، فمسيرة الشيخ
المجاهد هي مسيرة شعب، سجل عبر
الانتفاضة والمقاومة، وعبر
الصمود والتضحيات، مما صنع
القيادات التي تقوم بالتالي
بدورها لتعزيز هذه المسيرة
وتواجه الانحرافات بها عن
طريقها العتيد. ولا ينبغي أن يتسرّب
الشك في أن ما يسري على شعب
فلسطين يسري على سائر الشعوب
العربية والإسلامية الأخرى
أيضا، بل على شعوب العالم
عموما.. وليس من المفارقات فيما
نعايشه في المرحلة الحاسمة
الحالية بمسار قضية فلسطين، أن
يتزامن نبأ صدور حكم (يقال:
قضائي.. وليس لأي موقف أو قول
يصدر عن أي جهة عدوانية مغتصبة
صلة بما تعنيه كلمة القضاء
بمعناها الحقيقي!) مع نبأ آخر من
الأنباء الشريفة المتوالية
التي ارتبطت باسم إردوجان، الذي
بدأت مسيرته مع شعبه، ومسيرة
شعبه معه، تترك بصماتها على وجه
التاريخ المعاصر للمنطقة. لن يكون الشيخ المجاهد
رائد صلاح هو الخاسر في هذه
المعركة.. إنما الخاسر الأكبر في
الدنيا والآخرة، من يرضى لنفسه
الاستخذاء أو التواطؤ، والتحرك
في ذيل عدو أرضه وبلاده بدلا من
مواجهته بما يستطيع، والتحرك في
مواجهة شعبه بدلا من خدمته على
طريق التحرر من كل شكل من أشكال
الطغيان المحلي والدولي على
السواء. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |