-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أبعاد
موقف كندا من الأونروا د.عصام
عدوان ربما كان موقف الحكومة
الكندية بشأن اعتزامها وقف
المساعدات المالية التي تقدمها
لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
(الأونروا) مفاجئاً ومستغرباً،
وفي توقيت خطير ومدروس،
وبمبررات خبيثة. فقد أعلنت
الحكومة الكندية وفقاً لما
أوردته صحيفة ناشيونال بوست
الكندية في السابع والعشرين من
يناير الجاري، بأنها ستوقف
مساعداتها للأونروا بعدما تبين
لها بأن الأونروا في قطاع غزة
تخصص هذه المساعدات لدعم نشطاء
حركة حماس، ولذلك ستقوم كندا
بتحويل هذه الأموال مباشرة
لمشروعات فلسطينية ليس لحماس
سيطرة عليها. كما اتهمت
الأونروا بأن مناهجها
التعليمية تشجع الفلسطينيين
على كراهية إسرائيل. وقد أعربت
إسرائيل عن ارتياحها تجاه هذا
القرار الكندي ورجت أن تحذو دول
أخرى حذوها. فما أبعاد هذا
الموقف الخطير: 1-
تتهم كندا الأونروا بأنها
تدعم نشطاء حركة حماس الذين
تصنفهم أمريكا ضمن قائمة
الإرهاب، أي أن الأونروا متهمة
وفق الرؤية الغربية بأنها تدعم
(الإرهاب)، وعلى الأونروا أن
تدافع عن نفسها. 2-
وفي هذا السياق نذكِّر بأن
الأونروا كانت ولا زالت ترفض
إعادة إعمار بيوت من تستهدفهم
إسرائيل من الناشطين السياسيين
والعسكريين من الفلسطينيين،
وهي بذلك تقدم خدمة مجانية
لإسرائيل لتستمر في عدوانها على
الشعب الفلسطيني، حيث تتواطأ
الأونروا مع إسرائيل في هذا
العدوان بطريقتها. ومع ذلك تدعي
كندا تورط الأونروا بدعم
(الإرهاب). 3-
لا شك أن من أهداف كندا هو
حرمان الأونروا من جزء من
موازنتها السنوية مما سيدفع
الأونروا لتقليص خدماتها التي
تقدمها للشعب الفلسطيني عامة،
حيث تقدم كندا حوالي 13 مليون
دولار بنسبة 2.84% من موازنة
الأونروا للعام 2009/2010، وهي ليست
لقطاع غزة وحده حيث تسيطر حماس.
أي أن هدف كندا ليس فقط حرمان
حماس من أي أموال (قد) تحصل عليها
عبر الأونروا، لكنها تهدف
للتمهيد لتجميد الأونروا
وإلغاء خدماتها للاجئين
الفلسطينيين في محاولة لتصفية
قضية اللاجئين الفلسطينيين
نهائياً بدون عودتهم، وربما
بدون تعويضهم أيضاً. 4-
إن كندا التي وقفت دائماً
إلى جانب إسرائيل، وبالتالي ضد
مصالح الشعب الفلسطيني. ورغم
كونها عضو في الأمم المتحدة
لكنها تتنكر لقرارات الأمم
المتحدة التي أسست الأونروا
لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين
وتتنكر كذلك لحقوق الشعب
الفلسطيني في الدفاع عن نفسه
أمام العدو الذي احتل أراضيه
وطرده منها. 5-
ولم يدَع موقف كندا أي مجال
للوثوق بكندا كراعية للجنة
اللاجئين المنبثقة عن مؤتمر
مدريد والتي عقدت اجتماعاتها في
مدينة أوتاوا الكندية في مايو
1992م. وربما فسَّر هذا الموقف
دواعي اختيار كندا لهذا الملف
تحديداً (أي لتصفيته). 6-
توقيت هذا الإعلان، حيث
تدعي الأونروا سلفاً بنقص
موازنتها وبالتالي اضطرارها
لتقليص خدماتها، وحيث يُفرض
الحصار من كل حدب وصوب على قطاع
غزة، يكون المقصود هو زيادة
الأعباء على لاجئي قطاع غزة في
ظل حكم حماس لدفعهم للانقلاب
عليها، في وقت تتضافر فيه
المؤشرات باقتراب عدوان
إسرائيلي جديد على القطاع؛
كالجدار الفولاذي والجدار
الإلكتروني ووقف الوقود
الصناعي لمحطة الكهرباء
واستمرار الحصار وتقليص خدمات
الأونروا وغير ذلك. 7-
إن موقف كندا سيغدو سابقة
ستتبعها دول أخرى بغرض ممارسة
ضغوط على الفلسطينيين لتقديم
تنازلات مؤلمة، وصولاً لتصفية
قضية اللاجئين الفلسطينيين. إن النظام العربي مطالب
أولاً بالتعويض فوراً عن كل نقص
في ميزانية الأونروا، وثانياً
بالضغط على الدول المتخلية عن
التزاماتها من خلال التضييق على
نشاطاتها الاقتصادية مع الدول
العربية، وثالثاً بالطلب من
الأمم المتحدة بسط الحماية
القانونية على اللاجئين
الفلسطينيين، وفرض موازنة
الأونروا على عاتق الأمم
المتحدة وليس الدول المانحة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |