-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحرب
الصهيونية القادمة مختلفة أ.د.
محمد إسحاق الريفي في 1948
أدت الحرب بين العرب والعصابات
اليهودية والصهيونية إلى إقامة
الكيان الصهيوني على جزء من أرض
فلسطين، وفي 1967 أدت الحرب إلى
توسع رقعة الكيان الصهيوني
واغتصاب القدس والضفة وغزة
والجولان وسيناء وأراض أردنية.
وفي 1973 أدت الحرب بين الكيان
الصهيوني ومصر إلى عقد اتفاق
سلام بينهما، شمل بعد ذلك
الأردن ومنظمة التحرير
الفلسطينية، وحققت إنجازاً
كبيراً للكيان الصهيوني، ونقلة
نوعية للمشروع الصهيوني، لا
يزال العرب والفلسطينيون
يدفعون ثمنها حتى الآن، وحققت
ما عجزت حرب 1956 عن تحقيقه.
وأدت حرب لبنان 1982 إلى
استسلام منظمة التحرير
الفلسطينية، وإجبارها فيما بعد
على الاعتراف بما يسمى (إسرائيل)،
وإلى عقد اتفاقيات أوسلو
المشئومة بينهما، وإقامة سلطة
حكم ذاتي خاضعة للكيان
الصهيوني، لتعمل بمثابة وكيل
أمني له. وأدت
حربا الخليج الثانية والثالثة
إلى إبقاء حالة اختلال التوازن
العسكري الإستراتيجي في
المنطقة لصالح الكيان
الصهيوني، بمنع نهضة العراق
وتطوره العلمي والعسكري
والتكنولوجي.
حققت كل تلك الحروب أهدافها
إلى حد كبير، وكانت نتائجها
لصالح الكيان الصهيوني، وخلقت
حالة يأس وهزيمة في العالم
العربي. وكانت
الحرب الغربية على أفغانستان 2001
بمثابة انطلاق المشروع
الأمريكي لإقامة الشرق الأوسط
الكبير أو الجديد، وإقامة نظام
عالمي جديد. أما
الحرب الصهيونية على لبنان في
2006، والحب الصهيونية على غزة
2008-2009، فقد أدتا إلى هزيمة العدو
الصهيوني في جنوب لبنان وغزة،
وأسقطتا أسطورة الجيش الصهيوني
الذي لا يُقهر، فأصبح جيشاً لا
يَقهر، بل يُقهر، ما أدى إلى
تعاظم حالة المقاومة والممانعة
في منطقتنا العربية
والإسلامية، وصد مشروع الشرق
الأوسط الكبير بقوة أجبرته على
المراوحة في مكانه، وحجم
المشروع الصهيوني وأعاقه، فظل
هو أيضاً يراوح في مكانه، وخلق
حالة جديدة تهدد مصالح الولايات
المتحدة وحلفائها الغربيين في
منطقتنا، بل وتهدد الكيان
الصهيوني ذاته، ولا سيما أن
النظام الرسمي العربي بدأ يتحول
إلى عبئ ثقيل على الإدارة
الأمريكية، وقد يؤدي استمراره
إلى انفجار كبير، يغير المنطقة،
ويطيح بالنفوذ الأمريكي
والمصالح الغربية إلى الأبد،
ويكون بمثابة المسمار الأخير في
نعش الكيان الصهيوني الغشوم. بعبارة
أخرى، كانت حروب الولايات
المتحدة الأمريكية والكيان
الصهيوني على العرب والمسلمين
تهدف إما إلى استكمال مراحل
المشروع الصهيوني وتوسع الكيان
الصهيوني، وإما إلى تحقيق تسوية
استسلامية في منطقتنا على شكل (سلام)
بين الكيان الصهيوني والدول
العربية وإلى تصفية القضية
الفلسطينية، وإما إلى خلق حالة
هزيمة في المنطقة تترعرع في
أجوائها المشاريع
الصهيوأمريكية، وتزدهر، وإما
إلى الحفاظ على تفوق الكيان
الصهيوني على دول منطقتنا،
عسكرياً واقتصادياً
وتكنولوجياً.
أما الحرب الصهيونية
القادمة، فستكون لمنع انفجار في
المنطقة، حتى لا يؤدي إلى
تغييرها تغييراً جذرياً، لصاح
العرب والمسلمين. لذلك
تقف الولايات المتحدة والكيان
الصهيوني إزاء هذه الحالة
العارمة من المقاومة
والممانعة، وإزاء المشروع
النووي الإيراني، موقف الحائر
المذهول، فاستمرار الوضع
الراهن لا يخدم المشاريع
الصهيوأمريكية في منطقتنا، بل
يعيقها ويحول دون تقدمها، وشن
حرب صهيونية جديدة للتخلص من
منظمة حزب الله وحركة حماس من
المحتمل جداً أن يؤدي إلى نتائج
عكسية، ويودي بكل المخططات
الصهيوأمريكية إلى الجحيم،
ويضع حداً نهائياً لاستبداد
النظام الرسمي العربي بالشعوب
العربية. حالة
المقاومة والممانعة هذه،
تغذيها حركة حماس في فلسطين
ومنظمة حزب الله في لبنان،
اللتان هما مصدر حياة لهذه
الحالة، ومصدر تحريض متعاظم
للعرب والمسلمين ضد الكيان
الصهيوني الغشوم والولايات
المتحدة الأمريكية وعملائها في
منطقتنا، وضد مشاريع الهيمنة
الصهيوأمريكية على منطقتنا،
وضد الغربيين عامة، بسبب
انحيازهم الوقح للكيان
الصهيوني، الذي يمثل حربتهم
المغروسة في صدر الأمة العربية،
وينوب عنهم في الحرب الغربية ضد
أمتنا العربية والإسلامية. لذلك
فإن الحرب الجديدة التي سيخوضها
الكيان الصهيونية نيابة عن
الولايات المتحدة وحلفائها
الغربيين، ستستهدف تحديداً
المقاومة الإسلامية في لبنان
وغزة، إضافة إلى قيادات
المقاومة الفلسطينية في لبنان
وسوريا، لإنهاء حالة الممانعة
والمقاومة.
أما إيران، فسيكون للصهاينة
والأمريكيين معها شأن آخر، إذ
لا أظن أن يقدم الكيان الصهيوني
والولايات المتحدة، التي تحرص
دائماً على خداع العرب
والمسلمين، وتضليلهم، على شن
حرب على إيران وسوريا ولبنان
وغزة في آن واحد، وذلك لضمان
تحييد أكبر نسبة من الشعوب
العربية، ولضمان دعم الدول
العربية، خاصة الخليجية،
للولايات المتحدة الأمريكية
خلال الحرب، وبعده. كما أن
ضرب إيران ليس أمراً يسيراً
بالنسبة للكيان الصهيوني، حيث
ستكون ردة الفعل الإيرانية
مدمرة، وتزداد ردة الفعل ومدى
قدرتها على إنهاك الكيان
الصهيوني والولايات المتحدة
والأنظمة الرسمية العربية
المتحالفة معها، أو المنقادة
لها، إذا ما شملت هذه الحرب
سوريا ولبنان وغزة، إضافة إلى
أن نتيجة مثل هذه الحرب ستكون
حتماً ضد الولايات المتحدة
ومصالحها ونفوذها في المنطقة،
وضد الكيان الصهيوني.
ولإدراك هذه الحقيقة، علينا
الرجوع إلى نتيجة إساءة
الولايات المتحدة لتقديراتها
وحساباتها في حروبها على العراق
وأفغانستان، وفي الحروب
الصهيونية الأخيرة على لبنان
وغزة. إذاً،
أتوقع أن تقتصر الحرب القادمة
على لبنان وغزة، كحرب وقائية
استباقية صهيوأمريكية، وتوجيه
ضربات محدودة لسوريا، تستهدف
قادة المقاومة الفلسطينية في
سوريا ولبنان.
وما الاستعدادات الأمريكية
في المنطقة، واستعدادات العدو
الصهيوني، إلا لإرهاب إيران من
مغبة الدخول في المعركة، إضافة
إلى طمأنة أنظمة دول الخليج
العربي. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |