-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سعي
للسلام أم استعداد لحرب جديدة؟ عريب
الرنتاوي في سعيها لتبرير عزم
بلادها تشديد العقوبات الدولية
المضروبة على إيران، تقدمت
السيدة كلينتون بعذر من النوع
الذي يقال فيه، بأنه "أقبح من
ذنب"، فإيران النووية ستطلق
سباق تسلح نووي في الشرق
الأوسط، وهذا سيعزز الشعور
بالتهديد في إسرائيل، التي قد
تقوم بتوجيه ضربة عسكرية
لإيران، الأمر الذي سيدخل
المنطقة في حالة من انعدام
الأمن والاستقرار، هكذا حرفيا
وبكل خفة. تناست الوزيرة أولا،
بإن إسرائيل هي أول من أدخل
السلاح النووي إلى الشرق
الأوسط، ومنذ أزيد من أربعة
عقود، وأنها واحدة من دوله
القليلة التي رفضت التوقيع على
معاهدة الحد من الانتشار
النووي، رافضة بصورة متكررة،
وبغطاء أمريكي، عرض منشآتها
للتفتيش الدولي، والأهم أنها
الدولة الوحيدة التي تقف
بالمرصاد، لكل قول أو فعل، يسعى
في كسر انفرادها بهذا السلاح،
أو يدعو لجعل الشرق الأوسط
بمجمله، منطقة خالية من أسلحة
الدمار الشامل. وتناست الوزيرة ثانيا،
بأن تقارير استخبارات بلادها،
حول طبيعة البرنامج النووي
الإيراني، ما زالت تشكو نقصا
وتناقضا، بل وتذهب إلى "عدم
ترجيح" وجود برنامج إيراني
نووي لأغراض عسكرية بعد أن توقف
عام 2003، وأن كل ما يجري تداوله،
ليس سوى تكهنات و"تسريبات"
إسرائيلية، أقل كفاءة ومهنية من
تلك التي مهدت للحرب على العراق. والحقيقة أن ما يثير
القلق والحنق في تصريحات السيدة
كلينتون، أنها تتزامن مع حدوث
تطورين هامين: الأول، تصاعد
نغمة التصعيد والتهديد، لكأننا
في المراحل الأخيرة لـ"بناء
سيناريو الحرب إيران"، تماما
مثلما حصل مع العراق غداة الحرب
عليه واحتلاله، فالولايات
المتحدة ( وغيرها من دول الغرب)،
وعلى لسان رئيسها (وغيره من
جنرالاته)، تحذر إيران من
احتمال تعرضها لضربة
إسرائيلية، بدل أن تحذر إسرائيل
من مغبة انتهاك القانون الدولي،
وتمارس ضغطها عليها لمنعها من
مقارفة مغامرة من ها النوع...والولايات
المتحدة تنشر منظومات صاروخية
في أربع من دول الخليج ومياهه
وقبالة السواحل الإيرانية،
فضلا عن إسرائيل، التي تشير
كافة الدلائل إلى أنها أنهت
استعدادتها لتنفيذ سيناريو
الضربة الخاطفة لإيران. أما التطور الهام
الثاني، فهو تزامن تصريحات
كلينتون، وما سبقها ومهّد لها
من "تسريبات" حول طبيعة
البرنامج النووي الإيراني، مع
انهمار "سيل الأكاذيب" في
التحقيقات البريطانية حول
الحرب على العراق، وبصورة
أفقدتنا ما تبقى من ثقة في صدقية
الولايات المتحدة وبريطانيا
فيما خص أحداث وتطورات من هذا
النوع، فقادة "العالم الحر"
يكذبون على شعوبهم أيضا،
وتدفعهم أجندات رخيصة
وانتهازية، ويفبركون الأدلة
ويزورون الشهادات والشهود، ولم
لا يفعلون ذلك، طالما أن كل ما
تحتاجه المعالجة اللاحقة هو
الإقرار بوقوع بعض الأخطاء
المفترقة وإبداء الإحساس
بالأسف لها، من دون اكتراث
للويلات والكوارث التي خلّفها
هؤلاء في الدول والمجتمعات التي
أخضعوها لوابل نيرانهم، وما
يجري في العراق أساسا، شاهد حي
على ما نقول. ثمة نذر تصعيد عسكري
واسع النطاق، تتجمع في أفق
المنطقة، وثمة تلويح غربي
عموما، أمريكي على وجه الخصوص،
بالضربة العسكرية الإسرائيلية
لإيران، لكأن "أزعر الحي"
المزروع في الشرق الأوسط، قد
نُذِرَ للمهام القذرة، ولها
وحدها فقط، وثمة سيناريوهات
تسعى في إلقاء اللائمة مسبقا
على إيران، عن أي حرب إسرائيلية
قادمة على لبنان أو غزة، فحديث
جيمس جونز عن أن إيران قد تلجأ
لحماس أو حزب الله للتخفيف من
أزمتها والخروج من عنق الزجاجة
الذي يعتصرها، يمكن أن يقرأ على
أنه ضوء أخضر أمريكي متجدد
لإسرائيل لاستئناف حرب تموز على
لبنان وسكب المزيد من الرصاص
المصهور على غزة، وكل ذلك تحت
جنح "مهمة ميتشيل ومساعي
إحلال السلام"؟!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |