-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 26/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


«شخصنة» قضية الاستيطان

عريب الرنتاوي

وفقا لمصادر السلطة الفلسطينية وعلى ذمتها ، فقد خرج الموفد الأمريكي جورج ميتشيل من المقاطعة في رام الله ، يجرجر أذيال الخيبة ، فالرئيس عباس جدد تمسكه بمطلبه (شرطه) تجميد كافة الأنشطة الاستيطانية في الضفة والقدس ، وإن لمدة محدودة ، قبل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 

في تفسير هذه الصلابة التفاوضية المفاجئة ، يحار المراقبون والمحللون السياسييون ، لا سيما وهم يرون "حلفاء السلطة" و"أصدقاء الرئيس" الدوليين والإقليميين ، بمن فيهم "عرب الاعتدال" ، غير سعداء بموقفه هذا ، بل أخذوا يضيقون ذرعا به ، وفقا للمصادر ذاتها.

 

من قائل بأن الأمر برمته ليس سوى "مسرحية" سرعان ما سيسدل الستار عن فصلها الأخير: مائدة مفاوضات يلتف حولها الجميع... إلى قائل بأن الرئيس ، ومن موقع إدراكه لحاجة الأطراف لاستئناف المفاوضات ، يسعى في استخدام ورقة "الاستنكاف" حتى نهايتها ، سعيا لانتزاع أكبر قدر من المكاسب... مرورا بقائل يقول بأن المسألة برمتها ، دخلت في باب "الشخصنة" و"الكبرياء الشخصي" معطوفا على "العوامل الداخلية" التي تجعل التراجع عن المواقف المعلنة ، أمرا محرجا ومكلفا.

 

الرئيس أوباما يبدو من أنصار التحليل الأخير ، فهو اعترف في تصريحات أخيرة ، بأنه أخطأ تقدير "العوامل الداخلية" المقررة لمواقف طرفي الصراع وتوجهاتهما ، وأنه أشاع مناخات من التفاؤل ، سابقة لأوانها ، في محاولة منه للتقليل من شأن إخفاقه في الوفاء بوعده ، وعجزه عن إرغام إسرائيل على القبول بتجميد الاستيطان ، واضطراره للتقهقر أمام تعنت نتنياهو وصلف ليبرمان.

 

الرئيس عباس ، الذي امتطى موجة التفاؤل التي أشاعها أوباما ، بدأ محقا مشوار المطالبة بوقف الاستيطان ، بيد أنه انتهى إلى ما يشبه "البحث عن مخرج" ، والسعي لـ"حفظ ماء الوجه" ، وإلا ما معنى تجميد الاستيطان لمدة خمسة أو ستة أشهر ، وما الذي يمكن أن يحصل خلال هذه الفترة القصيرة التي انقضى نصفها على أية حال ، وكم وحدة استيطانية ستبني إسرائيل خلال هذه المدة ، وما الفرق الذي سيحدثه توقف بهذه المحدودية ، وكيف سيصبح الموقف في حال استئناف الأنشطة الاستيطانية ، وماذا لو كثفت إسرائيل استيطانها بعد الأشهر الستة لتعويض ما فاتها ، بأي منطق ستقاوم السلطة الاستيطان ، وكيف يمكنها حشد موقف دولي وإقليمي ضد التوسع الاستيطاني؟.

 

لقد أفرغت المدة المحدودة التي تطالب السلطة تجميد الاستيطان خلالها ، هذا المطلب من مضمونه ، وإحالته إلى ضرب من الاستجداء والتوسل ، والمؤسف حقا أن "الشريك الإسرائيلي" في عملية السلام ، لم يأخذ هذه "النداءات" و"الاستجداءات" بعين الاعتبار ، وأظهر عدم حساسية مطلقة حيال كل ما يخص "الشريك الفلسطيني" ، بل لقد أظهر استخفافا واستهزاء بهذا الشريك ، الذي يجلس مرتحا فوق قمة الشجرة التي صعد إليها ، وفقا لتعبير نتنياهو.

 

الموقف من الاستيطان يجب أن يكون في "صلب الاستراتيجية الفلسطينية التفاوضية والمقاومة" على حد سواء ، ومعيار جدية موقف السلطة من مسألة وقف (وليس تجميد) الأنشطة الاستيطانية ، يتجلى في المطالبة بوقفها بصورة تامة ودائمة ، وتفكيك ما قام منها على الأرض الفلسطينية ، وعدم الوقوع في شرك التمييز بين "استيطان شرعي" وآخر غير شرعي ، فالاستيطان كله ، وبكل أشكاله ، وأينما تم ، غير شرعي ، وهو عدوان صارخ على الأرض والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

 

المطالبة بتجميد الاستيطان ، يجب أن يقترن باستراتيجية كفاحية متعددة الأوجه والميادين ، تقوم على استنهاض قوى الشعب الفلسطيني بمختلف مرجعياتها ومشاربها ، في إطار وحدة وطنية صلبة ، في إطار منظمة التحرير ، على قاعدة برنامج العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، وبخلاف ذلك ، فإن "التواضع" في تحديد "المهلة الزمنية" المطلوب تجميد الاستيطان خلالها ، ليس سوى تكتيك قصير الأجل ، هدفه حفظ ماء وجه السلطة وليس حفظ حقوق شعبها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ