-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأستاذ
أحمد هنيئا لكم... فتـح
الفتـوح تعالى أن يحيط به
نظم من الشعر أو نثر من
الخطب وأبناء
سورية المشردون يسلمون عليك ...
مركز الشرق العربي بعد
خمس وثلاثين سنة! الدكتور
أحمد نوفل الوطن العربي قطعة من
قلبي، وكل بلد من بلدانه له
محبته الخاصة. ولكل محبة لونها
ومذاقها ونكهتها. قل هذا في كل
بلد. وسوريا من بين بلدان العالم
العربي التي لها في القلب منزل
ومنزلة، كما قال المتنبي: لك يا
منازل في القلوب منازل. على أنني مع هذا لم أكحل
عيني برؤية سوريا منذ (35) سنة!
والجمعة 22/1/10 وقفت على نقطة
"الحدود" وقدمت جواز سفري
فقال الموظف: أنت ممنوع من دخول
سوريا، فلماذا؟ قلت: لا أعرف.
فأنا ممنوع من دخول بلد في الخط
المقابل تماماً هو مصر فلماذا؟
فأنا مرفوض من الشيء ونقيضه.
ولست أعرف حقيقة لماذا، وقلت له:
ولكنها أحوال العالم العربي.
قال: لا بد أن يكون ثمة شيء. قلت:
يقيناً ما ثمة شيء، ولكن المعنى
دائماً يكون في قلب الشاعر. وبعد
اتصالات قيل ادخل لمرة واحدة.
فقلت: ولكني أريدها دائمة،
فسوريا بلدي، وعلمنا منذ نعومة
أظفارنا: بلاد العرب أوطاني،
وعلمنا أن كل العرب إخواني.
وعلمني قرآني: "إنما المؤمنون
إخوة" على كل حال: لقيت سورية
بعد يأس كما قال شوقي: ويا وطني لقيتك بعد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا ومن يوصل بلدان العالم
العربي أن كل بلد محفورة محبته
في سويداء القلب؟ وأن مصابه
يصيبنا في الصميم، وأن ما ثمة من
بلد قصي عن القلب متعصب ضده،
معاذ الله. فماذا نستفيد من هذه
التعصبات؟ ولماذا نختزنها في
نفوسنا؟ لكنه شيطان التفرقة
والتمزيق صنع لنا هذه الحدود
وقدسناها مع الزمن لا ضد العدو
الخارجي وضد الاستهداف
الحقيقي، لا، ولكن ضد بعضنا.
ولست أعني –علم الله- بلداً
بعينه، ولكنها الطامة العامة!
وكما قدس قوم نوح مع الزمن حجارة
فعبدوها، قدس قومنا "الشيك
الفاصل" بين الدول، وصار
الداخل من بلد إلى بلد يحتاج إلى
إجراءات وتعقيدات ومرمطة
وبهدلة وشرشحة. وكم من بلد يردك
بلا شيء، وكم من بلد قد لا يردك
لأنه "لا يردك"! وما هذه
"المقدسات" إن جازت
التسمية إلا صنيعة المستعمر
ودسيسته. وقد استطاعت أوروبا أن
تتجاوز حدود القومية، فهل
نتجاوز نحن حدود "القطرية"
ضمن القومية الواحدة؟ هل لاحظتم
حجم الفارق الحضاري بيننا وبين
الناس؟ ومن نقطة الحدود مباشرة
إلى قاعة "الفيحاء" لحضور
احتفالات مرور سنة على صمود
غزة، وأزيد من عشرين سنة على
انطلاقة حماس.. وكان احتفالاً
مهيباً. وشيئاً لم تنشرح الصدور
بمثله منذ سنين طويلة. وأروع ما
قدم أوبريت انتصار غزة. لقد لفت
أنظار الجميع، والكل كان يراه
أميز ما في فقرات البرنامج. وقد
وضع كلماته شاعر من البريج من
غزة، وأخرجه بعض الهواة، لكنه
كان على أعلى درجة من الإتقان
والأداء الرائع والحرفية أو
الاحتراف. ولقد هز مشاعر الجميع
واستخرج الإعجاب والتصفيق من
أعماقهم.. والدمع من عيونهم
تأثراً من ناحية، وشوقاً إلى
الانتصار من ناحية. ويرحم الله
أياماً طال ترداد الألسن فيها:
"ابنك يقول لك يا بطل هات لي
انتصار"! وما رأينا إلا لحظات
الانكسار، إلا في ندرة لا تعد،
ولكنها حتى هذه لا تكتمل، لا
لعقم في الأمة، معاذ الله، ولكن
لعمق الأزمة، وعقم الأنظمة! وكان من ضمن أهداف
الزيارة سوى كسر الجليد، ورؤية
الشام بعد هذا الزمن المديد، أن
ألقى بعض أصحاب دور النشر في هذا
البلد العريق، فهناك عدد من
الكتب أريد إعادة طباعتها، وعدد
من مشاريع الكتب قيد التنفيذ..
فلقيت منهم محمد عدنان سالم
صاحب واحدة من أقدم وأهم دور
النشر في الشام، رجل في
الثمانين، لكن عقل الشباب أصحاب
التجديد في داخله، وكم سرتني
رؤيته، وكم سرني لقاؤه! والحديث
الشيق الذي أمتعنا به كان من
أهمه ورقة قدمها لمؤتمر القدس
الذي انعقد قريباً في بيروت،
وعنوان ورقته التي طبعها في
كتيب وأهداناه، هو: القدس ملامح
جيل يتشكل. ومن ضمن ما جاء في
كتابه: "لئن كانت دولنا في
مرحلتنا الحضارية الراهنة
عاجزة عن إنتاج السلاح لجيوشها،
فعلام تبدد ثرواتها في تكديس
سلاح لا ينفع"؟! وهي فكرة مالك
بن نبي رحمه الله عن تكديس
الحضارة وإنتاج الحضارة.
والأستاذ سالم من مدرسة مالك.. ومن ضمن أفكاره التي
طربت لها: أن في النحو هناك
الفاعل والمفعول به. وأن أمتنا
في وضعها الراهن في موقع
المفعول دائماً.. والفاعل هو
عدوها.. قتلاً واحتلالاً
وتهجيراً وهيمنة. وكما في النحو
أيضاً فإن الفاعل متى لم يرد
الظهور أناب عنه نائب الفاعل،
فيتحول من مفعول به إلى نائب
فاعل! وضرب المثل ببناء الجدار،
فنحن نبنيه نيابة عن الفاعل
الأساسي والحقيقي في المنطقة
وهو أمريكا و"إسرائيل"!
واستحضر واستذكر المفكر صاحب
دار الفكر جهاده في فلسطين منذ
سنة 48 وجهاده بقلمه حتى اللحظة.. صورة مشرقة عن تفاعل
الشام والعالم العربي مع قضية
فلسطين هذه القضية التي يراد
لها أن تتراجع عن سلم الأهمية
والأولوية ثم تحجز في أضيق
دائرة فتصبح القضية مسؤولية
الممثل الشرعي الوحيد الذي لا
يمثل لا نفسه ولا قضيته.. إن "فلسطنة" القضية
بعد أسلمتها وتعريبها أعظم طعنة
وجهت للقضية. وليت الفلسطنة
وقفت عند حد، فالمنظمة التي
تمثل (على) الشعب الفلسطيني (أو
تمثله كما يزعمون) مختزلة في شخص
(شخصنة القضية) هو الرمز أولاً
ثم الجديد العباسي الذي هو بلا
رمزية ولا كوفية ولا بندقية ولا
صفحات نضالية ولا كاريزما
قيادية.. هل تتخلى القضية عن
عمقها الاستراتيجي لصالح
القضية؟! فعلاً إن شر البلية نقل
القضية من حضن أمتها الإسلامية
والعربية إلى الشخصيات
الكارتونية الكانتونية
الدايتونية الدونية..! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |